محادثات نووية «غير مباشرة» بين واشنطن وطهران

باقري كني: التفاوض عبر سلطنة عمان سري ولا يمكن الحديث عن تفاصيله

صورة نشرتها «الخارجية الإيرانية» من استقبال باقري كني لوزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي
صورة نشرتها «الخارجية الإيرانية» من استقبال باقري كني لوزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي
TT

محادثات نووية «غير مباشرة» بين واشنطن وطهران

صورة نشرتها «الخارجية الإيرانية» من استقبال باقري كني لوزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي
صورة نشرتها «الخارجية الإيرانية» من استقبال باقري كني لوزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي

أكد القائم بأعمال وزير الخارجية في إيران، الخميس، أن بلاده تجري محادثات نووية غير مباشرة مع الولايات المتحدة، عبر سلطنة عمان.

ويعد تصريح الوزير علي باقري كني هو الأول من نوعه بعد أيام قليلة فقط من انتخاب الإصلاحي مسعود بزشكيان رئيساً للبلاد، والذي كان قد دعا إلى «الانفتاح ومد يد الصداقة مع الجميع».

نقلت صحيفة «اعتماد ملي» الإيرانية عن باقري كني قوله إن إيران ما زالت تجري محادثات نووية غير مباشرة مع الولايات المتحدة عبر سلطنة عمان. وجاءت تعليقات باقري كني بعد تصريحات لمتحدث باسم البيت الأبيض الاثنين الماضي، قال فيها إن الولايات المتحدة ليست مستعدة لاستئناف المحادثات النووية مع إيران في عهد الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان.

من جهتها، قالت الخارجية الأميركية، إنها لا تتوقّع أي تغيير في سياسة إيران بعد انتخاب بزشكيان، معتبرة أن هذا التطوّر لا يعزز احتمالات استئناف الحوار.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في تصريح للصحافيين: «لا نتوقّع أن يقود هذا الانتخاب إلى تغيير جوهري في توجهات إيران وسياساتها».

بزشكيان وحليفه وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف خلال الاحتفال بالفوز في مرقد المرشد الإيراني الأول (رويترز)

تفاوض سري

ونُقل عن باقري كني قوله: «تجري محادثات غير مباشرة عبر عمان، لكن عملية التفاوض سرية ولا يمكن الحديث عن تفاصيلها». ويجري بذل جهود من أجل تهيئة «الأجواء الملائمة» للمفاوضات أمام الحكومة الإيرانية الجديدة التي ستتولى مهامها في الأسابيع القليلة المقبلة. وتعهد بزشكيان، الذي يتبنى نهجاً معتدلاً نسبياً وفاز في جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة الإيرانية الأسبوع الماضي، بانتهاج سياسة خارجية عملية وتخفيف التوتر مع القوى الست الكبرى التي شاركت في المحادثات النووية المتوقفة الآن لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015. ومع ذلك، فإن السياسة الخارجية في إيران يقررها في نهاية المطاف المرشد علي خامنئي الذي حذر الشهر الماضي قبل الانتخابات من أن «الشخص الذي يعتقد أنه لا يمكن فعل أي شيء دون رضا أميركا لن يتمكن من إدارة البلاد بشكل جيد». ويتولى بزشكيان منصبه في وقت يحتدم فيه التوتر في الشرق الأوسط بسبب الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة وإطلاق النار عبر الحدود بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني، وهو ما أدى إلى تفاقم الخلاف بين طهران وواشنطن.

تغيير متوقع

ومع انتخاب بزشكيان رئيساً، ربما تشهد إيران تخفيفاً لحدة سياساتها الخارجية «المتشددة»، بل ربما يتيح فرصة لانفراجة دبلوماسية جديدة، حسبما ذكر مسؤولون وخبراء حاليون وسابقون.

جدير بالذكر أن بزشكيان، طبيب القلب وعضو البرلمان ووزير الصحة السابق، لا يحظى بخبرة مباشرة تُذكر بمجال السياسة الخارجية، إلا أنه تعهد بتمكين دبلوماسيي إيران من النخبة والداعمين للعولمة من إدارة أجندته الخارجية، ما زاد الآمال في إقامة علاقات أكثر دفئاً مع الغرب.

