باكستان «ترد بالمثل» على ضربة صاروخية إيرانية

إسلام آباد حذرت جارتها الغربية من «مغامرة غير محسوبة»... وطهران أعلنت مقتل 9 أجانب

مجموعة في باكستان تردد شعارات وسط مظاهرة للتنديد بالضربة الإيرانية في منطقة الحدود الباكستانية (أ.ب)
مجموعة في باكستان تردد شعارات وسط مظاهرة للتنديد بالضربة الإيرانية في منطقة الحدود الباكستانية (أ.ب)
TT

 باكستان «ترد بالمثل» على ضربة صاروخية إيرانية

مجموعة في باكستان تردد شعارات وسط مظاهرة للتنديد بالضربة الإيرانية في منطقة الحدود الباكستانية (أ.ب)
مجموعة في باكستان تردد شعارات وسط مظاهرة للتنديد بالضربة الإيرانية في منطقة الحدود الباكستانية (أ.ب)

سقط 9 قتلى على الأقل في ضربات باكستانية ضد «ملاذات إرهابية» في إيران، في رد مماثل على هجوم «الحرس الثوري» الإيراني على الأراضي الباكستانية، وحذرت إسلام آباد جارتها طهران من أي مغامرة، وسط مساعٍ لنزع فتيل الأزمة بين الدولتين الجارتين.

وقال الجيش الباكستاني إنه نفذ ضربات محددة الهدف بدقة في إيران باستخدام طائرات مسيرة وصواريخ وذخائر وأسلحة أخرى ضربت أهدافا لجماعتين «إرهابيتين» هما جيش تحرير بلوشستان وجبهة تحرير بلوشستان.

وأضاف أن القوات توخت كامل الحذر والحيطة وقت التنفيذ لتجنب وقوع أضرار جانبية وحثت على «الحوار والتعاون» لحل المشكلات بين «البلدين الشقيقين» حسبما أوردت وكالة «رويترز».

ونسبت وكالة «رويترز» إلى مسؤول أمني باكستاني كبير أن الجيش في حالة تأهب قصوى وسيواجه أي «مغامرة غير محسوبة» من الجانب الإيراني بقوة. وقال إن الضربات نفذتها طائرات عسكرية. وأردف المسؤول في إسلام آباد «نفذت قواتنا ضربات لاستهداف المسلحين البلوش داخل إيران».

وأضاف أن «المسلحين المستهدفين ينتمون إلى جبهة تحرير بلوشستان»، التي تسعى إلى استقلال إقليم بلوشستان الباكستاني.

من جهتها، قالت وزارة الخارجيّة الباكستانيّة في بيان إن إسلام آباد «تحترم بشكل كامل سيادة وسلامة أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية». مشددة على أن «الهدف الوحيد من تحرّك اليوم كان السعي للمحافظة على أمن باكستان ومصلحتها الوطنية التي تعد بالغة الأهمية ولا يمكن المساس بها» حسبما أوردت (وكالة الصحافة الفرنسية).

ونبه بيان الجهاز الدبلوماسي الباكستاني أن الضربات العسكرية في محافظة بلوشستان الإيرانيّة «منسّقة جدا ودقيقة ضدّ ملاذات إرهابيّة»، مشيرة إلى «مقتل عدد من الإرهابيّين». وأضاف «اتُّخذ التحرّك هذا الصباح في ضوء معلومات استخباراتية موثوقة عن أنشطة إرهابية وشيكة واسعة النطاق».

وجاءت الضربات الباكستانية بعد يومين من استهداف صواريخ وطائرات مسيرة إيرانية قاعدتين، قالت وسائل إعلام رسمية إنهما تابعتان لجماعة «جيش العدل» البلوشية المعارضة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ممتاز زهرة بلوش في مؤتمر صحافي إن رئيس الحكومة الباكستانية المؤقتة أنور الحق كاكار اختصر زيارته إلى دافوس للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي «نظرا إلى التطورات المستمرة».

ونفت المتحدثة بلوش مشاركة معلومات مع بلادها بشأن ضربات إيرانية في وقت سابق على باكستان.

