إيران ترسل كبسولة قادرة على حمل حيوانات إلى الفضاء

صورة وزعتها وزارة الدفاع الإيرانية من إطلاق صاروخ يحمل كبسولة إلى الفضاء في موقع غير معروف (إ.ب.أ)
صورة وزعتها وزارة الدفاع الإيرانية من إطلاق صاروخ يحمل كبسولة إلى الفضاء في موقع غير معروف (إ.ب.أ)
TT

إيران ترسل كبسولة قادرة على حمل حيوانات إلى الفضاء

صورة وزعتها وزارة الدفاع الإيرانية من إطلاق صاروخ يحمل كبسولة إلى الفضاء في موقع غير معروف (إ.ب.أ)
صورة وزعتها وزارة الدفاع الإيرانية من إطلاق صاروخ يحمل كبسولة إلى الفضاء في موقع غير معروف (إ.ب.أ)

أعلنت إيران أنها أرسلت كبسولة إلى مدار الأرض قادرة على حمل الحيوانات باستخدام صاروخ محلي اليوم الأربعاء، فيما تمضي البلاد في خططها لإرسال رواد إلى الفضاء في السنوات المقبلة.

ونقلت لوكالة «إرنا» الرسمية عن وزير الاتصالات عيسى زارع بور قوله إن الكبسولة أطلقت على بعد 130 كيلومتراً في المدار، موضحاً أن إطلاق الكبسولة التي يبلغ وزنها 500 كيلوغرام يهدف إلى إرسال رواد فضاء إيرانيين إلى الفضاء في السنوات المقبلة. ولم يذكر ما إذا كانت هناك أي حيوانات في الكبسولة.

مجسم من نموذج الكبسولة التي أرسلت للفضاء حسب وكالة الفضاء الإيرانية (تسنيم)

وقال للتلفزيون الرسمي إن إيران تخطط لإرسال رواد فضاء إلى الفضاء بحلول عام 2029 بعد إجراء مزيد من الاختبارات على الحيوانات، حسبما أوردت وكالة أسوشييتد برس. وعرض التلفزيون الحكومي لقطات لصاروخ يدعى «سلمان» يحمل الكبسولة.

تعلن إيران من حين لآخر عن إطلاق ناجح للأقمار الصناعية والمركبات الفضائية الأخرى. وفي سبتمبر (أيلول)، قالت إيران إنها أرسلت قمراً اصطناعياً لجمع البيانات إلى الفضاء.

وذكرت التقارير أن وزارة الدفاع في البلاد قامت ببناء وإطلاق صاروخ «سلمان»، بينما قامت وكالة الفضاء المدنية الإيرانية ببناء الكبسولة. ولم تذكر التقارير الإعلامية مكان إطلاق الصاروخ. وعادة ما تقوم إيران بعمليات الإطلاق من مركز الخميني الفضائي في محافظة سمنان شرقي طهران.

ومع الإطلاق الناجح لهذه الكبسولة التي يبلغ وزنها 500 كيلوغرام، بطلب من منظمة الفضاء الإيرانية، التي طورها معهد أبحاث الفضاء التابع لوزارة العلوم والبحوث والتكنولوجيا، تم اختبار تطوير تقنيات مختلفة لخطة الإرسال إلى الفضاء، بما في ذلك الإطلاق والاسترداد وأنظمة التحكم في السرعة ودرع المصد وتصميم الديناميكا الهوائية للكبسولة والمظلة والأنظمة المتعلقة بمراقبة الظروف البيولوجية ومراقبتها حسبما أوردت «وكالة الأنباء الألمانية»، عن وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري».

ويعد الحامل النسخة الأولى من فئة الصواريخ القادرة على إطلاق كبسولات بيولوجية تزن نصف طن، ويتمتع بالعديد من الميزات المتقدمة في الدفع والديناميكا الهوائية والتحكم، وهو من صنع مؤسسة الصناعات الفضائية التابعة لوزارة الدفاع.

وتقول إن برنامج الأقمار الاصطناعية الخاص بها مخصص للبحث العلمي والتطبيقات المدنية الأخرى. ولطالما كانت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى متشككة في هذا البرنامج، لأن التكنولوجيا نفسها يمكن استخدامها لتطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات.

