تركيا تصعد ضرباتها الانتقامية ضد «قسد» شمال وشرق سوريا

إدارة الهجرة التركية تعلن تراجع عدد اللاجئين بنسبة 10 % في عام 2023

دخان كثيف يتصاعد من حريق مشتعل في صهريج منشأة حقل العودة النفطي قرب القحطانية شمال شرقي سوريا في 24 ديسمبر بعد غارة تركية (أ.ف.ب)
دخان كثيف يتصاعد من حريق مشتعل في صهريج منشأة حقل العودة النفطي قرب القحطانية شمال شرقي سوريا في 24 ديسمبر بعد غارة تركية (أ.ف.ب)
TT

تركيا تصعد ضرباتها الانتقامية ضد «قسد» شمال وشرق سوريا

دخان كثيف يتصاعد من حريق مشتعل في صهريج منشأة حقل العودة النفطي قرب القحطانية شمال شرقي سوريا في 24 ديسمبر بعد غارة تركية (أ.ف.ب)
دخان كثيف يتصاعد من حريق مشتعل في صهريج منشأة حقل العودة النفطي قرب القحطانية شمال شرقي سوريا في 24 ديسمبر بعد غارة تركية (أ.ف.ب)

صعدت القوات التركية ضرباتها بالمسيرات المذخرة على مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في إطار الرد على مقتل 12 من جنودها وإصابة 13 آخرين في هجمات لحزب العمال الكردستاني بشمال العراق.

واستهدفت الضربات التركية، الاثنين، للمرة الثانية موقعاً في حي علايا، وشركة الشمال في محيط الصوامع بحي قناة السويس، ومعمل الإسمنت على الحزام الشرقي ومطحنة في شرق مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.

وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مستشفيات القامشلي وجهت بالتزامن مع القصف نداءات للأهالي للتبرع بالدم. وأحصى المرصد مقتل 6 أشخاص وإصابة 2 آخرين، باستهداف جوي لمسيرة تركية على موقع عسكري في قرية تل حبش جنوب عامودا بريف القامشلي.

كما استهدفت الطائرات نقطة عسكرية تابعة لـ«قسد» في بلدة الجوادية (جل آغا) بريف القامشلي.

وزير الدفاع التركي يشار غولر يوجه كلمة للطيارين الذين دمروا مواقع مسلحين أكراد في العراق وسوريا (وزارة الدفاع)

كما تعرضت قرية طويلة بريف تل تمر شمال غربي الحسكة للقصف. وبلغ عدد الضربات التركية، الاثنين، 9 ضربات خلفت 8 قتلى و5 مصابين.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية، الاثنين، تحييد 26 إرهابياً من تنظيم «بي كي كي»، شمال سوريا والعراق. وأفاد بيان الوزارة بأن عمليات جوية نفذت السبت، ضد أهداف لتنظيم «بي كي كي» الإرهابي شمال سوريا والعراق.

وذكر أن العمليات أسفرت عن تحييد 26 إرهابياً، وأنها ما زالت مستمرة. ويشن الجيش التركي عمليات على أوكار الإرهابيين شمال العراق وسوريا بعد مقتل 12 جندياً وإصابة 13 آخرين يومي السبت والأحد.

واستهدفت مسيرة تركية نقطة عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، في بلدة الجوادية (جل آغا) بريف القامشلي شمال الحسكة، دون ورود معلومات عن سقوط خسائر بشرية. وتزامن ذلك، مع استهداف مسيرة تركية لموقع آخر في قرية تل حبش جنوب.

وقصفت القوات التركية مدينة عين العرب (كوباني) شرق محافظة حلب، حيث نفذت 12 ضربة، أسفرت عن أعداد من الجرحى.

كما قصفت القوات التركية وفصائل ما يعرف بـ«الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة، بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون، قرية أبين - بينه التابعة لناحية شيراوا بريف عفرين ضمن مناطق انتشار قوات «قسد» والجيش السوري، ما أسفر عن سقوط جرحى.

تراجع أعداد اللاجئين

على صعيد آخر، كشفت إحصائية جديدة لإدارة الهجرة التركية عن انخفاض أعداد اللاجئين السوريين في تركيا منذ بداية العام الحالي، بنحو 10 في المائة، في ظل سياسة معلنة من حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان لخفض عدد اللاجئين وإعادة أكثر من مليون منهم إلى شمال سوريا بشكل طوعي.

وبحسب الإحصائية، انخفض عدد اللاجئين السوريين الحاصلين على بطاقة الحماية المؤقتة (كيملك)، إلى 3 ملايين و226 ألفاً و141 شخصاً، بعدما كان العدد 3 ملايين و535 ألفاً و898 لاجئاً في نهاية عام 2022.

