طهران تبدي التزامها بالمفاوضات النووية... وترفض تهديدات واشنطن

«الخارجية الإيرانية»: نواصل التعاون مع «الذرية الدولية» في إطار التفاهمات

كنعاني خلال المؤتمر الصحافي الأخير قبل عطلة «النوروز» ونهاية السنة الفارسية في 20 مارس (تسنيم)
كنعاني خلال المؤتمر الصحافي الأخير قبل عطلة «النوروز» ونهاية السنة الفارسية في 20 مارس (تسنيم)
TT

طهران تبدي التزامها بالمفاوضات النووية... وترفض تهديدات واشنطن

كنعاني خلال المؤتمر الصحافي الأخير قبل عطلة «النوروز» ونهاية السنة الفارسية في 20 مارس (تسنيم)
كنعاني خلال المؤتمر الصحافي الأخير قبل عطلة «النوروز» ونهاية السنة الفارسية في 20 مارس (تسنيم)

قالت طهران إنها «ملتزمة بطاولة مفاوضات رفع العقوبات»، مضيفاً أنها تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار تفاهمات والصيغة التي جرى التوصل إليها، بهدف إزالة بعض الغموض، ورفضت بذلك التهديد الأميركي الأخير بشأن اتخاذ إجراء ضد إيران، إذا تقاعست في التعاون مع المفتشين الدوليين.

واحتج المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني في مؤتمر صحافي أسبوعي على موقف المندوب الأميركي أمام مجلس محافظي الوكالة التابعة للأمم المتحدة، خلال اجتماعه الأسبوع الماضي في فيينا.

واختارت الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون الثلاثة الكبار، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، مجدداً عدم السعي إلى إصدار قرار ضد إيران في الاجتماع الفصلي لـ«الذرية الدولية»، لكن الولايات المتحدة قالت إنها ستتحرك إذا لم تقدم إيران التعاون اللازم قريباً.

وقالت واشنطن إنها ستتخذ إجراءً مستقبلياً ضد إيران في اجتماع «الذرية الدولية» في يونيو (حزيران)، إذا استمرت طهران في «عرقلة» عمل الوكالة برفض التعاون معها وعدم تقديم الإجابات التي تسعى الوكالة لها بخصوص قضايا، بينها آثار اليورانيوم التي لم يتم تفسيرها منذ فترة طويلة.

وحضت واشنطن، طهران على التعاون مع «الذرية الدولية» بما في ذلك السماح لها بالدخول «لأغراض جمع عينات بيئية... ويجب عليها أن تبدأ في القيام بذلك الآن».

وأضافت أنه إذا لم تفعل إيران ذلك فإنها ستطلب من رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي تقديم «تقرير شامل» عن الأنشطة النووية الإيرانية على نطاق أوسع من تقاريره الفصلية المعتادة.

رداً على الموقف الأميركي الأخير، قال كنعاني: «إن التصريحات غير فنية ولا أساس لها، ليس لها أي تأثير على قرار إيران وإرادتها في هذا الصدد».

وتابع كنعاني أن: «أميركا بكونها منتهكة للاتفاق النووي والكثير من أحكام القانون الدولي، لا تملك أهلية التعليق على الأنشطة النووية السلمية الإيرانية».

صورة نشرتها «الذرية الدولية» من اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا الأسبوع الماضي

تحذير أممي

وقبل ذلك بأسبوع، جدد المدير العام لـ«الذرية الدولية» رافائيل غروسي في اجتماع مجلس المحافظين، دعوته طهران إلى «التعاون العام».

وقال غروسي: «يؤسفني بشدة أن إيران لم تتراجع بعد عن قرارها بسحب تعيينات عدد من مفتشي الوكالة ذوي الخبرة». وأضاف: «فقط من خلال المشاركة البنّاءة والهادفة يمكن معالجة كل هذه المخاوف، ومرة أخرى أدعو إيران إلى التعاون بشكل كامل وبوضوح مع الوكالة».

وقلّصت إيران عمليات التفتيش بشكل كبير وقامت بفصل كاميرات المراقبة وسحبت اعتماد مجموعة من الخبراء في إطار انتهاكاتها التي أخذت مساراً تصاعدياً مع وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني) 2021.

ومرّ أكثر من عام منذ أن أصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قراراً يأمر إيران بالتعاون مع تحقيق الوكالة المستمر منذ سنوات بخصوص جزيئات اليورانيوم. ورفضت طهران القرار ووصفته بأنه «سياسي» و«مناهض لإيران» رغم أن الصين وروسيا فقط عارضتاه.

كما كرّر غروسي قلقه إزاء مخاطر الانتشار النووي. وأوضح خلال مؤتمر صحافي: «ليست لدي معلومات تؤشر إلى أن إيران تقوم بصنع قنبلة نووية. لكنني أسمع تصريحاتها وأطرح أسئلة»، في إشارة إلى تصريحات أدلى بها في فبراير (شباط)، علي أكبر صالحي، وزير الخارجية السابق والرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية.

وقال صالحي إن إيران «اكتسبت القدرات العلمية والتقنية» لتطوير سلاح نووي. وفي المقابل، أكد غروسي أنه يأخذ تصريحات أكبر صالحي ومسؤولين آخرين على «محمل الجد للغاية».

وجدّد غروسي التأكيد أن إيران هي الوحيدة خارج نادي الدول الممتلكة سلاحاً نووياً، تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة وتخزينه بكميات كبيرة. وتقترب هذه النسبة من مستوى التخصيب 90 في المائة المطلوب للاستخدام العسكري.

