إيران «مستعدة» لصد أي هجوم إسرائيلي

قائد الوحدة الجوية: مستعدون لضرب الأهداف خاصة بطائرات سوخوي 24

رئيسي يلقي خطاباً بمناسبة يوم الجيش في قاعدة «لويزان» مقرّ قيادة الجيش شمال شرقي طهران (الرئاسة الإيرانية)
رئيسي يلقي خطاباً بمناسبة يوم الجيش في قاعدة «لويزان» مقرّ قيادة الجيش شمال شرقي طهران (الرئاسة الإيرانية)
TT

إيران «مستعدة» لصد أي هجوم إسرائيلي

رئيسي يلقي خطاباً بمناسبة يوم الجيش في قاعدة «لويزان» مقرّ قيادة الجيش شمال شرقي طهران (الرئاسة الإيرانية)
رئيسي يلقي خطاباً بمناسبة يوم الجيش في قاعدة «لويزان» مقرّ قيادة الجيش شمال شرقي طهران (الرئاسة الإيرانية)

قالت إيران إن قواتها المسلحة مستعدة لصد أي هجوم من إسرائيل، وقالت القوات الجوية إنها على أهبة الاستعداد. وحذر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي من أن «أصغر غزو» من إسرائيل سيؤدي إلى رد فعل «ضخم وقاسٍ»، في الوقت الذي تستعد فيه المنطقة لهجوم إسرائيلي مضاد، رداً على هجوم شنته إيران، السبت الماضي.

وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الأربعاء، في العرض العسكري السنوي للجيش الإيراني، إن أي تحرك إسرائيلي ضد بلاده ولو كان بسيطاً سيواجَه برد «قوي وحاسم».

ودافع رئيسي عن الضربة الإيرانية، خلال العرض العسكري السنوي بمناسبة يوم الجيش، الذي جرى نقله إلى قاعدة، شمال شرقي العاصمة طهران، بعيداً عن المكان المعتاد للعروض العسكرية على الطريق السريع في جنوب طهران، وكذلك ميدان «آزادي» وسط العاصمة.

وتخلله عرض طرازات مختلفة من المسيرات مثل مهاجر وأبابيل وآرش، أو أنظمة صاروخية من طراز دزفول و«إس 300» الروسي الصنع. كما عرضت العديد من المركبات العسكرية منها دبابة تيام المحلية، إضافة الى مشاركة عناصر مشاة من الجيش و«الحرس الثوري».

«الخيار العسكري»

وقال في خطاب ألقاه أمام قادة الجيش و«الحرس الثوري» إن الهجوم الإيراني: «أظهر أن قواتنا المسلحة في حال تأهب»، مؤكداً أنه «إذا نفّذ الكيان الصهيوني أدنى هجوم على الأراضي الإيرانية فسيتم التعامل معه بشدة وصرامة»، حسبما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية عن الإعلام الرسمي.

وأسقطت إسرائيل وحلفاؤها معظم الصواريخ والطائرات المُسيرة التي أطلقتها طهران مطلع الأسبوع، ولم تتسبب في أي وفيات ولم تُحدث سوى أضرار طفيفة. لكنّ إسرائيل تقول إن عليها الرد للحفاظ على مصداقية وسائل الردع التي تمتلكها. وتقول إيران إنها تعدّ الأمر منتهياً في الوقت الحالي لكنها ستردّ مرة أخرى إذا أقدمت إسرائيل على شن هجوم جديد.

رئيسي يتحدث إلى قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده (الرئاسة الإيرانية)

وقال الرئيس الإيراني إن الهجوم على إسرائيل «كان إجراء محدوداً وعقابياً». من أي رد عسكري إسرائيلي مضاد، قائلاً: «إذا قمنا بعمليات أعنف فلن يبقى لإسرائيل شيء. لكن كان من المفترض أن يكون العمل محدوداً».

وتحدى رئيسي إسرائيل، قائلاً: «بعد طوفان الأقصى، لقد دمَّرت عملية (الوعد الصادق) هيمنة إسرائيل، أثبت أن الكيان الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت وكسر أسطورة الجيش الذي لا يُقهَر».

