نتنياهو يتهم عائلات الأسرى الإسرائيليين بخدمة «حماس»

تهديد بمظاهرات بالآلاف أمام بيته الأسبوع المقبل

نتنياهو يتهم عائلات الأسرى الإسرائيليين بخدمة «حماس»
TT

نتنياهو يتهم عائلات الأسرى الإسرائيليين بخدمة «حماس»

نتنياهو يتهم عائلات الأسرى الإسرائيليين بخدمة «حماس»

صُعقت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى «حماس» من قيام رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، باتهامهم بخدمة مصالح حركة «حماس»، التي تستغلكم لابتزازنا لوقف الحرب، ورفع ثمن تحرير الأسرى، وقد عدّوه تحريضاً خطيراً عليهم. وقال رام بن براك، النائب الأسبق لـ«الموساد» والرئيس السابق للجنة الخارجية البرلمانية، الأحد، إن نتنياهو مصاب بهستيريا لا شفاء منها، ولا مفر من التخلص من حكومته.

وأكد بن براك، في حديث إذاعي، الأحد، أن نتنياهو يتكلم بوقاحة، ويستخف بعقول المواطنين؛ فهو ما كان ليذكر قضية الأسرى الإسرائيليين لولا مظاهرات العائلات. والكل يعرف أنه يتهرب من المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى؛ لأنه يريد مواصلة الحرب، ويريد مواصلة الحرب لكي يبقى في الحكم، وهو يفتعل أزمة مع الوسطاء من قطر إلى مصر إلى الولايات المتحدة، خوفاً من التوصل إلى اتفاق. لكن، أن يهاجم العائلات التي تعاني الأمرَّين، وتعيش في قلق رهيب على الأبناء، فهذا يعد تجاوزاً لكل الحدود. هذا الرجل بات مشكلة كبرى لإسرائيل ويجب تغييره.

يذكر أن نتنياهو ظهر في مؤتمر صحافي، ليل السبت – الأحد، كعادته منذ أن بدأت عائلات الأسرى مظاهراتها الأسبوعية. وصادف الأمر مناسبة اليوم العالمي لإحياء ذكرى المحرقة النازية، الذي أعلنته الأمم المتحدة في 27 من شهر يناير (كانون الثاني)، من كل سنة. وقد قرر «منتدى عائلات المخطوفين»، دعوة عدد من المسنين الناجين من المحرقة ليكونوا خطباء مركزيين في مظاهرات، السبت، للمطالبة بإطلاق سراح الأسرى لدى «حماس». وجُلب 5 منهم، فتكلموا عن مأساتهم في ظل النازية، وعدوا أسر «حماس» شبيهاً بأسر النازية، وتحدثوا عن كوابيس الماضي التي لا يزال اليهود يعيشونها حتى اليوم. وقد كان الهدف ليس فقط تشبيه «حماس» بالنازيين، بل تجنيد عطف الإسرائيليين والعالم إلى جانب الأسرى لكي يمارسوا الضغوط اللازمة لإطلاق سراحهم. ومن الأهداف أيضاً تجنيد قوى اليمين إلى معركتهم.

إلا أن نتنياهو، كعادته في كل يوم سبت، أقام مؤتمراً صحافياً في مقر قيادة الحرب في تل أبيب (وزارة الأمن)، على مقربة من خيمة الاعتصام التي يقيمونها في باحة المتحف التي تسمى منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) «ساحة المخطوفين»، وطالب هذه العائلات بوقف مظاهراتهم، وقال لهم إن مظاهراتهم تساعد «حماس» على ابتزاز إسرائيل.

واستهل نتنياهو كلمته بالحديث عن الأوامر المؤقتة في محكمة العدل الدولية في لاهاي. وأكد أنه في يوم المحرقة العالمي، لا يوجد شيء أكثر سخافة من الاتهامات التي وجهت إليهم بالإبادة الجماعية، السبت، وهو يوم قبل يوم المحرقة. وأضاف نتنياهو أن هذه الاتهامات جاءت بسبب حركة «حماس» التي وصفها بأنها «النازيون الجدد»، وأكد أنه بعد أن يجري القضاء على «حماس» في غزة، لن يكون هناك من يربي أولاده لتدمير إسرائيل والشعب اليهودي كله. واتهم جنوب أفريقيا برفع الدعوى إلى لاهاي «باسم النازيين الجدد»، لأن كثيرين في العالم «لم يتعلموا شيئاً من المحرقة». وأكد أن تأسيس الدولة اليهودية كان لضمان قوة حماية للشعب اليهودي. وأضاف: «إذا لم نقم بالقضاء على النازيين، فإن المذبحة القادمة ستكون مجرد مسألة وقت؛ ولهذا السبب من المهم إكمال المهمة». وبعد هذه المقارنة بين «حماس» والنازية، قال: «إن مظاهرات الاحتجاج التي تقيمها عائلات المخطوفين تؤدي فقط إلى تقوية موقف حماس في المفاوضات حول صفقة تبادل جديدة. أنا أفهم أن هناك عواطف كثيرة ولا يمكن لجمها، لكن صدقوني أنها لا تساعد في شيء. إنها تساعد (حماس) وحدها».

