تركيا واليونان تتفقان على الحوار الإيجابي حول الخلافات العالقة

إردوغان وميتسوتاكيس ناقشا تعزيز التجارة وتطوير العلاقات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس يعقدان مؤتمراً صحافياً مشتركاً بعد محادثاتهما بأنقرة الاثنين (إ.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس يعقدان مؤتمراً صحافياً مشتركاً بعد محادثاتهما بأنقرة الاثنين (إ.ب.أ)
TT

تركيا واليونان تتفقان على الحوار الإيجابي حول الخلافات العالقة

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس يعقدان مؤتمراً صحافياً مشتركاً بعد محادثاتهما بأنقرة الاثنين (إ.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس يعقدان مؤتمراً صحافياً مشتركاً بعد محادثاتهما بأنقرة الاثنين (إ.ب.أ)

أكدت تركيا واليونان تمسكهما بالأجندة الإيجابية والحوار حول الخلافات العالقة والبناء على التقارب في العلاقات بينهما.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن التوافق بين بلاده وجارته اليونان حول مكافحة الإرهاب يتعزز يوماً بعد يوم، مشيراً إلى أنه تم التأكيد على التفاهم المتبادل بشأن إبقاء قنوات الحوار مفتوحة وتطوير الزخم في علاقات البلدين على ضوء ما تحقق خلال زيارته لليونان في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

تطوير العلاقات

أضاف إردوغان في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، عقب مباحثاتهما في أنقرة، الاثنين، أن زيارة ميتسوتاكيس لأنقرة جاءت انعكاساً لذلك التفاهم المشترك، وقدم له الشكر على جهوده «الصادقة» فيما يخص تطوير العلاقات.

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس يعقدان مؤتمراً صحافياً مشتركاً بعد محادثاتهما بأنقرة الاثنين (إ.ب.أ)

وعبّر إردوغان عن ثقته بأن تعزيز روح التعاون بين تركيا واليونان سيعود بالنفع على البلدين والمنطقة بأكملها، واصفاً لقاءه وميتسوتاكيس بأنه كان «ودياً بناءً ومثمراً للغاية»، وتم خلاله إجراء مراجعة شاملة للقضايا المدرجة على جدول الأعمال.

وأشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين تركيا واليونان بلغ نحو 6 مليارات دولار العام الماضي، ويعمل البلدان على تحقيق الارتقاء بحجم التجارة إلى هدف 10 مليارات دولار، وأن الاتفاقية الموقعة بين مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي واتحاد غرف التجارة اليونانية لإنشاء مجلس أعمال مشترك ستشكل مساهمة كبيرة في هذا الإطار.

كما لفت إلى أن البلدين الواقعين على حزام زلزالي «لطالما قاما بما يترتب عليهما بمقتضى الجيرة إزاء الكوارث الطبيعية، وسارعا لمساعدة بعضهما البعض».

مكافحة الإرهاب

وقال الرئيس التركي إنه تم خلال المباحثات مناقشة المشكلات المتداخلة التي تعتري العلاقات بين تركيا واليونان، وإننا «ملتزمون بإرادتنا لحل مشاكلنا من خلال الحوار الصادق وحسن الجوار والقانون الدولي، كما هو مبين في إعلان أثينا الذي صدر في ختام اجتماع المجلس الاستراتيجي في ديسمبر الماضي».

وأضاف أن مكافحة التنظيمات الإرهابية مثل «غولن» و«حزب العمال الكردستاني» و«جبهة حزب التحرير الشعبي الثورية»، كانت في صدارة المواضيع المدرجة على أجندة المباحثات و«توافقنا مع اليونان حول مكافحة الإرهاب يتعزز يوماً بعد آخر، ومتفقون على أنه لا مكان للتنظيمات الإرهابية في مستقبل المنطقة».

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس يتصافحان بعد مؤتمر صحافي مشترك بأنقرة الاثنين (أ.ب)

الأقليات وقضية قبرص

ولفت إلى أن تركيا تنظر لموضوع الأقلية التركية في تراقيا الغربية باليونان كجسر بشري للصداقة، وتتطلع إلى أن تسهم الأجواء الإيجابية في علاقاتنا في تلبية حقوق الأقلية التركية في اليونان.

