تركيا واليونان تؤكدان الرغبة في حل الخلافات العالقة عبر الحوار

إعفاء الأتراك من تأشيرة زيارة 10 جزر في إيجه والبحر المتوسط

رئيس الوزراء اليوناني يرحب بالرئيس التركي في أثينا قبل عقدهما جلسة محادثات رسمية الخميس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء اليوناني يرحب بالرئيس التركي في أثينا قبل عقدهما جلسة محادثات رسمية الخميس (إ.ب.أ)
TT
20

تركيا واليونان تؤكدان الرغبة في حل الخلافات العالقة عبر الحوار

رئيس الوزراء اليوناني يرحب بالرئيس التركي في أثينا قبل عقدهما جلسة محادثات رسمية الخميس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء اليوناني يرحب بالرئيس التركي في أثينا قبل عقدهما جلسة محادثات رسمية الخميس (إ.ب.أ)

عبّرت تركيا واليونان عن رغبتيهما في حل المشكلات والخلافات بينهما عبر الحوار البنّاء، وحُسن الجوار، والجهود المشتركة في إطار القانون الدولي.

وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، سبق انعقاد الاجتماع الخامس لمجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين برئاستهما في أثينا، الخميس، إنه يتعين على الدول المتجاورة أن تعمل جنباً إلى جنب على مستقبل أفضل.

وأضاف ميتسوتاكيس أن البلدين قررا، في الأشهر السابقة، تنشيط العلاقات بينهما وبحثا الخطوات التي ستُتخَذ في مجال الاقتصاد وتحقيق هدف رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 10 مليارات دولار. وتابع: «كما حققنا نتيجة مهمة للغاية فيما يتعلق بالهجرة غير القانونية بالتعاون بين الشرطة وخفر السواحل بين البلدين، واتفقنا على تطوير التعاون في المستقبل».

قضايا خلافية

وذكر رئيس الوزراء اليوناني أنه ناقش مع إردوغان مسألة إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة السفر إلى الجزر اليونانية، وتَقرَّر السماح بالسفر من دون تأشيرة إلى 10 جزر يونانية لمدة 7 أيام. وحسب وزير الهجرة اليوناني، ديميتريس كيريديس، فإن الجزر المندرجة ضمن نطاق الاتفاقية هي: يمنوس، وليسبوس، وخيوس، وساموس، وليروس، وكاليمنوس، وكوس، ورودس، وسيمي وكاستيلوريس.

إردوغان وميتسوتاكيس بعد توقيع إعلان مشترك في أثينا الخميس (رويترز)
إردوغان وميتسوتاكيس بعد توقيع إعلان مشترك في أثينا الخميس (رويترز)

وعن القضايا العالقة، قال ميتسوتاكيس: «سنكون مستعدين أيضاً لمناقشة قضايا الجرف القاري والفضاء البحري عندما يحين الوقت المناسب. واتفقنا على الالتزام بحالة نزع السلاح في جزر بحر إيجه، والقضاء على جميع المواقف المتطرفة، واحترام القيم الإنسانية في العلاقات بين البلدين». وتابع: «ناقشنا أيضاً الدعم الذي ستقدمه اليونان لتركيا في عملية مفاوضات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي».

وفيما يتعلق بالقضية القبرصية، قال ميتسوتاكيس إن «قرارات مجلس الأمم المتحدة بشأن قضية قبرص مهمة للغاية بالنسبة لنا، وإن التطورات بشأن هذه القضية تسير في هذا الاتجاه»، لافتاً إلى أن هناك «مجموعات في كل من اليونان وتركيا لا تتفق مع نهجنا، ولكن يتعين على الدول المتجاورة أن تعمل جنباً إلى جنب وأن تسعى لخلق مستقبل أفضل».

تفاؤل بالمستقبل

من جانبه، قال إردوغان: «نريد تحويل بحر إيجه إلى بحر سلام وتعاون. ونود أن نكون مثلاً للعالم من خلال الخطوات المشتركة التي سنتخذها مع اليونان». وأكد أن تركيا واليونان ترغبان في حل مشكلاتهما الحالية من خلال الحوار البنّاء وحُسن الجوار والجهود المشتركة في إطار القانون الدولي».