وقد صُعق المتظاهرون، خصوصاً الناجين من المحرقة وعائلات الأسرى، من مضمون الخطاب، وعدّوه اتهاماً خطيراً ومجنوناً. وأصدر منتدى العائلات بياناً عبّروا فيه عن صدمتهم، وقالوا إن «المتوقع من رئيس الحكومة أن يتذكر أنه منتخب من الجمهور الذي أوكل إليه مهمة حمايته، وتصحيح الأخطاء التي تحدث على الطريق، وليس توبيخ العائلات التي اختُطف أبناؤها في ظل حكمه وإخفاقاته». وتوجهوا إلى نتنياهو مباشرة قائلين: «لو كانت نوعا ويائير وأفنير (أولاد نتنياهو) محتجزين هناك لدى القتلة من (حماس) داخل الأنفاق، لكان السيد نتنياهو وزوجته سارة معنا هنا يتظاهران ويحاربان لإنقاذ أرواح أولادهما»، علماً بأن نجل نتنياهو يائير عاد إلى ميامي في رحلة طويلة للاستجمام.

المظاهرات

وكانت مظاهرات السبت قد وقعت في مواقع وبلدات إسرائيلية عدة مطالبين بصفقة تبادل أسرى وإجراء انتخابات مبكرة. في تل أبيب، كالعادة، بدأ التظاهر في ساحة مسرح هبيما، حيث شارك نحو 6 آلاف، ورفعوا شعارات ضد نتنياهو شخصياً، فاتهموه بالتهرب من مهمة إطلاق سراح المختطفين بإبرام صفقة تبادل مع حركة «حماس» واختيار الاستمرار في الحرب لغرض إطالة عمر حكومته. ثم انضموا إلى مظاهرة بمشاركة 20 ألفاً في ميدان المخطوفين. ووقعت مواجهات بين متظاهرين وعناصر الشرطة عند قيامها بقمع المظاهرة في شارع «كابلان» في تل أبيب، واعتقلت عدداً من المتظاهرين. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت 5 متظاهرين بشبهة الإخلال بالنظام في شارع «كابلان»، بعد إغلاق مدخل ومخرج الشارع المؤدي إلى مقر المكاتب الحكومية. وذكرت أنها قامت بإخلاء المتظاهرين من الشارع، واعتقلت آخر قالت إنه لا ينتمي للمتظاهرين بشبهة الاعتداء على أحد عناصر الشرطة في المكان.

ووصلت عائلات أسرى للتظاهر قبالة منزل نتنياهو الخاص في قيسارية، وذلك للأسبوع الثامن على التوالي، وهناك أبعدت الشرطة عدداً منهم عن مدخل المنزل بالقوة. وأعلن منتدى عائلات الأسرى: «إذا لم يتوقف إبعاد عائلات المختطفين عن منزل رئيس الحكومة، فسنقوم، السبت المقبل، بتنظيم مظاهرة مركزية بمشاركة عشرات الآلاف في قيسارية». وشارك المئات في تظاهرة نُظمت مقابل منزل الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، في القدس مطالبة بإجراء انتخابات بشكل فوري. وعندما حاول المتظاهرون السير نحو ساحة صهيون منعتهم الشرطة بالقوة.

