تركيا: اندماج «ورثة أربكان» يفجر جدلاً واسعاً

حزب أكشنار ينفي مطالبة إردوغان لها بالبقاء في قيادته

أثار اتصال بين إردوغان وأكشنار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية التركية (د.ب.أ)
أثار اتصال بين إردوغان وأكشنار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية التركية (د.ب.أ)
TT

تركيا: اندماج «ورثة أربكان» يفجر جدلاً واسعاً

أثار اتصال بين إردوغان وأكشنار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية التركية (د.ب.أ)
أثار اتصال بين إردوغان وأكشنار جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية التركية (د.ب.أ)

نفى حزب «الجيد» القومي المعارض في تركيا، أن يكون الرئيس رجب طيب إردوغان طلب من رئيسته ميرال أكشنار العدول عن قرارها عدم الترشح لرئاسة الحزب مجدداً، في المؤتمر العام الاستثنائي المقرر في 27 أبريل (نيسان) الحالي.

في الوقت ذاته، أثارت تكهنات حول اندماج محتمل لحزبَي «السعادة» و«الرفاه من جديد»، اللذين يعدان امتداداً لأحزاب رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان ذات التوجه الإسلامي، جدلاً واسعاً على خلفية نتائج الانتخابات المحلية التي أُجريت في 31 مارس (آذار) الماضي.

ادعاءات كاذبة

أكد بيان للمركز الإعلامي لحزب «الجيد»، (الجمعة)، أنه لا صحة لادعاء أن الرئيس رجب طيب إردوغان طلب من أكشنار، خلال اتصال هاتفي بينهما لتبادل التهنئة بعيد الفطر، البقاء على رأس الحزب.

صورة أرشيفية تجمع بين إردوغان ورئيسة حزب «الجيد» ميرال أكشنار

وقال البيان: «تم طرح أخبار وادعاءات غير صحيحة بشأن مكالمة هاتفية تم إجراؤها على سبيل المجاملة بين الرئيس ورئيستنا السيدة ميرال أكشنار، (الخميس)، في إطار برنامج عطلة عيد الفطر... هذا الاتصال، الذي لم يكن له غرض سوى التهنئة بالعيد، تحوّل إلى عملية خلق تصورات ضد حزبنا بدوافع مختلفة». وأضاف: «يهدف النشر المنظم للأخبار المعنية بهذا الأمر إلى الإضرار بالبنية المؤسسية لحزب الجيد، ونأمل في أن يظهر الجمهور الحساسية اللازمة تجاه ما يتردد».

وذكرت تقارير صحافية، (الجمعة)، أن إردوغان دعا ميرال أكشنار إلى البقاء في رئاسة الحزب، وذلك بعدما أعلنت عن مؤتمر عام استثنائي للحزب في 27 أبريل؛ للبناء على النتائج المخيبة للآمال في الانتخابات المحلية التي دفعت قيادات بالحزب للاستقالة ومطالبتها بالاستقالة أيضاً، لتعلن لاحقاً أنها لن تكون مرشحة لرئاسة الحزب في هذا المؤتمر.

وبحسب ما ذكرت صحيفة «جمهورييت»، ناقش إردوغان وأكشنار نتائج حزب «الجيد» في الانتخابات المحلية والمؤتمر الاستثنائي، وقال لها الرئيس التركي: «ابقي على رأس حزبك ولا تغادري»، فشكرته على «لطفه».

أشارت بعض التقارير إلى أن رئيس حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، أوعز إلى الرئيس إردوغان بهذا الطلب من أكشنار، بعد تصريحاته التي أدلى بها في أول أيام عيد الفطر، خلال زيارته ضريح مؤسس حزب «الحركة القومية»، ألب أرسلان توركيش، التي قال فيها: «أعتقد بأنه يجب على السيدة أكشنار أن تتخلى عن قرارها، وأن تستمر في قيادة الحزب، وعلى مَن يفكرون في الترشح للمنصب أن يلتفوا حولها». ولفت إلى أنه يقول ذلك من واقع تجارب مرّ بها حزب «الحركة القومية» على مدار 55 عاماً، شهد خلالها محاولات عديدة للانقسام.

