فرنسا تدعو رعاياها في إيران إلى مغادرتها «في أقرب وقت»

على وقع تزايد خطر التصعيد العسكري في المنطقة

سيدة إيرانية تحمل صورة لإسماعيل هنية خلال مراسم تشييعه في طهران (أ.ب)
سيدة إيرانية تحمل صورة لإسماعيل هنية خلال مراسم تشييعه في طهران (أ.ب)
TT

فرنسا تدعو رعاياها في إيران إلى مغادرتها «في أقرب وقت»

سيدة إيرانية تحمل صورة لإسماعيل هنية خلال مراسم تشييعه في طهران (أ.ب)
سيدة إيرانية تحمل صورة لإسماعيل هنية خلال مراسم تشييعه في طهران (أ.ب)

دعت فرنسا، الجمعة، رعاياها «الذين لا يزالون في إيران» إلى مغادرة البلد «في أقرب وقت» بسبب «تزايد» خطر حدوث تصعيد عسكري بين إسرائيل وطهران بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية.

وقالت وزارة الخارجية التي لم تحدد عدد مواطنيها المعنيين بهذه التوصية الجديدة: «رسمياً، لا يُنصح المواطنون الفرنسيون بالسفر إلى إيران أياً كان الداعي لذلك»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

واتهمت كلّ من إيران وحركة «حماس» و«حزب الله»، إسرائيل باغتيال إسماعيل هنية بضربة استهدفت مقر إقامته في طهران، الأربعاء، بعد مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.

جاء ذلك بعد ساعات من مقتل القائد العسكري البارز في «حزب الله»، فؤاد شكر، بضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.

وأثار مقتل هنية وشكر مخاوف من اتساع نطاق المواجهة المستمرة بين «حماس» وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وأضافت الخارجية الفرنسية: «بسبب تزايد خطر التصعيد العسكري في المنطقة، ندعو الفرنسيين المارين بإيران والذين لا يزالون فيها إلى المغادرة في أقرب وقت».

وتابعت: «حتى ذلك الحين، إنهم مدعوون إلى إبداء أقصى درجات اليقظة والابتعاد عن كل التظاهرات ومتابعة الوضع ومراجعة الموقع الإلكتروني للسفارة بانتظام».


مقالات ذات صلة

عضلات نتنياهو انتفخت... والنتيجة مخيفة

حصاد الأسبوع تشييع إسماعبيل هنية في طهران قبل مراسم دفنه في قطر (الشرق الأوسط)

عضلات نتنياهو انتفخت... والنتيجة مخيفة

في البيت الأبيض أرشيفات سوداء مليئة بالقصص عن تبجّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على القادة الأميركيين، وأشهرها ما قاله عنه الرئيس الأسبق باراك أوباما قبل نحو عشر سنوات؛ إذ تساءل: «مَن هنا يمثل الدولة العظمى؟». إلا أن جون بايدن، وإن شاطر أوباما في مقت نتنياهو، يتصرف بطريقة مختلفة. إنه يساير. يدلل. وحتى عندما يمارس عليه الضغوط تكون تلك ضغوطاً ناعمة. ويجد نفسه عالقاً في مطبات ومكائد وورطات حربية ووُحُول... فلا يضطر فقط إلى استقباله في البيت الأبيض بعد طول تمنع، ولا يقبل «ببلع ضفدع» وصوله إلى واشنطن تلبية لدعوة من الكونغرس - رغم معارضة الحزب الديمقراطي - بل يصبح شريكاً له، عن رضا أو عن إرغام، في أعمال كثيرة يدفع فيها البشر ثمناً باهظاً وتهدد بحرب لا يريدها أحد. واليوم، الخطر كبير فعلاً... خطر أن تكون الحرب واسعة جداً، ولا يكون بمقدور «الأخ الأكبر» في واشنطن منعها أو تطويقها. مقرّبون من نتنياهو، يقولون إنه «وضع بايدن والإدارة الأميركية كلها تحت إبطه» وطوّعها لصالح سياسة اليمين الإسرائيلي. ويضيفون: «مَن حاول في واشنطن رسم خريطة طريق للإطاحة بالحكومة الإسرائيلية وتنشئة بيني غانتس ليكون رئيس حكومة يطيح نتنياهو، وجد نفسه يسير وراءه. ولكن هذا في خدمة الولايات المتحدة وليس ضدها. فنتنياهو يقود بنجاح أهم معركة ضد الإرهاب في تاريخ الشرق الأوسط». ويؤكد المعجبون بنتنياهو أن هذا هو شعوره هو أيضاً. فهو يعتقد بأن الله حبا الشعب اليهودي وأيضاً الولايات المتحدة بقائد تاريخي سيحدث انعطافاً حاداً في المنطقة لخدمة «العالم الحر» والمعتدلين في الشرق الأوسط. وهو لا يقول هذا الكلام للسيدة سارة أو للمرآة في بيته، بل أيضاً يجاهر به أمام كثير ممّن يلتقيهم هذه الأيام، في واشنطن وفي إسرائيل.

