إيران: نحتفظ بحق الرد... وإسرائيل ستندم

عبداللهيان يتحدث عن استمرار الأنشطة الإقليمية لـ«الحرس الثوري»

عناصر الأمن والطوارئ يتفقدون مبنى دُمّر في غارة إسرائيلية بدمشق (أ.ف.ب)
عناصر الأمن والطوارئ يتفقدون مبنى دُمّر في غارة إسرائيلية بدمشق (أ.ف.ب)
TT
20

إيران: نحتفظ بحق الرد... وإسرائيل ستندم

عناصر الأمن والطوارئ يتفقدون مبنى دُمّر في غارة إسرائيلية بدمشق (أ.ف.ب)
عناصر الأمن والطوارئ يتفقدون مبنى دُمّر في غارة إسرائيلية بدمشق (أ.ف.ب)

قالت طهران إنها «تحتفظ بحق الرد» على غارة جوية قضى فيها 5 ضباط من «الحرس الثوري» الإيراني في دمشق، وتوعَّدت إسرائيل بالندم، وذلك في وقت قال فيه وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان إن «المستشارين» الإيرانيين مستمرون في مهامهم «بقوة»، في إشارة إلى أنشطة الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري الإيراني».

وقال رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، الأحد، إن «الهجوم مؤشر على هزائم إسرائيل»، لافتاً إلى أن بلاده وما يُسمى بـ«محور المقاومة» تحتفظ بحق الرد، و«سترد بدوافع مضاعفة» على غارة جوية قتلت 5 من «الحرس الثوري الإيراني» في دمشق، متوعداً إسرائيل بـ«الندم».

وتحدث قاليباف في مستهل الجلسة العامة، الأحد، عن دوافع إسرائيل لشن الهجوم، وقال إنها تستهدف «استعادة كرامتهم المفقودة في قطاع غزة» و«تعويض الفشل الذريع لعملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) والهزائم الميدانية المتتالية، والتراجع عن المزاعم الفارغة حول العملية العسكرية في غزة».

وفي وقت سابق، حمَّل الرئيس إبراهيم رئيسي، في بيان، إسرائيلَ مسؤولية هذا الهجوم، وقال إن «الجمهورية الإسلامية لن تترك جرائم النظام الصهيوني دون رد».

وأفاد «المرصد السوري» الأحد بأن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 12 شخصاً، هم المستشارون الإيرانيون الخمسة و7 من المقاتلين الموالين لطهران، وهم: 4 سوريين ولبنانيان وعراقي.

صورة الضباط الخمسة حسبما تناقلها إعلام «الحرس الثوري» ويبدو صادق أوميد زاده في الوسط
صورة الضباط الخمسة حسبما تناقلها إعلام «الحرس الثوري» ويبدو صادق أوميد زاده في الوسط

وكان «الحرس الثوري» قد أعلن السبت مقتل 5 ضباط بينهم 3 رفيعو المستوى في غارة جوية على مبنى بحي المزة في غرب دمشق، حيث تقع مقرات أمنية وعسكرية وأخرى لقيادات فلسطينية وسفارات ومنظمات أممية.

واتهم «الحرس الثوري» إسرائيل بتنفيذها. وتوعَّدت طهران بالرد. وأفادت وكالة «نور نيوز» منصة «المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني»، بأن بين القتلى «صادق أوميد زاده مسؤول استخبارات القوات الاستشارية في سوريا ونائبه غلام محرم». وفي وقت لاحق، قال «الحرس الثوري» في بيان إن القتلى حجت الله أميدوار، وعلي آقا زاده، وحسين محمد، وسعيد كريمي، ومحمد أمين مدي.

واستخدم بيان «الحرس الثوري» لقباً شرفياً يُستخدم فقط للجنرالات، مما يشير إلى أن 3 بين القتلى الخمسة من القادة الكبار. واكتفى بيان «الحرس» بالإشارة إلى مقتل رائد.

وبث التلفزيون الرسمي الإيراني لقطات من تشيع القتلى الخمسة في دمشق، قبل نقل جثثهم إلى إيران.

