السلطات الإسرائيلية تصر على اعتقال أميركية فلسطينية مريضة بالسرطان

بسبب منشورات سياسية وتضامن مع معتقل فلسطيني

السلطات الإسرائيلية تصر على اعتقال أميركية فلسطينية مريضة بالسرطان
TT

السلطات الإسرائيلية تصر على اعتقال أميركية فلسطينية مريضة بالسرطان

السلطات الإسرائيلية تصر على اعتقال أميركية فلسطينية مريضة بالسرطان

تصر السلطات الإسرائيلية على محاكمة سماهر إسماعيل (46 عاماً)، وهي فلسطينية أميركية مريضة بالسرطان، احتجزتها قوات الجيش في الضفة الغربية، مطلع الشهر الحالي، على الرغم من أن قاضياً عسكرياً إسرائيلياً أمر بإطلاق سراحها ورفض الاتهامات ضدها.

وإسماعيل من مواليد الولايات المتحدة تعيش فيها مع أولادها. وفي شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حضرت إلى رام الله لترتيب أوراق طلاقها من زوجها الفلسطيني، وسكنت في قرية سلواد، شرق رام الله. وخططت للعودة إلى الولايات المتحدة في أبريل (نيسان) المقبل. وبحسب عائلتها، فإن الحرب الإسرائيلية على سماهر إسماعيل بدأت عندما اعترضت على اعتقال وضرب فتى في البلدة، فاعتدى عليها الجنود.

وفي 5 فبراير (شباط) الحالي، حضرت قوة كبيرة من الجيش الإسرائيلي واعتقلتها، بعد أن اعتدت عليها بالضرب وعاثت فساداً في البيت.

ولم يتم جلبها أمام المحكمة سوى في 12 الحالي، أي بعد سبعة أيام من اعتقالها. في المحكمة، شكت من الاعتداء عليها وقدمت أوراقاً تدل على أنها مريضة سرطان، وأن المحققين معها رفضوا إعطاءها الدواء، وأنهم شتموها وتعاملوا معها بعنف شديد، كما رفضوا منحها حق الوصول إلى القنصلية الأميركية طوال أسبوع.

وقالت النيابة إن إسماعيل متهمة بالتحريض على الإرهاب، لأنها نشرت على حساباتها في الشبكات الاجتماعية مقولات تؤيد فيها هجوم «حماس» في7 أكتوبر (تشرين الأول) وتحرض على العنف. وقد عرضت المنشورات على القاضي، وفيها كتبت «الله أكبر» تحت صورة لهجوم «حماس»، ونشرت صورة للأقصى مع صورة الناطق بلسان الذراع العسكرية لـ«حماس»، أبو عبيدة، وصورة أخرى ليحيى عياش، القائد الحمساوي الذي اغتالته إسرائيل.

وقرر القاضي، عزرئيل ليفي، وهو ضابط برتبة مقدم، أن التهم لا تحتوي على تحريض وأن قسماً من المنشورات كتب وهي في أمريكا، وأنها مواطنة أميركية ويشك في حق إسرائيل بمحاكمتها، ثم أمر بإطلاق سراحها.

لكن النيابة العسكرية أعلنت رفضها القرار واستخدمت حجة توجيه لائحة اتهام لها. وتم تحديد موعد، هو الأحد القادم، لبدء محاكمتها. وقالت النيابة إنها ستطلب تمديد اعتقالها لحين انتهاء محاكمتها. وقد تمت إعادتها إلى المعتقل في سجن الدامون. وأمر القاضي عندها، أن يتم إعطاؤها الدواء والسماح للقنصلية الأميركية بزيارتها.

وبحسب العائلة، فقد تم اعتقال سماهر، بسبب «منشورات على فيسبوك ورسوم كاريكاتورية سياسية عمرها 10 سنوات منذ تداولتها». وأكد الجيش الإسرائيلي اعتقال سماهر، قائلاً، إنها «اعتقلت بتهمة التحريض على وسائل التواصل الاجتماعي»، لكنه لم يرد على مزاعم سوء المعاملة التي أثارتها الأسرة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، مات ميلر، إنه لا يستطيع التحدث عن الادعاءات المحددة التي قدمتها الأسرة، مستشهداً بقوانين الخصوصية.


مقالات ذات صلة

أكثر من 800 مجموعة مالية أوروبية تتعامل مع شركات مرتبطة بمستوطنات إسرائيلية

العالم وسعت إسرائيل نشاطها الاستيطاني بوتيرة لم يسبق لها مثيل (رويترز)

أكثر من 800 مجموعة مالية أوروبية تتعامل مع شركات مرتبطة بمستوطنات إسرائيلية

أظهرت دراسة أجرتها منظمات للمجتمع المدني اليوم الثلاثاء أن أكثر من 800 مؤسسة مالية أوروبية لها علاقات تجارية بشركات مرتبطة بالمستوطنات الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية جانب من الحدود بين إسرائيل والأردن في نهارايم بإسرائيل 29 أكتوبر 2019 (رويترز)

إسرائيل تعلن خططاً لتسريع بناء سياج على طول الحدود مع الأردن

ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وزير الدفاع يسرائيل كاتس أعلن، اليوم الاثنين، خططاً لتسريع بناء سياج على طول الحدود الشرقية مع الأردن.