رفض سابق

ويشكّل حزب «الحركة القومية» تحالفاً مع حزب «العدالة والتنمية» برئاسة إردوغان، باسم «تحالف الشعب». وسبق لبهشلي أن دعا أكشنار أكثر من مرة للعودة إلى حزب «الحركة القومية»، الذي كانت نائباً لرئيسه، قبل محاولتها عام 2016 الإطاحة ببهشلي من رئاسته عبر عقد مؤتمر عام استثنائي مع مجموعة من قيادات الحزب، الذين غادروا وأسسوا معها حزب «الجيد» عام 2017، ومنهم أوميت أوزداغ، الذي انشق لاحقاً، وأسس حزب «النصر».

ورفضت أكشنار، التي تَراجع حزبها إلى المرتبة السادسة في الانتخابات المحلية ولم يفز سوى ببلدية واحدة، دعوات بهشلي، الذي كان سبب خلافها معه أنه غيّر مسار حزب «الحركة القومية» وأصبح داعماً لإردوغان في سياساته جميعها. كما سبق أن رفضت دعوة مبطنة من إردوغان للانضمام إلى «تحالف الشعب» وقت أزمتها مع «طاولة الستة» لأحزاب المعارضة قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مايو (أيار) الماضي.

اندماج ورثة أربكان

رئيس حزب «الرفاه من جديد» فاتح أربكان خلال احتفال بنتائج حزبه بالانتخابات المحلية (من حسابه على «إكس»)

على صعيد آخر، أثارت تكهنات حول احتمال اندماج حزبَي «السعادة» برئاسة تمل كارامولا أوغلو، و«الرفاه من جديد» برئاسة فاتح أربكان، اللذين انبثقا من حزب «الرفاه» الذي أسسه رئيس الوزراء الراحل نجم الدين أربكان، جدلاً واسعاً على الساحة السياسية في تركيا.

وحقق حزب «الرفاه من جديد»، الذي تأسس في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2018، مفاجأة في الانتخابات المحلية بصعوده إلى المرتبة الثالثة بعد حزبَي «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة، وحزب «العدالة والتنمية» الحاكم، وحصوله على 6.2 في المائة من أصوات الناخبين، وفوزه برئاسة بلديتين. بينما لم يستطع حزب «السعادة»، الذي تأسس عام 2001 على أنقاض حزب «الرفاه» الذي أُغلق عام 1998، أن يحقق نتائج تذكر في الانتخابات، بحصوله على 1.09 في المائة من الأصوات.

وفي خضم ما يتردد عن اندماج الحزبين، أبقى نائب حزب «السعادة» بالبرلمان عن مدينة إسطنبول، مصطفى كايا، الباب مفتوحاً.

وقال كايا، في تصريح (الجمعة): «آراؤنا حول كيفية تقييم هذه الأمور، وكيف سيتم القيام بها، والقضية التي ستتم مناقشتها مع أي حزب سياسي، ستطرح جميعها في مجالس الحزب، نحن الآن في عطلة، وعند انتهائها سنناقش جميع هذه الأمور».

وأضاف: «حزب السعادة يجري تقييماً حول الانتخابات المحلية ونتيجتها وما حصلت عليه الأحزاب. كل ما نناقشه من أمور سيعلن للرأي العام».


مقالات ذات صلة

باباجان ينهى مفاوضات الاندماج مع داود أوغلو لتمسكه بالترشح للرئاسة التركية

شؤون إقليمية باباجان ودادو أوغلو لم يتمكنا من الاتفاق على دمج حزبيهما بسبب تمسك الأخير بالترشح للرئاسة (أرشيفية)

باباجان ينهى مفاوضات الاندماج مع داود أوغلو لتمسكه بالترشح للرئاسة التركية

فشلت مفاوضات الاندماج بين حزبي «الديمقراطية والتقدم» برئاسة علي باباجان، و«المستقبل» برئاسة أحمد داود أوغلو، بسبب تمسك الأخير بإعلانه مرشحا للرئاسة التركية

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو (حسابه في إكس)

أكرم إمام أوغلو يتوجه لـ«الدستورية» التركية للطعن في حكم قضية «الحمقى»

اتخذ رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، خطوة باتجاه الطعن في دستورية الحكم بحبسه لأكثر من عامين وحظر نشاطه السياسي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
شؤون إقليمية أوزيل أكد خلال المؤتمر العام لحزبه أن الشعب لن يصبر حتى موعد الانتخابات في 2028 (حسابه على إكس)

