بزشكيان يباشر مهامه رسمياً بعد مصادقة خامنئي

المرشد الإيراني طالب بصياغة مقاربة للسياسة الخارجية استمراراً لنهج حكومة رئيسي

كبار المسؤولين الإيرانيين يقفون وراء خامنئي في مراسم المصادقة على رئاسة بزشكيان (موقع المرشد)
كبار المسؤولين الإيرانيين يقفون وراء خامنئي في مراسم المصادقة على رئاسة بزشكيان (موقع المرشد)
TT

بزشكيان يباشر مهامه رسمياً بعد مصادقة خامنئي

كبار المسؤولين الإيرانيين يقفون وراء خامنئي في مراسم المصادقة على رئاسة بزشكيان (موقع المرشد)
كبار المسؤولين الإيرانيين يقفون وراء خامنئي في مراسم المصادقة على رئاسة بزشكيان (موقع المرشد)

بدأ مسعود بزشكيان مهامه الرئاسية بعد تنصيبه رسمياً من قبل المرشد علي خامنئي، ما يسمح للسياسي الإصلاحي وجراح القلب بتولي مسؤولية بلد أضعفته العقوبات الاقتصادية بسبب برنامجه النووي.

وفاز بزشكيان بانتخابات مبكرة أعقبت مقتل الرئيس المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي. وفي أول خطوة لتشكيل حكومته، أصدر مرسوماً بتعيين هوية نائبه الأول، الإصلاحي محمد رضا عارف الذي تولى المنصب 8 سنوات في عهد الرئيس الأسبق محمد خاتمي.

واستقر بزشكيان وفريقه في مقر الرئاسة الإيرانية، قبل يومين من أداء اليمين أمام البرلمان، ذات الأغلبية المحافظة. وأقيمت مراسم المصادقة على تولي بزشكيان 69 عاماً، مهام الرئاسة في مقر المرشد الإيراني علي خامنئي، الذي صادق على مرسوم الرئاسة بموجب المادة 110 من الدستور.

وأفادت وسائل إعلام رسمية بأن 2500 مسؤول مدني وعسكري، شاركوا في مراسم تنصيب الرئيس التي بدأت بقراءة مرسوم الرئاسة، من قبل محمد غلبايغاني مدير مكتب المرشد الإيراني. وجاء في المرسوم الموقع من خامنئي: «تكريساً لإرادة الشعب العظيم، أنفّذ أصواتهم في اختيار الشخصية الحكيمة، الصادقة، الشعبية والعالمة (...) وأقلّده منصب رئاسة جمهورية إيران الإسلامية»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضاف: «أذكركم بأن تصويت الشعب وتصديقي له سيستمر ما دام نهجه مستمراً في اتباع الطريق المستقيم للإسلام والثورة».

ووضعت صورة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي على مقعد خلف المرشد الإيراني، حيث وقف رئيس السلطتين القضائية غلام حسين محسني إجئي، والتشريعية، محمد باقر قاليباف، ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، صادق لاريجاني، والقائم بأعمال الرئاسة محمد مخبر، بالإضافة إلى رئيس مجلس صيانة الدستور، أحمد جنتي.

وعرضت صورة رئيسي مرات عدة على التلفزيون الرسمي. وتلا وزير الداخلية أحمد وحيدي تقريراً عن الانتخابات الرئاسية.

بزشكيان يستمع إلى خامنئي (موقع المرشد)

توصيات خامنئي

بدوره، حضّ خامنئي الحكومة المقبلة على مراعاة «حساسيات البرلمان»، وحذر من الخلافات الداخلية، قائلاً: «لا ينبغي أن يستمر الجدل خلال فترة الانتخابات بين الأشخاص». وقال إن أولوية المجتمع اليوم هي «القضايا الاقتصادية» وقال: «يجب ألا تتوقف أي قضية داخلية بسبب القضايا الخارجية»، وأكد في الوقت نفسه على «حساسيته» تجاه القضايا الثقافية.

