الكشف عن عمليات تنصت «غير قانونية» على نتنياهو

في خطوة تهز لائحة الاتهام ضده

نتنياهو خلال زيارته قاعدة جوية في مدينة رحوبوت 11 أبريل الماضي (د.ب.أ)
نتنياهو خلال زيارته قاعدة جوية في مدينة رحوبوت 11 أبريل الماضي (د.ب.أ)
TT

الكشف عن عمليات تنصت «غير قانونية» على نتنياهو

نتنياهو خلال زيارته قاعدة جوية في مدينة رحوبوت 11 أبريل الماضي (د.ب.أ)
نتنياهو خلال زيارته قاعدة جوية في مدينة رحوبوت 11 أبريل الماضي (د.ب.أ)

كشفت بروتوكولات محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الجارية في القدس الغربية بتهمة الاحتيال وتلقي الرشاوى وخيانة الأمانة، أن عدداً من كبار الضباط في الشرطة مارسوا عمليات «تنصت، وتجسس وخداع» ضده بشكل غير قانوني، بغرض توريطه في مخالفات جنائية.

وقال المحامي عيدو شيفوني، الذي يتابع محاكمة نتنياهو ويعبر عن قناعته بأن الاتهامات ضده ملفقة، إنه «فوق كل الحقائق الخطيرة التي تظهر في شهادة نائب المفوض العام للشرطة، كورش برنور، أمام المحكمة، تبرز قضية التجسس والتنصت غير القانوني على رئيس الوزراء، نتنياهو، التي نفذها برنور وعدد من كبار المسؤولين الآخرين في قسم التحقيق في الجرائم الخطيرة في الشرطة الإسرائيلية».

وأكد المحامي أن برنور وفريقه «ابتدعوا كذبة وجود شبهات ضد مستشار نتنياهو المقرب، نتان إيشل، وتبيَّن أنه لا يوجد أساس لهذه الشبهات وأنها استخدمت وسيلة للتجسس على نتنياهو»، وضرب مثالاً بأن «الشرطة قررت التجسس على الهاتف الثابت في بيت إيشل، وهي تعلم أنه لا يستخدم إلا في المكالمات مع نتنياهو، وبهذه الطريقة تجسسوا على نتنياهو».

واتهم المحامي شيفوني مفوض الشرطة بأنه طرح «تسجيلاً مزوراً في وثائق مقدمة الى المحكمة، بغرض الحصول على أمر من المحكمة للتنصت على نتنياهو، وتبيَّن أنهم خدعوا المحكمة».

وقال شيفوني إنه يتتبع عدداً من القضايا الكبرى في المحاكم الإسرائيلية، لكنه يرى أن أسلوب عمل الشرطة مع نتنياهو كان «واحدة من أخطر قضايا الإجرام والتآمر البوليسي التي تم الكشف عنها حتى الآن».

وقال: «لولا الوضع السياسي والقانوني (الإشكالي) السائد حالياً، لكان (كورش ومجموعته) قد جرى القبض عليهم بالفعل واستجوابهم بشبهة ارتكاب سلسلة من المخالفات، التي يعد بعضها من أخطر الجرائم في كتاب قانون دولة إسرائيل».

وكان محامي الدفاع عن نتنياهو، يوسف حداد، قد اتهم الشرطة بالالتفاف على القانون، في مجرد طرح فكرة التنصت على نتنياهو، فالقانون ينص على أن إجراء تنصت على مسؤول حكومي بدرجة رئيس وزراء يجري فقط في حال وجود شبهات ذات أدلة دامغة، وبموافقة المستشارة القضائية للحكومة، وبمصادقة قاض في المحكمة العليا. لكن في حالة نتنياهو، تآمروا على المستشار أبيحاي مندلبليت، الذي كان مقرباً من نتنياهو ولم يخبروه، وتوجهوا إلى المحكمة المركزية قائلين إن المقصود بالتنصت ليس نتنياهو، بل مستشاره إيشل. وقد اعترف برنور بذلك خلال رده على أسئلة المحامي حداد.

ويقول شيفوني إن مُجمل الأدلة والشهادات والنتائج في هذه القضية يشير إلى وجود فضيحة يصعب المبالغة في خطورتها، حيث قام مجموعة من كبار ضباط الشرطة المجرمين، ولأسباب سياسية، بمبادرة خاصة مخفية عن جميع الأطراف المعنية، بإجراء عملية تنصت غير قانونية على رئيس وزراء حالي والتجسس عليه. وهذا يدل على قضية فساد خطير وخرق للثقة وتشويه العدالة في أعلى مستويات الشرطة، وتشير إلى فشل عميق في نظام مراقبة سلطات إنفاذ القانون. فإذا سمح كبار ضباط الشرطة لأنفسهم باضطهاد رئيس الوزراء المنتخب بشكل مخالف للقانون، واستخدام صلاحياتهم، من دون الإشراف المناسب من قبل مكتب المدعي العام والمحاكم، فإن الديمقراطية الإسرائيلية نفسها تصبح موضع شك. ومن أجل منع تكرار حالات مماثلة في المستقبل، يجب تعديل التشريع فوراً بحيث يزيد من مراقبة التنصت ويتطلب تقديم تقارير منتظمة إلى الكنيست، ومحاكمة المسؤولين، وإرسال رسالة واضحة مفادها أنه لا أحد فوق القانون. بهذه الطريقة فقط سيكون من الممكن استعادة ثقة الجمهور، ومنع التدهور إلى نظام دكتاتوري، وضمان أن تظل سيادة القانون والديمقراطية والحقوق الفردية قيماً أساسية في إسرائيل.