عناصر الأمن والطوارئ يزيلون سيارة متضررة من محيط مبنى دُمر في غارة إسرائيلية بدمشق (أ.ف.ب)
عناصر الأمن والطوارئ يزيلون سيارة متضررة من محيط مبنى دُمر في غارة إسرائيلية بدمشق (أ.ف.ب)

من جانبه، قال وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، الأحد، إن «المستشارين» الإيرانيين مستمرون في مهامهم «بقوة»، في إشارة إلى أنشطة الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري» الإيرانية. وكتب عبداللهيان على منصة «إكس» أن «نشاط المستشارين العسكريين الإيراني سيستمر بقوة... إسرائيل هي الشريك الرئيسي للحركات الإرهابية والعدو الأول للأمن القومي»، مكرراً مزاعم رسمية إيرانية بـأن أنشطة المستشارين «الحرب على الإرهاب وتأمين المنطقة».

وأضاف عبداللهيان: «لا شك أن الهزيمة التي مُنيَت بها إسرائيل أمام إرادة سكان غزة لا يمكن تعويضها بمثل هذه الأعمال الإرهابية الجبانة».

وأرسلت إيران قوات «نخبة» للقتال تحت قيادة «فيلق القدس»، لدعم حكومة بشار الأسد ضد المعارضة في الأزمة السورية التي اندلعت، مارس (آذار) 2011. ورغم إعلان إيران سقوط قتلى في صفوف قوات «الحرس الثوري»، فإنها لم تقدم حتى الآن إحصائية رسمية لعدد القتلى.

كما لم تُعرَف الخسائر المادية في المهمة الخارجية التي لم تُعرَض لتصويت البرلمان الإيراني، خصوصاً في ظل إنشاء «الحرس الثوري» ميليشيات متعددة الجنسيات، منذ بدء قتاله في سوريا.

وقتلت إسرائيل أفراداً من «الحرس الثوري» في عدة هجمات مشابهة ضمن حملتها المكثفة في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة «حماس» المدعومة من إيران في السابع من أكتوبر على إسرائيل. وفي ديسمبر (كانون الأول) قتلت غارة جوية إسرائيلية اثنين من أعضاء «الحرس الثوري»، وأدَّت ضربة أخرى بالقرب من دمشق في 25 من الشهر ذاته إلى مقتل رضي موسوي، مسؤول الإمدادات لقوات «الحرس الثوري» في سوريا.


مقالات ذات صلة

ترمب: نركز على الإفراج عن المحتجزين في غزة و«الأمور تمضي قدماً»

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب في حديقة البيت الأبيض خلال كلمة في «اليوم الوطني للصلاة» (أ.ف.ب)

ترمب: نركز على الإفراج عن المحتجزين في غزة و«الأمور تمضي قدماً»

قال الرئيس الأميركي، الخميس، إن «أي جهة تستورد النفط من إيران لن تستطيع القيام بأي أعمال» مع بلاده، وأشار إلى أن إدارته تركز على الإفراج عن المحتجزين في غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان لدى لقائه نظيره الياباني إيوايا تاكيشي في الرياض الخميس (واس)

الرياض وطوكيو لتعميق العلاقة الاستراتيجية... والعمل معاً لأمن المنطقة

أكّدت السعودية واليابان عمق العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية بين البلدين، وأهمية مواصلة التنسيق والتعاون على مختلف الأصعدة، بما يخدم مصالحهما وشعبيهما.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
شؤون إقليمية مايك والتز (يسار) مستشار الأمن القومي الأميركي وبيت هيغسيث (يمين) وزير الدفاع الأميركي (إ.ب.أ)

والتز يحذر إيران من تقويض المفاوضات

حذّر مستشار الأمن القومي الأميركي، مايك والتز، إيران من محاولة تقويض جهود جولات التفاوض، مؤكداً أن الرئيس ترمب يسعى إلى السلام ومستعد لعقد صفقة.