زعيم المعارضة التركية يتوقع انتخابات مبكرة قبل نهاية 2025

تظهر استطلاعات الرأي استمرار تفوق حزب «الشعب الجمهوري» على «العدالة والتنمية» الحاكم برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان بفارق واسع.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
شؤون إقليمية رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو تحدى الحكومة مؤكداً أنها سترحل قبل أن تحصل على حكم بحبسه وحظر نشاطه السياسي (من حسابه على إكس)

إمام أوغلو يتحدى حكومة إردوغان بالرحيل قبل حبسه وحظره سياسياً

قال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو إن حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان سترحل قبل أن تتمكّن من سجنه أو منعه من العمل السياسي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)

زعيم المعارضة التركية يتحدى: الانتخابات المبكرة ستنتهي بهزيمة إردوغان

واصل زعيم المعارضة التركية رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل ضغوطه من أجل التوجه إلى انتخابات مبكرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)

عقوبات أميركية على «الحرس الثوري» بسبب انتهاكات حقوق الإنسان

مقر وزارة الخزانة في واشنطن (رويترز)
مقر وزارة الخزانة في واشنطن (رويترز)
TT

عقوبات أميركية على «الحرس الثوري» بسبب انتهاكات حقوق الإنسان

مقر وزارة الخزانة في واشنطن (رويترز)
مقر وزارة الخزانة في واشنطن (رويترز)

فرضت الولايات المتحدة جولة جديدة من العقوبات على إيران خصوصاً جهاز «الحرس الثوري» اليوم الأربعاء واستهدفت فيها 12 فرداً قالت إن لهم صلة «بالقمع المستمر والعنيف للشعب الإيراني» من جانب طهران، بما في ذلك «قمعها الوحشي للاحتجاجات السلمية».

وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إن العقوبات تستهدف أعضاء من «الحرس الثوري» الإيراني ومسؤولين بالسجون الإيرانية «والمسؤولين عن العمليات التي تسقط قتلى خارج البلاد» في إشارة إلى «فيلق القدس».

وتأتي العقوبات بعد أيام من الذكرى الثانية لاندلاع الاحتجاجات الشعبية الكبيرة التي هزت إيران في أعقاب وفاة مهسا أميني الكردية الإيرانية في أثناء احتجازها لدى الشرطة بدعوى سوء الحجاب.

تأتي العقوبات بعدما قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الاثنين إن من الممكن لإيران أن تجري محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة إذا أثبتت واشنطن فعلياً أنها ليست معادية للجمهورية الإسلامية.

وكان بزشكيان يرد على سؤال خلال مؤتمر صحافي في طهران عما إذا كانت طهران منفتحة على محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015.

وقال بزشكيان «لا نعادي الولايات المتحدة. عليهم أن يوقفوا عداءهم تجاهنا من خلال إظهار حسن نيتهم ​​عملياً» مضيفاً «نحن إخوة للأميركيين أيضاً».

ورداً على بزشكيان، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحافي الثلاثاء إنه «بالتأكيد لدينا مودة كبيرة تجاه الشعب الإيراني». وأضاف: «هناك روابط قوية بين الشعب الأميركي والشعب الإيراني، وهناك جالية إيرانية كبيرة في الولايات المتحدة وروابط عائلية وثيقة نعتبرها بالغة الأهمية».

وأضاف ميلر: «عندما يتعلق الأمر بالنظام الإيراني، في النهاية سنحكم عليه بناءً على أفعاله وليس كلماته. وإذا أراد الرئيس الإيراني إظهار الأخوة مع الولايات المتحدة أو مع دول أخرى في العالم، فإن الطريقة لإظهار هذه الأخوة لن تكون من خلال الخطابات. بل ستكون عن طريق التوقف عن تسليح وتشجيع الجماعات الإرهابية، والتوقف عن التصعيد النووي وعرقلة عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ والتوقف عن التخطيط لقتل المعارضين السياسيين، والتوقف عن نقل الصواريخ والطائرات المسيّرة إلى روسيا، وفي النهاية التوقف عن قمع حقوق الإنسان لشعبه».