قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن اللقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والسوري بشار الأسد، قد يُعقد في دولة ثالثة حال الاتفاق عليه، لافتاً إلى أنه ليس هناك شيء ملموس في هذا الصدد حتى الآن.
أضاف فيدان: «إذا عُقد اللقاء، فسيكون في دولة ثالثة غير تركيا وسوريا، لكن لا يوجد شيء واضح أو ملموس حتى الآن... الحوار مع المسؤولين السوريين حول مكان وموعد اللقاء مستمر، لكن لا توجد مواعيد محددة حتى الآن».
وأشار وزير الخارجية التركي، في مقابلة مع صحيفة «صباح»، القريبة من الحكومة التركية، نُشرت الخميس، إلى أن الجانب السوري مستعد لعقد اجتماع دون أي شروط مسبقة، قائلاً: «ما رأيته في اتصالاتي مع الطرف الآخر هو أنهم منفتحون على التفاوض، لا توجد شروط مسبقة تم إبلاغنا بها حتى الآن وإذا كان هناك لقاء فسيُعقد في دولة ثالثة».
وأضاف: «على سبيل المثال، عندما يقال يجب على الجيش التركي أن ينسحب، أقول لهذا السبب هناك حاجة إلى المفاوضات».
ولفت فيدان إلى أن الروس يقولون إنه يجب أن تكون إيران أيضاً على الطاولة، مضيفاً: «كنا نفعل ذلك من قبل، أولويتنا ليست من يجعلنا نلتقي، فهناك من يقول أنا سأجمعكم على الطاولة، ومن يقول، أنا أتوسط، وهما أمران مختلفان وكلاهما له حجم مختلف».
المصالحة مع المعارضة
وعن مستقبل «الجيش الوطني السوري»، الموالي لتركيا، حال عودة العلاقات بين أنقرة ودمشق إلى طبيعتها، قال فيدان، إن «المصالحة مع المعارضة السورية هي مشكلة الحكومة السورية ومهمتها، تركيا تشجع اللقاء، لكن لا تستطيع إجبارهم عليه، ما نريده من الحكومة هو الجلوس مع المعارضة ورؤية المشاكل والبدء في مفاوضات للحل. بالنسبة لنا، فإن خيار التوصل إلى اتفاق مع دمشق وتجاهل المعارضة أمر مستحيل».
والأسبوع الماضي، قال فيدان إن «هناك خطوات يجب أن نتخذها في تركيا بالتعاون مع الدولة السورية، تشمل أمن الحدود ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى عودة اللاجئين بشكل آمن وحرّ، فنحن نتحدث عن دولة خرج منها ملايين الناس، ولا يمكن الحديث عن اقتصاد أو زراعة أو صناعة أو استثمار في بلد أكثر من نصف سكانه لاجئون».
وأضاف: «حتى الآن لا يوجد أي شرط مسبق، أساساً، لدينا بعض القضايا في منظورنا، وهناك بعض القضايا في منظورهم، وإذا كنا سنضع شروطاً لبعضنا قبل أن نتحدث، فليس هناك معنى للحديث أصلاً، فالمحادثات موجودة لحل المشكلات بطريقة حضارية، الناس يتحدثون لحل المشاكل».
وذكر فيدان أن «تركيا دولة قوية لا تبحث عن محادثات بسبب عجز أو يأس، على العكس، ما يدفعها لهذا هو نضجها، ونحن نركّز على تأثيرنا الدبلوماسي وحاجة المنطقة إلى السلام أكثر من التركيز على شيء آخر».
رد على التضليل
في السياق ذاته، نفى مركز «مكافحة التضليل الإعلامي»، التابع لرئاسة دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، ادعاءات متداولة في وسائل الإعلام، تفيد بأن «روسيا سلّمت صناع القرار في أنقرة ودمشق مسودات تتضمن طلبات الطرفين، التي سيتم قبولها ضمن نطاق الأحكام الملزمة للبلدين»، خلال عملية التفاوض لإعادة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها.
وذكر المركز، في بيان عبر حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي، أن «هذه الادعاءات عارية عن الصحة تماماً»، وأن التعليقات والتقييمات التي تناولها الإعلام بشأن مفاوضات جارية حول مجموعة من مسودات نصوص التفاهم خلال مرحلة استئناف مسار الحوار التركي - السوري، «لا أساس لها من الصحة».