نظير مجلي (القدس)
المشرق العربي الدخان يتصاعد بالقرب من الحدود اللبنانية مع إسرايل عقب قصف إسرائيلي (د.ب.أ)

المرصد السوري»: إسرائيل تضرب مناطق سورية قريبة من الحدود اللبنانية

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الجيش الإسرائيلي ضرب أهدافاً تابعة لـ«حزب الله» يوم الجمعة في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية مبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) (أ.ب)

واشنطن لإرسال المزيد من المقاتلات والسفن الحربية إلى الشرق الأوسط

قالت وزارة الدفاع الأميركية، اليوم، إن الجيش سينشر مقاتلات وسفن حربية إضافية في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا فلسطينيون أثناء عودتهم إلى الجانب الشرقي من خان يونس بعد انسحاب القوات الإسرائيلية (رويترز)

«هدنة غزة»: ما آليات الوسطاء لتفادي «انهيار المفاوضات»؟

بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، فإن الوسطاء «يواجهون مأزقاً كبيراً»، وعليهم «استخدام كافة الآليات التي يملكونها لاستمرار المفاوضات وإنهاء الأزمة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية عمال إيرانيون يعلقون لافتة ضخمة تظهر صورة هنية على حائط في طهران (أ.ب)

رد طهران على اغتيال هنية «في الوقت المناسب»

بدت إيران متحفزة دفاعاً عن روايتها لوقائع اغتيال هنية، وكان الإصرار واضحاً على أن الأمر تم بمقذوف سقط من الجو وليس عبوة مزروعة في محل إقامة الضيف الفلسطيني.

«الشرق الأوسط» (لندن)

إسرائيل تطلب مساعدة «الأصدقاء والحلفاء» لمواجهة هجوم متعدد الجبهات

صورة تعود لـ1 أبريل 2015 خلال اختبار لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي الجديد «مقلاع داود» (رويترز)
صورة تعود لـ1 أبريل 2015 خلال اختبار لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي الجديد «مقلاع داود» (رويترز)
TT

إسرائيل تطلب مساعدة «الأصدقاء والحلفاء» لمواجهة هجوم متعدد الجبهات

صورة تعود لـ1 أبريل 2015 خلال اختبار لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي الجديد «مقلاع داود» (رويترز)
صورة تعود لـ1 أبريل 2015 خلال اختبار لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي الجديد «مقلاع داود» (رويترز)

جنباً إلى جنب مع تهديد إيران بالرد القاسي على أي «هجوم غير متناسب»، كشفت مصادر سياسية في تل أبيب أن الحكومة الإسرائيلية تجري اتصالات مع الدول الصديقة والحليفة لحشد التعاون في مواجهة هجوم متعدد الجبهات.

وفي هذا الإطار جاء اتصال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مع البيت الأبيض؛ حيث أجرى مكالمة مع الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، حول سبل التصدي المشترك لهجوم بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، فأخبره بايدن بأن القوات الأميركية في المنطقة أجرت تجهيزات جديدة لقواتها كي تجهض أي هجوم يهدد إسرائيل، لكنه طلب منه التعاون مع جهود الولايات المتحدة لتخفيف التوتر في المنطقة والامتناع عن الانزلاق لحرب إقليمية.

الرئيس جو بايدن يصافح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في واشنطن (أرشيفية - أ.ب)

وطلب نتنياهو زيادة كميات الأسلحة والذخيرة، وتحرير القنابل الذكية، فوعده بايدن بذلك من دون أن يبدي تحفظاً على القنابل الذكية التي كان قد قرر تأخير إرسالها لإسرائيل.

وقالت المصادر إن بايدن انتقد اغتيال رئيس حركة «حماس»، إسماعيل هنية، وقال له إن هذا الاغتيال لن يساعد على وقف التوتر الحربي، لكنه وعده بوضع القدرات الأميركية لمنع تهديد إسرائيل. وطلب ألا يكون الرد الإسرائيلي على هجوم إيراني، أياً كان، بشكل يقود إلى تصعيد خطير، فأجاب نتنياهو بأنه لن يمر بشكل عادي على هجوم يتسبب في مقتل مدنيين إسرائيليين. وفي أعقاب هذه المكالمة، قالت مصادر أميركية إن بايدن يعتقد أن جميع الأطراف تدرك خطورة الوضع، وليست معنية بإشعال حرب.

