عبداللهيان: لم يتم أي اتفاق حول فلسطين دون استشارة إيران

حذر من «انفجار» إقليمي بعد الفيتو الأميركي ضدّ وقف النار في غزة

عبداللهيان يتحدث أمام مجموعة من طلاب جامعة طهران أمس (الخارجية الإيرانية)
عبداللهيان يتحدث أمام مجموعة من طلاب جامعة طهران أمس (الخارجية الإيرانية)
TT

عبداللهيان: لم يتم أي اتفاق حول فلسطين دون استشارة إيران

عبداللهيان يتحدث أمام مجموعة من طلاب جامعة طهران أمس (الخارجية الإيرانية)
عبداللهيان يتحدث أمام مجموعة من طلاب جامعة طهران أمس (الخارجية الإيرانية)

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إنه لم يجر التوصل لأي اتفاق حول فلسطين، من دون استشارة إيران، وحذر من وقوع «انفجار لا يمكن السيطرة عليه» في الشرق الأوسط، إذا واصلت الولايات المتحدة دعم إسرائيل في الحرب ضدّ «حماس» في غزة، وذلك في أعقاب استخدام واشنطن الفيتو ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي.

وقال عبداللهيان، في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: «طالما أنّ أميركا تدعم جرائم النظام الصهيوني واستمرار الحرب... فهناك احتمال حدوث انفجار لا يمكن السيطرة عليه في وضع المنطقة»، وذلك وفقاً لبيان أصدرته وزارة الخارجية، السبت.

وأتى بيان الخارجية الإيرانية بعدما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو)، الجمعة، ضدّ مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى «وقف إطلاق نار إنساني فوري» في قطاع غزة.

وقال الوزير الإيراني لغوتيريش إنّ «استخدام المادة 99 يعدّ عملاً شجاعاً من جانبكم للحفاظ على السلم، ويؤيده الرأي العام الدولي»، مضيفاً أنّ «تأكيد الإسرائيليين» أنّ «حماس هي التي انتهكت» الهدنة التي انتهت في الأول من ديسمبر (كانون الأول) «كاذب تماماً»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

الدبلوماسية والميدان

وقال عبداللهيان، السبت، في خطاب أمام طلبة جامعة طهران، إنه لم يجرِ التوصل لأي اتفاق حول فلسطين، من دون استشارة إيران، مشدداً علی التنسيق الوثيق بين الدبلوماسية والميدان، في إشارة إلى تعاون وزارة الخارجية، و«فيلق القدس» الموكل بالعمليات الخارجية لـ«الحرس الثوري».

وقال عبداللهيان، خلال مشاركته في ملتقى «صلة إيران بحركات التحرر»، بجامعة طهران إن «الخطاب الثوري» من سمات السياسة الخارجية الإيرانية، ودافع بذلك عن سياسة طهران في رعاية جماعات مسلحة تدين بالولاء الآيديولوجي للمؤسسة الحاكمة في إيران.

لكن عبداللهيان نأى ببلاده مرة أخرى عن توجيه تلك الجماعات التي توصف بـ«وكلاء إيران». وقال إنها «لا تتلقى الأوامر من إيران، لكنها تقبل مبادئ وأفكار الجمهورية الإسلامية»، مضيفاً أن الإجراءات لمواجهة إسرائيل ودعم غزة «يعود جزء منها إلى مجال المقاومة في المنطقة».

وقال عبداللهيان: «نحن ندعم جماعات المقاومة، وهذا في إطار قيمنا، لكنهم يتخذون القرار وفق مصالحهم وأوضاعهم». وقال: «كان قرار المقاومة مهاجمة القواعد الأميركية في المنطقة بسبب دعمها الصريح (لإسرائيل)». وأضاف: «المقاومة قررت اتخاذ إجراءات من عدة جبهات لكي تستمر لأبعد فترة، وتخلق أوضاعاً خاصة بفتح عدة جبهات».

وكرر عبداللهيان أقواله السابقة عن تلقي بلاده رسائل أميركية، وقال: «في واحدة من هذه الرسائل طلبوا منا أن يقولوا لجماعات المقاومة، أوقفوا الهجمات على قواعدنا». وأضاف: «كانت إجابتنا واضحة، لن نصدر أي أوامر لأنهم مستقلون، وإيران تحترم قراراتها وتواصل دعمها».

وقال عبداللهيان: «هناك تنسيق وثيق بين الدبلوماسية والميدان، في توفير أقصى الأمن للمنطقة». وأضاف: «الكلمة الأخيرة ستكون للمقاومة... عندما يحين وقت الهدنة يجب على الجماعات المقاومة أن تتخذ القرار»، ونفى في الوقت نفسه أي تأثير للسياسة الإقليمية في تحسين العلاقات مع دول الجوار، على دعم الجماعات المسلحة.