كما أشاد بالجيش الإيراني والجهاز الموازي له، قوات «الحرس الثوري». وقال: «بأوامر من المرشد (علي خامنئي) قاموا بمعاقبة إسرائيل». وقال: «هذه العملية كانت محسوبة ودقيقة، وإبلاغ لكل العالم والقوى المجهزة، الولايات المتحدة وحماة الكيان الصهيوني، بأن إيران مستعدة وقواتها المسلحة جاهزة وتنتظر أوامر القائد العام للقوات المسلحة».

ووجّه رئيسي رسالة «طمأنة» إلى دول المنطقة، قائلاً إن «قواتنا العسكرية تخلق الأمن وتُرسي السلام وتتسبب في قوة المنطقة ويمكن الاعتماد عليها». وأضاف: «لا حاجة للقوات الأجنبية في المنطقة».

وعلى غرار خطاباته في المناسبات الكبيرة، أعرب رئيسي عن ارتياحه من أبعاد «الخيار العسكري» ضد بلاده في قاموس المسؤولين الأميركيين. وعزا ذلك إلى «قوة القوات المسلحة».

بدوره، قال قائد الجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي، على هامش العرض العسكري، إن «الأعداء تخلّوا عن التبجحات بشأن الخيار العسكري»، مضيفاً أن قواته «لديها الجهوزية الكاملة لمواجهة الشرور المحتملة»، محذراً بالقول: «إذا اتخذ الأعداء إجراء فسنردّ بمعدات أكثر فتكاً».

وقال: «عرض اليوم في أنحاء البلاد جزء صغير من قدراتنا». مشدداً على أن القطاعات المتأهبة «لم تشارك في العرض العسكري».

ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن موسوي قوله إن «أي اعتداء يستهدف مصالح البلاد، سيقابَل برد حازم، سيجلب الندم». وتابع: «نظراً إلى الأعداء الذين تواجههم البلاد، عادةً قواتنا في حالة تأهب دائم لتنفيذ المهام، على أفضل وجه، فالجميع يعرف كيف يراقب أعداؤنا تقدم قواتنا المسلحة».

تأهب جوي وبحري

بدوره، حذّر قائد القوات الجوية حميد واحدي في الحدث نفسه من أن الطائرات الحربية، بما في ذلك طائرات «سوخوي 24» روسية الصنع، على «أهبة الاستعداد» لمواجهة أي هجوم إسرائيلي.

وقال واحدي «نحن جاهزون بنسبة 100 في المائة (...) سواء من ناحية الغطاء الجوي أو القاذفات، ومستعدون لضرب الأهداف خاصة بطائرات سوخوي 24(الروسية)».

وقال البريجادير جنرال أمير وحيدي: «لدينا الجاهزية الكاملة في المجالات كافة بما في ذلك تغطيتنا الجوية وقاذفاتنا، ومستعدون لأي عملية». والهجوم المباشر على قواعد «الحرس الثوري» أو منشآت الأبحاث النووية داخل إيران هو أحد خيارات الرد الإسرائيلي. ومن الممكن أيضاً قصف أهداف خارج إيران.

رئيسي يستمع إلى شرح الأدميرال شهرام إيراني قائد القوات البحرية في الجيش حول غواصة صغيرة خلال عرض عسكري شمال شرقي طهران (الرئاسة الإيرانية)

في السياق نفسه، نقلت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن الأميرال شهرام إيراني، قوله إن البحرية الإيرانية ترافق السفن التجارية الإيرانية إلى البحر الأحمر.

وقال إيراني: «أساطيل الجيش تنفّذ مهمة مرافقة سفننا التجارية، والآن المدمِّرة (جماران) موجودة في خليج عدن، وستستمر هذه المهمة حتى البحر الأحمر». وأضاف: «نرافق سفننا من خليج عدن إلى قناة السويس، ومستعدّون لحماية سفن الدول الأخرى أيضاً».

