قائد نتنياهو في الجيش أيام شبابه مصدوم من عجزه أمام بن غفير

الجنرال عمرام لفين (أرشيف)
الجنرال عمرام لفين (أرشيف)
TT

قائد نتنياهو في الجيش أيام شبابه مصدوم من عجزه أمام بن غفير

الجنرال عمرام لفين (أرشيف)
الجنرال عمرام لفين (أرشيف)

أعرب الجنرال عمرام لفين، الذي كان قائداً لبنيامين نتنياهو في الجيش، عن صدمته من الضعف الذي يبديه رئيس الحكومة الإسرائيلية اليوم أمام وزراء اليمين المتطرف، أمثال بتسلئيل سموترتش وإيتمار بن غفير.

وقال لفين، وفقاً لشهود التقوه، إنه التقى نتنياهو قبل أيام واستمع منه إلى أقوال تدل على مدى خوفه من هؤلاء المتطرفين.

وكان لفين قائداً لوحدة الكوماندوز الأساسية في الجيش الإسرائيلي، التي تعرف بـ«وحدة دوريات رئاسة الأركان»، عندما كان نتنياهو مقاتلاً فيها. وقد افترق طريقهما السياسي كثيراً مع الزمن.

وقد دُعي لفين للقاء نتنياهو في ديوان رئيس الوزراء، وخرج من اللقاء وقد ظهرت على وجهه علامات الغضب والوجوم. وعندما سئل عن سبب ذلك، رفض الإجابة واكتفى بالقول: «عندما يطلب رئيس الوزراء لقاءك أنت تذهب وتلتقيه بلا تردد ولا تكشف عما دار في اللقاء».

لكنّ مقربين منه أكدوا أنه خرج مصدوماً. وقالوا إنهم يعرفون كم هو لفين غاضب على نتنياهو وتحوله من مقاتل جيد إلى قائد سياسي فاسد. لكنهم وجدوا أنه «فوجئ بمدى خوفه من وزراء لم يخدموا في الجيش ويعتاشون على الخطاب الشعبوي الفاشل. فهو يبدو عاجزاً تماماً أمامهم. ويقول صراحة: لا أستطيع تمرير هذا القرار بسبب بن غفير، ولا أستطيع التقدم في هذا الموضوع بسبب سموترتش. هذا ببساطة لا يليق برئيس حكومة».

مظاهرة ضد نتنياهو وحكومته قرب الكنيست في القدس (أرشيفية - أ.ف.ب)

يذكر أن لفين، الذي تقدم في الجيش إلى رتبة لواء، شغل منصب نائب رئيس جهاز المخابرات الخارجي (الموساد)، أدلى بتصريحات مدوية للإذاعة الإسرائيلية الرسمية، في شهر أغسطس (آب) من السنة الماضية، أي قبل الحرب، إذ قال إن «الجيش الإسرائيلي بدأ في التورط في جرائم الحرب، في سيرورات عميقة تذكرنا بتلك التي حدثت في ألمانيا النازية».

واتهم الجيش بتنفيذ سياسة فصل عنصري في الضفة الغربية، وقال يومها: «اذهبوا وتجولوا في الخليل وسترون شوارع لا يستطيع العرب السير فيها. إنه أمر مؤلم وغير سار ولكنه الواقع. من الأفضل التعامل مع هذا الأمر مهما بلغت صعوبته عوض غض الطرف عنه».

كما وجه لفين انتقادات قاسية لرئيس الوزراء نتنياهو على خلفية طول بقائه في السلطة، ما جعله يتورط بقضايا فساد ويحيط نفسه بأشخاص يطيعونه طاعة عمياء، وفق تعبيره.

كما تطرق إلى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وقال بشأنه: «يجب أن يجلس بن غفير خلف القضبان. استغلت ضعفه جماعة مسيحانية، مخالفة للقانون، شبان التلال الذين لا يعرفون ما هي الديمقراطية». وحذر يومها من أن نتنياهو سيلقي به إلى مزبلة التاريخ مثل «كلب منبوذ».

نتنياهو خلال زيارته مقر القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي الخميس (د.ب.أ)

ويشارك لفين في مظاهرات عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس». وألقى خطابات فيها مرات عدة، مؤكداً أنه لا يوجد انتصار لإسرائيل في الحرب من دون إعادة جميع الأسرى وهم أحياء.

لكن هذا لم يمنع نتنياهو من دعوة لفين للتشاور معه حول الأوضاع اليوم، في ضوء الاستمرار في الحرب على غزة والوضع على الحدود الشمالية، خصوصاً أنه كان قائداً للواء الشمالي في الجيش، ويرى أن العدو الأخطر على إسرائيل هو «حزب الله» ويجب «معالجته قبل (حماس) وأي تنظيم آخر». وكان يدعو إلى حرب استباقية معه، «قبل أن تتعاظم قوته ويصبح تهديداً وجودياً».