وأضاف إردوغان: «تبادلنا وجهات النظر مع رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس حول مواقفنا في بحر إيجه وشرق البحر الأبيض المتوسط، وطلبنا من وزيري خارجيتنا مواصلة العمل على حل الخلافات». ولفت إلى أن «الحل العادل والدائم والمستدام للقضية القبرصية على أساس الحقائق في الجزيرة سيكون في صالح المنطقة بأكملها».

إردوغان وميتسوتاكيس يتحدثان إلى الصحافة بعد اجتماعهما في أثينا الخميس (أ.ف.ب)
إردوغان وميتسوتاكيس يتحدثان إلى الصحافة بعد اجتماعهما في أثينا الخميس (أ.ف.ب)

وقال إردوغان: «نحن سعداء بإغلاق اليونان معسكر لافريون (الذي كان يؤوي عناصر تابعة لحزب العمال الكردستاني المصنف منظمة إرهابية وعدّته تركيا خطراً على أمنها)»، مؤكداً ضرورة توخي الحذر لمنع إنشاء معسكرات مماثلة توفر المأوى للإرهابيين في اليونان.

وأضاف إردوغان: «نحن واليونان نتقاسم نفس البحر والجغرافيا، ومن الطبيعي جداً أن يكون هناك اختلاف في الرأي بين بلدين جارين، لكن لا توجد مشكلة لا يمكن حلها بيننا، ما دمنا نركز على الصورة الكبيرة ولا نكون ممن يَعبرون البحر ويغرقون في النهر، وسيكون من دواعي سروري استضافة رئيس الوزراء اليوناني في أنقرة في الاجتماع المقبل لمجلس التعاون رفيع المستوى». وتابع أنه سيكون من المفيد لكلا البلدين أن يعقدا اجتماع مجلس التعاون رفيع المستوى مرة في العام، بدلاً من الاضطرار إلى أخذ مثل هذه الراحة بين الاجتماعات. وأشاد الرئيس التركي بنتائج خطة العمل المشتركة التي أُقرت عام 2021، مؤكداً العمل على تطوير العلاقات السياحية والثقافية، وزيادة حجم التجارة بين البلدين إلى 10 مليارات دولار.

وأشار إردوغان إلى أنه «جرت مناقشة (ما يجري) في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبخاصة غزة. وشددنا على أننا، كتركيا، لا نوافق على استهداف المدنيين بأي شكل من الأشكال منذ البداية». وأضاف: «لقد أكدنا مرة أخرى أن قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ضمن حدود عام 1967 أمرٌ لا مفرّ منه. وأعلنّا أننا مستعدون لأن نصبح ضامنين، ونواصل مساعداتنا لغزة بسرعة، وأعتقد أن المجتمع الدولي سوف يُظهر الحساسية اللازمة».

رئيسة اليونان لدى استقبالها إردوغان في القصر الرئاسي بأثينا الخميس (إ.ب.أ)
رئيسة اليونان لدى استقبالها إردوغان في القصر الرئاسي بأثينا الخميس (إ.ب.أ)

وقبل مباحثاته مع ميتسوتاكيس، التقى إردوغان رئيسة اليونان، إيكاتيريني ساكيلاروبولو، التي أكدت أنه «من الضروري لأثينا وأنقرة تطوير الإرادة السياسية الإيجابية الحالية أكثر من أي وقت مضى». وقالت إن «المآسي التي شهدها بلدانا هذا العام أظهرت أن الشعور بالتضامن والدعم في الظروف الصعبة هو السمة المشتركة التي تجمع الشعبين، هذا الوضع يخلق أساساً قوياً لتعميق التعاون في العلاقات الثنائية، والإرادة السياسية المتبادَلة، ويخلق مناخاً من شأنه إزالة التوترات».

بدوره قال إردوغان: «أعتقد أن الاجتماع الخامس للمجلس الاستراتيجي رفيع المستوى سيعزز فتح صفحة جديدة في العلاقات بين تركيا واليونان واستمراراها».

