إيران تودع رئيسي... وتشدد على الاستمرارية

باشرت التحقيق في مقتله... ومخبر رئيساً مكلفاً... وباقري خلفاً لعبداللهيان... والتعازي تتوالى


عمال الإنقاذ الإيرانيون يحملون جثث ضحايا سقوط المروحية الرئاسية في منطقة فرزكان بجنوب غرب إيران أمس (إ.ب.أ)
عمال الإنقاذ الإيرانيون يحملون جثث ضحايا سقوط المروحية الرئاسية في منطقة فرزكان بجنوب غرب إيران أمس (إ.ب.أ)
TT

إيران تودع رئيسي... وتشدد على الاستمرارية


عمال الإنقاذ الإيرانيون يحملون جثث ضحايا سقوط المروحية الرئاسية في منطقة فرزكان بجنوب غرب إيران أمس (إ.ب.أ)
عمال الإنقاذ الإيرانيون يحملون جثث ضحايا سقوط المروحية الرئاسية في منطقة فرزكان بجنوب غرب إيران أمس (إ.ب.أ)

تُودع إيران رئيسها إبراهيم رئيسي الذي قضى إثر تحطم طائرة هليكوبتر كانت تقله رفقة 8 من مرافقيه؛ بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان قرب الحدود الأذربيجانية، وسط تشديد على الاستمرارية في السياسات العامة للبلاد.

وأعلنت السلطات الحداد 5 أيام، بدءاً من اليوم (الثلاثاء)، بينما تبدأ اليوم أيضاً مراسم تشييع رئيسي ومرافقيه.

وكلّف المرشد علي خامنئي النائب الأول لرئيس الجمهورية، محمد مخبر، بتولّي مهام الرئاسة مؤقتاً، على أن تجري انتخابات رئاسية في 28 يونيو (حزيران) المقبل. وعلى الفور، ترأس مخبر اجتماعاً طارئاً للحكومة، قبل أن تعلن طهران تعيين علي باقري كني، كبير المفاوضين في الملف النووي ونائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، وزيراً للخارجية بالوكالة خلفاً لحسين أمير عبداللهيان.

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الإيراني الرسمي حطاماً في منطقة تلال يلفها الضباب، وأظهرت صور أخرى نشرتها قناة «خبر» الإيرانية، عاملين في الهلال الأحمر يحملون جثة مغطاة على نقالات. وقال مسؤول إيراني إنه أُمكن التعرف على الجثث «رغم أنها محترقة» من دون الحاجة إلى إجراء فحص للحمض النووي. وأمر رئيس هيئة الأركان المشتركة محمد باقري، بتشكيل لجنة تحقيق رفيعة المستوى للتحقيق في سبب تحطّم المروحية.

في غضون ذلك، قال أمين مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو، إن روسيا مستعدة للمساعدة في التحقيق، بينما ذكر وزير النقل التركي عبد القادر أورال أوغلو، أن نظام الإشارة لطائرة الهليكوبتر التي تحطمت وهي تقل الرئيس الإيراني لم يكن مفعلاً، أو أن الطائرة لم يكن لديها مثل هذا النظام. ورفض وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، «التكهن» حول أسباب تحطم مروحية الرئيس الإيراني.

وأعربت دول خليجية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي ودول عربية وأوروبية، بالإضافة إلى روسيا والصين والهند وباكستان وتركيا، عن تعازيها بوفاة الرئيس الإيراني.


مقالات ذات صلة

ترمب يفتتح عهده بعاصفة تغييرات ووعود سلام

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدى إلقائه خطاب التنصيب في الكابيتول الاثنين (أ.ف.ب)

ترمب يفتتح عهده بعاصفة تغييرات ووعود سلام

أطلق الرئيس الأميركي السابع والأربعون دونالد ترمب، أمس، عاصفة من القرارات التغييرية الحاسمة، مسجلاً عودة قوية إلى البيت الأبيض بعدما أدى القسم في القاعة.

علي بردى (واشنطن: و ) هبة القدسي رنا أبتر «الشرق الأوسط» (موسكو - بروكسل - برلين - باريس)
يوميات الشرق عبد الله المحيسن (موقعه الشخصي)

رائد السينما السعودية لـ «الشرق الأوسط»: خسرت أموالي بسبب الفن

أكد رائد السينما السعودية المخرج عبد الله المحيسن أن تجربته في العمل الفني لم تكن سهلة على الإطلاق، متحدثاً في مقابلة مع «الشرق الأوسط» عن الصعوبات الكثيرة.