وأكد إردوغان أنه من المهم إيجاد حل عادل ودائم لمشكلة قبرص على أساس الحقائق في الجزيرة، وأن خطوة كهذه ستعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأضاف: «رغم اختلافات الرأي، فإننا نركز على الأجندة الإيجابية من خلال إبقاء قنوات الحوار مفتوحة».

من ناحية أخرى، جدد إردوغان تأكيده أن حركة «حماس» الفلسطينية هي حركة مقاومة، ولا يمكن اعتبارها تنظيماً إرهابياً.

ولفت إلى مقتل عشرات آلاف الفلسطينيين على يد إسرائيل التي تقاومها «حماس»، مؤكداً ضرورة إدراك هذا الأمر، مضيفاً: «سنواصل اتصالاتنا الدبلوماسية بكل تصميم لإرغام إسرائيل على وقف إطلاق النار ولزيادة الاعتراف بدولة فلسطين».

وأشار إلى وجود أكثر من ألف فلسطيني يتلقون العلاج في مستشفيات تركيا.

تعزيز الأجندة الإيجابية

قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس إن أجواء التفاهم والعلاقات بين بلاده وتركيا تتطور باستمرار وإيجابية، لافتاً إلى أن لقاءه مع الرئيس إردوغان هو الرابع خلال 10 أشهر، وعاداً ذلك مؤشراً على التطور الإيجابي والمستمر في العلاقات بين البلدين الجارين.

وأكد عزم بلاده على مواصلة التطوير الإيجابي للعلاقات الثنائية منذ الاجتماع الخامس لمجلس التعاون رفيع المستوى الذي عُقد في أثينا خلال زيارة إردوغان في ديسمبر، وأعقبه توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين.

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس يتصافحان عند مدخل القصر الرئاسي بأنقرة الاثنين (رويترز)

وعشية مباحثاته مع ميتسوتاكيس، قال إردوغان، في مقابلة مع صحيفة «كاثيميريني» اليونانية، إن هدف المباحثات هو تعزيز صداقتنا من خلال حل المشكلات ورفع علاقاتنا الثنائية إلى مستوى غير مسبوق في التاريخ.

وعد أن قضية السيادة على الجزر المتنازع عليها بين البلدين في بحر إيجة، ليس موضوعاً يضر بأساس الحوار أو يمنع تقدمه، مشيراً إلى أن أي منصة للطاقة في شرق البحر المتوسط لن تنجح دون تركيا، وأن بلاده تدافع عن التقاسم العادل والشامل للموارد.

وفيما يتعلق بحقوق الأقليات، شدد إردوغان على حرص أنقرة الشديد بشأن هذه القضية، لافتاً إلى أن الأقلية الأرثوذكسية اليونانية في تركيا تستفيد من حقوق المواطنة المتساوية وحقوق الأقليات أيضاً.

وعن مشكلة الهجرة غير الشرعية، أكد إردوغان ضرورة التعاون الدولي وتقاسم الأعباء والمسؤوليات على قدم المساواة في مكافحة هذه الظاهرة، وأن التعاون بين المؤسسات التركية واليونانية وتبادل المعلومات حول هذه القضية أثمر عن نتائج ملموسة.

وأثنى إردوغان على قرار اليونان منح التأشيرة للأتراك الراغبين في زيارة الجزر اليونانية، لمدة أسبوع، قائلاً إنه «أمر جيد، لكن في الواقع لا داعي لكل هذه الإجراءات، فعلى الاتحاد الأوروبي أن يرفع التأشيرة عن المواطنين الأتراك».

وطبقت اليونان منذ 30 مارس (آذار) الماضي إعفاء للمواطنين الأتراك من تأشيرة دخول 10 جزر في بحر إيجة لمدة أسبوع، بناءً على اتفاق بين البلدين خلال اجتماعات المجلس الاستراتيجي للعلاقات خلال زيارة إردوغان لأثينا في ديسمبر الماضي.

