الحكومة الإيرانية تتعهد بمحاسبة منفذي الهجوم على الشرطة في بلوشستان

أحمد وحيدي يتقدم قادة الشرطة و«الحرس الثوري» في تشييع قتلى هجوم راسك (إرنا)
أحمد وحيدي يتقدم قادة الشرطة و«الحرس الثوري» في تشييع قتلى هجوم راسك (إرنا)
TT

الحكومة الإيرانية تتعهد بمحاسبة منفذي الهجوم على الشرطة في بلوشستان

أحمد وحيدي يتقدم قادة الشرطة و«الحرس الثوري» في تشييع قتلى هجوم راسك (إرنا)
أحمد وحيدي يتقدم قادة الشرطة و«الحرس الثوري» في تشييع قتلى هجوم راسك (إرنا)

تعهدت الاستخبارات والوزارة الداخلية الإيرانيتان بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم المميت الذي أسفر عن مقتل 11 شرطياً في محافظة بلوشستان المتاخمة لباكستان وأفغانستان.

وأعلنت جماعة «جيش العدل» البلوشية المعارضة مسؤوليتها عن هجوم في وقت مبكر الجمعة، استهدف مقر قيادة الشرطة في مدينة راسك قرب الحدود الباكستانية.

وقال وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب إن الأجهزة الأمنية وعناصرها «يعدون محاسبة المسؤولين عن حادث راسك من مهامهم».

وبدوره، قال وزير الداخلية، أحمد وحيدي، على هامش اجتماع حكام المحافظات في إيران، إن عملية ملاحقة منفذي هجوم راسك «تجري بجدية». وأضاف: «سنطلع الناس على أي معلومات جديدة».

وقال وحيدي إن «هذه المجموعة دخلت الأراضي الإيرانية خلسة من الحدود الباكستانية المجاورة مستغلة التوقيت الليلي والظروف الجغرافية للمنطقة، مؤكداً على أنه ستتم معاقبة مرتكبي هذا الحادث وسينتظرهم انتقام قاس».

وجاء ذلك في وقت أجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان اتصالاً بنظيره الباكستاني جليل عباس جيلاني. وأفادت وكالة «مهر» الحكومية بأن جيلاني «أكد التزام إسلام آباد بشكل جاد على التعاون الوثيق مع طهران، بهدف مكافحة الإرهاب، مندداً بالهجوم الإرهابي على مقر للشرطة جنوب شرقي إيران».

ونقلت الوكالة الإيرانية عن جيلاني قوله إن «إسلام آباد تحرص بشكل جاد على التعاون الوثيق مع طهران، بهدف مكافحة الإرهاب الذي يشكل تحدياً للسلام والأمن بالنسبة لدول المنطقة جميعاً».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية في بيان صحافي الأحد: «تتضامن باكستان بشكل كامل مع حكومة إيران وشعبها الشقيق في هذه الساعة التي تشهد فيها المأساة التي لا توصف»، وفقاً لوكالة أسوشيتد برس الباكستانية.

والسبت، أعلنت إيران عن تنفيذ إعدام بحق متهم بالتجسس لإسرائيل في سجن زاهدان مركز محافظة بلوشستان، دون أن تكشف عن هويته أو تاريخ اعتقاله.

وتبنى حساب منسوب إلى جماعة «جيش العدل» المعارضة، مسؤولية الهجوم، بعد نحو شهر من إعلان القضاء الإيراني تنفيذ حكم الإعدام بحق 3 معارضين من البلوش بتهمة الانتماء لـ«جيش العدل» وارتكاب «أعمال إرهابية».

وشهدت محافظة بلوشستان اضطرابات العام الماضي، بعدما امتدت احتجاجات اندلعت إثر وفاة الشابة مهسا أميني في طهران ومحافظات كردية، إلى أنحاء البلاد. وزادت حدة الاحتجاجات في محافظة بلوشستان حينها بسبب استياء شعبي في المحافظة من اتهام قيادي في الشرطة بتهمة اغتصاب شابة. وسقط 130 قتيلاً على الأقل في المحافظة من بين أكثر من 500 شخص قُتلوا في احتجاجات العام الماضي. ولا يزال يخرج أهالي زاهدان في مسيرات «صامتة» كل جمعة للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن إطلاق النار على متظاهرين حاولوا اقتحام مركز للشرطة في 30 سبتمبر (أيلول) العام الماضي، ما أوقع 93 قتيلاً على الأقل.