وأعلن القائم بأعمال وزير الاستخبارات الباكستاني في منطقة بلوشستان، جان اتشكرزاي عن دعمه لضربات الجيش. كتب على منصة «إكس»: «إن كل شعب باكستان مع قواته المسلحة». وأضاف «يعرب شعب بلوشستان عن امتنانه العميق للجيش الباكستاني لدعمه الثابت لهم».

وتابع «كن مطمئناً: سيتم قمع جميع الإرهابيين (...)؛ سواء كانوا يريدون القيام بعمل من داخل الحدود أو ينوون التسلل إلى البلاد».

ضربة إيرانية مفاجئة

وقالت وسائل إعلام إيرانية إن عدة صواريخ أصابت قرية في مدينة سراوان الحدودية في إقليم بلوشستان المتاخم لباكستان وأفغانستان، مما أسفر عن مقتل تسعة على الأقل. وذكرت تقارير سابقة أن ثلاث نساء وأربعة أطفال قتلوا، مؤكدة فيما بعد مقتل رجلين.

وصرح وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي في حديث للتلفزيون الرسمي بأن جميع القتلى «مواطنون أجانب». وذكرت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» أنه يعتقد أن القتلى من «المواطنين الباكستانيين».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن إيران تدين بشدة الضربات، مضيفا أنه تم استدعاء القائم بالأعمال الباكستاني، وهو أكبر دبلوماسي باكستاني في طهران، لتقديم تفسير.

وفي وقت لاحق، قال بيان للخارجية الإيرانية إن رواية الحكومة الباكستانية مختلفة عن رواية «الإرهابيين» المسلحين. مضيفا أن «طهران لا تزال ملتزمة بسياسة حسن الجوار».

وتابع البيان: «إنه رغم التزامها بحسن الجوار فإنها تؤكد ضرورة أن تمنع باكستان تأسيس قواعد (إرهابية) داخل حدودها»، حسبما أوردت (رويترز). وقبل ساعات من ضربات «الحرس الثوري»، التقى كاكار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان على هامش منتدى دافوس والتقطا الصور.

رجل يشاهد التلفاز بعد أن قالت وزارة الخارجية الباكستانية إن البلاد نفذت ضربات داخل إيران (رويترز)

وبعد الضربة الإيرانية، حاول عبداللهيان التقليل من حدة التوتر، قائلاً إن «طهران تحترم سيادة ووحدة أراضي باكستان، لكننا لن نقبل بأن يتم تهديد أمننا القومي أو التلاعب به».

استهدف الهجوم الإيراني الذي نفذ بالصواريخ والمسيّرات في وقت متأخر الثلاثاء مقر مجموعة «جيش العدل» في باكستان، بعدما شنّت طهران أيضا هجمات في العراق وسوريا ضد ما وصفتها بأنها «مقرات تجسس وتجمع الجماعات الإرهابية المناهضة لإيران في المنطقة».

وقالت إيران الأربعاء إنها استهدفت قواعد لمسلحين على صلة بإسرائيل داخل باكستان. وقالت إسلام آباد إن الهجوم على أراضيها أودى بحياة «طفلين بريئين». ونددت الخارجية الباكستانية الأربعاء بما وصفته بأنه «انتهاك صارخ وغير مبرر لسيادة باكستان»، قبل أن تستدعي سفيرها من إيران وتمنع السفير الإيراني المتواجد حاليا في إيران من العودة. ولم يحدد البيان الرسمي الباكستاني مكان وقوع ضربة الخميس إلا أن الإعلام الباكستاني لفت إلى أنها تمّت قرب بنجكور في إقليم بلوشستان حيث يتشارك البلدان حدودا يبلغ طولها نحو ألف كيلومتر.

حقائق

إشارة مبكرة على التوتر الإيراني-الباكستاني

  • 16 ديسمبر (كانون الأول)... مقتل 11 شرطياً بهجوم في بلوشستان إيران.
  • 31 ديسمبر... السلطات الباكستانية تعلن مقتل مسلحين حاولوا التسلل إلى منطقة أواران الحدودية بإقليم بلوشستان وأنباء غير رسمية تشير إلى أنهم من ضباط «الحرس الثوري».
  • 5 يناير (كانون الثاني)... مقتل قائد «جيش الصحابة» مسعود الرحمن عثماني وهو عضو سابق في جمعية علماء السنة في باكستان على يد مسلحين يستقلون دراجة نارية في إسلام آباد، وجهاز الاستخبارات الباكستاني اتهم «منظمة الطلاب الإمامية» الباكستانية المرتبطة بإيران.
  • 10 يناير... مناورات صاروخية لـ«الحرس الثوري» وسقوط بقايا صواريخ في مدينة تشابهار الجنوبية، وأنباء غير رسمية عن هجوم صاروخي أول على الأراضي الباكستانية