المشرق العربي فلسطينيون يعبرون يوم الأحد بين الأنقاض في شمال غزة (رويترز)

غزة... هدنة صامدة وجثث صادمة

في يومها الثاني، صمدت الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أمس، بينما صدمت الجثث التي بدأت تتكشف تحت الأنقاض سكاناً عادوا إلى منازلهم.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك خلال لقاء سابق مع السفيرة البريطانية لدى اليمن (سبأ)

بن مبارك: التزامات دولية أمنية تجاه اليمن

أعلن رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، أن الالتزامات الدولية تجاه اليمن لن تقتصر على الجوانب السياسية والاقتصادية، بل ستشمل أيضاً المجالات.

المشرق العربي غزة... أول يوم هادئ منذ 15 شهراً

غزة... أول يوم هادئ منذ 15 شهراً

عاش قطاع غزة، أمس، أول يوم هادئ له منذ 15 شهراً، مع دخول اتفاق وقف النار بين إسرائيل وحركة «حماس» حيز التنفيذ.

كفاح زبون (رام الله ) «الشرق الأوسط» (غزة)

تركيا: محكمة النقض تلغي أحكاماً بحق 13 متهماً في هجوم ملهى «رينا» الليلي

نادي «رينا» الليلي قبل هدمه في مايو 2017 بعد 5 أشهر من الهجوم الإرهابي عليه (أرشيفية)
نادي «رينا» الليلي قبل هدمه في مايو 2017 بعد 5 أشهر من الهجوم الإرهابي عليه (أرشيفية)
TT

تركيا: محكمة النقض تلغي أحكاماً بحق 13 متهماً في هجوم ملهى «رينا» الليلي

نادي «رينا» الليلي قبل هدمه في مايو 2017 بعد 5 أشهر من الهجوم الإرهابي عليه (أرشيفية)
نادي «رينا» الليلي قبل هدمه في مايو 2017 بعد 5 أشهر من الهجوم الإرهابي عليه (أرشيفية)

قضت محكمة النقض التركية بإلغاء الأحكام الصادرة بحق 13 متهماً في هجوم ملهى «رينا» الليلي بإسطنبول، الذي وقع ليلة رأس السنة عام 2017 وأدى إلى مقتل 39؛ منهم 29 من جنسيات مختلفة، غالبيتها عربية، وإصابة 78 آخرين.

وأيدت المحكمة، الثلاثاء، الحكم بالسجن المؤبد المشدد 40 مرة والسجن 1368 سنة بتهمة «انتهاك الدستور»، و39 مرة بتهمة «القتل العمد»، بحق منفذ الهجوم «الداعشي» الأوزبكي عبد القادر ماشاريبوف المكني «أبو محمد الخراساني»، و31 متهماً آخرين حكم عليهم بالسجن المؤبد.

وقالت المحكمة في قرارها بإلغاء الحكم إنه «لا يوجد دليل على أن المتهمين كانوا على علم بالفعل، أو أنهم ساعدوا المتهم ماشاريبوف على الهروب والاختباء من أجل تنفيذ الفعل أو بعد الفعل».

منفذ هجوم «رينا» الإرهابي «الداعشي» الأوزبكي عبد القادر ماشاريبوف (أرشيفية)

وجاء في القرار أنه تجب محاكمة المتهم ماشاريبوف ومعاقبته بتهمة «الانتماء إلى منظمة إرهابية مسلحة».

وأوضحت المحكمة أن إلغاء أحكام السجن المؤبد بحق 11 متهماً بجريمة «الانتماء إلى منظمة إرهابية مسلحة»، جاء لعدم وجود أدلة كافية ومؤكدة لإدانتهم، على أساس أن «العقوبة المفروضة عليهم كانت مفرطة».

أحكام رادعة

وكانت محكمة الاستئناف العليا انتهت من مراجعتها بشأن المتهمين الـ48 في ملف القضية التي فصلت فيها المحكمة الجنائية العليا بإسطنبول يوم 7 سبتمبر (أيلول) 2020، وجرت الموافقة على الحكم بالسجن المؤبد المشدد 40 مرة و1368 عاماً على ماشاريبوف؛ عضو تنظيم «داعش» ومنفذ الهجوم، بتهمة «انتهاك الدستور»، و39 مرة بتهمة «القتل العمد».

كما قضت المحكمة ببراءة 30 متهماً من أحكام بالسجن تتراوح بين 6 سنوات و3 أشهر، و12 عاماً، بتهمة «الانتماء إلى منظمة إرهابية مسلحة»، وحكم بإدانة متهم واحد بتهمة «مساعدة إرهابي مسلح».