وبشـأن السياسة الخارجية، دعا إلى صياغة مقاربة «نشطة وفعالة»، في ظل مواجهة الأوضاع الإقليمية. وأضاف في السياق نفسه: «يجب أن نكون ممتنين للدول التي دعمتنا في أوقات الضغوط». ودعا في نفس السياق إلى إعطاء الأولوية للدبلوماسية في التعامل مع دول الجوار والدول الآسيوية والأفريقية.

وانتقد خامنئي الدول الأوروبية لـ«تصرفها السيئ تجاهنا» من خلال تبني العقوبات، وحظر النفط، واتهام إيران بانتهاكات حقوق الإنسان.

لكنه حاول التهدئة، قائلاً: «نحن لا نعادي أوروبا، إذا غيرت نهجها (السلبي) في السنوات الأخيرة، فإن العلاقة مع أوروبا ستكون أولوية بالنسبة لنا».

وطلب من الحكومة إعلان مواقف إيران من الأحداث العالمية «بصراحة»، وطالب باستمرار نشاطات وزير الخارجية السابق حسين أمير عبداللهيان الذي لقي حتفه في حادث تحطم مروحية الرئيس.

ودافع خامنئي عن «الديمقراطية» في ظل الحكم الثيوقراطي، منتقداً فترة الشاه محمد رضا بهلوي، ووصفها بأنها فترة «عدم الاستقرار والذل والانفعال»، وزعم أن «ثورة 1979 منحت الناس الحق في التدخل في شؤون البلاد».

من جانبه، أشاد بزشكيان بالجنرال قاسم سليماني، العقل المدبر لأنشطة «الحرس الثوري» الإيراني في المنطقة، الذي قُتل في هجوم بطائرة أميركية دون طيار عام 2020.

قائد «فيلق القدس» إسماعيل قاآني يتحدث إلى برويز فتاح، رئيس لجنة «تنفيذ أمر الإمام» والمنسق العام للجيش حبيب الله سياري المرشح لمنصب وزارة الدفاع (موقع خامنئي)

وتعهد بزشكيان مجدداً بـ«تنفيذ السياسات العامة للقيادة»، وأكد من جديد وعده باتباع سياسة خارجية «بناءة وفعالة»، وتعزيز سيادة القانون، وتقديم فرص متساوية للمواطنين، ودعم العائلات وحماية البيئة، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، وشدد على أنه يحمل على عاتقه «المسؤولية الجسيمة»، مشيراً إلى «ضرورة إصلاح البلاد»، وقال إنه سيعمل على تشكيل «حكومة وفاق وطني». وقال: «أشكر لطف وتدبير المرشد الذي فتح المجال لمشاركة فعالة للشعب وتنافس التوجهات السياسية المختلفة في الانتخابات».

وأكد أن «مجتمعاً متماسكاً يمكن أن يخلق مجتمعاً وحكومة قويين، وإذا قبلنا بالرؤية، ونفذنا السياسات العامة للقائد فسنصبح الأفضل والأعلى». وأضاف أن «هذا التماسك يمكن أن يصل بنا إلى المكانة التي نستحقها إذا وضعنا جميع الخلافات جانباً، وتحركنا في إطار السياسة».

وحضر المراسم الرئيس الأسبق حسن روحاني، وحسن خميني، حفيد المرشد الأول (الخميني)، والمرشحان الرئاسيان، سعيد جليلي وعلي رضا زاكاني، ورئيسا البرلمان السابقان، علي لاريجاني، وعلي أكبر ناطق نوري. وكان لافتاً غياب الرئيسين السابق، محمد خاتمي، والمحافظ محمود أحمدي نجاد.

الرئيس السابق حسن روحاني يتوسط رئيسي البرلمان السابقين علي لاريجاني وعلي أكبر ناطق نوري، ويبدو حسن خميني إلى جنب مرشح الرئاسة علي رضا زاكاني وفي يمين الصورة المرشحان سعيد جليلي وأمير حسين قاضي زاده هاشمي (موقع المرشد)

النائب الأول

وانتهت مراسم المصادقة بعد خطاب خامنئي، وقام محمد مخبر بتسليم مكتب الرئاسة للرئيس الجديد. وبعد المراسم، تسلّم بزشكيان مقر الرئاسة من مخبر.

