القضاء الأميركي يتهم زعيم عصابة يابانية بمحاولة تهريب مواد نووية إلى إيران

المتهم ذهب إلى حد تقديم اليورانيوم والبلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة

المتهم الياباني تاكيشي إيبيساوا زعيم عصابة ياكوزا يعرض سلاحاً صاروخياً على عملاء سريين في كوبنهاغن بالدنمارك في فبراير 2021 (أرشيفية - رويترز)
المتهم الياباني تاكيشي إيبيساوا زعيم عصابة ياكوزا يعرض سلاحاً صاروخياً على عملاء سريين في كوبنهاغن بالدنمارك في فبراير 2021 (أرشيفية - رويترز)
TT

القضاء الأميركي يتهم زعيم عصابة يابانية بمحاولة تهريب مواد نووية إلى إيران

المتهم الياباني تاكيشي إيبيساوا زعيم عصابة ياكوزا يعرض سلاحاً صاروخياً على عملاء سريين في كوبنهاغن بالدنمارك في فبراير 2021 (أرشيفية - رويترز)
المتهم الياباني تاكيشي إيبيساوا زعيم عصابة ياكوزا يعرض سلاحاً صاروخياً على عملاء سريين في كوبنهاغن بالدنمارك في فبراير 2021 (أرشيفية - رويترز)

وجه القضاء الأميركي، الأربعاء، اتهامات لمواطن ياباني بالتآمر مع شبكة من الشركاء لنقل مواد نووية، بما في ذلك اليورانيوم والبلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة، من ميانمار (بورما) إلى دول أخرى من بينها إيران.

ووفقاً لوثائق المحكمة في مانهاتن بنيويورك، تم اتهام تاكيشي إيبيساوا (60 عاماً) الذي يتزعم عصابة ياكوزا للجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، ومتهم آخر يدعى سومبوب سينغاسيري، (61 عاماً)، في أبريل (نيسان) 2022 بارتكاب جرائم الاتجار الدولي بالمخدرات والأسلحة النارية، وصدر أمر باحتجازهما.

وقال مساعد المدعي العام ماثيو أولسن، من قسم الأمن القومي بوزارة العدل: «المدعى عليه متهم بالتآمر لبيع مواد نووية صالحة لصنع الأسلحة ومخدرات فتاكة من بورما، وشراء أسلحة عسكرية نيابة عن جماعة متمردة مسلحة». وأضاف: «من المخيف أن نتخيل العواقب إذا نجحت هذه الجهود، وستحاسب وزارة العدل أولئك الذين يتاجرون بهذه المواد ويهددون الأمن القومي الأميركي والاستقرار الدولي».

وقال المدعي العام الأميركي داميان ويليامز: «قام المدعى عليه بوقاحة بتهريب مواد تحتوي على اليورانيوم والبلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة من بورما إلى دول أخرى». وأضاف: «لقد فعل ذلك وهو يعلم أن هذه المادة ستستخدم في تطوير برنامج للأسلحة النووية، وفي الوقت نفسه كان يتفاوض أيضاً لشراء أسلحة فتاكة».

وقالت المديرة التنفيذية في مكتب مكافحة المخدرات، آن ميلغرام: «قام المتهمون في هذه القضية بالاتجار بالمخدرات والأسلحة والمواد النووية، وذهبوا إلى حد تقديم اليورانيوم والبلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة، متوقعين تماماً أن تستخدمه إيران لصنع أسلحة نووية». وأضافت: «هذا مثال استثنائي على فساد تجار المخدرات الذين يعملون مع تجاهل تام للحياة البشرية».

صورة وزعها القضاء الأميركي من قياس المواد المشعة المصادرة من زعيم عصابة يابانية

ويقول ممثلو النيابة العامة إن إيبيساوا، وبدءاً من عام 2020، تفاخر أمام عميل سري بأنه تمكن من الوصول إلى كميات كبيرة من المواد النووية وكان يتطلع لبيعها. وقدم المتهم صوراً لمواد صخرية إلى جانب عدادات «جيغر» التي تقيس النشاط الإشعاعي.