وأكدت باكستان في بيانها الصادر الأربعاء على أنها تحتفظ بحق الرد على الضربة الإيرانية، وحملت طهران «مسؤولية العواقب بالكامل»، وأعربت عن دهشتها لأن الحادث وقع رغم وجود عدة قنوات اتصال مع إيران.

وتكافح باكستان المسلحة نوويا وجارتها إيران حملة ضد الجماعات البلوشية المعارضة في مناطقهما الحدودية ذات الكثافة السكانية الضئيلة.

ويعد بلوشستان باكستان الإقليم الأكبر مساحة لكنه الأكثر فقرا. كما تعد محافظة بلوشستان إيران الأكثر فقراً بين المحافظات الـ31 في البلاد.

وتتبادل طهران وإسلام آباد الاتهامات مرارا بالسماح لعناصر مسلحة تنشط من أراضي كل منهما بإطلاق هجمات، لكن نادرا ما تتدخل القوات الحكومية من أي من الجانبين.

وتفصل باكستان التي تقودها حاليا حكومة مؤقتة ثلاثة أسابيع عن انتخابات عامة يغيب عنها عمران خان الذي يقبع في السجن فيما عملت السلطات على إسكات مؤيديه.

كما ستشهد إيران انتخابات برلمانية، في مطلع مارس (آذار) وهي الأولى بعد الاحتجاجات التي هزت البلاد في 2022 وتسببت في اضطرابات دموية.
وتفاقم الضربات الحدودية المتبادلة الأزمات العديدة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في ظل الحرب الإسرائيلية ضد حماس في غزة والهجمات التي يشنها الحوثيون الموالون لإيران في اليمن ضد سفن تجارية في البحر الأحمر، بموازاة دخول جماعات مرتبطة بـ«الحرس الثوري» الإيراني في لبنان وسوريا والعراق على خط المعركة.

وشهدت العلاقات بين باكستان وإيران توترا في الماضي لكن الضربات هي أكبر عملية توغل عبر الحدود في السنوات القليلة الماضية.

مخاوف من التصعيد

استعرضت إيران عضلاتها في المنطقة قبل الهجوم على الأراضي الباكستانية، وذلك بعدما أطلقت قوات «الحرس الثوري» هجمات صاروخية لـ«الحرس الثوري» على سوريا ضد ما قالت إنها مواقع لتنظيم داعش، وفي العراق ضد ما قالت إنه مركز تجسس إسرائيلي. واستدعت بغداد أيضا سفيرها في طهران.

وتصنف الولايات المتحدة جهاز «الحرس الثوري» الموازي للجيش النظامي في إيران «منظمة إرهابية».

وتشير تعليقات باكستان بعد ضرباتها الانتقامية إلى الرغبة في إبقاء الخلاف تحت السيطرة، لكن محللين حذروا من سيناريو مختلف.

وقال إسفنديار مير الخبير البارز في أمن منطقة جنوب آسيا بالمعهد الأميركي للسلام لوكالة «رويترز» إن دوافع إيران لمهاجمة باكستان لا تزال غامضة، لكن يمكن أن تتصاعد الأمور في ضوء التصرفات الإيرانية في المنطقة.

وأضاف «ما سيقلق طهران هو أن باكستان تجاوزت خطا بضربها داخل الأراضي الإيرانية، وهو خط حرصت حتى الولايات المتحدة وإسرائيل على عدم تجاوزه».

وقال خواجة آصف، وزير الدفاع الباكستاني إن الإجراء كان انتقاميا.

وأضاف في حديثه لقناة «جيو» التلفزيونية «الرد كان مدروسا ومهما... ويجب أن تستمر الجهود منعا للتصعيد».