وتُعد بلوشستان أفقر محافظات البلاد وينتمي غالبية سكانها إلى البلوش من أهل السنة. ويشكو أهالي المحافظة من «سياسات التمييز العرقي والديني». وتحتل محافظة بلوشستان قائمة المحافظات الـ31 من حيث الإعدامات.

وتعد الحدود الباكستانية الإيرانية، مسرح اشتباكات متكررة بين قوات الأمن والمعارضة البلوشية، كما تنشط عصابات لتهريب المخدرات في الحدود الأفغانية.


مقالات ذات صلة

سوليفان: إيران قد تطور سلاحاً نووياً بعد انتكاسات إقليمية

شؤون إقليمية مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يصل لحضور مؤتمر صحافي (أ.ب)

سوليفان: إيران قد تطور سلاحاً نووياً بعد انتكاسات إقليمية

تشعر إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالقلق من سعي إيران، التي اعتراها الضعف بعد انتكاسات إقليمية، إلى امتلاك سلاح نووي.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن)
شؤون إقليمية أفراد من خدمة الإسعاف الإسرائيلي يشاهدون مكان انفجار صاروخ أطلقه الحوثيون (رويترز)

إسرائيل تحض واشنطن على ضربة مزدوجة لإيران والحوثيين

كشفت مصادر سياسية في تل أبيب عن جهود حثيثة لإقناع الإدارة الأميركية بوضع خطة لتنفيذ ضربة عسكرية واسعة ومزدوجة تستهدف الحوثيين في اليمن وإيران في الوقت ذاته.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية صورة نشرها موقع المرشد الإيراني علي خامنئي من لقاء مع أنصاره اليوم

خامنئي: ليس لدينا «وكلاء» في المنطقة

قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، إن بلاده ليس لديها «وكلاء» في المنطقة، مشدداً على أنها «ستتخذ أي إجراء بنفسها دون الحاجة إلى قوات تعمل بالنيابة».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
المشرق العربي اللواء حسين سلامي (الثاني من اليسار) والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان (مهر)

طهران تسارع لبناء علاقات مع القيادة الجديدة في دمشق

تحاول الحكومة الإيرانية استعادة بعض نفوذها مع القادة الجدد في سوريا، حيث تواجه طهران صدمة فقدان سلطتها المفاجئ في دمشق عقب انهيار نظام بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شمال افريقيا وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)

إيران ترسل إشارات جديدة لتعزيز مسار «استكشاف» العلاقات مع مصر

أرسلت إيران إشارات جديدة تستهدف تعزيز مسار «العلاقات الاستكشافية» مع مصر، بعدما أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، جولة داخل مساجد «آل البيت» في القاهرة.

أحمد إمبابي (القاهرة)

تركيا تدعو إلى رفع العقوبات عن سوريا «في أسرع وقت ممكن»

الشرع وفيدان خلال لقائهما في دمشق (إ.ب.أ)
الشرع وفيدان خلال لقائهما في دمشق (إ.ب.أ)
TT

تركيا تدعو إلى رفع العقوبات عن سوريا «في أسرع وقت ممكن»

الشرع وفيدان خلال لقائهما في دمشق (إ.ب.أ)
الشرع وفيدان خلال لقائهما في دمشق (إ.ب.أ)

دعا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، في دمشق، الأحد، إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا «في أسرع وقت ممكن».

وقال فيدان: «يجب على المجتمع الدولي أن يحشد كل جهوده حتى تنهض سوريا، ويعود المهجرون إلى بلدهم. ويجب رفع العقوبات المفروضة على النظام السابق في أسرع وقت ممكن حتى يتسنى تقديم الخدمات».

وتابع: «لا مكان لمسلحي (حزب العمال الكردستاني) و(وحدات حماية الشعب الكردية) في مستقبل سوريا».

من جانبه، قال الشرع إن إدارته ستعلن خلال أيام الهيكل الجديد لوزارة الدفاع والجيش السوري. وأضاف أن إدارته لن تسمح بوجود أسلحة خارج سيطرة الدولة.

وتعهد الشرع، في وقت سابق اليوم، بأن بلاده لن تمارس بعد الآن نفوذاً «سلبياً» في لبنان، وستحترم سيادة هذا البلد المجاور، خلال استقباله وفداً برئاسة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط.

وأكد الشرع أن «سوريا لن تكون في حالة تدخُّل سلبي في لبنان على الإطلاق، وستحترم سيادة لبنان ووحدة أراضيه، واستقلال قراره واستقراره الأمني»، مضيفاً أن بلاده «تقف على مسافة واحدة من الجميع».