وأثارت المحاولات السابقة غضب الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا، وقالت تلك الدول إن إطلاق القمر الاصطناعي يتحدى قرار مجلس الأمن 2231 الذي يتبنى الاتفاق النووي، ويطالب طهران بعدم القيام بأي نشاط يتعلق بالصواريخ الباليستية القادرة على إيصال أسلحة نووية.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على «وكالة الفضاء المدنية الإيرانية» ومنظمتين بحثيتين في 2019، قائلة إنها تُستخدم في تطوير برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني. وحذّر الجيش الأميركي من أن التكنولوجيا الباليستية نفسها طويلة المدى المستخدمة لوضع الأقمار الاصطناعية في مداراتها ربما تسمح أيضاً لطهران بإطلاق صواريخ تحمل رؤوساً حربية نووية.

عامل بوكالة الفضاء الإيراني يحمل قرداً على يده زعمت السلطات أنه أرسل إلى الفضاء (أرشيفية - تسنيم)

وفي عام 2020، قال «الحرس الثوري» الإيراني إنه وضع أول قمر اصطناعي عسكري للجمهورية الإسلامية في المدار، وكشف النقاب عما وصفه الخبراء ببرنامج فضائي سري. وبعد الإطلاق، قلّل رئيس قيادة الفضاء الأميركية من قيمة القمر الاصطناعي، ووصفه بأنه «كاميرا ويب متداعية في الفضاء» لن يوفر معلومات استخباراتية حيوية لإيران، لكن «الحرس الثوري» بذلك أعلن عن برنامجه الفضائي السري.

يأتي الإعلان بعد عشر سنوات من إعلان طهران أنها أرسلت قردين حيين إلى الفضاء وأعادتهما سالمين.

وفي 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، نقلت، وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» أن القردين العائدين من الفضاء قد تزوجا وأنجبا أطفالاً، مشيرة إلى أنهما لا يزالان في مركز الأبحاث الفضائي التابع لوزارة العلوم الإيرانية.

وأثار الإعلان موجة سخرية على شبكات التواصل الاجتماعي، ومنتقدي الحكومة الذين يتهمون السلطات بـ«فبركة الإنجازات»، خصوصاً في فترة حكومة إبراهيم رئيسي.
ولم تكن المرة الأولى التي يعلن فيها عن إنجاب القردين، ففي سبتمبر (أيلول) 2017 أعلنت حكومة الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني أن القردين «آفتاب» و «فرجام» اللذين أرسلا إلى الفضاء وعادا سالمين، تمكنا من الإنجاب. وذكرت وكالة «إرنا» حينها أن الباحثين الإيرانيين يدرسون إمكانية إرسال أطفال القردين إلى الفضاء.


مقالات ذات صلة

اتهام مسؤول أميركي بتسريب وثائق عن خطط إسرائيل لمهاجمة إيران

شؤون إقليمية مقاتلة إسرائيلية تغادر للمشاركة في الهجوم على إيران 26 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)

اتهام مسؤول أميركي بتسريب وثائق عن خطط إسرائيل لمهاجمة إيران

يواجه مسؤول في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) اتهامات بتسريب وثائق سرية تظهر خطط إسرائيل للانتقام من إيران بسبب هجوم صاروخي مطلع الشهر الماضي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية إسرائيل تنفي تسريب صور لمنشأة نووية حساسة (أرشيفية - رويترز)

هاكرز إيرانيون يُسربون «صوراً خاصة» لمسؤولين إسرائيليين

شهدت إسرائيل حادثة تسريب سيبراني جديدة، إذ قامت مجموعة «حنظلة» المرتبطة بإيران بنشر صور خاصة لمسؤولين إسرائيليين بارزين، ضمن ما وصفه المراقبون بالتصعيد الأخير…

«الشرق الأوسط» (لندن)
تحليل إخباري ترمب يعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب)

تحليل إخباري إيران أمام تحدي مواصلة سياساتها أو التفاوض مع ترمب

من غير الواضح حتى الآن طبيعة السياسة التي سيعتمدها الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، تجاه إيران، لكن احتمال عودته إلى سياسات عهده الأول قد يكون الأكثر ترجيحاً.

