شارك آلاف الإسرائيليين وبينهم وزراء من اليمين المتطرف وحلفاء لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مؤتمر بالقدس، أمس (الأحد)، للمطالبة بإعادة بناء المستوطنات اليهودية في قطاع غزة، وفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.
ورفض نتنياهو في تصريحات رسمية سابقة إعادة الاستيطان في غزة، حيث تقاتل القوات الإسرائيلية مسلحي حركة «حماس»، لكن المؤتمر يُظهر أن الموقف الذي كان هامشياً في السابق قد اكتسب زخماً داخل حكومته اليمينية المتشددة.
وقال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير: «إذا كنا لا نريد 7 أكتوبر (تشرين الأول) آخر، علينا أن نسيطر على المنطقة»، في إشارة إلى الهجوم الدامي الذي شنته «حماس» على إسرائيل وأشعل فتيل حرب دخلت الآن شهرها الرابع.
وأضاف السياسي المثير للجدل أن على إسرائيل أن «تشجع الهجرة الطوعية» للفلسطينيين من غزة، مكرراً تصريحات سابقة استدعت توبيخاً حاداً من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
وحمل العديد من المشاركين أسلحة، بينما كان باعة خارج مركز المؤتمرات يبيعون قمصاناً كتب عليها: «غزة جزء من أرض إسرائيل».
وحض المتحدثون في المؤتمر الذي أقيم في مركز مؤتمرات بالقدس وحضره أعضاء من حزب نتنياهو والعديد من الوزراء الآخرين، رئيس الوزراء على تحويل حلمهم إلى حقيقة.
ودعا بعضهم إلى ترحيل الفلسطينيين من غزة وأعلنوا أن المستوطنات هي السبيل الوحيد لضمان الأمن للإسرائيليين.
وهتف المؤتمرون: «اتفاقات أوسلو ماتت، شعب إسرائيل حي»، في إشارة إلى الاتفاقيات الإسرائيلية الفلسطينية التاريخية في التسعينات التي منحت الفلسطينيين حكماً ذاتياً محدوداً.
وقالت زعيمة المستوطنين دانييلا فايس إن مؤتمر، أمس، يهدف إلى الضغط على الحكومة «للعودة إلى قطاع غزة وإقامة مجتمعات على الفور».
وزعمت أن «العرب لن يبقوا في غزة»، مضيفة: «ولا حماس، ولا أنصار حماس. وأولئك الذين لا يدعمون حماس لا يريدون البقاء على أي حال».
ويعيش الآن أكثر من 400 ألف إسرائيلي في مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة التي تعدُّ غير شرعية بموجب القانون الدولي، إلى جانب نحو ثلاثة ملايين فلسطيني.
وسحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من قطاع غزة عام 2005.
ويعيش في المنطقة التي تسيطر عليها «حماس» نحو 2.4 مليون فلسطيني، نزحت الغالبية العظمى منهم بسبب الهجوم الجوي والبري والبحري الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر.
أدّى الهجوم المباغت الذي شنّته «حماس» على الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر إلى مقتل أكثر من 1140 شخصاً في إسرائيل، معظمهم مدنيّون، حسب تعداد للوكالة يستند إلى أرقام إسرائيليّة رسميّة.
ورداً على ذلك، تعهّدت إسرائيل «بالقضاء» على «حماس» وباشرت عمليّة عسكريّة واسعة خلّفت 26422 قتيلاً غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» أمس.
ويسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولة مستقلة مستقبلية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية التي ضمتها إسرائيل.
وفي وقت سابق من يناير (كانون الثاني)، قال نتنياهو إنه «لن يتنازل عن السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على كل الأراضي الواقعة غرب (نهر) الأردن»، وهذا ما يتعارض مع قيام دولة فلسطينية.
لكنه أضاف أن إعادة الاستيطان الإسرائيلي في غزة «ليس هدفاً واقعياً».
وأعطت حكومة نتنياهو الأكثر تديُّناً وتطرفاً في تاريخ إسرائيل الأولوية للتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية منذ توليها السلطة أواخر عام 2022.
ويدعو شركاء مع نتنياهو في الائتلاف الحكومي بشكل متزايد إلى تجديد الاستيطان الإسرائيلي في غزة، في تحدٍ لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في أوائل يناير: «غزة أرض فلسطينية وستبقى أرضاً فلسطينية».