وفي وقت لاحق، الأحد، أعلن بزشكيان تعيين محمد رضا عارف (73 عاماً) نائباً أول للرئيس، وفق ما أعلن الإعلام الرسمي، وهو منصب سبق له أن تولاه في عهد خاتمي (1997 - 2005).

بزشكيان ومحمدرضا عارف في اجتماع مشترك مع حكومة رئيسي اليوم (الرئاسة الإيرانية)

وقال بزشكيان في مرسوم تعيين عارف: «الميثاق المشترك بيننا هو وثيقة الرؤية، السياسات العامة والخطة السابعة للتنمية، والتي يجب أن توضع على جدول الأعمال بكل الجهود، وجلب مشاركة وتعاون الجميع، واستخدام جميع الإمكانات».

وسبق لعارف (72 عاماً) تولي مهمات عدة منها وزارة الاتصالات، وتمثيل طهران في البرلمان، ورئاسة جامعة طهران. وكان عارف رئيساً لـ«جبهة الإصلاحات» الهيئة التنسيقية للتيار الإصلاحي.

كما أصدر مرسوماً ثانياً بتعيين محسن حاجي ميرزايي مديراً لديوان الرئاسة الإيرانية. وكان حاجي ميرزايي، وزيراً للتعليم والتربية في حكومة حسن روحاني الأولى.

تشكيل الحكومة

كان بزشكيان قد قال خلال مقابلة صحافية نشرها، الجمعة، موقع المرشد، إنه «قام بمراجعة التشكيلة النهائية للحكومة بمساعدة اللجنة الاستشارية، ومن ثم سيتوجه في المرحلة الأخيرة إلى خامنئي، وبالتنسيق والتشاور معه سيصل إلى خلاصة نهائية بشأن تشكيلة الحكومة».

ولفت إلى تسلُّمه قوات من التيارات الإصلاحية والمحافظة والمستقلة، وأكد أن فريقه يعمل على تصفيتها للوصول إلى 4 أو 5 مرشحين لكل منصب، قبل أن يعرضها على خامنئي.

ظريف يجلس وسط مشاركين في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (فرارو)

وأوضح رئيس اللجنة التوجيهية، محمد جواد ظريف أنه «لن يجري إرسال أقل من 8 أسماء لأي منصب»، وطلب من الإيرانيين عدم الالتفاف إلى «الأخبار المفبركة» حول تسمية الوزراء.

وقال ظريف عبر منصة «إكس» إن بزشكيان حصل على نتائج عملية فحص المرشحين للوزارات، فجر الأحد، في أعقاب اجتماعات مكثفة جرت، يومي الجمعة والسبت. وقال ظريف: «لا تزال هناك بعض الوزارات والمؤسسات المتبقية».

ضغوط دولية

في هذه الأثناء، وعد محمد باقر قاليباف في تصريح نشره موقع خامنئي، بأن البرلمان سيتفاعل «بأكبر قدر» مع حكومة بزشكيان، معرباً عن أمله في أن تتولى الحكومة الجديدة المسؤولية في أسرع وقت بعد نيل ثقة البرلمان لبدء عملها.

وقال كمال خرازي رئيس اللجنة الاستراتيجية للعلاقات الخارجية التابعة لمكتب المرشد الإيراني، للتلفزيون الرسمي إن المرشد «يعتقد أننا بحاجة لحكومة لا يوجد فيها أي خلافات، تحظى بقبول الجميع، وتكون محل ثقة وطنية حتى تتمكن من أداء عملها بشكل صحيح».

وأضاف: «الثقة بين بزشكيان والمرشد هي أساس مهم جداً يجب أن يترجم في تشكيل الحكومة، ويجب تعزيز هذه الثقة حتى تتمكن من القيام بواجباتها الجسيمة في هذه الفترة الصعبة والمليئة بالتحديات».

