أشعلت إسطنبول سباق الانتخابات المحلية المقرّر إجراؤها في تركيا في 31 مارس (آذار) المقبل، بعد أن اختلطت الأوراق مع دفع عديد من الأحزاب بمرشحين، ما تسبّب في تعقيد حسابات الفوز بالبلدية الأكبر والأهم التي يسعى الرئيس رجب طيب إردوغان لاستعادتها من حزب «الشعب الجمهوري».
واتسعت دائرة المرشحين لرئاسة بلدية إسطنبول لتشعل المنافسة التي ستبقى بشكل أساسي منحصرة بين رئيس البلدية الحالي من حزب «الشعب الجمهوري» أكرم إمام أوغلو، ومرشح حزب «العدالة والتنمية» الحاكم مراد كوروم المدعوم من حزب «الحركة القومية»، الشريك في «تحالف الأمة»، لكن مرشحي الأحزاب الأخرى سيكون لهم تأثير كبير في تحديد الفائز بعد توزيع أصوات الناخبين بالشكل الذي سيجعل من الصعب التنبؤ بمَن يحسم بلدية إسطنبول لصالحه.
تعدد المرشحين
وأعلن حزب «الرفاه من جديد»، الذي يرأسه فاتح أربكان، (السبت)، مرشحه لمدينة إسطنبول، وهو محمد ألتين أوز، كما دفع بوزير الشباب والرياضة الأسبق سعاد كليتش في أنقرة، وجمال أريكان في إزمير. وبذلك، أغلق الحزب الباب أمام المفاوضات التي كانت جارية معه من جانب حزب «العدالة والتنمية» الحاكم لعدم الدفع بمرشحين في الولايات الثلاث الكبرى، خصوصاً إسطنبول.
ولم يتوقف الأمر عند حزب «الرفاه من جديد»، الذي تُشكّل أصواته تهديداً لمرشح حزب «العدالة والتنمية» مراد كوروم، فقد تلقى أكرم إمام أوغلو ضربة قوية بإعلان حزب «الديمقراطية ومساواة الشعوب»، المؤيد للأكراد، الدفع بنائبة رئيس كتلته البرلمانية المشاركة، ميرال دانيش بيشتاش ومراد تشيبني، مرشحَين مشاركَين لرئاسة بلدية إسطنبول.
ويحظى الحزب بكتلة تصويتية في إسطنبول تفوق 5 في المائة، كانت عاملاً مرجّحاً في فوز إمام أوغلو برئاسة البلدية عام 2019، فضلاً عن التحالف الذي كان قائماً مع حزب «الجيد» برئاسة ميرال أكشنار، الذي رشح هو الآخر رئيس فرعه في إسطنبول بوغرا كاونجو لرئاسة البلدية. كما أعلن حزب «النصر» القومي الذي يرأسه أوميت أوزداغ، مرشحه لإسطنبول وهو ظافر عزمي كارا أوموت أوغلو.
وكانت مسألة تعاون حزب «الديمقراطية ومساواة الشعوب» مع حزب «الشعب الجمهوري» مثار قلق لدى حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، وفتحت الباب أمام اتهامات من جانب إردوغان للحزب بـ«السير مع الإرهابيين».
تنديد دميرطاش
كانت باشاك دميرطاش، زوجة الرئيس المشارِك السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية»، أعلنت أنها تفكر في الترشح لرئاسة بلدية إسطنبول، قبل أن تتراجع (الخميس).
وتصاعد الحديث في أروقة السياسة في أنقرة عن احتمالات وجود اتفاق غير معلن بين الحزب الكردي و«العدالة والتنمية» في صفقة تشمل ترشح دميرطاش لرئاسة بلدية إسطنبول، لمنع أكرم إمام أوغلو من الحصول على أصوات الأكراد، مقابل الإفراج عن زوجها صلاح الدين دميرطاش.
وعقب إعلان بشاك دميرطاش عدم ترشحها لرئاسة بلدية إسطنبول، نشر صلاح الدين دميرطاش بياناً، ليل الجمعة السبت، استنكر فيه الحديث عن صفقة بترشح زوجته. وقال: «إذا كنت لا تمارس السياسة لصالح الشعب والفقراء والعمال والمضطهدين، فإن ما تفعله ليس سياسة، بل هو (التجارة... في المدن)».