السلطات الإيرانية تعدم سجيناً سياسياً كردياً بعد 15 عاماً على اعتقاله

منظمات حقوقية: محاكمة غير عادلة

شعار «لا للإعدام في إيران» على برج إيفيل في باريس (أ.ف.ب)
شعار «لا للإعدام في إيران» على برج إيفيل في باريس (أ.ف.ب)
TT

السلطات الإيرانية تعدم سجيناً سياسياً كردياً بعد 15 عاماً على اعتقاله

شعار «لا للإعدام في إيران» على برج إيفيل في باريس (أ.ف.ب)
شعار «لا للإعدام في إيران» على برج إيفيل في باريس (أ.ف.ب)

قالت مجموعات حقوقية إن السلطات الإيرانية نفذت الخميس حكم الإعدام بحق السجين السياسي الكردي كامران شيخه، بتهمة «الحرابة»، و«الإفساد في الأرض» بعد 15 عاماً على اعتقاله، قضية مرتبطة بمقتل رجل دين في عام 2008.

وأُعدم شيخه في سجن أرومية شمال غربي إيران، حسبما ذكرت منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرّها النرويج، ووكالة «هرانا» لنشطاء حقوق الإنسان التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها.

واعتُقل شيخه في عام 2009، وأصدرت محكمة «الثورة» المعنية بالقضايا السياسية، برئاسة القاضي محمد مقيسه، حكماً بإعدامه مع ستة آخرين، جرى تنفيذ الحكم بحقهم جميعاً، في إعدامات منفصلة بين نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 ومايو (أيار) 2024.

وقالت منظمة العفو الدولية إنهم حُكم عليهم بالإعدام «في محاكمة غير عادلة بشكل كبير» تخللها «التعذيب وسوء المعاملة الأخرى»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وصفت منظمة حقوق الإنسان في إيران، شيخه بأنه «سجين سياسي» وحُكم عليه بالإعدام «بناءً على اعترافات تحت بالتعذيب في محاكمة غير عادلة بشكل كبير».

وقال مدير المنظمة محمود أميري مقدم إن الإعدام «كان غير قانوني وفقاً للقانون الدولي وقوانين الجمهورية الإسلامية نفسها؛ مما يشكل عملية قتل خارج نطاق القضاء».

وقالت «هرانا» إن الإجراءات كانت تتعلق بمقتل إمام مسجد في مدينة مهاباد شمال غربي البلاد في سبتمبر (أيلول) 2008. تم اعتقال شيخه والستة الآخرين في يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) 2010 وأصدرت محكمة «الثورة» في طهران برئاسة القاضي محمد مقيسه، حكماً عليهم بالإعدام في عام 2018. وفي فبراير 2020، أيَّدت المحكمة العليا حكم الإعدام.

يقول النشطاء إن استخدام إيران عقوبة الإعدام يستهدف بشكل غير متناسب المنتمين إلى المجموعات القومية، بما في ذلك العرب والكرد والبلوش في غرب وجنوب شرقي إيران.

في إحدى أحدث الحالات، قالت مجموعات حقوقية إن محكمة الثورة في طهران حكمت بالإعدام على بخشان عزيزي، وهي امرأة كردية محتجزة في سجن إيفين بالعاصمة، بتهمة «التمرد».

وتقول المنظمات الحقوقية إن بخشان كانت ناشطة مدنية تعمل في مجال الإغاثة الإنسانية في شرق سوريا.

في وقت سابق من هذا الشهر، حكمت السلطات الإيرانية بالإعدام على امرأة كردية أخرى، شريفة محمدي، بتهم مماثلة تتعلق باتهامات بالانتماء إلى منظمة كردية محظورة.

وحذَّرت منظمة حقوق الإنسان في إيران من أن إعدام شيخه هو جزء من موجة جديدة من الإعدامات في إيران؛ مما يشير إلى نهاية فترة توقف ظاهرة تزامنت مع الانتخابات الرئاسية المفاجئة قبل أسابيع عدة. وقالت مجموعة حقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 20 شخصاً تم إعدامهم منذ يوم السبت.

وصل عدد الإعدامات في إيران إلى 853 في عام 2023، وهو أعلى رقم مسجل منذ عام 2015، ويشكل زيادة بنسبة 48 في المائة عن عام 2022 في أعقاب احتجاجات مهسا أميني.