وأكد خرازي: «نحن في فترة تتعرض إيران فيها لضغوط دولية كبيرة جداً، والعقوبات أحد هذه الضغوط التي نرى أثرها في حياة الناس... يجب أن تكون هناك حكومة وطنية لحل هذه المشكلة».

من جانبه، قال الرئيس الأسبق حسن روحاني للتلفزيون الرسمي: «يجب أن ينفذ بزشكيان الوعود التي قدمها للشعب... وعليه أن يراعي مطالب الشعب».

محسوب على الإصلاحيين

بزشكيان أول شخصية محسوبة على التيار الإصلاحي تتولى رئاسة الجمهورية في إيران منذ نهاية عهد محمد خاتمي في عام 2005، علماً بأن الكلمة الفصل في السياسات العليا للدولة تبقى في يد المرشد، وهو منصب يتولاه خامنئي منذ نحو 35 عاماً.

ويبدأ بزشكيان ولاية من 4 أعوام بعدما تفوّق في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في الخامس من يوليو (تموز)، على المحافظ المتشدد سعيد جليلي.

وحصل بزشكيان (69 عاماً) على أكثر من 16 مليون صوت، أي ما نسبته نحو 54 في المائة من إجمالي عدد المقترعين الذي ناهز 30 مليوناً. وبلغت نسبة المشاركة في الدورة الثانية 49.8 في المائة، في حين أن المشاركة كانت 39.9 في المائة في الدورة الأولى، وهي الأدنى في تاريخ الانتخابات الرئاسية في إيران.

وكان بزشكيان الإصلاحي الوحيد الذي منحه مجلس صيانة الدستور الأهلية لخوض الانتخابات الرئاسية، وتنافس مع 5 من المحسوبين على التيار المحافظ أبرزهم جليلي ورئيس مجلس البرلمان محمد باقر قاليباف.

ولا يتمتع رئيس الجمهورية في إيران بصلاحيات مطلقة، لكنه يترأس المجلس الأعلى للأمن القومي، والسلطة التنفيذية (لا منصب لرئيس الوزراء في البلاد)، وهي إحدى السلطات الثلاث إلى جانب التشريعية والقضائية. ويؤدي دوراً أساسياً في توجيه الحكومة وسياساتها الخارجية والداخلية إلا أن رأس الدولة وصاحب الكلمة الفصل في سياساتها العليا هو المرشد.


مقالات ذات صلة

كان يفصل بينهما جدار... لقاءات لم تتحقق بين رؤساء أميركا وإيران

شؤون إقليمية صورة مركبة للمرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

كان يفصل بينهما جدار... لقاءات لم تتحقق بين رؤساء أميركا وإيران

ما يدعو إليه اليوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب للقاء المرشد الإيراني علي خامنئي، «حدث تاريخي» لم يتحقق منذ عقود، حتى قبل قيام «الثورة» عام 1979.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب) play-circle

ترمب «لم يمنع» إسرائيل من مهاجمة إيران... و«منفتح» على لقاء خامنئي

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم (الجمعة)، أنه منفتح على لقاء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أو المرشد الإيراني علي خامنئي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية المتحدث باسم «الخارجية» الإيرانية إسماعيل بقائي خلال مؤتمر صحافي (الوزارة) play-circle

إيران: العقوبات الأميركية تناقض الحوار مع واشنطن

قالت طهران إن العقوبات الأميركية الجديدة على قطاع الطاقة تُظهر غياب الجدية والنيات الحسنة لدى واشنطن في مسار الحوار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية عراقجي يجري مباحثات في بكين مع دينغ شيويه شيانغ النائب الأول لرئيس الوزراء الصيني (الخارجية الإيرانية)

إيران تبحث عن دعم صيني في خضم المفاوضات مع واشنطن

أطلع وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، مسؤولين كباراً في الصين على مسار المفاوضات مع الولايات المتحدة بوساطة عُمانية قبل جولة السبت المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن - بكين)
تحليل إخباري جدارية مناهضة للولايات المتحدة في وسط طهران... 13 أبريل الحالي (أ.ب) play-circle

