إردوغان يلمح إلى تغيير نظام الانتخابات الرئاسية في تركياhttps://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9/4678216-%D8%A5%D8%B1%D8%AF%D9%88%D8%BA%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%84%D9%85%D8%AD-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1-%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%AE%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7
إردوغان يلمح إلى تغيير نظام الانتخابات الرئاسية في تركيا
إردوغان خلال مؤتمر صحافي في برلين الجمعة (رويترز)
لمّح الرئيس رجب طيب إردوغان إلى احتمال تغيير نظام انتخاب رئيس الجمهورية، عبر إلغاء قاعدة «50 + 1» والاكتفاء بالفوز بغالبية الأصوات للحصول على المنصب.
وعدّ إردوغان، الذي لا يحقّ له الترشح للرئاسة مجددا بعد انتهاء فترته الحالية في عام 2028، أن تطبيق نظام الفوز من خلال الحصول على الأغلبية سيسهل العملية الانتخابية، ويجعلها أسرع ويجنبها الدخول في «مسارات خاطئة». وأكد عزمه المضي قدماً في وضع دستور مدني ليبرالي جديد للبلاد يقضي على «آثار الدساتير التي وضعت في حقب الانقلابات، وآخرها الدستور الحالي الذي وضع عام 1982».
قاعدة جديدة
أدخلت قاعدة انتخاب رئيس الجمهورية من خلال الحصول على «50 + 1» من أصوات الناخبين، في استفتاء على تعديل الدستور أُجري عام 2007، وطبقت للمرة الأول في الانتخابات الرئاسية في عام 2014، التي انتخب فيها إردوغان رئيسا للمرة الأولى، حيث تغير نظام انتخاب رئيس الجمهورية من الاقتراع داخل البرلمان، الذي طبق حتى عام 2007، إلى نظام الاقتراع المباشر.
ونقلت وسائل إعلام تركية، الأحد، عن إردوغان رده على أسئلة للصحافيين المرافقين له في رحلة عودته من ألمانيا ليل الجمعة - السبت، قوله: «أوافق على تغيير شرط (50 + 1)، سيكون ذلك مناسبا، وإذا تم اتباع قاعدة انتخاب المرشح الحاصل على الأغلبية، فإن الانتخابات الرئاسية ستكون سريعة، ولن تسبب أي متاعب، ولن تؤدي إلى مسارات خاطئة». وأضاف «الذي يده ليست واضحة هو من يضعها في جيبه... عندما يتم تطبيق القاعدة الجديدة ستكتمل الانتخابات بسرعة، ولن تكون هناك (طاولة الـ6) أو (الـ16)... من يدري ماذا سيحدث بعد ذلك؟».
ولم يتمكن إردوغان في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي أجريت في 14 مايو (أيار) الماضي، من حسم الانتخابات من الجولة الأولى وتخطي نسبة (50 + 1)، وفاز في الجولة الثانية، التي أجريت في 28 من الشهر ذاته، أمام مرشح طاولة الـ6 لأحزاب المعارضة، رئيس حزب الشعب الجمهوري السابق كمال كليتشدار أوغلو.
وجدّد إردوغان تأكيده على المضي قدما في وضع دستور مدني ليبرالي جديد للبلاد، قائلا إن «أكثر ما يزعجنا هو أن روح العقلية الانقلابية تتجول بين سطور دستورنا الحالي (الذي وضع عقب الانقلاب العسكري عام 1980)، بالإضافة إلى أن العالم تغير كثيرا منذ ثمانينات القرن الماضي». وأضاف أن «تجربة التغييرات المتعددة على الدستور الحالي أدت إلى تدمير سلامة نصوص دستورنا... وضع دستور جديد مدني وشامل ومعاصر هو أحد أهم أهدافنا التي نحن نرغب في تحقيقها». وتابع: «لقد بدأنا العمل على دستور جديد في البرلمان مرات عدة، لكنه كان دائما يبقى غير مكتمل بسبب عوائق المعارضة وعدم الوفاء بوعودها، ونحن نقف عند وعدنا، ونأمل أن يكون لشعبنا ما يصبو إليه، وهو الدستور المدني الذي يستحقه، والذي سنضعه معا».
هدف التعديل
عدّ مراقبون حديث إردوغان عن تغيير قاعدة انتخاب رئيس الجمهورية محاولة للخروج من التحالف مع حزب الحركة القومية، برئاسة دولت بهشلي، أو الاحتياج لدخول حزب العدالة والتنمية الحاكم في تحالفات مع أحزاب أخرى، حتى يكون قادرا على ضمان أغلبية «50 + 1». وانتقد رئيس الحزب الديمقراطي المعارض، جولتكين أويصال، حديث إردوغان عن تغيير نظام انتخاب رئيس الجمهورية بعبارات حادة، قائلا: «إذا كانت هناك حاجة لتعريف كلمة (النزوة) في القاموس، فإن كتابة كلمة (إردوغان) ستكون كافية». وأضاف «عندما بدأ إردوغان يخسر، أنشأ (شريكاً) (حزب الحركة القومية) من شأنه أن يحقق له نسبة (50 + 1). والآن لم يعد هذا الشريك كافياً، فبدأ يبحث عن شريك جديد يساعده على تغيير هذه الصيغة وتخفيف الأعباء الحالية».
