«الجيش الإسرائيلي» يتهم «حماس» بخرق بنود الهدنة لإطلاقها سراح مراهقة دون أمها

سيارة للصليب الأحمر خلال نقل بعض الرهائن الإسرائيليين لدى «حماس» عبر معبر رفح (أ.ف.ب)
سيارة للصليب الأحمر خلال نقل بعض الرهائن الإسرائيليين لدى «حماس» عبر معبر رفح (أ.ف.ب)
TT

«الجيش الإسرائيلي» يتهم «حماس» بخرق بنود الهدنة لإطلاقها سراح مراهقة دون أمها

سيارة للصليب الأحمر خلال نقل بعض الرهائن الإسرائيليين لدى «حماس» عبر معبر رفح (أ.ف.ب)
سيارة للصليب الأحمر خلال نقل بعض الرهائن الإسرائيليين لدى «حماس» عبر معبر رفح (أ.ف.ب)

نقلت شبكة «سي.إن.إن» الأميركية، اليوم (الاثنين)، عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس، اتهامه حركة حماس الفلسطينية بخرق بنود الهدنة بين الجانبين لإطلاقها سراح مراهقة وإبقاء والدتها محتجزة.

وقال كونريكوس، إن »حماس ادّعت عدم معرفتها بمكان الأم بينما أبلغت الابنة الجيش بأنها ووالدتها كانتا معا حتى قبل يومين من إطلاق سراحها».

واتهم كونريكوس حماس بأنها تريد استخدام كل إسرائيلي بحوزتها لممارسة ضغط سياسي على حد قوله.

وأضاف: «الجيش الإسرائيلي لديه مؤشرات على أن حماس كانت تنقل الرهائن خلال فترة الهدنة».



إسرائيل ترصد الخلافات الداخلية في إيران وتحذرها من الرد

نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض بمقر وزارة الدفاع يتابعان الضربة الموجهة لإيران فجر السبت (وزارة الدفاع الإسرائيلية)
نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض بمقر وزارة الدفاع يتابعان الضربة الموجهة لإيران فجر السبت (وزارة الدفاع الإسرائيلية)
TT

إسرائيل ترصد الخلافات الداخلية في إيران وتحذرها من الرد

نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض بمقر وزارة الدفاع يتابعان الضربة الموجهة لإيران فجر السبت (وزارة الدفاع الإسرائيلية)
نتنياهو وغالانت في غرفة تحت الأرض بمقر وزارة الدفاع يتابعان الضربة الموجهة لإيران فجر السبت (وزارة الدفاع الإسرائيلية)

في أعقاب الأبحاث التي أجرتها القيادات الأمنية والسياسية، والتي رصدت الخلافات الداخلية في إيران حول كيفية التعامل مع الهجوم الإسرائيلي، يوم السبت، وسبل الرد على هذا الهجوم أو تجاوز تداعياته، وجهت تل أبيب تهديداً جديداً بأنها سترد على أي رد بشكل أقسى.

كما أشارت إلى صور جديدة تم تسريبها تظهر أن حجم الإصابات كان أكبر بكثير مما تصوره طهران، وأن الهجوم قد أصاب عدة مواقع حساسة، بما في ذلك منشآت تتعلق بالمشروع النووي الإيراني.

وقالت مصادر في تل أبيب إنه «على الرغم من التفاهمات مع الولايات المتحدة بعدم قصف المواقع المتعلقة بالمنشآت النووية أو النفطية، قامت إسرائيل بقصف وتدمير ثلاثة مبانٍ في قاعدة بارشين، التي تقع على بعد 40 كيلومتراً جنوب شرق العاصمة طهران، والتي تُستخدم لإجراء تجارب في المجال النووي ولإنتاج الوقود الصلب للصواريخ الباليستية. وأكدت المصادر أن إيران استخدمت هذا الموقع لتطوير رؤوس نووية، وأنه تعرض في السابق (عام 2022) لضربات خفية عرقلت تطويره لمدة عام. كما أن القصف الإسرائيلي الجديد من المتوقع أن يؤخر ما تم التخطيط له لمدة سنة على الأقل. بالإضافة إلى ذلك، دُمرت عدد من المواقع التي كانت تُستخدم لتطوير صناعة الصواريخ الباليستية الجديدة القادرة على الوصول إلى إسرائيل. وقد أكدت هذه الرواية بإرفاقها بصور الأقمار الاصطناعية التي نشرتها شركة «Planet Labs»، إذ تمت المقارنة بين الصور قبل الهجوم وبعده، مما يظهر المباني المدمرة بوضوح.

وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، شاركت حوالي 100 طائرة في الهجوم الإسرائيلي على 20 موقعاً في إيران، معظمها من الطائرات المقاتلة، بالإضافة إلى بعض الطائرات المستخدمة للمراقبة والحماية، وكذلك لتشويش الرادارات وتزويد الوقود، بما في ذلك الطائرات المسيرة. وأوضحت الصحيفة أن أياً من الطائرات الإسرائيلية المقاتلة لم تخترق أجواء إيران، بل اعتمدت على القصف من مسافات بعيدة.

كما نقلت الصحيفة عن مصادر داخل إيران أن عدد القتلى في هذا الهجوم ليس أربعة أشخاص، كما تم الإبلاغ سابقاً، بل يتراوح بين 20 و27 شخصاً. ورصدت الصحيفة تصريحات خبراء أمنيين أفادوا بأن المهمة الأولى للهجوم كانت شل عمل الرادارات التي نصبتها إيران في البلاد، وكذلك في سوريا والعراق، بينما كانت المهمة الثانية هي قصف منظومات الصواريخ المضادة للطائرات. ونتيجة لذلك، لم تنجح هذه المنظومات في إسقاط أي طائرة إسرائيلية.

ولُوحظ أن استمرار نشر الرواية الإسرائيلية، الذي يتخذ في بعض الأحيان طابعاً استفزازياً تجاه القيادات الإيرانية، يعزز التوجه المطالب بالانتقام عبر رد إيراني. وفي أعقاب المواقف التي أظهرها المرشد الإيراني علي خامنئي، ورئيس البرلمان، الجنرال محمد باقر قاليباف، التي تعكس روح الانتقام وحتمية الرد على الهجوم الإسرائيلي، عقد رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، اجتماعاً لقادة الأجهزة الأمنية، بحضور وزير الدفاع، يوآف غالانت، ومستشار الأمن القومي، تساحي هنغبي.

وتداول المجتمعون خلال هذا الاجتماع حول هذه المسألة والسيناريوهات المحتملة لرد الفعل الإيراني. وتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن القيادة الإيرانية لم تتخذ بعد قراراً بشأن كيفية الرد، وأنها لا تزال تراقب ردود الفعل المحتملة، سواء في حال ردت أو لم ترد.

تقييم استخباراتي

وفقاً لتسريبات للإعلام، ترى شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان) أن «الضربة للأهداف العسكرية كانت قاسية للغاية في نتائجها، لكنها تركت لطهران مجالاً للإعلان عن فشل إسرائيل». وأشارت التقارير إلى «نشوب خلافات بين تيارين في إيران: التيار المتشدد الذي يطالب بالرد الفوري، والتيار البراغماتي الذي يدعو لامتصاص الضربة والمضي قدماً في تنفيذ المشاريع الأمنية الكبرى».

وأضافت التقارير أن «الناطقين باسم التيار المتشدد، بمن فيهم خامنئي وقاليباف، الذين تحدثوا عن حتمية الرد، قد لا يقصدون بالضرورة شن هجوم مباشر. وربما يشيرون إلى تنفيذ عمليات إرهابية، أو تفعيل الجماعات المسلحة في العراق واليمن، مثل الحوثيين، أو إطلاق صواريخ ثقيلة من قبل (حزب الله)، أو حتى تحقيق حلمهم بتنفيذ اغتيالات تستهدف شخصيات إسرائيلية».

وأكد ممثلو «أمان» أن «طهران تضم معسكرين مستعدين للصراع: معسكر المتشددين الذين يطالبون برد مباشر وفوري وتسريع العمل على البرنامج النووي، في مقابل الرئيس البراغماتي وحكومته الذين يقترحون اتباع أساليب أخرى». وأشاروا إلى أن «المرشد الإيراني علي خامنئي سيكون في موقف وسطي بين الطرفين. ومع استمرار انتظار رفع مستوى الدفاع الجوي الإيراني من قبل روسيا، تظل المخاطر التي تواجه إيران كبيرة. لذلك، قد يميل خامنئي إلى ضمان تعهد بالتحرك في المستقبل، بينما يسعى لاحتواء الموقف في الوقت الحالي. ولكن كل الاحتمالات لا تزال مفتوحة».

ورغم ذلك، تقرر في إسرائيل مواصلة الرصد والمتابعة حتى تتضح الصورة بشكل أكبر، مع التركيز على الأهداف التي قد تختار إيران ضربها في حال قررت الرد، وتحديد طبيعة هذا الرد «هل سيكون رداً رمزياً لإغلاق الملف أم رداً جدياً قد يؤدي إلى فتح جولة جديدة من الحرب». وفي الوقت نفسه، حرص رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت على إطلاق تحذير، مؤكدين أن إسرائيل سترد على أي هجوم إيراني بشكل أشد بكثير من الضربات السابقة.