«قائمة العار»... ماذا نعرف عنها وما تداعيات إدراج الجيش الإسرائيلي فيها؟

طفلة تبكي بحُرقة على ذويها الذين قُتلوا في الغارات الإسرائيلية على دير البلح (رويترز)
طفلة تبكي بحُرقة على ذويها الذين قُتلوا في الغارات الإسرائيلية على دير البلح (رويترز)
TT

«قائمة العار»... ماذا نعرف عنها وما تداعيات إدراج الجيش الإسرائيلي فيها؟

طفلة تبكي بحُرقة على ذويها الذين قُتلوا في الغارات الإسرائيلية على دير البلح (رويترز)
طفلة تبكي بحُرقة على ذويها الذين قُتلوا في الغارات الإسرائيلية على دير البلح (رويترز)

في سابقة تاريخية، وبعد 8 أشهر من اندلاع حرب غزة، أعلنت إسرائيل أمس (الجمعة) أنّ الأمم المتّحدة أبلغتها بأنّها ستُدرِج جيشها في «قائمة العار» المتعلّقة بعدم احترام حقوق الأطفال في النزاعات.

وعلى الرغم من أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، سيصدر تقريره الجديد في 18 يونيو (حزيران) الحالي، سارع السفير الإسرائيلي جلعاد إردان لإعلان قرار الأمم المتحدة، معلناً أنّه تلقّى اتصالاً هاتفياً من مدير مكتب غوتيريش، يبلغه فيه بقرار الأمين العام إدراج الجيش الإسرائيلي في «قائمة العار».

ونشر السفير الإسرائيلي على حسابه في منصة «إكس» الجمعة، تسجيل فيديو لجزء من هذه المحادثة الهاتفية، ظهر فيه وهو يقول: «أشعر بصدمة عميقة واشمئزاز، من هذا القرار المخزي الذي اتّخذه الأمين العام».

وتعد هذه المرة الأولى التي يُدرَج فيها الجيش الإسرائيلي ضمن هذه القائمة، على الرغم من مطالبات بتلك الخطوة تكررت في السنوات الماضية، من قِبَل منظمات حقوقية دولية.

كما تجدر الإشارة الى أن القرار يشمل أيضا حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي»، ورغم ذلك رحّب به الفلسطينيون. وقال المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور إنّ «إسرائيل أفلتت من العقاب والمحاسبة على جرائمها ضدّ الأطفال الفلسطينيين لعقود طويلة، ما جعلها تتمادى في استهداف أطفالنا وإلحاق الضرر بهم».

وأضاف أنّ قرار غوتيريش هو «خطوة في الاتّجاه الصحيح نحو إنهاء ثقافة ازدواجية المعايير والإفلات من العقاب».

ما هي «قائمة العار»؟

بدايةً، «قائمة العار» هي قائمة يرفقها الأمين العام للأمم المتحدة، ملحقةً مع تقريره حول الأطفال في مناطق النزاع، وتركِّز بشكل أساسي على المتورطين في انتهاكات ضد الأطفال بمناطق النزاع، بما يشمل قتلهم وتشويههم وتجنيدهم واستغلالهم جنسياً.

وتصدر القائمة بشكل سنوي، بناء على طلب من مجلس الأمن الدولي، ويسري القرار لمدة 4 سنوات.

ظهرت على «قائمة العار» العام الماضي 66 دولة ومجموعة، من بينها الجيش الروسي، وتنظيمات إرهابية، مثل: «القاعدة»، و«داعش»، و«بوكو حرام».

فلسطيني ينقل طفلاً مصاب إلى مستشفى في دير البلح (أ.ف.ب)

متى أنشئت؟

أنشئت «قائمة العار» من طرف الأمين العام للأمم المتحدة عام 2002، بوصفها أداة قيّمة في الجهود الرامية لكبح الانتهاكات ضد الأطفال جراء النزاعات المسلحة؛ إذ يشكّل وصمها للجناة، سواء الحكومات أو الجماعات المسلحة غير الحكومية، ضغطاً كبيراً على أطراف النزاع المسلح، ليجبرها على الامتثال للقانون الدولي.

وبناء على طلب مجلس الأمن الدولي، ينشر الأمين العام للأمم المتّحدة سنوياً تقريراً يرصد انتهاكات حقوق الأطفال، إضافة لاستهداف المدارس والمستشفيات في نحو 20 منطقة نزاع حول العالم، ويُضمّنه ملحقاً يُدرج فيه المسؤولين عن هذه الانتهاكات.

فلسطيني بجوار جثتَي ابنتيه اللتين قُتلتا في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة (أ.ب)

ما تداعيات إدراج إسرائيل في «قائمة العار»؟

على الرغم من أن الإدراج في القائمة لا تترتب عليه أي عقوبات مباشرة على الدول المدرجة، فإن «وكالة الصحافة الفرنسية» تحدثت عن أنه يأتي في سياق مهم للأحداث؛ حيث يأتي إدراج إسرائيل في «القائمة السوداء» مع إشارات وقرارات رمزية مهمة وغير مسبوقة بحق إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، أبرزها قرار محكمة العدل الدولية، بعد رفع جنوب أفريقيا في 11 يناير (كانون الثاني) الماضي دعوى قضائية على إسرائيل، بتهمة ارتكابها إبادة جماعية في غزة.

أيضاً، طلب المحكمة الجنائية الدولية في نهاية شهر مايو (أيار) إصدار مذكرات توقيف لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه بيني غانتس.