كما عرض إيبيساوا صفحات عدّها تحليلات معملية تشير إلى وجود الثوريوم واليورانيوم في المواد المصورة. ورداً على استفسارات إيبيساوا المتكررة، وافق العميل السري، كجزء من تحقيق إدارة مكافحة المخدرات، على مساعدة إيبيساوا للتوسط في بيع مواده النووية إلى زميل له، كان يتظاهر بأنه جنرال إيراني، لاستخدامها في برنامج للأسلحة النووية. ثم عرض إيبيساوا تزويد الجنرال بـ«البلوتونيوم» الذي سيكون «أفضل» و«أقوى» من اليورانيوم لهذا الغرض.

وساعدت سلطات تايلاند المحققين الأميركيين الذين قادوا العملية السرية لضبط ما سماه المتهمون «الكعكة الصفراء»، وهي مسحوق أصفر تستخدم لوصف مسحوق مركز من اليورانيوم.

وأوردت وزارة العدل الأميركية، في بيان، أن مختبراً أميركياً «خلص إلى أن التركيب النظائري للبلوتونيوم المكتشف في العينات النووية هو من فئة الأسلحة النووية، ما يعني أن البلوتونيوم إذا تم إنتاجه بكميات كافية سيكون مناسباً للاستخدام في سلاح نووي».

وادعى أحد المتهمين إلى جانب تاكيشي إيبيساوا أن لديه أكثر من طنين من «الثوريوم - 232»، وأكثر من 100 كيلوغرام من اليورانيوم «مركب يو308»، وهو مركب يورانيوم يوجد عادة في «الكعكة الصفراء».

ويواجه إيبيساوا عقوبة السجن لمدة لا تقل عن 25 عاماً؛ لمحاولته الحصول على صواريخ أرض جو، وما يصل إلى 20 عاماً في السجن بتهمة الاتجار الدولي بمواد نووية. ولم يعلن بعد عن موعد المحاكمة.


مقالات ذات صلة

«البنتاغون»: وزيرا الدفاع الأميركي والإسرائيلي يجتمعان في واشنطن الأربعاء

الولايات المتحدة​ وزارة الدفاع الأميركية (رويترز)

«البنتاغون»: وزيرا الدفاع الأميركي والإسرائيلي يجتمعان في واشنطن الأربعاء

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الأحد، إن الوزير لويد أوستن سيجتمع مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، يوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ القلق من تأثير المعلومات المضللة على نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية يسيطر على أغلب الناخبين (إ.ب.أ)

الناخبون الأميركيون يخشون الأخبار المضللة الصادرة عن السياسيين أنفسهم

قبل شهر من الانتخابات الرئاسية الأميركية، تواجه البلاد سيلاً من المعلومات الزائفة، وأكثر ما يخشاه الناخبون التضليل الإعلامي الصادر عن السياسيين أنفسهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب وزوجته ميلانيا (د.ب.أ)

ميلانيا ترمب: لا أتفق مع كل قرارات زوجي

كشفت ميلانيا ترمب في مذكراتها الجديدة أنها لا تتفق مع كل قرارات زوجها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية المرشح الرئاسي الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب يتحدث في تجمع لحملته الانتخابية في نورث كارولاينا (رويترز) play-circle 00:56

ترمب يدعم ضرب «النووي» الإيراني… وإسرائيل لا تقدم ضمانات لبايدن

أرسلت وزارة الدفاع الأميركية(البنتاغون) مجموعة كبيرة من الأسلحة إلى المنطقة، ومنها حاملات طائرات ومدمرات بصواريخ موجهة وسفن هجومية برمائية وأسراب من المقاتلات.