وصول 89 لاجئاً سورياً من تركيا إلى مطار توريخون العسكري في مدريد مارس الماضي ضمن إعادة التوطين بإشراف مفوضية اللاجئين (موقع رسمي)

وانخفض عدد اللاجئين السوريين الحاصلين على الحماية المؤقتة في تركيا بأكثر من 309 آلاف لاجئ، أي نحو 10 في المائة خلال العام الحالي. وقالت إدارة الهجرة التركية إن أعداد اللاجئين السوريين في تركيا الآن هي الأدنى منذ 7 سنوات.

في الإطار ذاته، وصل عدد اللاجئين السوريين، الذين أعيد توطينهم في بلدان ثالثة بين عامي 2016 و2023 إلى 63 ألفاً و213 سورياً.

وأعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، أن إجمالي من حصلوا على الجنسية التركية من اللاجئين السوريين، بلغ 238 ألفاً و55 سورياً حتى مطلع ديسمبر (كانون الأول) الحالي.


مقالات ذات صلة

تركيا: لا يجب التعامل مع أزمة سوريا على أنها مجمّدة

شؤون إقليمية تركيا تعدّ وجودها العسكري في سوريا ضماناً لوحدتها (إكس)

تركيا: لا يجب التعامل مع أزمة سوريا على أنها مجمّدة

أكدت تركيا أن الحل الدائم الوحيد للأزمة السورية يكمن في إقامة سوريا تحكمها إرادة جميع السوريين مع الحفاظ على وحدتها وسلامة أراضيها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دورية تركية روسية في عين العرب «كوباني» (أرشيفية)

مصادر في أنقرة تتوقع اجتماعاً قريباً مع دمشق على مستوى المخابرات

كشفت مصادر تركية عن احتمال عقد محادثات جديدة على مستوى أجهزة المخابرات قريباً في إطار مباحثات إعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق إلى طبيعتها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مجموعة من الميليشيات التابعة لإيران خلال اشتباك مع قوات «قسد» (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

تجدد التصعيد شرقاً وغرباً في سوريا بعد فترة هدوء نسبي

عاد التوتر للتصاعد في سوريا خلال الساعات القليلة الماضية، وتجددت الاشتباكات شرقاً بين ضفتي الفرات بعد فترة هدوء نسبي.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية القوات التركية والروسية استأنفت دورياتها المشتركة في شمال شرقي يوريا بعد توقف حوالي عام (إكس)

استمرار الاحتجاج على فتح معبر أبو الزندين وتركيا تتدخل عسكرياً

دفع الجيش التركي بتعزيزات من قواته إلى معبر أبو الزندين بريف الباب شرق حلب مع استمرار الاعتصام الشعبي رفضاً لفتح المعبر بتنسيق تركي - روسي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية المفاوضات مستمرة من أجل عقد لقاء بين إردوغان والأسد (أرشيفية)

مصادر تركية: دبلوماسية «الباب الخلفي» تجهز للقاء إردوغان والأسد

كشفت مصادر تركية عن اتباع دبلوماسية «الباب الخلفي» لعقد اللقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والسوري بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)

«هيكتور السري»... زعيم إمبراطورية النفط الإيراني

صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني
صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني
TT

«هيكتور السري»... زعيم إمبراطورية النفط الإيراني

صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني
صورة تتداولها وكالات إيرانية لحسين شمخاني

كشفت مقابلات أجرتها «بلومبرغ» عن هوية «الزعيم العالمي لتجارة النفط الإيراني»، الذي يلقَّب بـ«التاجر السري... هيكتور».

وقال تقرير للموقع، إن «حسين، وهو نجل علي شمخاني، المستشار البارز لدى المرشد علي خامنئي»، تحوّل إلى «إمبراطور يدير كميات كبيرة من صادرات النفط الخام الإيرانية والروسية العالمية، وفقاً لأشخاص لديهم معرفة مباشرة بعملياته.

وحسب التقرير، فإن «قلة قليلة حول العالم على صلة بتجارة النفط يعرفون أن هذا الرجل هو نجل شمخاني، بل إنهم يعرفون أن اسمه هيكتور».

ووفقاً لأشخاص لديهم معرفة مباشرة بعملياته، فإن «الشركات في شبكته تبيع أيضاً النفط والبتروكيماويات من دول غير خاضعة للعقوبات، وأحياناً تخلط الخام من دول مختلفة حتى يصعب على المشترين تحديد بلد المنشأ».