المفاوضات النووية

انسحب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عام 2018 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي بموجبه رفعت القوى الكبرى العقوبات المفروضة على إيران مقابل فرض قيود على أنشطتها النووية. وبعد إعادة فرض العقوبات، وسعت إيران تلك الأنشطة إلى ما هو أبعد بكثير من حدود الاتفاق.

وفي سبتمبر (أيلول) 2022، وصلت مباحثات بين طهران والقوى الكبرى لإحياء الاتفاق، إلى طريق مسدودة، بعدما تعثرت في بداية الحرب الروسية - الأوكرانية في مارس (آذار) من العام نفسه.

ومنذ ذلك الحين تقول طهران إنها «ملتزمة بطاولة المفاوضات الهادفة لرفع العقوبات»، دون أن تتطرق للالتزامات التي يمكن أن تعمل بها مستقبلاً.

وأشار كنعاني إلى المباحثات الأخيرة التي جرت في الدوحة بين المنسق الأوروبي للمفاوضات النووية، إنريكي مورا، وكبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني الجمعة الماضي.

مورا وباقري كني خلال لقائهما في جنيف يناير الماضي (إرنا)

وقال مورا على منصة «إكس» إنه بحث مع باقري كني مفاوضات إحياء الاتفاق النووي. وأضاف أنه تناول خلال محادثاته في الدوحة البعد الإقليمي لحرب غزة وعدداً من القضايا الثنائية.

وأجاب كنعاني عن سؤال بشأن تطورات مرتقبة في الملف النووي، قائلاً إن «اللقاءات والمشاورات السياسية التي تستعرض القضايا الثنائية، والقضايا ذات اهتمام الطرفين بما في ذلك، التطورات الإقليمية، كانت على جدول أعمالنا، وهذه المشاورات تجري في فترات مختلفة، والاجتماع الأخير عقد في الإطار نفسه». وأضاف أن «المشاورات تناولت المفاوضات بشأن رفع العقوبات».

وقال كنعاني: «نحن ملتزمون بطاولة مفاوضات رفع العقوبات، ونعتقد أنه إذا رغب الطرف الآخر يمكن اختتام المفاوضات بحيث تعود جميع الأطراف إلى التزاماتها في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة».

وقال المبعوث الروسي إلى «الذرية الدولية»، ميخائيل أوليانوف في تصريح صحافي الأسبوع الماضي إن روسيا «تشعر بالقلق إزاء توسع البرنامج النووي الإيراني»، محذراً من أن الوضع الخارج «مليء بالخطر، هناك احتمال الخروج عن نطاق السيطرة».

وألقى أوليانوف باللوم على الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي. وقال: «لا توجد جهود دبلوماسية، لقد حلّت مكبرات الصوت محل الدبلوماسية الواقعية».


مقالات ذات صلة

إيران تُصعّد بـ6 آلاف طارد مركزي

شؤون إقليمية مفتش من «الطاقة الذرية» يركّب كاميرات للمراقبة في منشأة «نطنز» في 8 أغسطس (أ.ب)

إيران تُصعّد بـ6 آلاف طارد مركزي

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنَّ طهران «تنوي بالفعل نصب أجهزة طرد مركزي جديدة».

راغدة بهنام (برلين) «الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية صورة نشرتها «الذرية» الإيرانية لشباب يقفون أمام نماذج لأجهزة الطرد المركزي في يونيو 2023 play-circle 01:37

«طاردات» إيران... الطريق الطويل نحو القنبلة النووية

وصول إيران إلى القنبلة النووية يمر بطريق طويل، عبر نصب الآلاف من أجهزة الطرد المركزي، بمعدل يفوق الحد المسموح في اتفاق حظر الانتشار النووي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص مفتش من «الطاقة الذرية» يركّب كاميرات للمراقبة بمنشأة «نطنز» في أغسطس 2005 (أ.ب)

خاص لقاء جنيف... الخلاف يتسع بين أوروبا وإيران

اعترف دبلوماسي أوروبي رفيع لـ«الشرق الأوسط» بأن «مدى الخلافات» مع إيران يتسع، وذلك بعد لقاءات أوروبية - إيرانية عقدت في جنيف لمناقشة مسائل خلافية.

راغدة بهنام (برلين)
شؤون إقليمية نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي (حسابه على منصة إكس)

دبلوماسي إيراني: سنواصل الحوار مع القوى الأوروبية «في المستقبل القريب»

أفاد دبلوماسي إيراني بعد محادثات سرية في جنيف، بأنّ إيران وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة «ستواصل محادثاتها الدبلوماسية في المستقبل القريب».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية خلال عملية إطلاق صاروخ «باليستي» إيراني في مكان غير معلن في إيران... صورة منشورة في 25 مايو 2023 (رويترز)

رئيسا المخابرات الفرنسية والبريطانية: «النووي» الإيراني هو «التهديد العالمي الأكثر خطورة»

قال رئيسا المخابرات الفرنسية والبريطانية، اليوم (الجمعة)، إن تعزيز النشاط النووي الإيراني هو «التهديد العالمي الأكثر خطورة» في الوقت الراهن.

«الشرق الأوسط» (باريس)

إردوغان: سنحافظ على أمن حدودنا... والهجرة قضية حساسة «للعالم أجمع»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)
TT

إردوغان: سنحافظ على أمن حدودنا... والهجرة قضية حساسة «للعالم أجمع»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الجمعة، إن بلاده سوف تحافظ على أمن حدودها، وستتخذ تدابير إضافية لتحصينها.

ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن إردوغان قوله: «في ما يتعلق بالهجرة، هي واحدة من أكثر القضايا الحساسة في الوقت الحالي ليس فقط بالنسبة للبلدان الواقعة على طريق العبور مثل تركيا بل للعالم أجمع».