إيلي يوسف (واشنطن)
شؤون إقليمية غروسي (وسط) ونائبه ماسيمو أبارو الذي يترأس إدارة الضمانات في «الذرية الدولية» على هامش مباحثات مع إسلامي في أصفهان مايو الماضي (إ.ب.أ)

إيران تتطلع لـ«مسار جديد» مع «الذرية الدولية»

تتطلع طهران إلى وضع مسار جديد للتعاون مع مدير «الذرية الدولية»، رافائيل غروسي، غداة تحذيره من أن «هوامش المناورة بدأت تتقلص»، بشأن البرنامج الإيراني.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
شؤون إقليمية عراقجي في لحظة تأمل خلال مشاركة في اجتماع الحكومة اليوم (الرئاسة الإيرانية)

إيران تُحذر ترمب من العودة إلى استراتيجية «الضغوط القصوى»

حذرت طهران الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أن تجريب نسخة ثانية من استراتيجية «الضغوط القصوى» سيؤدي إلى «فشل أكبر».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)

​إردوغان يُبقي على آماله بلقاء الأسد واحتمال شنّ عملية عسكرية شمال سوريا

أحد لقاءات الأسد وإردوغان في عام 2010 (أرشيفية - الرئاسة التركية)
أحد لقاءات الأسد وإردوغان في عام 2010 (أرشيفية - الرئاسة التركية)
TT

​إردوغان يُبقي على آماله بلقاء الأسد واحتمال شنّ عملية عسكرية شمال سوريا

أحد لقاءات الأسد وإردوغان في عام 2010 (أرشيفية - الرئاسة التركية)
أحد لقاءات الأسد وإردوغان في عام 2010 (أرشيفية - الرئاسة التركية)

جدّدت تركيا رغبتها في تطبيع العلاقات مع سوريا من دون تحقيق شرط الانسحاب العسكري لقواتها الموجودة في مناطق الشمال السوري، حتى يتم التأكد من عدم وجود خطر على أمنها القومي.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه لا يزال متفائلاً بشأن اللقاء مع الرئيس بشار الأسد، ووضع العلاقات التركية - السورية على المسار الصحيح.

ونفى ما تردد في وسائل إعلام محلية وعربية وأجنبية، عن مغادرة القاعة عمداً أثناء إلقاء الأسد كلمته أمام القمة العربية الإسلامية في الرياض، الاثنين الماضي، قائلاً: «لم تتح لي الفرصة للاستماع إلى خطاب الأسد، خرجت للقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان».

القمة العربية الإسلامية في الرياض شهدت وجود إردوغان والأسد في مكان واحد للمرة الأولى منذ 13 عاماً (الرئاسة التركية)

وأضاف إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه في رحلة عودته من أذربيجان التي توجه إليها عقب قمة الرياض: «ما زلت متفائلاً بشأن الأسد، لا يزال لدي أمل في أن نتمكن من الاجتماع معاً، ونأمل أن نضع العلاقات السورية - التركية على المسار الصحيح، لأننا بحاجة إلى تدمير الهياكل الإرهابية بين سوريا وتركيا، وهناك أساس للسلام العادل والدائم في سوريا، والخطوات التي يتعين اتخاذها لتحقيق ذلك واضحة أيضاً».

التطبيع واللاجئون والإرهاب

وأضاف إردوغان: «مددنا يدنا إلى الجانب السوري فيما يتعلق بالتطبيع، ونعتقد بأنه سيفتح الباب للسلام والهدوء، ولسنا من يهدد سلامة الأراضي السورية، وحدة وسلامة الأراضي السورية مهددة من قبل التنظيمات الإرهابية: (حزب العمال الكردستاني) وحزب (الاتحاد الديمقراطي)، وذراعه العسكرية وحدات حماية الشعب الكردية (أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية قسد)، وليس من تركيا أو السوريين المنتشرين في بلدان أخرى».

وتابع أن «على الأسد أن يدرك ذلك، ويتخذ خطوات لتهيئة مناخ جديد في بلاده وحمايتها، فالتهديد الإسرائيلي الذي يواجه سوريا ليس قصة خيالية، والحرائق تنتشر بسرعة في البيئة غير المستقرة».

وقال الرئيس التركي إن «الخطوات التي ناقشناها بشأن سوريا سواء في قمة المناخ الـ29 في أذربيجان، أو في الاجتماعات التي عقدناها في الرياض، لها أهمية كبيرة، وبمجرد أن تحل المشاكل سنحقق تقدماً كبيراً في شمال سوريا».

ولفت إلى أن تركيا نفذت عمليات في شمال سوريا: «لتأمين منطقة بعمق 30 كيلومتراً خالية من الإرهاب، وكان هدفها تدمير التنظيمات الإرهابية داخل سوريا من جانب، وتمهيد الطريق لعودة طوعية وآمنة وكريمة للسوريين الذين قدموا إلى تركيا، من جانب آخر»، مضيفاً: «قمنا بتحقيق مسافة معينة في هذا الصدد، يستمر بناء المساكن في شمال سوريا، ومهدنا الطريق لعودة إخواننا السوريين ببناء المساكن هناك».