وبشأن دور بلاده في فلسطين، زعم عبداللهيان أنه «لن تتم أي قضية حول فلسطين حتى الآن دون التشاور مع إيران». وأضاف: «الجماعات في العراق لا تتلقى الأوامر منا لكنها تقبل مبادئ وأفكار الجمهورية الإسلامية في إيران (...)». وتابع: «العثور على الأسلحة في ظل كثرة السماسرة من أبسط الأعمال، وأغلب (هذه الجماعات) توفر أسلحتها من الأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا بسبب الخطأ الاستراتيجي الأميركي».

وتطلق تسمية «الميدان» خلال السنوات الأخيرة على أنشطة «فيلق القدس» ذراع العمليات الخارجية لـ«الحرس الثوري»، والجماعات التي يرعاها بالمال والسلاح في عدد من دول المنطقة. وكانت التسمية قد وردت في شهادة أدلى بها وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف للأرشيف الخاصة بالحكومة وجرى تسريبها في أبريل (نيسان) 2021. ويشكو ظريف في المقابلة من تأثير أنشطة الميدان على السياسة الخارجية الإقليمية.

بلا جدوى

بشأن الاتفاق النووي، قال الوزير الإيراني: «رغم كل عيوبه، إذا وفّر مصالحنا فسنستخدمه». وأضاف: «حتى هذه اللحظة لسنا على طريق توقيع اتفاق للعودة إلى الاتفاق النووي بسبب عدم مراعاة خطوطنا الحمراء من الطرف المقابل في فترة ما»، وتابع: «هذا لا يعني أننا نبعد الاتفاق النووي من الطاولة، لكن كلما تقدم الوقت أصبح بلا جدوى». وأضاف: «لن نبقى في النفق الضيق للاتفاق النووي إلى الأبد».

وكان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، قد دعا في وقت سابق من هذا الشهر إلى مفاوضات جديدة بين القوى الكبرى والبرنامج النووي الإيراني.

وقال غروسي، الشهر الماضي، إن سحب إيران لترخيص عدد من المفتشين الدوليين في الصيف الماضي، وجه ضربة خطيرة لعمل وكالة الطاقة الذرية. وتخصيب إيران اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، منذ أبريل 2021، هي نسبة قريبة من 90 في المائة المطلوبة لصنع الأسلحة.

وكان من بين المفتشين خبير روسي في مجال التخصيب، سحب اعتماده بعد أشهر من ملاحظته لتغيير جوهري في مجموعة من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو، ما أدى إلى زيادة مستوى التخصيب إلى 83.7 في المائة، وهو رقم قياسي لم تبلغ إيران وكالة الطاقة الذرية به.

وفي أكتوبر (تشرين الأول)، حذر غروسي المجتمع الدولي من الفشل في الجهود المتعلقة بإيران كما حدث مع كوريا الشمالية التي طردت مفتشي الوكالة وعملت على تطوير أسلحة نووية.


مقالات ذات صلة

إيران تقول إنها ستشغل عدة آلاف من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة

شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (رويترز)

إيران تقول إنها ستشغل عدة آلاف من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة

أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الثلاثاء أن بلاده ستقوم بتشغيل عدة آلاف من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية صورة عامة لمفاعل بوشهر النووي في إيران على بعد 1200 كيلومتر جنوب طهران في 21 أغسطس 2010 (رويترز)

طهران مستعدة للتفاوض مع واشنطن «بناء على الثقة»

قالت الحكومة الإيرانية، (الثلاثاء)، إن المفاوضات المرتقبة في جنيف حول مصير البرنامج النووي، ستعتمد على «أوامر المرشد علي خامنئي ومصالح الإيرانيين».

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية رافاييل غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية متحدثاً للصحافة يوم 20 نوفمبر بمناسبة اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي ندد بفقدان التعاون من قبل إيران (أ.ف.ب)

7 أسباب تدفع إيران لتغليب الحوار مع «الترويكا»

تجد إيران نفسها مضطرة إلى تغليب خيار الحوار مع «الترويكا» الأوروبية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) بسبب مجموعة من العوامل المتشابكة داخلياً وخارجياً.

ميشال أبونجم (باريس)
تحليل إخباري رافاييل غروسي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية متحدثاً للصحافة يوم 20 نوفمبر بمناسبة اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي ندد بفقدان التعاون من قبل إيران (أ.ف.ب)

تحليل إخباري دوافع إيران لطرح برنامجها النووي على طاولة الحوار الأوروبية

7 أسباب رئيسية تدفع إيران اليوم لتغليب الحوار مع «الترويكا» الأوروبية على السير بسياسة المواجهة مع الولايات المتحدة والغرب بشكل عام.