وكتب المحلل السياسي الإيراني، أحمد زيد آبادي إن «الهجمات الصاروخية المتقابلة على أهداف في الأراضي الباكستانية والإيرانية لا يمكن أن تستمر أكثر من هذا، لأن أيا من الدولتين ليس لديها مصلحة في المواجهة العسكرية».

وأضاف «رغم أن باكستان مستاءة من سياسات الجمهورية الإسلامية خصوصاً تقاربها مع طالبان أفغانستان، لكنها لا تريد أن تفتح جبهة غير متوقعة في حدودها الغربية».

ومن الجانب الإيراني، رأى زيد آبادي أنه «رغم أن الجمهورية الإسلامية تشك بالأهداف النهائية للجيش الباكستاني، لكنها تحت ضغط من جميع الجهات، ولا مصلحة لها في تخريب العلاقات مع الجارة الشرقية».

وأضاف المحلل الإيراني «كان واضحاً أن باكستان غاضبة جدا من الهجوم الصاروخي الإيراني على أراضيها، ولم تتركه من دون رد». وقال إن «من الواضح أن غضب إسلام آباد يعود إلى اعتقادها بأن إيران تنتقص من سيادة باكستان كما تتعامل مع سيادة العراق وسوريا، معتبرة أن أهدافا في أراضي جارتها الشرقية سهلة ومنخفضة التكلفة في الوقت الذي شنت فيه هجوما على أهداف داخل الأراضي السورية والعراقية».

وخلص إلى «أن باكستان أرادت من الرد المماثل أن تعلن بصوت عال أن سيادتها متكاملة، ولا تشبه العراق وسوريا».

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


مقالات ذات صلة

بزشكيان يباشر مهامه رسمياً بعد مصادقة خامنئي

شؤون إقليمية صورة نشرها موقع خامنئي من مراسم المصادقة على مرسوم رئاسة بزشكيان صباح اليوم (موقع خامنئي)

بزشكيان يباشر مهامه رسمياً بعد مصادقة خامنئي

بدأ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان مهامه رسمياً بعد مصادقة المرشد علي خامنئي على مرسوم رئاسته، واختار نائباً أول له بعد وصوله إلى مقر الرئاسة.

عادل السالمي (لندن)
شؤون إقليمية  ناصر كنعاني المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية (الخارجية الإيرانية على منصة «إكس»)

إيران تحذر إسرائيل من أي «مجازفة» في لبنان

حذَّر ناصر كنعاني المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، الأحد، إسرائيل، من أي «مجازفة» جديدة في لبنان بشأن واقعة الجولان.

شؤون إقليمية صورة نشرها مكتب خامنئي خلال مقابلة صحافية مع بزشكيان (موقع المرشد)

خامنئي يصادق غداً على رئاسة بزشكيان

تبدأ، الأحد، مهمة الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، حين تُقام مراسم المصادقة عليه، برعاية المرشد علي خامنئي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية إسلامي يتحدّث إلى غروسي على هامش مؤتمر «الاجتماع الدولي للعلوم والتكنولوجيا النووية» في أصفهان مايو الماضي (أ.ب)

غروسي: أود لقاء بزشكيان في أقرب فرصة

أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، رغبته في زيارة طهران، خلال رسالة وجّهها إلى الرئيس الإيراني، مسعود بزشكیان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​  المرشّح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ترمب يتطرّق في منشور إلى «محو إيران عن وجه الأرض»

تطرّق المرشّح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب إلى القضاء على إيران، وذلك في منشور على شبكة للتواصل الاجتماعي استعاد فيه أسلوبه الناري.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

غارات تركية على مواقع لـ«العمال» في كردستان العراق

تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)
تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)
TT

غارات تركية على مواقع لـ«العمال» في كردستان العراق

تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)
تركيا أكدت استمرار «المخلب القفل» شمال العراق بالتنسيق مع بغداد وأربيل (الدفاع التركية)

نفذت القوات التركية غارات جوية استهدفت مواقع لحزب «العمال» الكردستاني في مناطق شمال العراق، أسفرت عن تدمير 25 موقعاً، بينها نقاط تضم شخصيات قيادية.

وبحسب بيان لوزارة الدفاع التركية، فإن الغارات، التي نفذت ليل الجمعة – السبت، استهدفت إحباط هجمات «إرهابية» ولضمان أمن الحدود.