علي بردى (واشنطن)
الولايات المتحدة​ لحظة إصابة دونالد ترمب في أذنه اليمنى (رويترز)

ترمب يعود اليوم الى مسرح محاولة اغتياله في بنسلفانيا

يعود المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترمب، اليوم السبت، إلى بلدة باتلر في ولاية بنسلفانيا حيث تعرّض لمحاولة اغتيال بالرصاص.

«الشرق الأوسط» (بيتسبرغ)

سفير سوريا بموسكو يستبعد لقاء إردوغان والأسد خلال قمة «بريكس»

«لواء صقور الشمال» في عفرين يتحدى مطالبة تركيا إياه بِحَلِّ نفسه (حساب الفصيل على إكس)
«لواء صقور الشمال» في عفرين يتحدى مطالبة تركيا إياه بِحَلِّ نفسه (حساب الفصيل على إكس)
TT

سفير سوريا بموسكو يستبعد لقاء إردوغان والأسد خلال قمة «بريكس»

«لواء صقور الشمال» في عفرين يتحدى مطالبة تركيا إياه بِحَلِّ نفسه (حساب الفصيل على إكس)
«لواء صقور الشمال» في عفرين يتحدى مطالبة تركيا إياه بِحَلِّ نفسه (حساب الفصيل على إكس)

استبعدت دمشق عقد لقاء بين الرئيسين السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب إردوغان على هامش قمة مجموعة «بريكس» المقبلة في روسيا، وذلك بالتزامن مع تصعيد من جانب القوات السورية، وتعزيزات مكثفة من جانب الجيش التركي في إدلب.

ونفى السفير السوري لدى روسيا، بشار الجعفري، أن يكون هناك اجتماع سوري تركي سيُعْقَد قريباً، مشدداً على أنه لن يكون هناك لقاء بين إردوغان والأسد قبل تلبية جميع متطلبات دمشق فيما يتعلق بالانسحاب العسكري من شمال سوريا، ووقف دعم «الإرهابيين» (فصائل المعارضة السورية المسلحة).

وبخصوص ما تَرَدَّدَ في بعض وسائل الإعلام التركية عن احتمال عقد لقاء بين إردوغان والأسد على هامش قمة مجموعة «بريكس» التي تنطلق في مدينة كازان الروسية في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، قال الجعفري في تصريحات خلال «منتدى شمال القوقاز» المنعقد في روسيا، إنه لم يتم تأكيد المعلومات حول لقاء محتمل على هامش قمة «بريكس».

القوات التركية في شمال سوريا تشكِّل نقطة خلاف رئيسية بين أنقرة ودمشق (أرشيفية)

ورأى أن الحوار مع تركيا لا يمكن أن يكون من جانب واحد فقط، ويجب أن تكون النيات الحسنة متوفرة من كلا الجانبين، قائلاً: «لقد نجح الأمر حتى الآن، ولا توجد نتيجة»، وفق ما نقلت عنه وكالة «تاس» الروسية، ليل السبت - الأحد.

سفير سوريا لدى روسيا بشار الجعفري (سبوتنيك)

وأكد الجعفري أيضاً رغبة بلاده في الانضمام إلى مجموعة «بريكس»، لافتاً إلى أن هناك جهوداً تُبْذل في هذا الصدد.

وركزت وسائل الإعلام التركية، الأحد، على هذا التصريح، مشيرة إلى أن روسيا طلبت الانضمام إلى المجموعة، بعدما تقدمت تركيا بطلب للانضمام إليها أيضاً، في تلميح ضمني إلى صحة التوقعات السابقة عن احتمال لقاء إردوغان والأسد على هامش القمة المقبلة في روسيا، التي تقود جهود تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد أكد، الشهر الماضي، أنه ينتظر رد الأسد على الدعوة التي وجهها إليه للقائه من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين.