هبة القدسي (واشنطن)
شؤون إقليمية عناصر شرطة وصحافيون أمام مدخل سفارة سلطنة عمان في روما حيث جرت جولة التفاوض الثانية بين الولايات المتحدة وإيران (أ.ب)

تأجيل المحادثات الإيرانية - الأميركية لدواعٍ «لوجيستية»

تبادل الطرفان الأميركي والإيراني التحذيرات قبيل الجولة الرابعة من المحادثات غير المباشرة حول برنامج طهران النووي بوساطة عمانية.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يتحدث للصحافيين على هامش اجتماع الحكومة اليوم (الرئاسة الإيرانية)

استئناف الحوار النووي بين إيران والترويكا الأوروبية الجمعة

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده ستستأنف محادثات نووية في روما يوم الجمعة مع دول الترويكا الأوروبية عشية الجولة الرابعة من مفاوضاتها مع أميركا.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)

دروز فلسطين متفقون على دعم «الأشقاء» في سوريا... مختلفون حول الطريقة

دروز يتظاهرون قرب الحدود مع سوريا تضامناً مع الدروز السوريين الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)
دروز يتظاهرون قرب الحدود مع سوريا تضامناً مع الدروز السوريين الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)
TT
20

دروز فلسطين متفقون على دعم «الأشقاء» في سوريا... مختلفون حول الطريقة

دروز يتظاهرون قرب الحدود مع سوريا تضامناً مع الدروز السوريين الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)
دروز يتظاهرون قرب الحدود مع سوريا تضامناً مع الدروز السوريين الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)

في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة الإسرائيلية بتهديد دمشق، وتقصف القصر الجمهوري كتحذير أول، بحجة دعم الدروز في مواجهة اعتداءات الميليشيات المسلحة، يتحد أبناء طائفة الموحدين الدروز في فلسطين، وراء الأشقاء في سوريا لكنهم يختلفون في الطريقة.

فقد باشر بعضهم بأعمال احتجاج على سياسة حكومة بنيامين نتنياهو، وأغلقوا عدداً من الشوارع الرئيسية واشتبكوا مع الشرطة، وقام بعضهم الآخر بتشكيل فرقة مسلحين يطالبون إسرائيل بالسماح لهم بدخول سوريا للقتال دفاعاً عن إخوتهم، إلا أن تياراً وطنياً بينهم يرفض الانجرار وراء المصالح الأجنبية ويدعو إلى الحوار الوطني السوري وتسوية الأزمة داخلياً، ويطالب حكومة الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، باتخاذ موقف حازم ضد الميليشيات، ووضع حل جذري للصراع من خلال إحداث تغيير حقيقي في نهجها القائم حالياً، الذي يهدد الاستقرار في البلاد.

مقاتلة إسرائيلية تطلق صاروخاً خلال تحليقها قرب العاصمة السورية دمشق الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)
مقاتلة إسرائيلية تطلق صاروخاً خلال تحليقها قرب العاصمة السورية دمشق الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)

المعروف أن علاقات عائلية وطيدة، وليس فقط علاقات دينية، تجمع الدروز في إسرائيل ولبنان وسوريا. وهناك تواصل وثيق بين القيادات الدينية والسياسية بين الأطراف الثلاثة. وتطرح إسرائيل منذ عشرات السنين فكرة توحيدهم في دولة تكون تابعة لها. وهي فكرة قديمة كان قد طرحها أول مرة، القائد الصهيوني يغئال ألون، في سنة 1942، أي قبل قيام إسرائيل نفسها. ثم طرحتها إسرائيل بشكل رسمي في سنة 1967، بعد احتلالها الجولان. وعادت لطرحها مرة أخرى بعد انهيار نظام بشار الأسد، ضمن مشروع تقسيم سوريا وتقاسم المصالح فيها بين مختلف القوى، وتطرحه هذه الأيام في المحادثات الجارية بين إسرائيل وتركيا.

لكن القيادات الدرزية رفضت بغالبيتها هذا المشروع؛ فالسوريون منهم يتمسكون بهويتهم السورية وكذلك يفعل اللبنانيون. وحتى القيادة الدرزية في إسرائيل، التي يخدم أبناؤها في الجيش الإسرائيلي ضمن قانون فرض الخدمة الإجبارية، يتحفظون على المشروع الإسرائيلي ولا يعدونه بريئاً ويحترمون توجه الأشقاء في سوريا ولبنان الرافض له.