ميشال أبونجم (باريس)
خاص شغل الدكتور جمال مصطفى السلطان منصب السكرتير الثاني للرئيس صدام حسين وهو متزوج من ابنته حلا play-circle 02:19

خاص جمال مصطفى: الرئيس قال «عبد الكريم قاسم نزيه لكن الحزب كلفنا باغتياله»

يؤكد جمال مصطفى السلطان أن الرئيس صدام رفض اغتيال ضيفه الخميني، ويعتبر تسمية «الكيماوي» ظلماً لعلي حسن المجيد.

غسان شربل

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
TT

تركيا تعلن «تطهير» مناطق عراقية من «العمال الكردستاني»

مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)
مروحيتان حربيتان تركيتان تشاركان في قصف مواقع لـ«العمال الكردستاني» شمال العراق (أرشيفية - وزارة الدفاع التركية)

أعلنت تركيا تطهير مناطق في شمال العراق من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» المحظور، وأكدت أنقرة أن علاقاتها بالعراق تحسنت في الآونة الأخيرة.

وقال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، الثلاثاء، إن «العلاقة بالجار العراق تحسنت بشكل كبير في المدة الأخيرة؛ مما جعل مهمة مكافحة الإرهاب أكثر فاعلية».

وأضاف غولر، في كلمة خلال مناقشة موازنة وزارة الدفاع لعام 2025 بلجنة الخطة والموازنة في البرلمان التركي، إن تركيا بدأت اتخاذ خطوات ملموسة مع العراق في إطار مذكرة التفاهم الخاصة بالتعاون الأمني والعسكري ومكافحة الإرهاب، الموقعة بين البلدين في أغسطس (آب) الماضي.

وتابع: «وبالمثل نتعاون، بشكل وثيق، مع حكومة إقليم كردستان في شمال العراق لضمان السلام في المنطقة، ولإنهاء وجود التنظيم الإرهابي (حزب العمال الكردستاني)».

وذكر غولر أن القوات التركية أغلقت جبهة زاب في شمال العراق بعد تطهيرها من مسلحي «العمال الكردستاني» ضمن عملية «المخلب - القفل»، المستمرة منذ أبريل (نيسان) 2022، وأضاف الوزير التركي: «أنشطتنا في المنطقة مستمرة بالوتيرة والتصميم نفسيهما (...) حرب تركيا ضد الإرهاب ستستمر دون هوادة حتى يختفي الإرهابيون الدمويون من هذه الجغرافيا».

وتسبب الصراع المسلح بين «حزب العمال الكردستاني» (التركي) والجيش التركي، طيلة العقود الأربعة الماضية، في تهجير سكان 800 قرية، وسقوط مئات الضحايا من المدنيين بإقليم كردستان العراق شمال البلاد.

غولر خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان التركي (وزارة الدفاع التركية)

كذلك، تسببت العمليات العسكرية التركية في خلافات بين بغداد وأنقرة على مدى سنوات، حيث عدّها العراق «انتهاكاً لسيادته»، بينما تمسكت تركيا بأنها ضرورية لحماية أمنها وشعبها، وبأنها تنفذها في إطار القانون الدولي وحق الدفاع المشروع عن النفس.

وشهدت العلاقات بين البلدين الجارين تحسناً منذ العام الماضي، وأجريا جولات من المحادثات رفيعة المستوى بشأن القضايا الأمنية والتنموية وقضايا المياه والطاقة والتعاون في مشروع «طريق التنمية».

وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، خلال زيارته بغداد في أبريل الماضي، أن العلاقات بين البلدين دخلت مرحلة جديدة.

وصنف العراق، قبيل زيارة إردوغان، «حزب العمال الكردستاني» تنظيماً محظوراً، لكن تركيا ترغب في إعلانه «منظمة إرهابية» من جانب بغداد.

ولفت غولر إلى أن «البيئة الأمنية في المنطقة باتت أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، والعالم يمر بفترة حساسة يهتز فيها ميزان القوى الدولي، وتزداد الصراعات على النفوذ، وتتصاعد فيها التوترات الجيوسياسية».

وأكد الحاجة الماسة إلى «هيكل دفاعي قوي من أجل التعامل بفاعلية مع جميع التهديدات التي تحيط بتركيا»، مشدداً على أن القوات التركية «ستواصل مكافحة التنظيمات الإرهابية داخل وخارج البلاد».

في السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 10 من مسلحي «حزب العمال الكردستاني» في مناطق بشمال العراق.

وقالت الوزارة، في بيان، إنه قُضي على هذه العناصر في عمليات للقوات التركية بمناطق كارة وهاكورك ومتينا في شمال العراق.

وشددت على أن «مكافحة التنظيمات الإرهابية ستستمر أينما وُجدت، حتى القضاء على آخر إرهابي».