أفادت وكالة الإعلام الروسية بأن وزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الدفاع سيرغي شويغو أجريا محادثات هاتفية مع نظيريهما الإيرانيين الاثنين.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن لافروف وعبداللهيان أدانا بشدة الضربات الأخيرة التي شنها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا في اليمن، لضرب مواقع جماعة «الحوثي» الموالية لإيران وفقاً لوكالة «تاس» الروسية.
وجاء في البيان أن اتصال الوزيرين «ركز على التوترات الأخيرة في الشرق الأوسط».
وأكد الوزيران الحاجة لوقف إطلاق النار بشكل عاجل في غزة، مطالبين بضمان الوصول إلى القطاع دون عوائق لتقديم المساعدات العاجلة للمدنيين.
كما ناقش وزيرا الخارجية الروسي والإيراني التقدم المحرز في صياغة اتفاقية جديدة بين الدولتين، بالإضافة إلى عدد من القضايا العملية للتعاون الثنائي في المجالات التجارية والاقتصادية واللوجيستية والنقل، وفقاً لما ذكرته الخارجية الروسية.
وزادت متانة العلاقات بين روسيا وإيران في الشهور القليلة الماضية، لكن موسكو واجهت انتقادات إيرانية حادة الشهر الماضي، بعدما كرر وزير الخارجية الروسي، تأييد بلاده مبادرة إماراتية تعرض على إيران حل قضية الجزر الثلاث المحتلة في الخليج العربي، عبر الحوار أو إحالتها إلى المحاكم الدولية.
وقال البيان إن الوزيرين شددا خلال المحادثة على «التزامهما المتبادل الثابت بالمبادئ الأساسية للعلاقة الروسية الإيرانية، بما في ذلك الاحترام غير المشروط لسيادة (كل منهما) وسلامة أراضيه والمبادئ الأخرى لميثاق الأمم المتحدة»، منوهاً إلى أن هذه النقاط «سيتم التأكيد عليها مرة أخرى في اتفاق كبير قادم بين الدولتين».
وتعرض وزير الخارجية الإيراني، لانتقادات داخلية خلال الأسابيع الأخيرة، بعدما ادعى حصوله على تأكيد روسي بتصحيح موقفها بشأن الجزر الإماراتية، دون تقديم أدلة ملموسة على ذلك.
وجاء، في البيان الختامي لـ«منتدى التعاون العربي الروسي»، الصادر الشهر الماضي، في مدينة مراكش، أن تلك الدول تؤكد دعم كل الجهود السلمية، بما فيها المبادرات الرامية إلى التوصل لحل سِلمي لقضية الجزر الثلاث: «طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى»، وفقاً لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك من خلال المفاوضات الثنائية، أو اللجوء لـ«محكمة العدل الدولية» إذا اتفقت الأطراف على ذلك.
وأنعش التأييد الروسي الخلافات الداخلية بشأن التقارب مع روسيا والصين، والابتعاد عن معسكر الدول الغربية.
وكان علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية للمرشد الإيراني، وأحد أبرز مدافعي استراتيجية التقارب مع روسيا والصين، من بين أبرز منتقدي الموقف الروسي. وحذّر ولايتي موسكو من تبِعات الموقف على العلاقة «الاستراتيجية» بين البلدين.
بدوره، قال محسن رضائي، مستشار الرئيس الإيراني في الشؤون الاقتصادية، وقائد «الحرس الثوري» الأسبق، إن «التدخلات غير الودية لروسيا بشأن سلامة الأراضي الإيرانية يجب ألا تتكرر». وأضاف: «الجزر الثلاث ليست القرم».
وجراء تصاعد الانتقادات استدعت إيران الشهر الماضي، القائم بأعمال السفارة الروسية، في خطوة مماثلة لاستدعاء كبير الدبلوماسيين الروس في طهران في يونيو (حزيران) الماضي.
وتزود إيران روسيا بأسلحة كي تستخدمها في أوكرانيا. وتقف روسيا إلى جانب الأطراف المؤيدة لمطالب إيران في الاتفاق المبرم بشأن برنامجها النووي لعام 2015.
وتعثر المسار الدبلوماسي لإحياء الاتفاق النووي، بعد اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية.
وقال عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، أحمد آوايي، إن «روسيا أكثر من عرقل الاتفاق النووي، لأن الروس أرادوا توريطنا بالعقوبات والعديد من المشكلات، بحيث لا يكون أمامنا خيار سوى التواصل معهم وفرض أي شيء يريدون»، حسبما أورد موقع «جماران» التابع لمؤسسة المرشد الإيراني الأول (الخميني).
وقال آوايي: «أعتقد أن الوقت قد حان لأن يقف أحباؤنا في وزارة الخارجية إلى جانب الشعب أكثر من روسيا، وأن تتخذ موقفاً وتواجه (موسكو) بشكل صريح» وتابع: «لا يمكن للمسؤولين والأشخاص أن يتحركوا في طريقين مختلفتين».