استمرت الزيادة في تنفيذ أحكام الإعدام في عام 2024، حيث تم تسجيل ما لا يقل عن 95 إعداماً حتى 20 مارس (آذار)، حسب منظمة العفو الدولية.


مقالات ذات صلة

جمال مصطفى: الرئيس قال «عبد الكريم قاسم نزيه لكن الحزب كلفنا باغتياله»

خاص شغل الدكتور جمال مصطفى السلطان منصب السكرتير الثاني للرئيس صدام حسين وهو متزوج من ابنته حلا play-circle 02:19

جمال مصطفى: الرئيس قال «عبد الكريم قاسم نزيه لكن الحزب كلفنا باغتياله»

يؤكد جمال مصطفى السلطان أن الرئيس صدام رفض اغتيال ضيفه الخميني، ويعتبر تسمية «الكيماوي» ظلماً لعلي حسن المجيد.

غسان شربل
شؤون إقليمية مجلس الأمن يصوت بالإجماع على القرار «2231» بعد أسبوع على توقيع الاتفاق النووي بفيينا في 20 يوليو 2015 (أرشيفية - الأمم المتحدة)

«سناب باك»... إيران تواجه شبح العقوبات الأممية

لوّحت بريطانيا، الأحد، بتفعيل آلية «سناب باك» لمواجهة الخروقات الإيرانية في الاتفاق النووي لعام 2015؛ ما يعرض طهران لخطر العودة التلقائية إلى العقوبات الأممية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي السوداني مع الرئيس الإيراني خلال زيارة في سبتمبر الماضي (رئاسة الوزراء العراقية)

العراق... فقدان 5500 ميغاواط من إمدادات الكهرباء

أعلنت وزارة الكهرباء العراقية الأحد عن فقدان منظومة الكهرباء لـ5500 ميغاواط بسبب توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل.

فاضل النشمي (بغداد)
شؤون إقليمية صورة نشرتها وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» لعلي لاريجاني مستشار المرشد الإيراني

علي لاريجاني: إيران تجهز الرد على إسرائيل

قال علي لاريجاني، أحد كبار مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم (الأحد)، إن طهران تجهز لـ«الرد» على إسرائيل.

شؤون إقليمية صورة نشرتها «الخارجية الإيرانية» من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير الأسبوع الماضي

إيران وأوروبا تجتمعان لمحادثات نووية في جنيف الجمعة

تعتزم إيران إجراء محادثات نووية مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي يوم 29 نوفمبر (تشرين الثاني) في جنيف.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

لاريجاني: تحضيراتنا مستمرة للرد على إسرائيل

صورة نشرتها «الخارجية الإيرانية» من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير الأسبوع الماضي
صورة نشرتها «الخارجية الإيرانية» من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير الأسبوع الماضي
TT

لاريجاني: تحضيراتنا مستمرة للرد على إسرائيل

صورة نشرتها «الخارجية الإيرانية» من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير الأسبوع الماضي
صورة نشرتها «الخارجية الإيرانية» من لقاء الوزير عباس عراقجي وعلى يمينه المتحدث إسماعيل بقائي مع رؤساء التحرير الأسبوع الماضي

أكد علي لاريجاني، أحد كبار مستشاري المرشد الإيراني علي خامنئي، أمس، استمرار التحضيرات لهجوم ثالث على إسرائيل، وذلك بعد تراجع نسبي في تهديدات طهران بتوجيه رد انتقامي.

وشنت إسرائيل ضربات في 26 أكتوبر (تشرين الأول) على مواقع في إيران رداً على هجوم صاروخي إيراني استهدفها في الأول من الشهر نفسه، انتقاماً لاغتيال حسن نصر الله وقياديين آخرين في غارات إسرائيلية.

وقال لاريجاني لوكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» إن «المسؤولين العسكريين يدرسون خيارات مختلفة للرد على إسرائيل»، مضيفاً: «ينبغي ألا عدم تداولها إعلامياً، لأنها تتعلق بالأمن القومي، وتتطلب الدقة والحفاظ على بعض السرية». وكشف أنه حمل رسالةً خطيةً من المرشد علي خامنئي إلى الرئيس السوري بشار الأسد، وأخرى إلى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، موضحاً أن الرسالتين «عكستا دعم إيران المستمر لـ(محور المقاومة)»، ولقيتا «استجابة إيجابية».