انتقد زعيم المعارضة التركية رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل سياسة حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان تجاه سوريا، لافتاً إلى أنها ارتكبت العديد من الأخطاء سواء فيما يتعلق بالأزمة السورية أو مشكلة اللاجئين.
وقال أوزيل، الذي تبنى في الفترة الأخيرة خطاباً أقل حدة من خطاب سلفه كمال كليتشدار أوغلو تجاه اللاجئين السوريين دون اختلاف في المبادئ بشأن التعامل مع الملف السوري، إنه يدافع عن التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد وفرض السلام في سوريا.
ووجّه أوزيل، في مقابلة تلفزيونية، انتقادات إلى السياسة التي اتبعتها الحكومة التركية مع الأزمة في سوريا منذ بدايتها، قائلاً إن مؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، أسس السياسة الخارجية على مبادئ أساسية تتمثل في عدم التدخل في شؤون دول الجوار الداخلية واحترام وحدة أراضيها وعدم التعامل مع العناصر غير الحكومية في هذه الدول، فكيف يمكن أن ندعم خطاب الصلاة في الجامع الأموي في دمشق الذي أطلقه إردوغان عام 2011؟ وكيف يمكننا قبول الاتفاقيات مع روسيا وأميركا على دوريات مشتركة في سوريا؟
وأضاف: «أعارض تماماً كل ما أدى إلى تدفق 4 إلى 5 ملايين لاجئ إلى تركيا بسبب السياسات الخاطئة».
وأكد أوزيل استعداده لتطبيع العلاقات مع الحكومة السورية حال تولي حزبه حكم البلاد، مشدداً على رفضه في الوقت ذاته للسياسات التي أدت إلى لجوء السوريين إلى تركيا ونزوحهم، ومع ذلك لا يمكنه معاداة طفل سوري لجأ إلى تركيا.
وانتقد أوزيل اتفاقية الهجرة وإعادة قبول اللاجئين، التي وقعتها تركيا مع الاتحاد الأوروبي عام 2016، والتي نصت على إعادة قبول اللاجئين السوريين مقابل دعم مالي من الاتحاد الأوروبي وبعض التسهيلات، وأنه يعتبرها «إحدى أكثر الاتفاقيات المخزية في تاريخ الجمهورية التركية».
وقال إنه «حال وصول حزب الشعب الجمهوري إلى الحكم في تركيا، سيتم تطبيع العلاقات وتحقيق السلام في سوريا، وسيتمكن السوريون من العودة إلى وطنهم بكرامة»، موضحاً أن الحل يكمن في التعاون الدولي لجعل سوريا مكاناً صالحاً للعيش مرة أخرى، وليس في استخدام اللاجئين كأدوات سياسية.
تجدر الإشارة إلى أنه قد تجمدت، العام الماضي، مفاوضات رعتها روسيا لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، انضمت إليها إيران، بسبب التباين في مواقف الجانبين التركي والسوري بشأن مسألة الوجود العسكري التركي في شمال سوريا. وتشير تصريحات أوزيل إلى أن مسألة البقاء العسكري في سوريا لن تستمر حال فوز حزبه بالسلطة.
وعارض رئيس حزب الشعب الجمهوري، في الفترة الأخيرة، بعض ممارسات رؤساء البلديات من حزبه بفرض رسوم مضاعفة على عقود زواج السوريين، وكذلك إزالة اللافتات المكتوبة باللغة العربية على واجهات المحلات، لافتاً إلى أن الأمر يحمل حساسية خاصة؛ كون اللغة العربية لغة مقدسة وهي لغة القرآن الكريم.
وكرر أوزيل موقفه خلال احتفالية أقامتها جمعيات معنية باللغة التركية السبت، قائلاً: «أشعر بالخجل لرؤية اللافتات العربية في شارع (الاستقلال) في إسطنبول، لكنني تحدثت إلى رؤساء البلديات من حزبنا وأوضحت لهم أن هناك قواعد بشأن اللافتات إذا تم الالتزام بها فلا مشكلة، كما حذرتهم من النزول إلى الشوارع لإزالة اللافتات العربية بأنفسهم، خشية الانعكاسات السلبية لمثل هذه التصرفات التي تعد شعبوية بحتة».
على صعيد آخر، واصلت القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة قصفها مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» في شمال حلب، بعد يومين من تصعيد القصف على مواقع «مجلس منبج العسكري» في شرق المحافظة الواقعة في شمال غربي سوريا.
وقصفت القوات التركية والفصائل بالمدفعية الثقيلة، الأحد، أطراف قريتي حربل وأم الحوش في ريف حلب الشمالي، والواقعتين ضمن مناطق انتشار قوات «قسد» والجيش السوري، وذلك بعد استهدافها، السبت، قريتي أم القرى وأم الحوش في المنطقة ذاتها.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان الأحد، إن القوات التركية قتلت 3 من عناصر «وحدات حماية الشعب الكردية»، أكبر مكونات «قسد»، لإطلاقهم «نيران تحرش» على منطقة «درع الفرات» في حلب.