وأغلق المئات شارع 65 في مفرق «كركور» مطالبين بإطلاق سراح الأسرى من قطاع غزة، وإسقاط الحكومة. ومن بين ما ردده المتظاهرون: «لا تدعوا نتنياهو يستمر في تخريب صفقة المختطفين، نريدهم أحياءً لا في توابيت. نريد صفقة الآن». وفي حيفا، تظاهر نحو 2000 شخص في مفرق «حوريف» ضد الحكومة مطالبين بإجراء انتخابات فورية، وكذلك جرى في بئر السبع، حيث شاركت مجموعة كبيرة من طلبة الجامعة، الذين طالبوا بوقف الحرب في غزة وبدء الحرب لإسقاط حكومة نتنياهو. وخطب رئيس اتحاد الطلبة، رعنان شلومي فقال: «إذا لم نسقط حكومة نتنياهو، فلن يكون لنا مستقبل». ورفعوا شعارات تقول: «نخجل بحكومتنا الفاسدة»، و«حكومة الإخفاقات والفساد»، وأوقفوا إطلاق النار في غزة، وأعيدوا الأبناء المخطوفين». وفي هرتسليا وكفار سابا وفي رحوفوت أقيمت مظاهرات مماثلة. ورفع عدد من علماء معهد وايزمان للعلوم في رحوفوت شعاراً يقول: «1500 إسرائيلي قُتلوا. أيدي الحكومة ملطخة بدمائهم»، و«رئيس الوزراء لا يريد أن تنتهي الحرب؛ لذلك سيمنع عودة المخطوفين بأي ثمن» و«لا يوجد لنا ثقة بالحكومة».



إيران توجه رسالة «خفض تصعيد» للغرب قبيل اتفاق استراتيجي مع روسيا

بزشكيان ونائبه محمد رضا عارف خلال اجتماع الحكومة... الأحد (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان ونائبه محمد رضا عارف خلال اجتماع الحكومة... الأحد (الرئاسة الإيرانية)
TT

إيران توجه رسالة «خفض تصعيد» للغرب قبيل اتفاق استراتيجي مع روسيا

بزشكيان ونائبه محمد رضا عارف خلال اجتماع الحكومة... الأحد (الرئاسة الإيرانية)
بزشكيان ونائبه محمد رضا عارف خلال اجتماع الحكومة... الأحد (الرئاسة الإيرانية)

يوجِّه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مساء الأربعاء، «رسالة مهمة» إلى القوى الغربية؛ لإجراء مفاوضات «عادلة»، قبل ساعات من التوجه إلى موسكو، حيث سيوقِّع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين اتفاقية شراكة استراتيجية لمدة 25 عاماً.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في مؤتمر صحافي، إن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين «لن تستهدف أي دولة أخرى». وقال الكرملين، الاثنين، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان سيجريان محادثات في روسيا في 17 يناير (كانون الثاني)، وسيوقِّعان بعد ذلك اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة طال انتظارها.

ويأتي توقيع الاتفاقية التي طال انتظارها قبل أيام من تولي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مهندس الضغوط القصوى على طهران.

ويعطي توقيع الاتفاقية دفعةً لاستراتيجية «التوجه نحو الشرق»، التي أصرَّ على تطبيقها المرشد الإيراني علي خامنئي؛ بهدف مواجهة العقوبات الغربية، خصوصاً في مجلس الأمن.

وشهد توقيع الاتفاقية شهوراً من التأجيل؛ بسبب تباين وجهتَي النظر بين البلدين، جراء التطورات التي شهدتها المنطقة، بما في ذلك حرب روسيا في أوكرانيا، وتغيير الحكومة الإيرانية جراء وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي (الاثنين)، إن بزشكيان وبوتين سيوقِّعان نسخةً محدثةً من الاتفاقية.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن بزشكيان سيغادر طهران الأربعاء لزيارة طاجيكستان قبل التوجه إلى موسكو، الخميس.

في الأثناء، أعلن مكتب الرئيس الإيراني أنه سيوجِّه «رسالة مهمة»، مساء الأربعاء، عبر حوار خاص أجراه مع قناة «إن بي سي» الأميركية.

وأفاد مهدي طباطبائي، مسؤول شؤون الإعلام في مكتب الرئيس بأن «رسالة مهمة لرئيس الجمهورية ستُبثُّ غداً عبر قناة (إن بي سي)، في مقابلة مع الإعلامي الأميركي الشهير ليستر هولت».

وأضاف طباطبائي، عبر منشور على منصة «إكس»: «إن الجمهورية الإسلامية تدعو للسلام، وخفض التوترات في المنطقة والعالم، وتدين الحروب والاعتداءات وجرائم الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني، كما أنها مستعدة للدخول في مفاوضات نزيهة وعادلة».