ويوجد في إسرائيل تيار درزي وطني ذو وزن في الحركة الوطنية الفلسطينية، يتخذ موقفاً أكثر حدة ضد المخططات الإسرائيلية، يتمثل في كل من «لجنة المبادرة الدرزية» و«لجنة التواصل»، وقد حذر قادتهما من الوقوع في حبائل المخططات الإسرائيلية في سوريا، ويرون أن حكومة نتنياهو من جهة، وقوى مشبوهة في سوريا من جهة ثانية، تستغل الدروز لأغراض سياسية ومصالح ضيقة، لا تمت للمصلحة السورية الوطنية أو للدروز بأي صلة، كما قال الأديب سعيد نفاع في بيان له.

جنود إسرائيليون قرب الحدود مع سوريا خلال مظاهرة لدروز إسرائيليين قرب بلدة مجد شمس في الجولان السوري المحتل الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون قرب الحدود مع سوريا خلال مظاهرة لدروز إسرائيليين قرب بلدة مجد شمس في الجولان السوري المحتل الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)

إلا أن هناك تياراً مضاداً يطالب الحكومة الإسرائيلية باتخاذ موقف متشدد ضد النظام الجديد في سوريا ويعد سياسة نتنياهو متساهلة معه، وينظم مظاهرات صاخبة في عدة شوارع رئيسية في إسرائيل، الجمعة والخميس، بمشاركة المئات منهم، مما تسبب في اختناقات مرورية وصدامات مع السائقين اليهود واشتباكات مع الشرطة. وقد وثق مقطع فيديو لحظة خروج جندي مسلح من سيارة يهاجم المتظاهرين، فاشتبكوا معه فتدخلت عناصر من الشرطة الإسرائيلية وسحبوا الجندي وأبعدوه عن المجموعة، وبذلك منعوا مصيبة.

وقال الوزير الأسبق في حكومة نتنياهو، أيوب قرا، وهو من بلدات الكرمل الدرزية وضابط سابق في الجيش، إن ما يجري في سوريا هو «مذبحة ضد أشقائنا الدروز، قتل خلالها حتى الآن 73 درزياً». ورفض الرواية الرسمية في دمشق بأن الميليشيات الخارجة عن النظام هي التي تنفذها، وقال: «صحيح أن هناك عناصر من داعش والنصرة وعدداً من الأجانب، سكان آسيا، بين المعتدين، لكن هؤلاء ما كانوا يجرؤون على تنفيذ الاعتداءات لولا دعم النظام، ويوجد بينهم قوات معروفة تابعة للنظام».

دروز يتظاهرون قرب الحدود مع سوريا تضامناً مع الدروز السوريين الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)
دروز يتظاهرون قرب الحدود مع سوريا تضامناً مع الدروز السوريين الأربعاء الماضي (أ.ف.ب)

كشف قرا عن أنه وغيره من ضباط الاحتياط ينتظمون في فرقة متطوعين تطلب من الحكومة الإسرائيلية أن تسمح لهم بتجاوز الحدود للدفاع عن البلدات الدرزية في السويداء وفي جرمانا وأشرفية صحنايا وغيرها في مواجهة القوى الجهادية المعتدية.

وفي الوقت الذي طالب فيه بعض المتظاهرين من الحكومة الإسرائيلية اتخاذ موقف متشدد أكثر يجبر سوريا على وقف الاعتداءات على الدروز، قال قرا: «نحن لسنا بحاجة للحكومة الإسرائيلية. لدينا بصفتنا طائفة ما يكفي من القدرات. ما نطلبه هو ألا يكفوا أيدينا ولا يمنعونا من القيام بواجبنا تجاه إخوتنا».

وكان نتنياهو، ووزير دفاعه، يسرائيل كاتس، أعلنا بشكل صريح صبيحة الجمعة أن الطائرات الإسرائيلية قصفت موقعاً تابعاً للقصر الجمهوري وتعمدت أن يكون القصف في أرض مفتوحة. وبحسب مصدر مقرب منهما فإن «الهدف هو توجيه تحذير يسمعه الرئيس الشرع بأذنيه ويشم رائحة الدخان بنفسه».