تسبب هجوم من جانب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وإشارته إلى رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، على أنه يمثل الأمل في أيام أفضل من خلال تغريدة على حسابه في «إكس»، في تأجيج التوتر مع أنقرة.
وعلق إمام أوغلو، خلال فعالية في إسطنبول، السبت، على إضافة كاتس إلى منشوره على «إكس» الذي هاجم فيه إردوغان، قائلاً: «قبل الانتخابات (المحلية في 31 مارس/ آذار الماضي)، تحدث شخص ما نيابة عن المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني)، وأثنى علينا، وسألنا هذا الشخص: لماذا فعل ذلك؟». وأضاف: «بالطريقة ذاتها أتساءل: لماذا أدرجني وزير الخارجية الإسرائيلي في تصريح أدلى به؟ لم أستطع أن أفهم هذا، أنا هنا (رئيساً لبلدية إسطنبول) منذ 5 سنوات ونصف السنة، ولم يأتوا حتى لتهنئتي، لا أستطيع التوقف عن التساؤل عن سبب وضع اسمي كوسم في تغريدة الوزير الإسرائيلي... هذه المناورات مثيرة للدهشة».
وهاجم كاتس عبر حسابه في «إكس»، ليل الجمعة - السبت، الرئيس إردوغان، متهماً إياه بأنه «يحول تركيا إلى ديكتاتورية فقط بسبب دعمه لـ(قتلة ومغتصبي حماس)، وهو ما يتعارض مع موقف العالم الحر بأكمله».
وقال كاتس: «فهو (إردوغان) يحجب منصة (إنستغرام)، التي لديها 57 مليون مستخدم في تركيا، ويقطع البث الرياضي لأن رياضياً إسرائيلياً هزم رياضياً تركياً (في أولمبياد باريس)، ويهدد بغزو دولة ديمقراطية (إسرائيل) ليس لتركيا معها صراع عسكري، وقطع العلاقات التجارية، ما يضر بالمصدرين الأتراك بقيمة 6 مليارات دولار سنوياً».
وأضاف أن «إردوغان يأخذ دولة تركية تتمتع بقدرات علمية وثقافية وتكنولوجية واقتصادية ويدمرها، ما يؤدي إلى تآكل إرث أتاتورك، الذي بنى تركيا تقدمية ومزدهرة».
واختتم موجهاً تغريدته إلى رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو: «دعونا نأمل في أيام أفضل».
ورد إمام أوغلو على تغريدة كاتس بإعادة توجيهه إليه... وكتب على حسابه في «إكس»: «أعيد إليك بالضبط هذا التصريح الذي يهين علم الجمهورية التركية ورئيسها... لن نتعلم الديمقراطية والقانون من شخص تلطخت يداه بدماء عشرات الآلاف من الأطفال... نعم، كل شيء سيكون على ما يرام عندما تتحرر فلسطين».
واستخدم إمام أوغلو عبارة: «كل شيء سيكون على ما يرام» في حملته للانتخابات المحلية التي خاضها للمرة الأولى عام 2019، وأصبح شعاراً متداولاً بين الأتراك على أن المستقبل سيكون أفضل.
وقوبل رد إمام أوغلو على كاتس بارتياح كبير بين أنصار حزب «الشعب الجمهوري» المعارض الذين عبروا من خلال آلاف التغريدات على «إكس» عن امتنانهم لرد إمام أوغلو، معتبرين أنه جنب حزبهم حرباً من جانب أنصار حزب «العدالة والتنمية»، فضلاً عن تصريحات من أعضاء الحكومة كانت ستتهم إمام أوغلو والحزب بالوقوف في صف إسرائيل وتجاهل مأساة الفلسطينيين.
ونشرت ذراع الشباب بحزب «الشعب الجمهوري»، الذي ينتمي إليه إمام أوغلو، عبر حسابه في «إكس» رداً على تغريدة كاتس، قائلاً: «لا يمكنك تلويث حزب الشعب الجمهوري وأكرم إمام أوغلو بيديك الملطختين بالدماء، نتمنى لك حظاً سعيداً مع رجب طيب إردوغان في المشاحنات المسرحية بينما تواصلون التجارة معاً وراء الستار».
وينظر إلى إمام أوغلو على أنه الخليفة المحتمل لإردوغان والأعلى حظوظاً في الفوز برئاسة تركيا بالانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 2028، كما تؤكد ذلك استطلاعات الرأي المتعاقبة في تركيا.
وتصاعدت حدة التوتر بين أنقرة وتل أبيب على خلفية إعلان إردوغان الجمعة، يوم حداد وطنياً على رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، واستدعت الخارجية الإسرائيلية القائم بأعمال السفير التركي في تل أبيب، لتوبيخه بسبب تنكيس علم تركيا فوق سفارتها.
وأوقفت تركيا تجارتها المباشرة مع إسرائيل عقب اندلاع الحرب في غزة، وقبل أيام قليلة من اغتيال هنية، لمح إردوغان إلى تدخل عسكري تركي لحماية الفلسطينيين، على غرار التدخل في ليبيا والنزاع في ناغورنو قره باغ بين أذربيجان وأرمينيا، وهدد كاتس الرئيس التركي بأن يلقى مصير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ودعا حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى طرد تركيا من عضويته.
وانتقد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان تصريحات نظيره الإسرائيلي التي استهدف فيها الرئيس رجب طيب إردوغان، واصفاً إياه بـ«المريض».
وقال فيدان، عبر حسابه في «إكس»، ليل الجمعة، إن «يسرائيل كاتس، بدل أن يمارس مهامه وزيراً للخارجية، يجعل بلدنا ورئيسنا باستمرار موضوعاً لأوهامه الخاصة... هذا مرض بكل معنى الكلمة».