وشهد البحر الأحمر اضطراباً كبيراً في حركة الشحن المتجهة إلى إسرائيل بسبب هجمات جماعة الحوثي اليمنية الموالية لإيران. وفي 13 أبريل (نيسان)، استولى «الحرس الثوري» الإيراني على سفينة حاويات ترفع عَلم البرتغال، التي تقول طهران إنها مرتبطة بإسرائيل.

تفاصيل جديدة

وكشفت صحيفة «كيهان» التابعة لمكتب المرشد الإيراني عن إطلاق إيران صواريخ «كروز» من طراز «باوه»، وصاروخ «عماد» الباليستي، وصاروخ «خيبر شكن»، بالإضافة إلى مُسيرات انتحارية من طراز «شاهد 136»، دون أن تقدم أرقاماً عن العدد المستخدم.

ویصل مدى صاروخ «باوه» إلى 1650 كلم، وهو أطول مدى لصواريخ «كروز» الإيرانية. وأعلن عن إنتاجه في فبراير (شباط) العام الماضي. ويبلغ مدى صاروخ «عماد» 1700 كيلومتر، ويعمل بالوقود السائل. أما صاروخ «خيبر شكن (كاسر خيبر)» ومتوسط مداه الذي يصل إلى 1450 كيلومتراً، فيعمل بالوقود الصلب. وعدّ تسمية الصاروخ رسالة إلى إسرائيل. وكشف عنه «الحرس الثوري» في فبراير 2022.

أما مُسيرة «شاهد 136» الانتحارية، فتصل إلى ألفَى كيلومتر، وتبلغ سرعتها 185 كلم في الساعة.

ولم يقدم «الحرس الثوري» تفاصيل الأسلحة المستخدمة، على غرار عملياته السابقة، رغم أن وسائل الإعلام الإيرانية، سبقت الهجوم بنشر قائمة بالأسلحة الممكن استخدامها في الهجوم.

أحمدي نجاد وخاتمي يؤيّدان

قال الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، إن «أي بلد يهاجم سفارة بلد آخر بشكل غير قانوني، يجب أن يتلقى الرد».

ونقل الموقع الإلكتروني «دولت بهار» قوله في لقاء مجموعة من النساء، إن «الرد حق لأي بلد يتعرض لاعتداء». وجاء تعليقه بعد ساعات من نشر مقال بصحيفة «آرمان ملي» يتهمه بالصمت خلال الشهور الأخيرة، «لكي يخطف الأضواء».

في السياق نفسه، أشاد الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي بالهجوم. ونقل موقع «جماران» الإخباري قوله في لقاء مجموعة من مستشاريه، إن «رسالة إيران لإسرائيل كانت واضحة وحازمة وقانونية». ووصف الرد الإيراني بـ«الحكيم والشجاع والمنطقي».

طائرة مُسيرة من طراز «مهاجر 6» خلال العرض العسكري للجيش الإيراني (الرئاسة الإيرانية)

وقال: «هذا الهجوم رد على اعتداء الكيان الصهيوني على القنصلية مما تسبب في مقتل قادة في (الحرس الثوري)». وأضاف: «العملية الإيرانية حملت رسالة واضحة؛ ألا تعتقد إسرائيل أن إقدامها على جريمة وعمل شرير وخلاف القانون الدولي، سيبقى من دون رد، مع عدم قيام المؤسسات الدولية بواجباتها».

وأشارت صحيفة «دنياي اقتصاد» في صحفتها الأولى إلى عودة «شبح الحرب». وقالت إن «الرد الإسرائيلي المحتمَل على الهجوم العقابي الإيرانيّ يثير علامات استفهام كثيرة حول مستقبل التوتر الإيراني - الإسرائيلي».

وهاجمت صحيفة «سازندكي» مملكة الأردن على أثر اعتراضها الصواريخ والمُسيرات الإيرانية. وزعمت الصحيفة أن الهجوم الإيراني «لم يكن يشكل تهديداً لأراضيها»، وأضاف: «على الأقل كان يمكنها أن تبقى محايدة».