وحكم على المتهم إلياس ماشاريبوف، الذي عدّته المحكمة مخطط ومنفذ الهجوم الإرهابي، بالسجن 20 عاماً بتهمة «المساعدة في انتهاك الدستور»، وعلى 39 شخصاً بتهمة «المساعدة في «القتل العمد»، و79 شخصاً بتهمة «المساعدة في محاولة القتل العمد»، وأُلغي الحكم بالسجن لمدة 1432 عاماً الصادر بحق مرتكبي تلك الجرائم.

الإرهابي ماشاريبوف خلال إطلاق النار على رواد نادي «رينا» ليلة رأس السنة 2017 (أرشيفية من كاميرات المراقبة)

وكان الإرهابي عبد القادر ماشاريبوف (أبو محمد الخراساني) دخل نادي «رينا» الليلي بمنطقة أورتاكوي في حي بيشكتاش بإسطنبول، وأطلق النار من بندقية كلاشنيكوف؛ ما أدى لمقتل 10 مواطنين أتراك، بينهم ضابط شرطة، و29 شخصاً من جنسيات مختلفة عربية وأجنبية، وإصابة 78 شخصاً.

واستغل ماشاريبوف حالة الفوضى، التي أعقبت الهجوم الدامي الذي نُفذ بأوامر من «داعش» في سوريا، وهرب بسيارة أجرة، وفي إطار التحقيقات، داهم فريق خاص، شُكّل من مديرية مكافحة الإرهاب في شرطة إسطنبول وألفي ضابط شرطة، بالتعاون مع جهاز المخابرات، 152 عنواناً.

مسؤولية «داعش»

وقُبض على ماشاريبوف، خلال عملية نُفذت في منزل بمنطقة أسنيورت يوم 16 يناير (كانون الثاني) 2017، وتأكد أنه ذهب إلى ميدان «تقسيم» والتقط صوراً ومقاطع فيديو استطلاعية وفقاً للتعليمات التي تلقاها من قيادات في تنظيم «داعش»، قبل أن تُغيَّر الخطة لتنفيذ الهجوم في ملهى «رينا».

وكان ماشاريبوف، الذي تدرب في معسكرات «داعش» بمحافظة الرقة شمال شرقي سوريا، بعد أن جاء من باكستان ومنها إلى العراق ثم سوريا ثم إيران حيث دخل تركيا بطريقة غير شرعية قبل تنفيذ هجومه، اعترف، خلال التحقيق معه، بانتمائه إلى «داعش»، وبأنه يحمل شهادة جامعية وكان يعمل مدرساً، نافياً مشاركته في أي عملية للتنظيم الإرهابي قبل تنفيذه مجزرة ليلة رأس السنة في تركيا.

عناصر من الشرطة التركية تغلق محيط نادي «رينا» عقب الهجوم الإرهابي في 2017 (أرشيفية)

وأكد خلال إدلائه أول مرة بشهادته أمام النيابة العامة بعد استجوابه مطولاً على يد الشرطة التركية، أنه ليس «عدواً لتركيا» وأنه تصرف «انتقاماً» لتحرك تركيا ضد تنظيم «داعش» في العراق وسوريا.

وقال ماشاريبوف إنه حاول قتل نفسه عندما اقتحم نادي «رينا» وأطلق النار على روّاده بشكل عشوائي، وادعى أنه زُوّد بقنابل يدوية، إلا إنه اكتشف أنها صوتية عندما أطلق واحدة بالقرب من وجهه محاولاً الانتحار بعدما ابتعد عن رواد النادي وفقاً للمخطط، وأنه أراد قتل نفسه كي لا يقع في يد الشرطة، وأنه سيقبل الحكم عليه بالإعدام «بكل سرور».

أقارب ضحايا هجوم «رينا» يضعون الزهور على نصب رمزي بموقع الهجوم (أرشيفية - أ.ف.ب)

وأسقطت تركيا عقوبة الإعدام في إطار مفاوضاتها للحصول على عضوية «الاتحاد الأوروبي».

وأفاد ماشاريبوف بأنه أراد تنفيذ الهجوم في ميدان «تقسيم» قبل أن يعدل عن الفكرة بسبب الإجراءات الأمنية المشددة في الميدان ليلة رأس السنة، وصور فيديو قبل الهجوم أعرب فيه عن نيته شن هجوم انتحاري، وطلب من عائلته تدريب ابنه ليصبح انتحارياً في المستقبل.

وهُدم نادي «رينا» في مايو (أيار) عام 2017 بقرار من مجلس بلدية إسطنبول، بحجة أن بعض أجزائه أُقيمت بالمخالفة للقانون.