وكان إردوغان وميتسوتاكيس وقعا خلال اجتماعات المجلس الاستراتيجي في أثينا إعلان «علاقات الصداقة وحسن الجوار»، الذي شدد على الاحترام المتبادل والتعايش السلمي ومنع البيانات الاستفزازية والعمل على تعزيز الأجندات الإيجابية بين البلدين.

وبينما يواصل البلدان الجاران العضوان في حلف شمال الأطلسي (ناتو) منذ ما يقرب من العام محادثات لبناء الثقة وحل الخلافات العالقة بينهما، تجمعت بوادر توتر جديد بين أنقرة وأثينا، قبل زيارة، ميتسوتاكيس بدأت مع إعلان الأخيرة، في أبريل (نيسان) الماضي، عن إنشاء حديقتين بحريتين، إحداهما في بحر إيجة والأخرى في البحر الأيوني، كما أثار افتتاح إردوغان، الأسبوع الماضي، مسجد «كاريا» في متحف ودير «خورا» البيزنطي في إسطنبول، بعد 4 سنوات من قرار تحويله من كنيسة إلى مسجد، غضباً في اليونان وألقى بضغوط على ميتسوتاكيس قبل توجهه إلى أنقرة.

لكن محللين أتراكاً، ومنهم الصحافي مراد يتكين، ذهبوا إلى أن الجانبين سينحيان جانباً القضايا الشائكة والمثيرة للتوتر، في مقدمتها الحوادث الأخيرة إلى جانب القضية القبرصية من المباحثات، لأن كلاً من أنقرة وأثينا تتبنى حالياً نهجاً يقوم على تعزيز نقاط التقاهم والأجندات الإيجابية والتعاون الإيجابي في حل الخلافات العالقة.


مقالات ذات صلة

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية».

غازي الحارثي (الرياض)

إسرائيل ليست عضواً في «الجنائية الدولية»... كيف تلاحق المحكمة نتنياهو وغالانت؟

بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)
بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)
TT

إسرائيل ليست عضواً في «الجنائية الدولية»... كيف تلاحق المحكمة نتنياهو وغالانت؟

بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)
بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)

تقدم أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية هذا الأسبوع بحق زعماء إسرائيل و«حماس»، بسبب الجرائم التي تتهمهم بارتكابها في غزة، رؤى مهمة حول مدى اختصاص المحكمة وحدود سلطتها.

وقدم تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» ما يجب أن نعرفه عن النطاق القانوني للمحكمة، حيث تسعى إلى اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت؛ ورئيس الجناح العسكري لـ«حماس» محمد الضيف، الذي قد يكون ما زال على قيد الحياة.

لماذا تدعي المحكمة الاختصاص في هذه القضية؟

لقد انضمت أكثر من 120 دولة إلى معاهدة دولية، وهي نظام روما الأساسي، وهي أعضاء في المحكمة. تأسست المحكمة، التي يقع مقرها في لاهاي في هولندا، منذ أكثر من عقدين من الزمان لمقاضاة الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية وجريمة العدوان.

واتهمت المحكمة نتنياهو وغالانت باستخدام التجويع كسلاح حرب، من بين تهم أخرى، في الصراع مع «حماس» في غزة.

واتهمت المحكمة محمد الضيف، أحد المخططين الرئيسيين لهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القتل والتعذيب والعنف الجنسي واحتجاز الرهائن.

لا تعترف الدول القوية، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة والصين، بسلطة المحكمة. ولم تصادق على نظام روما الأساسي، ولا تحترم المذكرات الدولية الصادرة عن المحكمة ولن تسلم مواطنيها للمحاكمة.

لا إسرائيل ولا فلسطين عضوان في المحكمة. ولكن في حين لا تعترف العديد من الدول بدولة فلسطين، فقد فعلت المحكمة ذلك منذ عام 2015، عندما وقع قادة السلطة الفلسطينية، التي تسيطر على جزء كبير من الضفة الغربية.

وعلى الرغم من سيطرة «حماس» على غزة منذ عام 2007 ولا تعترف الجماعة المسلحة بخضوعها لدولة فلسطينية، فقد قضت المحكمة بأن لها ولاية قضائية على الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.