إردوغان كرر دعوته للقاء الأسد وأعلن أنه ينتظر الرد (الرئاسة التركية)

كما أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، استمرار الاتصالات مع دمشق على مستويات مختلفة، قائلاً إن بلاده أصبحت جاهزة لعقد اللقاء بين الرئيسين، لكن المستشارة الإعلامية للرئيس السوري، بثينة شعبان، قالت خلال محاضرة في سلطنة عُمان عقب تصريح إردوغان بأيام، إن مسار التقارب مع تركيا لن يبدأ قبل الإقرار بِنِيَّتِها الانسحاب من سوريا، متهمةً أنقرة باستغلال التصريحات حول التقارب لأسباب سياسية.

بالتوازي، دفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية جديدة إلى جنوب إدلب، بعد ساعات من قصف القوات السورية بلدة البارة بريف إدلب الجنوبي، وسقوط قذائف عدة قرب نقطة مراقبة عسكرية تركية في البلدة.

ودخل رتل عسكري تركي مؤلَّف من 23 آلية عسكرية، عبر معبر كفرلوسين الحدودي، فجر الأحد، متجهاً نحو النقاط التركية في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، لتبديل العناصر، وتعزيز محاور الاشتباك، وفق ما أفاد به «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

تعزيزات عسكرية تركية في إدلب (أرشيفية)

وتُعَدُّ هذه هي الدفعة الثانية من التعزيزات العسكرية التركية إلى إدلب منذ مطلع شهر أكتوبر الحالي، بعدما دفعت القوات التركية برتل مؤلَّف من 20 آلية شملت مدرعات وناقلات جنود وشاحنات تحمل مواد لوجيستية، إلى مطار تفتناز العسكري في ريف إدلب الشرقي، في الأول من أكتوبر.

وسبق أن دفعت تركيا بـ107 آليات عسكرية إلى نقاطها المنتشرة في إدلب خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من الشهر الماضي بسبب التصعيد من جانب القوات السورية، والتأهب بين فصائل المعارضة المسلحة.

على صعيد آخر، صعَّدت القوات التركية إجراءاتها ضد فصيل «لواء صقور الشمال» المُعارِض، لفتح المعابر بين مناطق سيطرة الجيش السوري وفصائل المعارضة في حلب في إطار مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.

وقال «المرصد السوري» إن القوات التركية تفرض بالتعاون مع الشرطة العسكرية التابعة لفصائل الجيش الوطني السوري، الموالي لأنقرة، حصاراً مشدداً منذ 12 يوماً على مقار الفصيل في منطقة حوار كلس بريف حلب الشمالي، لإجباره على الرضوخ للأوامر التركية بِحَلِّ نفسه، والاندماج في الفيلق الثاني للجيش الوطني.

«لواء صقور الشمال» (أرشيفية - المرصد السوري)

وقال أحد المتحدثين باسم الفصيل، إن مقاتليه محاصَرون بالكامل، ويعانون من نقص في الغذاء والماء، وإن هذا الحصار يشبه ما تعرضت له الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية، سابقاً، من قِبل الجيش السوري.

وذكر «المرصد» أن ذلك يتزامن مع محاولات من الجانب التركي لتشويه صورة المعارضين للتطبيع وفتح المعابر، من خلال توجيه اتهامات لهم بالتبعية لأحزاب متشددة مثل «حزب التحرير»، واستخدام وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لدعم هذه الحملة، فضلاً عن محاولات حثيثة لشراء ولاءات بعض شيوخ العشائر وقادة الفصائل من أجل تحقيق أهدافه في المنطقة.

محتجون قطعوا قبل أسابيع الطريق الدولي احتجاجاً على فتح معبر أبو الزندين قرب الباب شرق حلب (متداولة)

وفي الوقت نفسه، استقدمت الفصائل الموالية لتركيا تعزيزات عسكرية إلى المنطقة للسيطرة على مظاهرات تطالب بفك الحصار عن «صقور الشمال»؛ ما أدى إلى قطع طريق أعزاز – عفرين بشكل كامل، وزاد من تعقيد الأوضاع في المنطقة.