تركيا تتمسك بـ«مكافحة الإرهاب» ومخابراتها تقتل قيادياً كردياً في دير الزور

تنتقد المناورات الأميركية مع «قسد» في سوريا

قوات أميركية في دير الزور (منصة إكس)
قوات أميركية في دير الزور (منصة إكس)
TT

تركيا تتمسك بـ«مكافحة الإرهاب» ومخابراتها تقتل قيادياً كردياً في دير الزور

قوات أميركية في دير الزور (منصة إكس)
قوات أميركية في دير الزور (منصة إكس)

بينما أكد وزير الدفاع التركي، يشار غولر، أن بلاده ستواصل جهودها في مكافحة الإرهاب على حدودها، أعلنت المخابرات القضاء على أحد قياديي «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تعد أكبر مكونات «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في عملية في دير الزور، كما قتلت القوات التركية 7 من مسلحيها في استهدافات في حلب.

وقال غولر: «موقفنا من مكافحة التنظيمات الإرهابية الموجودة على الأراضي السورية واضح، ويجب على الجميع أن يعرفوا ويفهموا ويقبلوا هذا». وأضاف، في لقاء تقييم سنوي مع الصحافيين في أنقرة، أنه تم القضاء على 2084 إرهابياً داخل تركيا وفي شمال سوريا والعراق منذ مطلع العام الحالي، كما تم تدمير 1110 مواقع تابعة لـ«الإرهابيين»، شمال سوريا والعراق، في الأشهر الأربعة الأخيرة.

وتابع: «مساعداتنا الإنسانية وأنشطة دعم البنية التحتية من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها في سوريا مستمرة... هدفنا هو التوصل إلى حل سياسي على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254، وسنواصل عملنا في مجال الحوار والتواصل والتنسيق، بما يتماشى مع هدفنا المتمثل في ضمان السلام الدائم في المنطقة».

وزير الدفاع التركي يشار غولر (وزارة الدفاع التركية)

وذكر غولر أنه «بعد اعتماد دستور شامل، وإجراء انتخابات حرة، وضمان أمن حدودنا، سنفعل ما هو ضروري»، في إشارة إلى مطالبات دمشق بانسحاب القوات التركية من شمال سوريا كشرط لتطبيع العلاقات مع أنقرة.

وانتقد وزير الدفاع التركي إجراء القوات الأميركية مناورات مع «قسد» في شمال سوريا، قائلاً: «وجود حليف على اتصال بـ(منظمة إرهابية) أمر غير مقبول. ففي نهاية المطاف، نحن حلفاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو)».

وقال: «ليست لدينا أي تحفظات على أي أحد، إننا نعبر بوضوح عما يجب أن نقوله في اجتماعات الناتو والاجتماعات المماثلة، ونؤكد في كل مناسبة أن ما يفعله حلفاؤنا في سوريا غير مقبول... لا ينبغي أن يسخر أحد من ذكائنا، وأي نشاط يقومون به مع (إرهابيي وحدات حماية الشعب) غير مقبول».

الوزير نوّه أيضاً عما قاله سابقاً: «إنهم يدربون الإرهابيين على استخدام المروحيات، كما أجروا تدريبات معهم الأسبوع الماضي. نتابع كل تطور عن كثب».

وتجري القوات الأميركية مناورات عسكرية دورية في شمال شرقي سوريا، مع من تصفهم بـ«الشركاء المحليين»، في إشارة إلى «قسد».

مدرعة أميركية ترافقها عربات من «قسد» في ريف دير الزور الشرقي (منصة إكس)

وفي 9 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، أجرت قوات أميركية بمشاركة التحالف الدولي تدريبات عسكرية مشتركة مع «قسد» باسم «السهم الأزرق» في إحدى القواعد الأميركية في الحسكة استمرت 5 أيام.

وسبق أن أعلنت القوات الأميركية، في مطلع يوليو (تموز) الماضي، البدء في مناورات عسكرية مع «قسد» تشمل تدريبات جوية في محافظتي الحسكة ودير الزور، قائلة إن الهدف منها «التحقق من أنظمة الأسلحة والحفاظ على كفاءة الطاقم واستعداده»، وضمان استمرار قدرة «التحالف الدولي» على دعم «الشركاء المحليين» في قتال تنظيم «داعش» الإرهابي.

وتزايدت وتيرة التدريبات المشتركة في الفترة الأخيرة بسبب الحرب في غزة، وتصاعد هجمات الميليشيات الإيرانية، بالمسيّرات، على بعض القواعد الأميركية في دير الزور والحسكة.

وقال المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع التركية، زكي أكتورك، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، الخميس الماضي، إن بلاده «تتابع عن كثب أنشطة واشنطن مع التنظيمات الإرهابية في سوريا».

وأضاف أن «تركيا تنتظر من الولايات المتحدة أن تنهي كل الدعم والمساعدات التي تقدمها للتنظيم الإرهابي (الوحدات الكردية وقسد)، وأن تقدم دعماً صادقاً لحربها ضد الإرهاب».

صورة وزّعتها المخابرات التركية لقيادي كردي قتلته في دير الزور

في السياق ذاته، كشفت المخابرات التركية عن مقتل القيادي في «الوحدات الكردية» شيروان حسن، المعروف بالاسم الحركي «روني ولات»، الذي عرف بأنه الضابط الميداني لـ«الوحدات الكردية» في محافظة دير الزور.

وقالت مصادر أمنية، الأحد، إن المخابرات التركية نفذت عملية في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي في دير الزور، التي تبعد عن تركيا نحو 230 كيلومتراً، وحيّدت (قتلت) حسن عبر استهدافه، بشكل مباشر، بعد تحديد موقعه.