مقالات ذات صلة

وزير خارجية الصين يطالب بوقف شامل لإطلاق النار في الشرق الأوسط دون تأخير

آسيا وزير الخارجية الصيني وانغ يي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة 28 سبتمبر 2024 (رويترز)

وزير خارجية الصين يطالب بوقف شامل لإطلاق النار في الشرق الأوسط دون تأخير

قال وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، اليوم (السبت)، إنه يجب ألا يكون هناك أي تأخير في التوصل إلى «وقف شامل لإطلاق النار» في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تحليل إخباري صور لنصر الله وقاسم سليماني بالعاصمة اليمنية صنعاء في 28 سبتمبر (إ.ب.أ)

تحليل إخباري مشروع إيران مهدد بعد «نكسة» نصر الله وتفكيك «وحدة الساحات»

وجّهت إسرائيل بقتل أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله ضربة قوية إلى جوهرة التاج في المشروع الإيراني الإقليميّ. فكيف سيكون رد طهران؟

المحلل العسكري
المشرق العربي أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي: لا نسعى إلى التصعيد... ونصر الله أشد أعداء إسرائيل

أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري اليوم (السبت)، أن إسرائيل لا تسعى إلى تصعيد أوسع، بل تسعى إلى إعادة الرهائن والتأكد من أن حدودها آمنة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي صورة لأمين عام «حزب الله» حسن نصر الله 28 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

أبرز ردود الفعل الدولية على اغتيال حسن نصر الله

نعت حركة «حماس» اليوم (السبت) أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله بعد تأكيد الحزب مقتله من جراء ضربة جوية نفذها الجيش الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي تجمع الناس ورجال الإنقاذ بالقرب من الأنقاض المشتعلة لمبنى دمر في غارة جوية إسرائيلية على مقر قيادة حزب الله (أ.ف.ب)

بعد مقتل نصر الله... مَن أبرز قادة «حزب الله» و«حماس» الذين اغتالتهم إسرائيل؟

مني «حزب الله» في لبنان وحركة «حماس» في غزة منذ اندلاع حرب غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) بضربات قاسية استهدفت أبرز قياداتهما.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

الجيش الإسرائيلي يعلن مواصلة ضرب «حزب الله» حتى بعد اغتيال نصر الله

مبانٍ مدمرة جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
مبانٍ مدمرة جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
TT

الجيش الإسرائيلي يعلن مواصلة ضرب «حزب الله» حتى بعد اغتيال نصر الله

مبانٍ مدمرة جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)
مبانٍ مدمرة جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (السبت)، أنه يسعى إلى إضعاف جماعة «حزب الله» اللبنانية «قدر الإمكان»، حتى بعد اغتيال زعيمها حسن نصر الله، وغيره من كبار القادة.

وقال الجيش الإسرائيلي: «هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به ضد (حزب الله)، وهناك المزيد من المراحل والقدرات التي يمكن استخدامها ضده»، وفق ما نقلته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

وقالت مصادر عسكرية إن الضربات التي تستهدف كبار مسؤولي «حزب الله» وقدرات الجماعة وشحنات الأسلحة، ستستمر.

وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الطائرات المقاتلة التابعة له أسقطت أكثر من 3500 قذيفة على مواقع «حزب الله» خلال الأسبوع الماضي، مما أدى إلى تدمير عديد من قدراته الصاروخية والقذائف والطائرات من دون طيار، إلى جانب مواقع استخباراتية.

وحسب «تايمز أوف إسرائيل»، فقد فرض الجيش «حصاراً عسكرياً» على لبنان، ومنع تهريب الأسلحة إليها من إيران، سواء عبر المعابر البرية أو عبر مطار بيروت الدولي، ونفذ ضربات على بعض المعابر الحدودية بين لبنان وسوريا، ولم يُسمح لبعض الرحلات الجوية القادمة من إيران بالهبوط في بيروت.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه نفذ، اليوم (السبت)، «ضربة دقيقة» في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، بعد يوم من هجوم جوي استهدف المنطقة، وأسفر عن مقتل الأمين العام للحزب حسن نصر الله.

وأوضح الجيش في بيان: «نفّذ الجيش الإسرائيلي ضربة دقيقة في منطقة الضاحية في بيروت». وأعلن بعد ذلك أنه قتل عضواً كبيراً في استخبارات «حزب الله» في الغارة، محدداً اسمه بأنه حسن خليل ياسين.