قصف تركي على مواقع لـ«قسد» في شمال شرقي سوريا أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)

وتطرق إردوغان إلى احتمالات شنّ عملية عسكرية تركية جديدة في شمال سوريا، قائلاً: «لنتأمل منطقة القامشلي بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، لماذا نتخذ الخطوات اللازمة مع قواتنا الأمنية في القامشلي؟ لأننا نقول: دعونا ندمر جذور هذه المنظمة الإرهابية (العمال الكردستاني - وحدات حماية الشعب الكردية) هناك، وحققت قواتنا ومخابراتنا تقدماً كبيراً ونتائج جيدة للغاية هناك».

وأضاف: «عملياتنا عبر الحدود تكون دائماً على جدول أعمالنا من أجل أمن بلادنا وسلام مواطنينا، إذا شعرنا بالتهديد، فنحن على استعداد لبدء عمليات عبر الحدود في أي وقت».

تعزيزات عسكرية

في السياق ذاته، استبعد وزير الدفاع التركي يشار غولر انسحاب تركيا عسكرياً من شمال سوريا قبل تحقيق شروطها المتمثلة في «القضاء التام على التنظيمات الإرهابية، وتهيئة الظروف للعودة الآمنة للاجئين عبر التسوية السياسية، ووضع الدستور، وإجراء الانتخابات بمشاركة مختلف الأطراف».

وزير الدفاع التركي يشار غولر (وزارة الدفاع التركية)

وقال غولر، في مقابلة تلفزيونية: «تركيا لن تتخلى عن أمنها القومي، ولن تسمح بإنشاء ممر إرهابي على حدودها الجنوبية، انسحاب قواتنا مرتبط بتحقيق هذه الأهداف، بالتنسيق مع الأطراف الفاعلة في الأزمة السورية».

وتشترط دمشق انسحاب القوات التركية من شمال سوريا قبل الحديث عن أي لقاءات أو مفاوضات لتطبيع العلاقات مع أنقرة.

في السياق ذاته، دفع الجيش التركي بتعزيزات جديدة إلى مدينة أعزاز في ريف حلب ضمن منطقة «درع الفرات»، التي تسيطر عليها القوات التركية، وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لأنقرة.

ودخل رتل عسكري للقوات التركية، يتألف من 22 آلية من معبر «باب السلامة» الحدودي، يحمل مواد لوجيستية ومعدات عسكرية، إلى أعزاز، في إطار تعزيز الوجود العسكري في المناطق التي تسيطر عليها قوات أنقرة.

تركيا تواصل تعزيز قواتها في سوريا (إعلام تركي)

وعن احتمالات عقد لقاء بين إردوغان والأسد، قال غولر: «أرى أن دعوة رئيسنا (إردوغان) للأسد هي فرصة لبلاده الممزقة، يجب عليه أن يقيمها بشكل جيد».

وحول مصير «الجيش الوطني السوري» حال تطبيع العلاقات التركية السورية، قال غولر: «أعتقد بأن هذا أمر إيجابي للغاية بالنسبة للأسد، ليس لدى الأسد وجود في مناطق الجيش الوطني السوري. على أي حال، وإذا وجدت الدولة السورية فإن كل هؤلاء المواطنين سيكونون جزءا منها».

وبالنسبة للتهديدات على الحدود، قال غولر: «نقوم بعمليات ضد التنظيمات الإرهابية داخل الأراضي السورية، ولدينا نظام أمن حدودي مذهل، هناك جدار يبلغ ارتفاعه 4 أمتار، وأسوار شائكة بارتفاع متر بطول الجدار، ونظام مراقبة على أعلى المستويات، لا يمكن لأحد أن يعبر الحدود».

تركيا أنشأت جداراً على طول حدودها مع سوريا لمنع أي عمليات تسلل (وزارة الدفاع التركية)

وعما إذا كانت أميركا ستسحب جنودها من سوريا، قال غولر: «لقد أعطى الرئيس المنتخب دونالد ترمب بالفعل تعليمات بسحب جنوده من سوريا 3 مرات خلال فترة رئاسته الأولى، لكن بقي الأمر على حاله، أعتقد بأنه سيؤكد بقوة على هذا خلال ولايته الجديدة، وربما يسحب القوات الأميركية من سوريا والمنطقة».