بدورها، توعدت صحيفة «هم ميهن» الرئيس الأميركي جو بايدن، بدفع ثمن دعم إسرائيل في الانتخابات الأميركية.

ونقلت صحيفة «اعتماد» عن المحلل السياسي، ما شاء الله شمس الواعظين، قوله إن «الردع الإسرائيلي ذهب أدراج الرياح». وقال: «إيران ليست قلقة بسبب سعة عمقها الاستراتيجي».

وقال المحلل أبو الفضل ظهره وند، في افتتاحية صحيفة «إيران» الناطقة باسم الحكومة إن «عمليات (الوعد الصادق) كانت بداية مرحلة جديدة من المعادلات الإقليمية». وقال إن «المنظمة الدفاعية (القبة الحديدية) استسلمت أمام الصواريخ والمُسيرات الإيرانية».

وأضاف: «يقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم يريدون مهاجمة وكلاء إيران للرد على الهجوم، وهذا يُظهر أنهم يتعقدون أن الهجوم المباشر على إيران سيجلب خسائر مدمّرة لهم».

تباين روسي - إيراني

وتضارب عنوان صحيفة «إيران» الذي يَنسب قولاً إلى الرئيس الروسي، مع بيان صادر عن الكرملين حول الاتصال الهاتفي الذي أجراه فلاديمير بوتين مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي.

ونسب عنوان الصحيفة الحكومية إلى بوتين قوله إن «الرد الإيراني كان أفضل طريقة لمعاقبة المعتدي».

وقال الكرملين إن بوتين دعا جميع الأطراف في الشرق الأوسط إلى الابتعاد عن أي عمل من شأنه أن يؤدي إلى مواجهة جديدة ستكون لها عواقب كارثية على المنطقة.

ورفض المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الأربعاء، تأكيد أو نفي ما إذا كانت موسكو قد تلقت تحذيراً مسبقاً بشأن الهجوم الإيراني على إسرائيل. وأضاف: «لا نريد حتى الحديث عن تصعيد هذا الصراع. هذا يتعارض مع مصالح إسرائيل وإيران والمنطقة بأكملها». وتابع: «تحافظ روسيا الاتحادية على علاقتها الوثيقة والبنّاءة مع إيران... ولدينا أيضاً علاقات بنّاءة مع إسرائيل» حسبما أوردت «رويترز».


مقالات ذات صلة

إيران: سنتصدى بصورة «حاسمة» للمظاهرات

شؤون إقليمية متظاهرون في طهران خرجوا إلى الشوارع احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية وتراجع العملة الإيرانية (أ.ف.ب)

إيران: سنتصدى بصورة «حاسمة» للمظاهرات

حذّر المدعي العام الإيراني، محمد كاظم موحدي آزاد، الأربعاء، بأن القضاء سيتصدى بصورة «حاسمة» للمظاهرات ضد غلاء المعيشة إذا استُغلت من أجل «زعزعة الاستقرار».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية صورة نشرها حساب الخارجية الأميركية الناطق بالفارسية تُظهر انتشار قوات مكافحة الشغب الإيرانية وسط طهران

احتجاجات إيران تنتقل من البازار إلى الجامعات

اتسعت الاحتجاجات في إيران لليوم الثالث على التوالي، مع انتقالها من الأسواق التجارية في طهران إلى جامعات ومدن أخرى.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
المشرق العربي وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي (أرشيفية)

وزير خارجية لبنان يدعو نظيره الإيراني إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات

دعا وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، في رسالة لنظيره الإيراني عباس عراقجي، اليوم الثلاثاء، إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
شؤون إقليمية ترمب ونتنياهو على هامش مؤتمر صحافي مشترك في منتجع مار-إيه-لاغو بولاية فلوريدا (أ.ف.ب)

الرئيس الإيراني يرد على ترمب: رد قاسٍ ورادع على أي هجوم

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الثلاثاء، إن رد بلاده على أي هجوم سيكون «قاسياً ورادعاً»، فيما بدا أنه رد مباشر على تحذير أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية طفل يجلس فوق رأس حربي لصاروخ باليستي في المعرض الدائم التابع لـ«الحرس الثوري» بضواحي طهران نوفمبر الماضي (أ.ب)

مستشار خامنئي: أي اعتداء سيقابَل برد قاسٍ وفوري

قال علي شمخاني المستشار السياسي للمرشد الإيراني إن القدرة الصاروخية والدفاعية لإيران لا يمكن احتواؤها، ولا تحتاج إلى إذن من أحد لتطويرها.