وعبَّر عن سعادته بزيارة اليونان بعد 6 سنوات، مضيفاً: «نعمل لزيادة حجم التجارة من 5 مليارات إلى 10 مليارات دولار. وسوف نناقش الخطوات التي يمكننا اتخاذها وفي أي المجالات في هذا الصدد». وجاءت زيارة إردوغان لليونان بعد آخر زيارة قام بها منذ 6 سنوات في عام 2017، التي كانت الأولى لرئيس تركي منذ 70 عاماً، كما أن مجلس التعاون رفيع المستوى بين البلدين لم يُعقَد منذ 7 سنوات.


مقالات ذات صلة

خريطة طريق لتولي إمام أوغلو حكم تركيا في حال بقائه بالسجن

شؤون إقليمية الاحتجاجات على اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو تستمر بعد مرور أكثر من شهر على اعتقاله (أ.ب)

خريطة طريق لتولي إمام أوغلو حكم تركيا في حال بقائه بالسجن

كشف رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل، عن خريطة طريق جديدة لتولي إمام أوغلو حكم تركيا حال بقائه بالسجن.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية مدينة مرسين جنوب تركيا شهدت السبت تجمعاً حاشداً للمطالبة بإطلاق سراح إمام أوغلو وإجراء انتخابات مبكرة (حساب حزب «الشعب الجمهوري» في «إكس»)

أوزيل ينفي سحب ترشيح إمام أوغلو للرئاسة مقابل إطلاق سراحه

نفى زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل أن تكون هناك نية لسحب ترشيح رئيس بلدية إسطنبول المعتقل أكرم إمام أوغلو للرئاسة في مقابل إطلاق سراحه.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي حكومة دمشق بدأت أعمال صيانة لسد تشرين (أرشيفية)

القوات السورية تتسلم سد تشرين من «قسد» وسط أنباء عن توتر

دخلت قوات من الجيش السوري إلى منطقة سد تشرين في شرق حلب وأقامت نقاطاً عسكرية؛ تنفيذاً لاتفاق بنقل السيطرة عليه من «قسد» إلى حكومة دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (رويترز)

إردوغان: سوريا ماضية نحو التعافي و200 ألف سوري عادوا إليها من تركيا

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الاثنين، إن بلاده ستحاسب كل من يتعامل مع المهاجرين بعنصرية في المرحلة المقبلة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
شؤون إقليمية احتشد الآلاف بتجمع جديد في مرسين جنوب تركيا السبت للمطالبة بإطلاق سراح إمام أوغلو وإجراء انتخابات مبكرة (حزب الشعب الجمهوري - إكس)

تجمع حاشد جديد دعماً لإمام أوغلو... وموجة اعتقالات ثانية في إطار قضيته

تحدى زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل الرئيس رجب طيب إردوغان بإجراء مناظرة وبث التحقيق مع رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو على الهواء

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

الحكومة الإسرائيلية تُلغي إقالة بار بعد استقالته... لتجنب حكم قضائي

نتنياهو ورونين بار في تل أبيب (أرشيفية - د.ب.أ)
نتنياهو ورونين بار في تل أبيب (أرشيفية - د.ب.أ)
TT
20

الحكومة الإسرائيلية تُلغي إقالة بار بعد استقالته... لتجنب حكم قضائي

نتنياهو ورونين بار في تل أبيب (أرشيفية - د.ب.أ)
نتنياهو ورونين بار في تل أبيب (أرشيفية - د.ب.أ)

ألغت الحكومة الإسرائيلية قرار إقالة رئيس جهاز المخابرات العامة (الشاباك) رونين بار، بعد ساعات من إعلانه الاستقالة، وتحديد موعد رحيله.

وقدّر محللون ووسائل إعلام عبرية أن الإجراء الحكومي يستهدف إلغاء المسار القضائي بشأن الالتماسات المقدمة ضد إقالة بار، بما في ذلك جعل إفادات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وبار، أمام المحكمة غير ضرورية.

وجاء في مذكرات الحكومة التوضيحية للقرار أن «رئيس الوزراء اعتقد منذ البداية أنه من المناسب أن يتقاعد رونين بار بطريقة متفق عليها ومشرفة من منصبه رئيساً للخدمة، تماماً كما تقاعد رئيس الأركان».

