استبعد التقرير الثاني لهيئة الأركان المسلحة الإيرانية، وقوع انفجار ناتج عن عملية تخريبية في أثناء تحليق مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، قبل لحظات من ارتطامها بجبل، مما أدى إلى مقتل جميع ركابها الثمانية.
ولقي رئيسي 63 عاماً، وهو من غلاة المحافظين وكان يُنظر إليه على أنه خليفة محتمل للمرشد علي خامنئي، حتفه عندما سقطت الطائرة الهليكوبتر التي كان يستقلّها وسط أحوال جوية سيئة في الجبال القريبة من حدود أذربيجان يوم الأحد الماضي.
وجاء التقرير الثاني، بعد خمسة أيام من نشر التقرير الأول، الذي قال إنه لم يُعثر حتى الآن على دليل على مؤامرة أو هجوم خلال التحقيقات في تحطم الطائرة الهليكوبتر.
وقال إنه لم يحدث أي خلل في نظام الاتصالات، أو أن المروحية تعرضت لخلل في نظام الاتصالات أو تعرضها لحرب إلكترونية، حسبما أوردت وكالات حكومية إيرانية.
وأفاد التقرير بأن الظروف المناخية «كانت في الصباح مناسبة، وتتناسب مع ظروف الطيران، طريق العودة كان بحاجة إلى تدقيق أكبر».
وأشارت هيئة الأركان المسلحة إلى فحص جميع الوثائق والسجلات المتعلقة بصيانة المروحية، مشددةً على أنها لم تعثر على أي «خلل مؤثر في الحادث على صعيد الصيانة».
ولفتت إلى أن سعة المروحية، سواء ما يتعلق بعدد الركاب أو وزن المعدات «كان متناسباً مع معايير المروحية، منذ بداية تحليقها حتى عودتها».
وحسب التقرير فإن المحادثات المسجلة بين طياري المروحيات الثلاث في موكب الرئيس الإيراني تُظهر أن 69 ثانية تفصل بين آخر اتصال لطيار المروحية وبين توقيت الحادث.
وبث التلفزيون الرسمي الإيراني، تسجيل وثائقي من رحلة الرئيس الإيراني، ومحاكاة لحالة الطقس قبل اختفاء المروحية من الرؤية، وبدء عملية البحث عنها.
وخلال التسجيل، بث التلفزيون اللحظات الأولى من المكالمة التي جرت بين وزير الطاقة علي أكبر محرابيان، بهاتف قائد الطائرة، الطيار طاهر مصطفوي، ليردّ عليه محمد علي آل هاشم، إمام جمعة تبريز.
ويبدو من الفيديو أن محرابيان يتحدث إلى شخص ويقول له: «هل تسمع صوتي؟ هل أنت بخير؟ أين البقية؟ أنت وحيد؟». ويتضح من الفيديو أن محرابيان تلقى معلومات صادمة.
والجمعة الماضية، قالت هيئة الأركان في تقرير أول إنه «لم تُرصد آثار إطلاق نار أو ما شابه ذلك في حطام الطائرة الهليكوبتر التي تحطمت في منطقة على ارتفاع كبير واشتعلت فيها النيران». وأضاف: «لم يُلاحظ أي شيء مريب في محادثات برج المراقبة مع طاقم الطائرة». وقال التقرير إنه سيكشف عن مزيد من التفاصيل مع تقدم سير التحقيق.
ودُفن رئيسي في مدينة مشهد، الخميس الماضي، بعد أربعة أيام من الحادث الذي أودى أيضاً بحياة وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وستة آخرين.
ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية في 28 يونيو (حزيران) لاختيار خليفة لرئيسي.