«الشرق الأوسط» (طهران)

وتيرة النمو السكاني في إسرائيل تتراجع إلى أدنى مستوى منذ تأسيسها

إسرائيلي مسلح يدفع عربة أطفال في تل أبيب (أ.ف.ب)
إسرائيلي مسلح يدفع عربة أطفال في تل أبيب (أ.ف.ب)
TT

وتيرة النمو السكاني في إسرائيل تتراجع إلى أدنى مستوى منذ تأسيسها

إسرائيلي مسلح يدفع عربة أطفال في تل أبيب (أ.ف.ب)
إسرائيلي مسلح يدفع عربة أطفال في تل أبيب (أ.ف.ب)

سجلت وتيرة النمو السكاني في إسرائيل تراجعاً ملحوظاً، وبلغت أدنى مستوى لها منذ تأسيس إسرائيل. فقد كان هذا النمو، منذ سنة 1950، التي بدأ فيها العمل في سجل سكاني، يزداد في كل سنة بنسبة 1.5 في المائة على الأقل، بينما يتبين من تحليل نشره «مركز طاوب» لأبحاث السياسة الاجتماعية في إسرائيل، الأربعاء، أنه بلغ في العام الحالي 0.9 في المائة.

ونجم تراجع النمو السكاني عن ارتفاع عدد الوفيات، وتراجع متواصل في الولادات، وارتفاع عدد المهاجرين من إسرائيل قياساً بعدد المهاجرين إليها. وقال البروفسور أليكس فاينرب، الذي أعدّ الدراسة، إن «فترة الذروة في النمو الطبيعي في إسرائيل انقضت، والنمو الطبيعي سيتراجع».

وحسب هذه الدراسة، فإن عدد الولادات في العقد الأخير كان مستقراً، وبلغ قرابة 180 ألف ولادة سنوياً، لكن نسبة ولادات النساء العربيات (المسلمات والمسيحيات والدرزيات) تراجع بنسبة 30 في المائة بالسنوات الماضية.

رجال من اليهود المتدينين يستعدون لعيد الفصح اليهودي في مخبز بالقدس (أرشيفية - أ.ف.ب)

ويرصد «مركز طاوب» حالياً مؤشرات مبكرة على تراجع نسبة الولادات لدى النساء اليهوديات أيضاً. وبموجب التقديرات في الدراسة التي تستند إلى تحليل اتجاهات الولادة وفقاً للفئات العمرية، ومحاولة استنتاج عدد الولادات النهائي لأي امرأة، فإن عدد الولادات بين النساء اليهوديات العلمانيات والمحافظات تراجع خلال عقد من 1.9 - 2.2 طفل إلى 1.7 طفل حالياً، وبين النساء اليهوديات المتدينات تراجعت الولادات من 3.74 طفل إلى 2.3 طفل، ويتوقع تراجع عدد ولادات النساء في المجتمع الديني المتزمت (الحريدي) من 6.48 طفل إلى 4.3 طفل.

ورغم أن نسبة الولادة في المجتمعين «الحريدي» واليهود المتدينين مرتفعة، فإن الدراسة أشارت إلى أن حوالي 15 في المائة من الأطفال الذين يولدون في المجتمع «الحريدي» يهجرونه عندما يصلون سن الشباب. وتؤثر وفيات كبار السن، التي ترتفع باستمرار، على لجم نسبة النمو السكاني، وذلك بتأثير حجم هذه الفئة العمرية. ففئات عمرية كبيرة من اليهود والعرب، بدأت في السنوات الأخيرة تصل إلى عمر السبعينات والثمانينات، الذي ترتفع فيه نسب الوفيات بشكل كبير.