استفتاء هاتفي

«القناة 12» الإسرائيلية أفادت بأن الحكومة تراجعت، الثلاثاء، عن قرار إقالة بار عبر استفتاء هاتفي، والاتفاق بأن ذلك سيُفضي بالنهاية إلى تجنب صدور حكم أساسي في القضية.

رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية وزملاؤه يرأسون جلسة استماع بشأن إقالة الحكومة لرئيس جهاز الشاباك رونين بار الشهر الحالي (رويترز)
رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية وزملاؤه يرأسون جلسة استماع بشأن إقالة الحكومة لرئيس جهاز الشاباك رونين بار الشهر الحالي (رويترز)

وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن القرار يهدف إلى إلغاء «جلسة المحكمة العليا ومنع صدور حكم جوهري في هذه المسألة».

وبحسب البيان التوضيحي لاجتماع الحكومة، فإن قرار إلغاء إقالة بار يأتي «في ضوء الأزمة المستمرة بين سلطات الدولة والوضع الصعب داخل أجهزة الأمن، واستمرار العملية القانونية، ورغبة الحكومة في تركيز الجهد الوطني على القضايا الأمنية».

وجاء في أسباب القرار أيضاً: «ضرورة التماسك الداخلي، وخاصة خلال أيام الذكرى والاستقلال، انطلاقاً من المسؤولية العليا عن أمن الدولة».

مسؤولية عن 7 أكتوبر

وكان رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، أعلن الاثنين أنه سيتنحى عن منصبه في 15 يونيو (حزيران)، مشيراً إلى تحمله المسؤولية الشخصية عن فشل الجهاز في منع هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وفي كلمة ألقاها خلال حدث لإحياء ذكرى عناصر «الشاباك» القتلى قبيل يوم الذكرى الذي يبدأ عند غروب الثلاثاء، قال بار إنه بعد «سنوات من العمل على جبهات عديدة»، فشل جهازه في تقديم إنذار مبكر بشأن هجوم 7 أكتوبر، مضيفاً: «انهارت جميع الأنظمة».

وأضاف: «بصفتي رئيس الجهاز، تحملت المسؤولية عن ذلك. والآن، في هذه الليلة الخاصة التي ترمز إلى الذكرى والشجاعة والتضحية، اخترت أن أعلن عن تنفيذ تلك المسؤولية وقراري بإنهاء ولايتي رئيساً للشاباك».

وأكد بار أن الشاباك لم يتجاهل التهديد الذي تمثله «حماس»: «رغم محاولات تصوير واقع مختلف، لم يكن هناك تهاون داخل الشاباك. على العكس، كان هناك إدراك لتهديد (حماس)، وجهود حثيثة لمواجهته على مدار السنوات التي سبقت الهجوم، وكذلك في الليلة والصباح السابقين لهجوم 7 أكتوبر. ومع ذلك، فشلنا. يجب أن يتم تحديد الحقيقة، وما يجب تصحيحه فقط، ضمن إطار لجنة تحقيق رسمية».

متظاهرون يرفعون أعلاماً ولافتات في تل أبيب في 27 مارس الماضي خلال احتجاج على تحرك لإقالة رئيس «الشاباك» والمستشارة القضائية للحكومة (أ.ف.ب)
متظاهرون يرفعون أعلاماً ولافتات في تل أبيب في 27 مارس الماضي خلال احتجاج على تحرك لإقالة رئيس «الشاباك» والمستشارة القضائية للحكومة (أ.ف.ب)

وفي تعليقات بدت موجهة أيضاً إلى نتنياهو الذي حاول تحويل اللوم عن نفسه بخصوص 7 أكتوبر، وتجنب إقامة لجنة تحقيق رسمية واسعة الصلاحيات، قال بار: «تنفيذ المسؤولية عملياً هو جزء لا يتجزأ من القدوة الشخصية وإرث قيادتنا، ولا شرعية لنا في القيادة من دونها».