وأضافت المصادر أن القيادي الكردي شارك في أعمال إرهابية ضد القوات الأمنية خلال وجوده في تركيا بين عامي 2011 و2013، قبل أن ينتقل إلى سوريا حيث نشط في «الوحدات الكردية».

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان، الأحد، مقتل 7 من عناصر «الوحدات الكردية» في منطقة عملية «درع الفرات» التي تسيطر عليها القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها في حلب شمال غربي سوريا.


مقالات ذات صلة

تركيا: لا يجب التعامل مع أزمة سوريا على أنها مجمّدة

شؤون إقليمية تركيا تعدّ وجودها العسكري في سوريا ضماناً لوحدتها (إكس)

تركيا: لا يجب التعامل مع أزمة سوريا على أنها مجمّدة

أكدت تركيا أن الحل الدائم الوحيد للأزمة السورية يكمن في إقامة سوريا تحكمها إرادة جميع السوريين مع الحفاظ على وحدتها وسلامة أراضيها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دورية تركية روسية في عين العرب «كوباني» (أرشيفية)

مصادر في أنقرة تتوقع اجتماعاً قريباً مع دمشق على مستوى المخابرات

كشفت مصادر تركية عن احتمال عقد محادثات جديدة على مستوى أجهزة المخابرات قريباً في إطار مباحثات إعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق إلى طبيعتها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي مجموعة من الميليشيات التابعة لإيران خلال اشتباك مع قوات «قسد» (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

تجدد التصعيد شرقاً وغرباً في سوريا بعد فترة هدوء نسبي

عاد التوتر للتصاعد في سوريا خلال الساعات القليلة الماضية، وتجددت الاشتباكات شرقاً بين ضفتي الفرات بعد فترة هدوء نسبي.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية القوات التركية والروسية استأنفت دورياتها المشتركة في شمال شرقي يوريا بعد توقف حوالي عام (إكس)

استمرار الاحتجاج على فتح معبر أبو الزندين وتركيا تتدخل عسكرياً

دفع الجيش التركي بتعزيزات من قواته إلى معبر أبو الزندين بريف الباب شرق حلب مع استمرار الاعتصام الشعبي رفضاً لفتح المعبر بتنسيق تركي - روسي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية المفاوضات مستمرة من أجل عقد لقاء بين إردوغان والأسد (أرشيفية)

مصادر تركية: دبلوماسية «الباب الخلفي» تجهز للقاء إردوغان والأسد

كشفت مصادر تركية عن اتباع دبلوماسية «الباب الخلفي» لعقد اللقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والسوري بشار الأسد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)

نتنياهو: من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقاً... و«حماس» ستدفع الثمن

TT

نتنياهو: من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقاً... و«حماس» ستدفع الثمن

أشخاص يسيرون بجوار ملصق لصور الرهائن في تل أبيب (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار ملصق لصور الرهائن في تل أبيب (رويترز)

تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، بجعل «(حماس) تدفع الثمن» بعد انتشال الجيش جثث 6 رهائن من نفق في غزة.

وقال نتنياهو في بيان: «من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقاً» حول هدنة في قطاع غزة. وأضاف موجهاً حديثه لقادة «حماس»: «سنطاردكم وسنقبض عليكم وسنصفّي الحساب» معكم.

كما أكد نتنياهو في بيان، أن إسرائيل ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين، وضمان أمن إسرائيل.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أنه تم العثور في قطاع غزة على جثث 6 رهائن خُطفوا خلال هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) على الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك جثة الإسرائيلي - الأميركي هيرش غولدبرغ بولين.

«من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقاً»

بنيامين نتنياهو

اقرأ أيضاً

وأكد الجيش الإسرائيلي انتشال جثث 6 رهائن من قطاع غزة، وهم: كارميل غات، وإيدن يروشالمي، وهيرش غولدبرغ بولين، وألكسندر لوبانوف، وألموج ساروسي، وأوري دانينو.

وقال الجيش عبر تطبيق «تلغرام»، إنه تم انتشال الجثث الست من نفق تحت الأرض في منطقة رفح بمنطقة جنوب قطاع غزة، وتم نقلها إلى إسرائيل.

من جهة أخرى، تحدّث نتنياهو عن الهجوم الذي وقع صباح الأحد بالقرب من الخليل في الضفة الغربية المحتلة وقتل فيه 3 عناصر من الشرطة، قائلاً: «إننا نقاتل على جميع الجبهات ضد عدو صعب يريد قتلنا جميعاً. هذا الصباح فقط، قتل 3 من رجال الشرطة في الخليل».

وأضاف: «حقيقة أن (حماس) تواصل ارتكاب الفظائع مثل تلك التي ارتكبتها في 7 أكتوبر تلزمنا ببذل كل ما في وسعنا لضمان عدم تمكنها من القيام بذلك بعد الآن».

ولم تعلن «حماس» مسؤوليتها عن الهجوم في الضفة الغربية، لكنها وصفته في بيان بأنه «عملية بطولية للمقاومة».

وكانت خدمة إسعاف نجمة داوود الحمراء أعلنت مقتل 3 أشخاص؛ رجلين وامرأة، في إطلاق نار استهدف سيارة قرب حاجز ترقوميا القريب من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.

وبحسب الجيش، أطلق المهاجمون النار على مركبة كانت تقل القتلى الثلاثة، مشيراً إلى أن «قوات الأمن بدأت بالبحث عن الإرهابيين». وقال قائد الشرطة الإسرائيلية في الضفة الغربية عوزي ليفي، إن القتلى عناصر في الشرطة.