وينسف إدراج إسرائيل في القائمة مزاعم نتنياهو بأن «الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم».

وتواصل إسرائيل الحرب على غزة متجاهلة قراراً من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فوراً، وأوامر من محكمة العدل بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية «لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني» بغزة.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: أكثر من 200 قتيل بمذبحة في هايتي مرتبطة بالسحر

العالم سيدة هايتية تبكي ضابط شرطة قضى خلال مواجهته مسلحي إحدى العصابات في العاصمة بورت أو برنس (رويترز)

الأمم المتحدة: أكثر من 200 قتيل بمذبحة في هايتي مرتبطة بالسحر

أمر زعيم العصابة مونيل "ميكانو" فيليكس بشن هجمات على الضاحية بعد مرض طفله، متهما سكانها بالتسبب فيه عبر ممارسة عقيدة الفودو المرتبطة بالسحر والأرواح.

«الشرق الأوسط» (الأمم المتحدة)
المشرق العربي من شبه المستحيل إدخال حتى ولو جزء بسيط من المساعدات الضرورية إلى الأراضي الفلسطينية المحاصرة (إ.ب.أ)

الأمم المتحدة: نشهد انهيار القانون والنظام في قطاع غزة والنهب المسلح لإمداداتنا

حذر المنسق الجديد للشؤون الإنسانية الطارئة التابع للأمم المتحدة، توم فليتشر، من انتشار الجريمة الخارجة عن السيطرة في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم بلغت نسبة الضحايا المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة 70 % من مجموع القتلى المسجلين لدى وكالات الأمم المتحدة (رويترز)

الأمم المتحدة: 40 % من ضحايا الحروب نساء... و30 % أطفال

يرسم تقرير أممي صورة قاتمة جداً لما عانته النساء في الأزمات المسلحة خلال عام 2023، فقد شكّلن 40 % من مجموع القتلى المدنيين؛ أي ضعف النسبة في 2022.

شوقي الريّس (بروكسل)
أوروبا مظاهرات أوكرانية في كييف تطالب بتبادل الأسرى (أ.ف.ب)

أوكرانيا: القوات الروسية أعدمت 5 من أسرى الحرب

قال مفوض البرلمان الأوكراني لحقوق الإنسان، ديميترو لوبينيتس، اليوم الأحد، إن القوات الروسية أعدمت 5 من أسرى الحرب الأوكرانيين.

«الشرق الأوسط» (كييف)
شمال افريقيا البرهان لدى استقباله نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي السبت (مجلس السيادة السوداني/إكس)

الخريجي يؤكد للبرهان: السعودية حريصة على استقرار السودان

تشهد مدينة بورتسودان حراكاً دبلوماسياً مطرداً لإنهاء الاقتتال بوصل المبعوث الأممي، رمطان لعمامرة، ومباحثات خاطفة أجراها نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي.

أحمد يونس (كمبالا)

إسرائيل تبرم صفقة لبيع منظومة دفاع جوي لسلوفاكيا بقيمة 582 مليون دولار

جنود إسرائيليون بجانب نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي «القبة الحديدية» (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون بجانب نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي «القبة الحديدية» (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تبرم صفقة لبيع منظومة دفاع جوي لسلوفاكيا بقيمة 582 مليون دولار

جنود إسرائيليون بجانب نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي «القبة الحديدية» (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون بجانب نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي «القبة الحديدية» (أ.ف.ب)

قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، اليوم (الاثنين)، إن إسرائيل وافقت على بيع منظومة دفاع جوي متقدمة إلى سلوفاكيا قيمتها 560 مليون يورو (582 مليون دولار)، ما يجعله أكبر عقد لتصدير منتجات دفاعية بين الجانبين.

وأضافت الوزارة أن الاتفاق سيعزز العلاقات بين إسرائيل وسلوفاكيا ويدعم القدرات الدفاعية لبراتيسلافا، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وينص الاتفاق على أن تبيع إسرائيل إلى سلوفاكيا منظومة الدفاع الجوي (باراك إم إكس) التي تنتجها شركة صناعات الطيران والفضاء الإسرائيلية (إسرائيل إيروسبيس إندستريز).

وصُممت هذه المنظومة لمواجهة التهديدات الجوية مثل الطائرات المقاتلة والهليكوبتر والمسيرة والصواريخ سطح-جو والصواريخ الباليستية.

وذكرت الوزارة أن المنظومة «باراك إم إكس» قادرة على اعتراض الصواريخ على مدى يصل إلى 150 كيلومترا.

وقال المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية إيال زامير: «زيادة الصادرات الدفاعية الإسرائيلية خلال الحرب (في غزة) هي نتيجة مباشرة بعد أن أثبتت التكنولوجيا الإسرائيلية جدارتها في ساحة المعركة... نشهد اهتماما متزايدا من جانب المزيد من البلدان بالأداء الاستثنائي الذي يقدمه الجيش الإسرائيلي وأنظمة القتال الإسرائيلية على المستويين الدفاعي والهجومي».

وأضاف أن الصادرات الدفاعية تلعب دورا محوريا في ضمان أمن إسرائيل وتعزيز قوتها الاقتصادية.

وتابع: «إنها تمكننا من الاستمرار في تطوير الأجيال القادمة من أكثر أنظمة القتال تقدما في العالم... أعتقد أن دولا أخرى في حلف شمال الأطلسي سوف تحذو حذو سلوفاكيا».