صعود حسين شمخاني

وقال التقرير إن قصة صعود حسين شمخاني تمثِّل لمحة عن «اقتصاد الظل المترامي الأطراف لأساطيل النفط المظلمة التي نشأت منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022، كما يُظهر تعاوناً متزايداً بين طهران وموسكو، مع قيام القوى العالمية بتشديد العقوبات ضد كل من الحكومتين».

ورغم العقوبات، فإن إيران تحصل على ربح سنوي غير متوقَّع يبلغ حوالي 35 مليار دولار من صادراتها النفطية، وهي أموال تفسِّر كيف يحصل وكلاء طهران على الدعم في لحظة متوترة بالشرق الأوسط، ويبدو أن نجل شمخاني كان الرجل المكلَّف بهذه المهمة.

ووفق تقرير «بلومبرغ»، فإن الولايات المتحدة فرضت بالفعل عقوبات على سفن يُعتقَد بأنها خاضعة لسيطرة شمخاني، وفقاً لأشخاص مطّلِعين على الأمر.

ويخضع شمخاني وأجزاء من شبكته التجارية التي تقوم ببعض الأعمال داخل نظام الدولار، للتحقيق بشأن انتهاكات محتملة للعقوبات من قِبل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الخزانة، وفقاً لوثائق ومصادر.

صورة وزّعها الأمن البحري الإندونيسي لناقلة إيرانية تقوم بنقل النفط إلى سفينة ترفع علم الكاميرون في يوليو الماضي (رويترز)

شمخاني ينكر كل شيء

مع ذلك، نقلت «بلومبرغ» عن حسين شمخاني، إنه «لم يؤسّس أو يمتلك أو يلعب أي دور في إدارة وامتلاك أي شركة نفط، أو السيطرة على شبكة تجارية، أو التورط في صفقات السلع الأساسية مع إيران أو روسيا»، لكنه أكّد أنه «يعمل في دول لا تخضع للعقوبات».

لكن التقرير ذهب إلى أن نفوذ شمخاني واسع للغاية، لدرجة أن المنتجات التي توفرها كيانات في شبكته وصلت أيضاً إلى شركات عالمية كبرى، مثل شركة «سينوبك» الصينية، وشركة «شيفرون» الأميركية، وشركة «بي بي» البريطانية، وفقاً لأشخاص مطّلعين على الأمر.

وقال أشخاص مطّلعون على «إمبراطورية شمخاني» إنه يشرف فعلياً على شبكة من الشركات، وأضاف هؤلاء: «ملكية الأعمال ومعلومات المساهمين والسيطرة من السهل حجبها؛ إذ تم تسجيل مسؤولين تنفيذيين آخرين ملاكاً ومديرين».

والنفط أحد أكثر القطاعات ربحيةً في إيران، لكن القيود الدولية على مبيعات الخام فرضت ضغوطاً حادة على الاقتصاد الإيراني لسنوات.

ومع ذلك، تساعد إيران في تمويل «حزب الله» اللبناني الذي يتبادل إطلاق الصواريخ مع إسرائيل، وكذلك المسلحين الحوثيين الذين كانوا يهاجمون السفن الغربية في البحر الأحمر، كما تدعم حركة «حماس» الفلسطينية في حربها مع إسرائيل بغزة منذ 11 شهراً.

روحاني وشمخاني على هامش مناسبة رسمية (تسنيم - أرشيفية)

طالب في موسكو وبيروت

على مدى العقود الثلاثة الماضية خدم والد حسين شمخاني قائداً بحرياً في «الحرس الثوري» الإيراني، ووزيرَ دفاع، ثم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي؛ أعلى هيئة أمنية في البلاد.

ويبلغ شمخاني الأصغر سناً من العمر 40 عاماً، وقد وُلد في طهران، وفقاً لأشخاص عملوا معه، والتحق بالجامعة في موسكو وبيروت، قبل أن يعود إلى العاصمة الإيرانية للحصول على ماجستير إدارة الأعمال، وتكتسب علاقات شمخاني الروسية قيمة خاصة، في وقت تعمل فيه طهران وموسكو -اللتان تخضعان للعقوبات الغربية- على تعزيز تعاونهما العسكري والاقتصادي.

لكن شمخاني قال، وفقاً لتقرير «بلومبرغ»، إن والده لم يكن على علاقة بأنشطته التجارية، مثلما لا يرتبط هو بأنشطته السياسية».

وخلال ظهور تلفزيوني قصير عام 2008، قال شمخاني الأكبر إنه نصح ابنه بالدخول في القطاع الخاص بدلاً من اتباع خطواته بمنصب حكومي.