دعت تركيا حلفاءها إلى تقديم الدعم غير المشروط لها في معركتها ضد «الإرهاب» والتوقف عن دعم التنظيمات «الإرهابية» على غرار ما تفعل في سوريا، في إشارة إلى الدعم الأميركي والغربي لوحدات حماية الشعب الكردية أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) بدعوى أنها حليف في الحرب على تنظيم «داعش».
وأكد مجلس الأمن القومي التركي أن التنظيمات «الإرهابية» وداعميها لن يكون لهم مكان في مستقبل المنطقة بأي شكل من الأشكال.
وقال المجلس، في بيان ليل الخميس - الجمعة عقب اجتماع مطول استغرق ساعات برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان بمقر الرئاسة التركية في أنقرة، إنه «لن يكون للتنظيمات الإرهابية ومن يدعمونها حيز في مستقبل منطقتنا بأي شكل من الأشكال».
وأضاف البيان أن المجلس استمع إلى معلومات حول العمليات الحازمة والناجحة داخل وخارج البلاد ضد جميع أشكال التهديد والمخاطر ضد وحدة واتحاد وبقاء البلاد وعلى رأسها تنظيمات حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية و«داعش» الإرهابية.
بدوره، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، في مؤتمر صحافي في بروكسل الجمعة عقب مشاركته في اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إن تركيا لديها تطلعات من حلفائها، ويجب على الدول الأعضاء بالناتو دعم تركيا بشكل كامل وغير مشروط في الحرب ضد الإرهاب.
وأضاف: «أكدنا في الاجتماع أنه ينبغي على بعض الحلفاء (في إشارة إلى الولايات المتحدة وبعض دول الحلف) عدم التعاون مع تنظيمات إرهابية كما هو الحال في سوريا (وحدات حماية الشعب الكردية)، الأمر الذي يتعارض مع روح حلف الناتو».
في الوقت ذاته، كشفت المخابرات التركية عن مقتل قيادية بارزة في وحدات حماية المرأة التابعة لوحدات حماية الشعب الكردية واعتقال أخرى في عمليتين نفذتهما في عين العرب (كوباني) في شمال سوريا.
وقالت مصادر أمنية، الجمعة، إنه تم القضاء على مسؤولة «وحدات حماية المرأة»، وحيدة أتالاى، التي كانت تعرف بالاسم الحركي «سورهين تشيلا» في عملية نفذتها المخابرات في عين العرب (كوباني) بمحافظة حلب في شمال سوريا.
ونقلت وكالة «الأناضول» الرسمية عن المصادر أن أتالاي كانت تشغل منصب مسؤولة «وحدات حماية المرأة»، وانضمت إلى الكادر الريفي لحزب العمال الكردستاني عام 2006.
وأضافت أنها نفذت أنشطة إرهابية في العراق بين عامي 2006 و2014، ثم انتقلت إلى سوريا؛ حيث نفذت أنشطة مسلحة في مناطق القامشلي ورأس العين وعين العرب، وكانت على قائمة الأهداف الرئيسية للمخابرات لمشاركتها في العديد من العمليات ضد القوات التركية.
وفي عملية ثانية في عين العرب، ألقت عناصر المخابرات التركية، الجمعة، القبض على القيادية في وحدات حماية الشعب الكردية، إيبك دمير، المعروفة بالاسم الحركي «تشافرا غيفير»، وتم إحضارها إلى تركيا.
وبحسب مصادر أمنية، انضمت دمير إلى «حزب العمال الكردستاني» في ولاية هكاري، جنوب شرقي تركيا، عام 2010، وانخرطت في أنشطته شمال العراق لنحو 7 سنوات، قبل أن تنتقل إلى سوريا عام 2017. وتنضم إلى وحدات حماية المرأة ضمن وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات قسد.
في الوقت ذاته، واصلت القوات التركية وفصائل الجيش الوطني السوري، الموالي لأنقرة، قصفها بالمدفعية الثقيلة لمناطق سيطرة «قسد» والجيش السوري في حلب.
وقصفت القوات التركية والفصائل كلاً من قرى خريبكة وصوغوناكه بناحية شيراوا، ومنغ وعين دقنة وشوارغة في ريف حلب الشمالي.
وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد، الخميس، بأن مسيرة تركية استهدفت بقذيفة موقعاً في قرية المالكية بناحية شران بريف عفرين ضمن مناطق انتشار «قسد» بالتوازي مع قصف المدفعية التركية محيط قريتي بينة وصوغانكة بناحية شيراوا بريف عفرين.