وكان النمو السكاني، منذ تأسيس إسرائيل، يستند بمعظمه إلى الازدياد الطبيعي، أي عدد ولادات مرتفع، قياساً بعدد وفيات منخفض، وقد تغير الوضع الآن. وحسب الدراسة، فإنه من أجل أن يستمر ازدياد عدد السكان بوتيرة 1 في المائة على الأقل سنوياً، ثمة حاجة إلى ميزان هجرة إيجابي. إلا أنه يوجد انعدام يقين كبير في هذا المجال. ففي السنوات الأخيرة غادر إسرائيل عدد أكثر من الماضي، وعدد العائدين لم يتساو مع وتيرة عدد المغادرين. وفي عام 2025 سجلت إسرائيل ميزان هجرة سلبياً، وكان عدد المغادرين أكثر بـ37 ألفاً.

يهود من «الحريديم» يصطفون لإعفائهم من الخدمة العسكرية الإلزامية بقاعدة تجنيد في «كريات أونو» بإسرائيل خلال مارس الماضي (رويترز)

ويتبين من معطيات الأشهر التسعة الأولى من عام 2025 أن عدد المهاجرين لإسرائيل هو الأدنى منذ عام 2013، وأن معظم أفراد عائلات المهاجرين من إسرائيل لم يولدوا فيها، وبينهم مجموعة هاجرت إلى إسرائيل في أعقاب الحرب في أوكرانيا عام 2022، لكن عدد الذين وُلدوا في إسرائيل وهاجروا منها يرتفع منذ عام 2022 من 20 ألفاً إلى أكثر من 30 ألفاً في عام 2025.

ودلت معطيات نشرتها «دائرة الإحصاء المركزية» الإسرائيلية على تراجع متوسط الأعمار في عام 2024، لأول مرة منذ عام 2020. وحسب المعطيات، التي تنشرها الدائرة بتأخير سنة، فإن متوسط أعمار الرجال اليهود تراجع من 82.4 عام في عام 2023 إلى 82.1 عام في عام 2024، بينما تراجع متوسط أعمار الرجال العرب من 78.3 عام إلى 77.7 عام. وتراجع متوسط أعمار النساء اليهوديات من 86.1 إلى 85.8 عام، والنساء العربيات من 83.3 إلى 83.2 عام. ولا تشمل المعطيات القتلى من جراء الحرب على غزة.

وبلغ عدد سكان إسرائيل في هذه السنة 10 ملايين و178 ألف نسمة، بينهم 7.7 مليون من اليهود والعائلات المختلطة مع اليهود (أي 76.3 في المائة)، و2.1 مليون عربي و260 ألف أجنبي.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن إسرائيل، تدخل في الحساب سكان القدس العربية (380 ألفاً) وسكان الجولان السوري (24 ألفاً). وعليه، فإن الحسابات الدقيقة تشير إلى أن عدد سكان إسرائيل لم يتجاوز بعد 10 ملايين، ونسبة العرب 20 في المائة.


نتنياهو يحمّل «حفنة من الأطفال» مسؤولية عنف المستوطنين

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يحمّل «حفنة من الأطفال» مسؤولية عنف المستوطنين

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

قلل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من شأن تصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، ملقياً باللوم في ذلك على عدد قليل من القاصرين «الخارجين عن القانون».

ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، قال نتنياهو في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، إن «حفنة من الأطفال» فقط هم المسؤولون عن مثل هذه الحوادث في الأراضي المحتلة.

وأضاف في التصريحات التي بثت، الثلاثاء: «إنهم في الواقع مراهقون ينحدرون من أسر مفككة، ويقومون بأفعال مثل قطع أشجار الزيتون، وأحياناً يحاولون حرق منزل»، وتابع: «لا يمكنني قبول ذلك؛ فهذا خروج عن القانون».

وأشار نتنياهو إلى أن الجناة لا يأتون حتى من الضفة الغربية نفسها.

ومع ذلك، تحدث نتنياهو عما وصفه بـ«التماثل الزائف» عند مقارنة هذه الهجمات بالهجمات المسلحة التي تستهدف المستوطنين الإسرائيليين وعائلاتهم في الضفة الغربية، والتي قُدّر عددها بأكثر من 1000 هجوم.