وكان نتنياهو دخل في مواجهة علنية مع بار بعدما صوّتت الحكومة بالإجماع الشهر الماضي على إقالة بار بناءً على توصيته، ما أشعل معركة قانونية مستمرة، حيث تنظر المحكمة العليا حالياً في الالتماسات المقدمة ضد القرار.

وقال رئيس الوزراء إنه فقد ثقته ببار، ووبّخه على الإخفاقات في 7 أكتوبر، إلا أن بار طعن في شرعية قرار إقالته، مؤكداً أن نتنياهو يسعى إلى عزله لأسباب شخصية وسياسية.

اتهامات لنتنياهو

وفي إفادة قانونية الأسبوع الماضي، زعم بار أن نتنياهو طلب منه أن يكون موالياً لرئيس الوزراء، وليس المحاكم، وقال إن نتنياهو سعى إلى إساءة استخدام صلاحيات الشاباك، وحذّر من أن استقلالية الجهاز ونزاهته معرضتان للخطر. وقدّم نتنياهو إفادة مضادّة، يوم الأحد، قال فيها إن بار يمثّل «أكبر فشل استخباراتيّ بتاريخ إسرائيل»، وادعاءاته كاذبة في ما يتعلق بفشل 7 أكتوبر 2023.

وتطرق بار أيضاً في كلمته إلى بعض تلك المخاوف (الولاء لرئيس الوزراء) في كلمته، قائلاً إن الشاباك هو «جهاز لا تُقدّر أهمية عمله السليم بثمن بالنسبة لأمن الدولة ولديمقراطية إسرائيل».

متظاهرون إسرائيليون يشتبكون مع الشرطة في القدس الشهر الماضي خلال مظاهرات ضد إقالة رئيس «الشاباك» والمستشارة القضائية (رويترز)
متظاهرون إسرائيليون يشتبكون مع الشرطة في القدس الشهر الماضي خلال مظاهرات ضد إقالة رئيس «الشاباك» والمستشارة القضائية (رويترز)

وأضاف: «خلال الشهر الماضي، قاتلت من أجل ذلك، وخلال هذا الأسبوع، تم تقديم جميع الأسس الضرورية أمام المحكمة العليا، وآمل أن يضمن حكمها أن يبقى الشاباك كذلك، على المدى الطويل ودون خوف».

وأوضح أن الجهاز يجب أن يُمنح «الضمانات المؤسسية التي تُمكّن كل رئيس للشاباك من أداء دوره وفقاً لسياسة الحكومة ومن أجل المصلحة العامة، باستقلالية ودون ضغوط. وهكذا نرسم الخط الفاصل بين الثقة والولاء».

وأشار بار إلى أن الإجراءات الجارية «لا تتعلق بقضيتي الشخصية، بل باستقلالية رؤساء الشاباك في المستقبل»، مؤكداً استعداده لمواصلة التعاون مع المحكمة العليا في متابعة القضية.

مع ذلك، اختتم قائلاً إنه «بعد 35 عاماً من الخدمة»، سيتنحى عن منصبه في 15 يونيو لإتاحة عملية منظمة لتعيين خلف له ومرافقته خلال فترة التسليم.

الرئيس الجديد للجهاز

وكان يعتقد أن قرار بار بالاستقالة سيجبر المحكمة العليا على أن تقرر كيفية المضي قدماً في الالتماسات المعروضة أمامها، التي طالبت بإلغاء قرار الحكومة بإقالة رئيس الشاباك، لكن قرار الحكومة قلب المعادلة.

ولم يطلب نتنياهو رأي المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهراف ميارة، قبل اتخاذ القرار، بل أرسل إليها نسخة من رسالة سكرتير رئيس الوزراء إلى الوزراء.

وقالت مصادر حكومية لـ«يديعوت» إن رئيس الوزراء سيواصل إجراء المقابلات بشكل مستمر مع المرشحين لمنصب رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، بعد استقالة بار.

وأكدت مصادر أخرى لـ«القناة 12» أنه في ضوء إعلان بار الاستقالة قد يعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن اسم الرئيس الجديد لجهاز الأمن العام (الشاباك) في الأيام المقبلة.