نظام «القبة الحديدية» الدفاعي الإسرائيلي (أرشيفية - رويترز)

وقدم الناطق بلسان الجيش، دانيال هغاري، بياناً للصحافة قال فيه إن الجيش يجري تقييمات متتابعة للتطورات وكيفية تجاوب الجبهة الداخلية، وأكد أنه لا توجد تعليمات خاصة في الوقت الحاضر، وأضاف: «لدينا شبكة دفاع قوية جداً مع الحلفاء والشركاء الدوليين الذين قاموا باستعدادات خاصة بهم للمشاركة، ومساعدة إسرائيل في مواجهة التحديات والتهديدات. ودعا إلى اليقظة والالتزام بالتعليمات المقبلة.

وكانت إسرائيل قد أعلنت أنها تستعد لأسوأ الاحتمالات للرد الإيراني على اغتيال هنية، بما في ذلك شن هجمة متعددة الجبهات من طهران ولبنان والعراق واليمن وسوريا وغزة وحتى الضفة الغربية في آنٍ واحد، أو اتباع نهج الرد المنفرد لكل واحدة من هذه الأذرع. ومع أنها تدعي أنها غير معنية بحرب شاملة، فإنها تأخذ في الحسبان خطر التدهور إلى هذا الحد؛ ولذلك، فقد أعلنت عن أكبر حالة استنفار، منذ الرد الإيراني على اغتيال محمد زاهدي في دمشق في أبريل (نيسان) الماضي، وقالت إنها تتوقع أن يكون الرد الإيراني هذه المرة أقسى؛ لأن اغتيال هنية في قلب طهران يعد ضربة جارحة للكرامة الوطنية.

نتنياهو بين وزير الدفاع يوآف غالانت (يسار) ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي (د.ب.أ)

وأكدت أنه جرى نشر بطاريات القبة الحديدية ومقلاع داود وغيرهما من بطاريات الدفاع الجوي، لمواجهة هجوم بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك منطقة تل أبيب، وألغت الإجازات في الجيش وبقية الأجهزة الأمنية، وقلصت حجم حركة الطيران المدني، وأصدرت أوامر إغلاق عشرات المصانع التي توجد فيها مواد خطيرة، وتبعد عن الحدود اللبنانية مسافة تصل حتى 40 كيلومتراً، وقررت تكثيف الدوريات الحدودية مع الضفة الغربية وقطاع غزة، واتخذت إجراءات غير معلنة للجبهة الداخلية ولقوات سلاح الجو.

وعقد نتنياهو جلسة تقدير عميق لنشاط الجبهة الداخلية، ومدى الاستعداد لحالة نشوب حرب. وقال إن إسرائيل لديها جاهزية عالية لكل تطور، في الدفاع والهجوم على السواء.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وسط جنود (أرشيفية - أ.ب)

وعقد المدير العام لديوان رئيس الوزراء، يوسي شيلي (الذي عُيِّن سفيراً في أبو ظبي)، اجتماعاً طارئاً عبر الزووم مع المديرين العامّين لجميع الوزارات، لغرض الإعداد لفتح كل أنظمة الطوارئ الحربية والأماكن المحمية والملاجئ في وقت قياسي في حال وجود إنذارات. وألقى رئيس سلطة الطوارئ الوطني في وزارة الأمن، العميد يورام لاردو، محاضرة حول السيناريوهات المتوقعة لهجوم المحور الإيراني، وعرض مديرو وزارات الداخلية والصحة والمالية والطاقة والمواصلات تقارير عن الاستعداد في وزاراتهم. وقال لهم شيلي إن عليهم ضمان ألا تقع البلاد في حالة هلع. وجرى في الاجتماع فحص نقل المرضى في المستشفيات من الطوابق العليا إلى المناطق الآمنة تحت الأرض. وفحص احتمال انقطاع التيار الكهربائي والعمل في الظلام. كما جرى فحص استعدادات شبكة الهواتف وضمان استمرار عملها. وجرى فحص خطة وزارة المواصلات لجلب إسرائيليين إلى البلاد من الخارج بشكل منظم. وجرى فحص مدى جاهزية مدن مختلفة لاستقبال نازحين من مناطق الحرب. وفحص احتمال النقص في عمال في المصانع الحيوية والحشد لمنع النقص في الغذاء.

وزوّدت المخابرات الإسرائيلية الوزراء بهواتف تعمل بالأقمار الاصطناعية تحسباً لانهيار شبكة الاتصالات.