وتشهد مناطق متفرقة من الضفة الغربية تصاعداً في اعتداءات المستوطنين، وسط مطالبات فلسطينية بتوفير الحماية للسكان المدنيين وممتلكاتهم.

يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ينتقدان بشدة هجمات المستوطنين اليهود في الضفة الغربية وفرضا عقوبات على مستوطنين متطرفين وثلاث منظمات بسبب انتهاكاتهم ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين.

ويعيش نحو 700 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية إلى جانب ثلاثة ملايين فلسطيني.


تركيا تلمح لدعم دمشق حال أرادت التدخل العسكري ضد «قسد»

وزير الدفاع التركي، يشار غولر، خلال استقباله رئيس الأركان السوري على نور الدين النعسان، بحضور رئيس الأركان التركي سلجوق بيرقدار أوغلو في أنقرة في 30 ديسمبر (الدفاع التركية)
وزير الدفاع التركي، يشار غولر، خلال استقباله رئيس الأركان السوري على نور الدين النعسان، بحضور رئيس الأركان التركي سلجوق بيرقدار أوغلو في أنقرة في 30 ديسمبر (الدفاع التركية)
TT

تركيا تلمح لدعم دمشق حال أرادت التدخل العسكري ضد «قسد»

وزير الدفاع التركي، يشار غولر، خلال استقباله رئيس الأركان السوري على نور الدين النعسان، بحضور رئيس الأركان التركي سلجوق بيرقدار أوغلو في أنقرة في 30 ديسمبر (الدفاع التركية)
وزير الدفاع التركي، يشار غولر، خلال استقباله رئيس الأركان السوري على نور الدين النعسان، بحضور رئيس الأركان التركي سلجوق بيرقدار أوغلو في أنقرة في 30 ديسمبر (الدفاع التركية)

لمَّحت تركيا إلى استعدادها لدعم الحكومة السورية حال قررت القيام بعملية عسكرية ضد «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» لعدم تنفيذها اتفاق الاندماج في الجيش السوري الموحد الموقع في 10 مارس (آذار) الماضي.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية زكي أكتورك، في إفادة صحافية، الأربعاء، إن «قسد» تواصل المطالبة باللامركزية والفيدرالية، ولا تتخذ أي خطوات نحو الاندماج في السلطة المركزية بسوريا.

وأضاف: «كما أكدنا سابقاً، فإن هذا الموقف يضر بوحدة الأراضي السورية واستقرارها، ونحن نحافظ على تعاون وثيق مع الحكومة السورية وفقاً لمبدأ (دولة واحدة، جيش واحد)، ونتابع من كثب عملية الاندماج».

المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية زكي أكتورك خلال إفادة صحافية في أنقرة الأربعاء (الدفاع التركية)

وتابع: «إذا قررت الحكومة السورية اتخاذ مبادرة لتعزيز وحدتها وسلامتها، فإن تركيا ستدعمها».

زيارات مكثفة

جاءت هذه التصريحات غداة استقبال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، رئيس الأركان السوري علي نور الدين النعسان، في أنقرة، مساء الثلاثاء، بحضور رئيس الأركان التركي، سلجوق بيرقدار أوغلو.

وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان عبر «إكس»، إن النعسان يزور تركيا تلبية لدعوة نظيره، سلجوق بيرقدار أوغلو.

وتم خلال اللقاء بحث آخر التطورات في سوريا، وعدم تنفيذ «قسد» اتفاق الاندماج في الجيش السوري، الموقَّع بين قائدها مظلوم عبدي والرئيس السوري، أحمد الشرع، في دمشق، 10 مارس الماضي.

وجاءت زيارة النعسان لأنقرة، بعد أيام من زيارة وفد تركي رفيع المستوى إلى دمشق، في 22 ديسمبر (كانون الأول)، ضم وزيري الخارجية هاكان فيدان، والدفاع يشار غولر، ورئيس المخابرات، إبراهيم قالين.