وفي رسالة إلى إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، أكد بزشكيان مجدداً دعم طهران المستمر للفلسطينيين ضد «الاحتلال». وجماعة «حزب الله» وحركة «حماس» جزء من مجموعة من الفصائل المتحالفة مع إيران فيما يعرف باسم «محور المقاومة».


مقالات ذات صلة

نواب إيرانيون يحذرون بزشكيان من «تشجيع التصعيد الأميركي»

شؤون إقليمية مشرّعون إيرانيون يردّدون هتافات منددة بإسرائيل في جلسة عامة الأسبوع الماضي (موقع البرلمان)

نواب إيرانيون يحذرون بزشكيان من «تشجيع التصعيد الأميركي»

وجه 26 مشرعاً إيرانياً رسالة حادة إلى رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان، على خلفية حواره الأخير مع المذيع الأميركي تاكر كارلسون.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (إ.ب.أ)

عراقجي: متسابق الدراجات الفرنسي الألماني المفقود منذ يونيو معتقَل في إيران

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، لصحيفة «لوموند» الفرنسية، اليوم الخميس، إن متسابق الدراجات الفرنسي الألماني البالغ 18 عاماً المفقود، معتقَل في إيران.

«الشرق الأوسط» (باريس)
شؤون إقليمية صورة نشرها الجيش الإسرائيلي من خطاب زامير في حفل تخرج الطيارين الخميس

كاتس: سنضرب إيران مجدداً إذا هددتنا

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الخميس، إن إسرائيل ستضرب إيران مجدداً إذا تعرضت لتهديد منها.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
تحليل إخباري رئيس الحكومة محمد السوداني يتوسط رئيس «الحشد» فالح الفياض ورئيس أركانه «أبو فدك» (أرشيفية - إعلام حكومي)

تحليل إخباري «نبيه بري العراق» تذكرة السوداني إلى ولاية ثانية

يحاول رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني الحصول على غطاء من المرجع الديني علي السيستاني، إذ يواجه فصائل مسلحة تمانع حصر السلاح بيد الدولة.

علي السراي (لندن)
شؤون إقليمية رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا يعرض نتائج قمة الكتلة أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الأربعاء (إ.ب.أ)

أوروبا تحض طهران على استئناف التعاون مع «الوكالة الذرية»

دعا الاتحاد الأوروبي إيران إلى الالتزام الكامل بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وتمكين الوكالة الدولية للطاقة الذرية من استئناف عمليات التفتيش المتوقفة،

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

إسرائيل تسجن صحافياً يهودياً تجاوز «الخط الأحمر»

الصحافي اليهودي المتدين يسرائيل بري امتدح مقتل جنود إسرائيليين في غزة (أ.ف.ب)
الصحافي اليهودي المتدين يسرائيل بري امتدح مقتل جنود إسرائيليين في غزة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تسجن صحافياً يهودياً تجاوز «الخط الأحمر»

الصحافي اليهودي المتدين يسرائيل بري امتدح مقتل جنود إسرائيليين في غزة (أ.ف.ب)
الصحافي اليهودي المتدين يسرائيل بري امتدح مقتل جنود إسرائيليين في غزة (أ.ف.ب)

شددت أجهزة الأمن الإسرائيلية إجراءاتها لكم أفواه صحافيين يهود ينتقدون السياسات الحكومية، وبلغت الحملة الأمنية أوجها اليوم (الجمعة) مع اعتبار الصحافي اليهودي المتدين، يسرائيل بري (فري)، سجيناً أمنياً، والتعامل معه في المعتقل كما يتم التعامل مع المعتقلين الفلسطينيين، من حيث شح الطعام والحشر في زنزانة.