«الشرق الأوسط» (عمّان)
المشرق العربي جثمانا القتيلين وحولهما أقاربهما في بلدة يعبد غرب جنين بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

مقتل فلسطينيين بنيران الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل فلسطينيين في شمال الضفة الغربية المحتلة أحدهما طفل.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
شؤون إقليمية ترمب ونتنياهو يتصافحان في «متحف إسرائيل» بالقدس يوم 23 مايو 2017 (أ.ب)

فريق ترمب للشرق الأوسط... «أصدقاء لإسرائيل» لا يخفون انحيازهم

اختصر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب سياسته المحتملة في الشرق الأوسط باختياره المبكر شخصيات لا تخفي توجهها اليميني وانحيازها لإسرائيل.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي قوات إسرائيلية تقوم بتأمين مَسيرة للمستوطنين في البلدة القديمة بالخليل (وفا)

الخارجية الفلسطينية: قرار إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين يشجعهم على ارتكاب الجرائم

قالت وزارة الخارجية الفلسطينية، اليوم الجمعة، إن قرار إسرائيل إلغاء الاعتقال الإداري للمستوطنين يشجعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم.


تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
TT

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

أعلنت تركيا تطهير مناطق في شمال العراق من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وأكدت أنقرة أن علاقاتها بالعراق تحسنت في الآونة الأخيرة.

وقال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، الثلاثاء، إن «العلاقة بالجار العراق تحسنت بشكل كبير في المدة الأخيرة؛ مما جعل مهمة مكافحة الإرهاب أكثر فاعلية».

وأضاف غولر، في كلمة خلال مناقشة موازنة وزارة الدفاع لعام 2025 بلجنة الخطة والموازنة في البرلمان التركي، إن تركيا بدأت اتخاذ خطوات ملموسة مع العراق في إطار مذكرة التفاهم الخاصة بالتعاون الأمني والعسكري ومكافحة الإرهاب، الموقعة بين البلدين في أغسطس (آب) الماضي.

وتابع: «وبالمثل نتعاون، بشكل وثيق، مع حكومة إقليم كردستان في شمال العراق لضمان السلام في المنطقة، ولإنهاء وجود التنظيم الإرهابي (حزب العمال الكردستاني)».

وذكر غولر أن القوات التركية أغلقت جبهة زاب في شمال العراق بعد تطهيرها من مسلحي «العمال الكردستاني» ضمن عملية «المخلب - القفل»، المستمرة منذ أبريل (نيسان) 2022، وأضاف الوزير التركي: «أنشطتنا في المنطقة مستمرة بالوتيرة والتصميم نفسيهما (...) حرب تركيا ضد الإرهاب ستستمر دون هوادة حتى يختفي الإرهابيون الدمويون من هذه الجغرافيا».

وتسبب الصراع المسلح بين «حزب العمال الكردستاني» (التركي) والجيش التركي، طيلة العقود الأربعة الماضية، في تهجير سكان 800 قرية، وسقوط مئات الضحايا من المدنيين بإقليم كردستان العراق شمال البلاد.

غولر خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان التركي (وزارة الدفاع التركية)

كذلك، تسببت العمليات العسكرية التركية في خلافات بين بغداد وأنقرة على مدى سنوات، حيث عدّها العراق «انتهاكاً لسيادته»، بينما تمسكت تركيا بأنها ضرورية لحماية أمنها وشعبها، وبأنها تنفذها في إطار القانون الدولي وحق الدفاع المشروع عن النفس.

وشهدت العلاقات بين البلدين الجارين تحسناً منذ العام الماضي، وأجريا جولات من المحادثات رفيعة المستوى بشأن القضايا الأمنية والتنموية وقضايا المياه والطاقة والتعاون في مشروع «طريق التنمية».

وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، خلال زيارته بغداد في أبريل الماضي، أن العلاقات بين البلدين دخلت مرحلة جديدة.

وصنف العراق، قبيل زيارة إردوغان، «حزب العمال الكردستاني» تنظيماً محظوراً، لكن تركيا ترغب في إعلانه «منظمة إرهابية» من جانب بغداد.

ولفت غولر إلى أن «البيئة الأمنية في المنطقة باتت أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، والعالم يمر بفترة حساسة يهتز فيها ميزان القوى الدولي، وتزداد الصراعات على النفوذ، وتتصاعد فيها التوترات الجيوسياسية».

وأكد الحاجة الماسة إلى «هيكل دفاعي قوي من أجل التعامل بفاعلية مع جميع التهديدات التي تحيط بتركيا»، مشدداً على أن القوات التركية «ستواصل مكافحة التنظيمات الإرهابية داخل وخارج البلاد».

في السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 10 من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» في مناطق بشمال العراق.

وقالت الوزارة، في بيان، إنه قُضي على هذه العناصر في عمليات للقوات التركية بمناطق كارة وهاكورك ومتينا في شمال العراق.

وشددت على أن «مكافحة التنظيمات الإرهابية ستستمر أينما وُجدت، حتى القضاء على آخر إرهابي».