وبحث المسؤولون الأتراك، الذين استقبلهم الشرع، خلال اجتماع عقد بصيغة «3+3» التي اعتُمدت كآلية لمتابعة علاقات التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وفي مقدمتها القضايا الأمنية والدفاعية ومكافحة الإرهاب، العلاقات الثنائية، والتطورات في سوريا وعدم التزام «قسد» بتنفيذ اتفاق الاندماج.

وأقدمت «قسد» على خرق وقف إطلاق النار مع الجيش السوري، خلال وجود الوفد التركي في دمشق، بهجمات في شمال حلب.

اتهامات لـ«قسد»

واتهم وزيرا الخارجية السوري، أسعد الشيباني، والتركي، هاكان فيدان، خلال مؤتمر صحافي مشترك، «قسد» بالمماطلة في تنفيذ اتفاق الاندماج في الجيش السوري، وأكدا رفض أي محاولات للمساس بوحدة سوريا واستقرارها.

الشرع خلال استقبال الوفد التركي في دمشق في 22 ديسمبر (الخارجية التركية)

وقال الشيباني إن «أي تأخير في اندماج (قسد) ضمن الجيش السوري يؤثر سلباً على منطقة الجزيرة التي تشكل جزءاً أساسياً من الجغرافيا السورية، وتحظى باهتمام خاص من الدولة. واستمرار التأخير يعرقل جهود الإعمار والتنمية فيها».

وأكد فيدان أن «قسد» ليست لديها نية لإحراز تقدم كبير في مفاوضات الاندماج وتنفيذ اتفاق 10 مارس مع حكومة دمشق، مشيراً إلى أن تنسيق «قسد» مع إسرائيل يشكل عائقاً كبيراً في المباحثات بين «التنظيم الإرهابي» (قسد) ودمشق.

الشرع خلال توقيع اتفاق اندماج «قسد» في الجيش السوري مع قائدها مظلوم عبدي في دمشق في 10 مارس الماضي (إ.ب.أ)

وقال فيدان إن «الانطباع السائد لدى الجانب التركي هو أن (قسد) لا تبدي نية حقيقية لإحراز تقدم في تنفيذ اتفاق 10 مارس»، مشدداً على أن اندماجها ضمن مؤسسات الدولة السورية سيكون في صالح جميع الأطراف، ويسهم في تحقيق الاستقرار الإقليمي.

وسبق أن عبر فيدان عن أمل تركيا بتجنب اللجوء إلى الخيار العسكري ضد «قسد»، مجدداً، لكنه أوضح أن صبر الأطراف المعنية باتفاق 10 مارس بدأ ينفد.

إردوغان يدعم حكومة دمشق

في السياق ذاته، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في كلمة بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة، إن تركيا «ستقدم الدعم اللازم للإدارة الجديدة من أجل سلام وأمن الشعب السوري دون تمييز بين عربي وكردي وتركماني أو بين سني وشيعي وعلوي».

ولفت إلى تسارع تعافي سوريا، التي نالت حريتها مع ثورة 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وتحقيقها تقدماً ملحوظاً نحو الاستقرار السياسي خلال مدة قصيرة.

إردوغان أكد استمرار دعم حكومة دمشق في رسالة للشعب التركي بمناسبة العام الجديد (الرئاسة التركية)

وأضاف إردوغان أنه كلما ترسخت أجواء الاستقرار في سوريا ازدادت حالات العودة الطوعية للسوريين الموجودين في تركيا، مشيراً إلى أن عام 2025 شهد عودة 600 ألف من السوريين المقيمين في تركيا إلى بلادهم.

وأكد أن وجود سوريا قوية، وقد تحققت وحدتها السياسية وسلامة أراضيها، ستقدم إسهامات استثنائية لمحيطها وللعالم أجمع.

من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية، إن القوات التركية تواصل أعمال الكشف عن الألغام والعبوات الناسفة وتدميرها في مناطق عملياتها في شمال سوريا، وتم تدمير 4 كيلومترات من الأنفاق في منبج.