وقال ديفيد شيفر، السفير الأميركي السابق والمفاوض الرئيسي في النظام الأساسي الذي أنشأ المحكمة: «أود أن أزعم أن هذا يجعل تصرفات (حماس) أكثر عرضة للمحكمة الجنائية الدولية. إن السلطة القضائية للمحكمة الجنائية الدولية لا تقتصر على (حماس) فقط، بل إن (حماس) أثبتت دورها كسلطة حاكمة لذلك الجزء من دولة فلسطين، وبالتالي فإن هذه السلطة تحمل المسؤولية، بما في ذلك ارتكاب جرائم فظيعة».

ومن الأهمية بمكان بالنسبة لسلطة المحكمة أن اختصاصها يمكن أن يمتد إلى ما هو أبعد من الدول الأعضاء. ويمنح نظام روما الأساسي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، سلطة إحالة جرائم الفظائع المرتكبة في أي دولة -عضو في المحكمة الدولية أم لا- إلى الهيئة القانونية للتحقيق.

وقد أحال مجلس الأمن السودان إلى المحكمة في عام 2005 بشأن الوضع الإنساني في دارفور، وأحال ليبيا في عام 2011 رغم أن كلتا الدولتين ليست عضواً في المحكمة.

وقال الخبراء إنه نظراً للتوترات الحالية بين الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة)، فمن غير المرجح أن يحيل المجلس بالإجماع فرداً إلى المحكمة للمحاكمة في أي وقت قريب.

وأشار شفير إلى أنه «نظراً للطبيعة غير الوظيفية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في السنوات الأخيرة، فمن غير المرجح أن تنجو أي إحالة مقترحة لأي حالة معينة في العالم من الفيتو».

هل سعت المحكمة إلى محاكمة زعماء من دول غير أعضاء؟

بالفعل، سعت المحكمة إلى محاكمة زعماء من دول غير أعضاء، فروسيا ليست عضواً في المحكمة، ولكن في عام 2023 أصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن غزو موسكو الكامل لأوكرانيا، التي لم تصبح عضواً بعد ولكنها منحت المحكمة الاختصاص ودعتها للتحقيق.

كما أصدرت المحكمة مذكرات اعتقال بحق عمر حسن البشير، الرئيس السابق للسودان، والعقيد معمر القذافي، الزعيم السابق لليبيا. ولا تتمتع أي من الدولتين بعضوية المحكمة.

في عام 2017، بدأ المدعي العام للمحكمة التحقيق في مزاعم جرائم الحرب في أفغانستان، بما في ذلك أي جرائم ربما ارتكبها الأميركيون. ورداً على ذلك، فرضت واشنطن عقوبات على فاتو بنسودا، المدعية العامة للمحكمة في ذلك الوقت، وألغت تأشيرة دخولها. وأسقطت المحكمة تحقيقاتها في وقت لاحق.

هل يمكن للمحكمة إنفاذ أوامر الاعتقال؟

في حين أن نطاق المحكمة قد يكون عالمياً تقريباً من الناحية النظرية، فإن قوتها في نهاية المطاف في أيدي أعضائها.

لا يمكن للمحكمة محاكمة المتهمين بارتكاب جرائم غيابياً وليس لديها آلية لمحاكمة المتهمين. إنها تعتمد على الدول الأعضاء للعمل كجهات منفذة واحتجاز المشتبه بهم قبل أن يتمكنوا من المثول للمحاكمة في لاهاي. ومع ذلك، لا تلتزم جميع الدول الأعضاء بالاتفاق.

قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الجمعة، إنه دعا نتنياهو لزيارة بلاده، وهي عضو في المحكمة، وأنه سيتجاهل التزامه الرسمي بالتصرف بناءً على مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة.

في سبتمبر (أيلول)، زار بوتين منغوليا، وهي عضو آخر، من دون أن يتم القبض عليه.

وزار البشير جنوب أفريقيا، وهي أيضاً عضو، لحضور قمة الاتحاد الأفريقي لعام 2015.