وكانت النيابة العامة قدّمت بري إلى القضاء بتهمة أمنية خطيرة بسبب منشور له على الشبكات الاجتماعية عبّر فيه عن التشفي بمقتل خمسة جنود في غزة، فكتب يقول: «العالم سيكون أفضل هذا الأسبوع، دون خمسة شباب شاركوا في إحدى الجرائم الوحشية ضد الإنسانية». وقد قررت قاضية محكمة الصلح في تل أبيب، رفيت بيلغ بار دايان، تمديد اعتقاله لثلاثة أيام، وقالت إنه «تجاوز كل خط أحمر في حماية حرية التعبير وفي الإنفاذ الانتقائي للقانون على خلفية آيديولوجية». وأضافت أن أقواله مقلقة ومسيئة للمشاعر العامة.

وكانت الشرطة قررت، في مطلع الأسبوع، استدعاء مراسل الشؤون القضائية في التلفزيون الرسمي، أفيعاد جليكمان، تحت طائلة التحذير في شرطة لواء تل أبيب للاشتباه بأنه دفع عاملة لدى زوجة رئيس الوزراء، سارة نتنياهو، كانت قد حاولت التهجم عليه واعتراض طريقه واتهامه بأنه «عدو نتنياهو وعائلته». وأوضحت أن قرار الاستدعاء تم بناء على توجيهات من قائد اللواء في الشرطة، حاييم سرغلوف، المقرب من المفتش العام الموالي لوزير الشرطة إيتمار بن غفير.

وقد أنشأت صحيفة «هآرتس» مقالاً افتتاحياً انتقدت فيه هذا التعامل وأضافت إليه قرار اعتقال الصحافي الفلسطيني ناصر اللحام، المحرر الرئيس لوكالة الأنباء الفلسطينية «معا» الذي يدير أيضاً مكاتب قناة تلفزيونية لبنانية، بشبهة تأييد الإرهاب والتحريض على الإرهاب وتقديم خدمات لمنظمة إرهاب والمس بأمن الدولة.

وأضافت الصحيفة: «الصحافي بري لم يمس بأمن الدولة. هو عبّر عن رأي متطرف، لكن هذا بالضبط هو اختبار حرية التعبير: إذا لم تترافق الأقوال بمس الأمن، واجب الديمقراطية احتواء هذه الأقوال أيضاً. اعتقاله هو اعتقال سياسي لمعارض للنظام، كما هو متبع في أنظمة الطغيان الظلامية، وكذلك الأمر في القضايا الأخرى. لقد وقع الصحافيون ضحية لروح العصر الظلامية. في الوقت الذي ينثر فيه سياسيون من اليمين دعوات الانقسام والتحريض على ارتكاب جرائم حرب مخيفة، فإن منتقدي الحكومة يوجدون على بؤرة استهداف شرطة بن غفير. مؤسف أن يتبين لنا أن جهاز القضاء أيضاً يتعاون مع هذه الروح الخطيرة. بري واللحام يجب تحريرهما فوراً، فيما ينبغي الاعتذار لجليكمان لمجرد التحقيق».

يذكر ان أجهزة الأمن الإسرائيلية قامت بملاحقة الصحافيين العرب في إسرائيل واعتقلت عدداً منهم خلال مراحل الحرب على غزة. وفي غزة نفسها، قتلت إسرائيل نحو 300 صحافي. وفي إسرائيل نفسها، منعت الرقابة العسكرية الصحافيين من القيام بواجبهم، فيما دأب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، على مهاجمة الصحافة العبرية باستمرار.

وبحسب الصحافي رفيف دروكر، فإن «المسألة لا علاقة لها بأمن إسرائيل، بل تُبذل كل الجهود للحفاظ على شعور النصر وعدم المساس به. المسألة ليست منع إيران من معرفة مكان سقوط صواريخها، فهم يعرفون جيداً النقطة التي استهدفتها، بل منع الرأي العام من إدراك حجم الضرر الذي لحق بإسرائيل. هل ينبغي أن نكون حراساً لدقة الأخبار أم أصبحنا شركاء في السرية والصمت؟ في الحروب الماضية كنا نقاتل من أجل كل كلمة، أما اليوم فنكتفي بالاعتراف بالأوامر والطلبات وقبولها. لقد أصبحنا شركاء في أكاذيبهم خوفاً من أن يُنظر إلينا على أننا غير وطنيين».