تحليل إخباري هل تفكك محادثات «الخبراء» عقدة الملف النووي الإيراني؟

تنتقل مفاوضات واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي الإيراني، الأربعاء، إلى «مستوى الخبراء»، في مؤشر على تسارع وتيرتها وفق محللين.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن)

قوات الأمن توقف 210 من عناصر «داعش» في عمليات بأنحاء تركيا

جانب من إحدى العمليات الأمنية ضد عناصر «داعش» في إسطنبول (الداخلية التركية - «إكس»)
جانب من إحدى العمليات الأمنية ضد عناصر «داعش» في إسطنبول (الداخلية التركية - «إكس»)
TT

قوات الأمن توقف 210 من عناصر «داعش» في عمليات بأنحاء تركيا

جانب من إحدى العمليات الأمنية ضد عناصر «داعش» في إسطنبول (الداخلية التركية - «إكس»)
جانب من إحدى العمليات الأمنية ضد عناصر «داعش» في إسطنبول (الداخلية التركية - «إكس»)

ألقت قوات الأمن التركية القبض على العشرات من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي ممن نشطوا في صفوفه، وقاموا بأنشطة للتمويل في حملة شملت العديد من الولايات في أنحاء البلاد.

وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، الجمعة، إن قوات الأمن التركية اعتقلت 210 عناصر على صلة بتنظيم «داعش» الإرهابي، في حملات جرى تنظيمها خلال الأسبوعين الماضيين في 49 ولاية، ضمن عملية تستهدف التنظيم الإرهابي.

وأضاف يرلي كايا، عبر حسابه في «إكس» أنه بالتنسيق مع مكتب المدعي العام الرئيسي، ورئاسة جهاز المخابرات، وقسم الاستخبارات والأمن في المديرية العامة للأمن، ونتيجة الدراسات التي أجرتها أقسام الشرطة الإقليمية، تم القبض على هذه العناصر في 49 ولاية بينها إسطنبول.

وأرفق يرلي كايا، الذي ذكر أن المعتقلين يُشتبه في أنهم أعضاء بتنظيم «داعش» أو قدموا دعماً مالياً لمسلحيه، مقطع فيديو يُوثق تجهيز القوات الأمنية وانطلاقها من مقراتها مع ساعات الفجر ووصولها إلى الأماكن المستهدفة واقتياد المطلوبين بعد اقتحام أماكن إلى المراكز الأمنية.

وجاءت هذه الحملة بعد أقل من شهر من إلقاء قوات الأمن التركية القبض على 47 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي في عمليات متزامنة في 22 ولاية بأنحاء البلاد. وقال يرلي كايا إنهم من العناصر التي ساعدت التنظيم الإرهابي، وقدمت له التمويل ومارست أنشطة الدعاية والترويج له من خلال حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي.

وتم خلال هذه العمليات ضبط عدد كبير من الوثائق التنظيمية والمواد الرقمية العائدة إلى تنظيم «داعش» الإرهابي.

وتُكثف أجهزة الأمن التركية، خلال الفترة الأخيرة، عملياتها على كوادر التمويل والدعاية والترويج لـ«داعش».

وتُنفذ أجهزة الأمن التركية حملات مستمرة تستهدف عناصر وخلايا تنظيم «داعش» الإرهابي، أسفرت عن ضبط العديد من كوادره القيادية، وكذلك مسؤولو التسليح والتمويل والتجنيد.

وأدرجت تركيا تنظيم «داعش» على لائحتها للإرهاب عام 2013، وأعلن التنظيم مسؤوليته، أو نُسب إليه تنفيذ هجمات إرهابية في الفترة من 2015 إلى مطلع 2017، أسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة العشرات.

ومنذ هجوم نادي «رينا» الليلي في إسطنبول، الذي نفذه الداعشي الأوزبكي عبد القادر مشاريبوف، المكنى «أبو محمد الخراساني» ليلة رأس السنة الجديدة 2017، تُكثف السلطات التركية عملياتها ضد «داعش»؛ حيث تم القبض على آلاف من عناصر التنظيم وترحيل المئات ومنع آلاف من دخول البلاد.