وأضافت الوزارة: «تم خلال تلك الغارات تدمير 25 هدفاً في كاره وقنديل وأسوس، بما في ذلك كهوف وملاجئ ومخازن ومنشآت يستخدمها (قادة إرهابيون)، وأسفرت عن مقتل عدد كبير من مسلحي (العمال) الكردستاني».

وتابعت الوزارة: «الحرب ضد الإرهاب ستستمر من أجل الحفاظ على أمن بلدنا وأمتنا بكل عزيمة وإصرار حتى يتم تحييد آخر إرهابي».

ولفت بيان الدفاع التركية إلى «اتخاذ جميع التدابير اللازمة خلال هذه العملية لضمان عدم تضرر الأبرياء، والعناصر الصديقة، والأصول التاريخية والثقافية، والبيئة».

تصعيد... ونقاط أمنية

وشهدت التحركات العسكرية التركية ضمن عملية «المخلب - القفل» المستمرة لأكثر من عامين في شمال العراق، تصعيداً منذ يونيو (حزيران) الماضي، ولا سيما في دهوك، إذ قامت القوات التركية المشاركة في العملية بنصب نقاط أمنية في مناطق عدة لملاحقة عناصر حزب «العمال»، إلى جانب قيامها بقصف بعض البلدات.

وبعد أن صرح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بأن القوات التركية ستكمل الحزام الأمني في شمال العراق، خلال الصيف، كما حدث في شمال سوريا، قال مسؤول بوزارة الدفاع، الأسبوع الماضي، إن «القفل يغلق»، في إشارة إلى قرب انتهاء عملية «المخلب - القفل» التي انطلقت في أبريل (نيسان) 2022.

وأضاف المسؤول العسكري، في إفادة صحافية، أن القوات التركية تواصل عملياتها الموجهة ضد حزب «العمال» الكردستاني في شمال العراق بنجاح، وأن هذه العمليات تجري بتنسيق مع الحكومة العراقية وإدارة إقليم كردستان العراق.

ولفت إلى أن «الأعمال الفنية الخاصة بإنشاء مركز للعمليات المشتركة مع العراق ضد (العمال) الكردستاني مستمرة دون أي مشكلات».

جنديان تركيان أثناء مسح كهوف تابعة للعمال الكردستاني شمال العراق (الدفاع التركية)

شكاوى من العراق

وتصاعدت الشكاوى، في الفترة الأخيرة، من جانب بغداد من عمليات توغل عسكري تركية واسعة. وكلف رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، بالتنسيق مع سلطات إقليم كردستان لبحث تداعيات التوغل التركي المتكرر في شمال العراق.

وأكد وزير الخارجية، فؤاد حسين، أن بلاده لم تمنح تركيا ضوءاً أخضر للقيام بعمليات في إقليم كردستان، وأن الحكومة بحاجة إلى مزيد من النقاشات الأمنية مع الأتراك مع الإقرار بأن» العمال الكردستاني» مشكلة عراقية أيضاً.

وندد مجلس الأمن الوطني بالتوغل التركي لأكثر من 40 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية.

لكن الرئيس، رجب طيب إردوغان، قال، لاحقاً، إن أنقرة ترحب بالخطوات التي تتخذها بغداد وأربيل لمكافحة «تنظيم حزب العمال الكردستاني الإرهابي»، وتعتبرها جيدة لكن «غير كافية».

وأضاف أن وزارتي الدفاع وأجهزة الاستخبارات في كل من تركيا والعراق تتمتع بـ«علاقات تعاون جيدة».

وبشأن عملية «المخلب - القفل»، قال إردوغان: «بعد زيارتنا للعراق في أبريل الماضي، رأينا للمرة الأولى اتخاذ خطوات ملموسة للغاية على أرض الواقع في القتال ضد حزب (العمال) الكردستاني من جانب الإدارة العراقية».

وأضاف أن مجلس الأمن الوطني العراقي أعلن حزب «العمال» الكردستاني منظمة محظورة، والآن نرى انعكاسات ذلك على أرض الواقع، وبعد الزيارة، كان تعاون قواتنا الأمنية وإدارة أربيل أمراً يبعث على الارتياح، كما أننا نتعاون مع كل من وزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات في العراق، ولدينا علاقة جيدة.