وأعرب المحامي شيفوني عن اعتقاده بأن هذه الفضيحة ستؤثر على مجرى المحكمة وتُقوض لوائح الاتهام ضد نتنياهو. وأضاف: «لو كانت إسرائيل دولة سليمة، لكانت هذه المحكمة قد أُلغيت اليوم».


مقالات ذات صلة

نتنياهو: القضاء على نصر الله سيُغير ميزان القوى في الشرق الأوسط

شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

نتنياهو: القضاء على نصر الله سيُغير ميزان القوى في الشرق الأوسط

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، السبت، إن القضاء على الأمين العام لجماعة «حزب الله» يُمثل نقطة تحوّل تاريخية، يمكن أن تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي دمار في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت إثر غارات يوم الجمعة (أ.ف.ب) play-circle 00:28

كيف خططت إسرائيل لاغتيال نصرالله؟

بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي رسمياً مقتل الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، لمح رئيس أركان الجيش، هرتسي هاليفي، إلى أن الاغتيالات لن تتوقف.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية يتجمع الناس ورجال الإنقاذ بالقرب من الأنقاض المشتعلة لمبنى دُمر في غارة جوية إسرائيلية بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

مكتب نتنياهو: إسرائيل ستشارك في المداولات بشأن اقتراح الهدنة مع لبنان

وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار الذي اقترحته الولايات المتحدة في لبنان.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (رويترز)

«حماس» تندد بـ«أكاذيب مفضوحة» لنتنياهو في كلمته أمام الأمم المتحدة

اتهمت حركة «حماس» الفلسطينية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بترديد «أكاذيب مفضوحة» في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة (د.ب.أ)

نتنياهو: الأمم المتحدة أصبحت «مهزلة مثيرة للازدراء»

عدّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، أن الأمم المتحدة أصبحت «مهزلة مثيرة للازدراء» فيما ندد بتعامل الهيئة غير المنصف مع بلاده.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

نتنياهو: القضاء على نصر الله سيُغير ميزان القوى في الشرق الأوسط

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
TT

نتنياهو: القضاء على نصر الله سيُغير ميزان القوى في الشرق الأوسط

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، السبت، إن القضاء على الأمين العام لجماعة «حزب الله» اللبنانية حسن نصر الله يُمثل نقطة تحوُّل تاريخية يمكن أن تغير ميزان القوى في الشرق الأوسط، لكنه حذّر في الوقت ذاته من «أيام صعبة» مقبلة.

وأضاف نتنياهو، في بيان نقلته وكالة «رويترز» للأنباء: «القضاء على نصر الله كان خطوة ضرورية نحو تحقيق الهدف الذي حددناه، وهو إعادة سكان الشمال بأمان إلى منازلهم، وتغيير ميزان القوى في المنطقة لسنوات مقبلة».

وأكد نتنياهو أن إسرائيل «صفّت الحساب» باغتيال نصر الله. وصرّح في فيديو: «لقد صفينا الحساب مع المسؤول عن مقتل عدد لا يُحصى من الإسرائيليين، وعدد من مواطني الدول الأخرى، من بينهم مئات الأميركيين وعشرات الفرنسيين».

وعَدّ أن «نصر الله لم يكن مجرد إرهابي آخر، بل كان الإرهاب. لقد كان محرك محور الشر الإيراني». وأضاف: «ما دام بقي نصر الله على قيد الحياة، فسوف يستعيد بسرعة قدرات (حزب الله) التي تآكلت»، و«لذلك، أعطيت الأمر... ونصر الله لم يعد معنا».

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي أنّ اغتيال نصر الله، سيسرّع إعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة. وقال إنّ «تصفيته... تُعزّز (فرص) عودة أسرانا في الجنوب. وكلما رأى (زعيم حركة «حماس» يحيى السنوار) أنّ (حزب الله) لن يأتي لمساعدته بعد الآن، زادت فرص إعادة أسرانا»، مضيفاً أن إسرائيل «مصمّمة على مواصلة» ضرب أعدائها.

وقتلت إسرائيل نصر الله في غارة جوية كبيرة على بيروت، ما وجّه ضربة قاصمة للجماعة المدعومة من إيران، في الوقت الذي تتعرض فيه لحملة متصاعدة من الهجمات الإسرائيلية.

وقال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه قتل نصر الله في الغارة التي استهدفت مقر القيادة المركزي للجماعة اللبنانية في الضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة. وأكد «حزب الله» مقتل نصر الله دون الإفصاح عن أي تفاصيل.

ولا يُمثل مقتل نصر الله ضربة كبيرة لـ«حزب الله» فحسب بل لإيران أيضاً؛ إذ أطاحت الغارة الجوية بحليف قوي لها، ساعد في أن يكون «حزب الله» في طليعة الجماعات المتحالفة مع طهران في المنطقة.