وتابع: «لا ينبغي لأحد أن يقول إن المعارضة كانت تؤكد ضرورة تغيير هذه الصيغة أو أن يختبئ وراء ذلك. لقد تحدثنا، على الأقل بالأصالة عن أنفسنا، عن التغيير الكامل للنظام التعسفي وغير القانوني، الذي يتضمن هذه الصيغة، ولم نتحدث عن تغيير يمكن إردوغان من الحفاظ على سلطته بطرق أخرى».
أوضح وزير الخارجية التركي فيدان أن الرئيس السوري لا يريد السلام في سوريا، وحذر من أن محاولات إسرائيل لنشر الحرب بدأت تهدد البيئة التي خلقتها «عملية أستانة».
فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان
لم يُخفِ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قلق حكومته بشأن بعض الأسماء التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ضمها إلى إدارته.
سعيد عبد الرازق (أنقرة)
فريق ترمب للشرق الأوسط... «أصدقاء لإسرائيل» لا يخفون انحيازهمhttps://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9/5084922-%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D8%AA%D8%B1%D9%85%D8%A8-%D9%84%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7-%D8%A3%D8%B5%D8%AF%D9%82%D8%A7%D8%A1-%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%AE%D9%81%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%86%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%B2%D9%87%D9%85
فريق ترمب للشرق الأوسط... «أصدقاء لإسرائيل» لا يخفون انحيازهم
ترمب ونتنياهو يتصافحان في «متحف إسرائيل» بالقدس يوم 23 مايو 2017 (أ.ب)
اختصر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب السياسة التي سيعتمدها في الشرق الأوسط خلال عهده الثاني باختياره المبكر لسفير بلاده لدى إسرائيل حاكم أركنساس السابق مايك هاكابي - المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة ضد الفلسطينيين وأراضيهم المحتلة - ضمن السلة الأولى لمرشحيه في المناصب العليا.
جاء تعيين هاكابي بعد 3 أيام فقط من إعلان نتائج الانتخابات الأميركية التي سجلت «أعظم عودة في التاريخ» لرئيس أميركي هو دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، وفق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي عيّن سريعاً أيضاً كبير الموظفين لدى وزارة المالية الإسرائيلية يشيئيل لايتر، المولود في الولايات المتحدة والمعروف بنشاطاته الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، التي يسميها «يهودا والسامرة» على غرار هاكابي، الذي يرفض أيضاً استخدام عبارة «مستوطنات» على ما يعده «مدناً وبلدات وقرى ومجتمعات إسرائيلية» في أرض «إسرائيل التاريخية».
وبحسب صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، كان هاكابي ناشطاً في «رابطة الدفاع اليهودية» التي أسسها الحاخام اليميني المتطرف مائير كاهانا، وتتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها.
رهان نتنياهو
استقبل هذا التعيين لبعض «أبطال إسرائيل» الأميركيين بفرح من وزيرين من أقصى اليمين في حكومة نتنياهو. وكتب وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي رسالة تهنئة إلى هاكابي بوصفه «صديقاً مخلصاً ومتفانياً». بينما كتب وزير الأمن القومي المتطرف أيضاً إيتمار بن غفير اسم «مايك هاكابي» برموز تعبيرية على شكل قلب.
في الفترة التي سبقت الانتخابات، لم يبذل نتنياهو أي جهد لإخفاء تفضيله مرشح الجمهوريين، لاعتقاده أن ترمب رئيساً سيمنح إسرائيل حرية التصرف في إدارة أمنها القومي ومواصلة حروبها ضد الميليشيات الموالية لإيران في المنطقة، ومنها «حماس» في غزة و«حزب الله» في لبنان، وفقاً لمسؤولين أميركيين. الآن، يبدو أن رهان نتنياهو على ترمب يؤتي ثماره.
كان من المفارقة أن ترمب سمى هاكابي سفيراً في إسرائيل، والمستثمر العقاري ستيفن ويتكوف مبعوثاً خاصاً للشرق الأوسط قبل أن يرشح السيناتور ماركو روبيو وزيراً للخارجية.
وبينما يستعد ترمب لدخول المكتب البيضاوي مجدداً في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل ومواجهة الصراعات المستحكمة بالشرق الأوسط، توحي تعييناته لملف السياسة الخارجية أنه سيعتمد نهجاً راديكالياً في التعامل مع القضايا التي تهم إسرائيل ومصالحها الاستراتيجية.
أكد روبيو أنه يؤيد الحرب الإسرائيلية في غزة، ملقياً تبعات العدد الهائل للضحايا بين المدنيين الفلسطينيين على «حماس» التي «تستخدمهم دروعاً بشرية». لكنه أكد أنه «ليس هنا ليرسم سياسة، بل لتنفيذ أجندة الرئيس» ترمب. وكذلك فعل هاكابي الذي قال: «لن أضع السياسة. سأنفذ سياسة الرئيس».
«نبوءة» يهودية
ومع ذلك، أعطى هاكابي إشارة إلى ما يتوقعه من هذه السياسة، مستشهداً بقرار إدارة ترمب الأولى بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، والاعتراف بمرتفعات الجولان السورية المحتلة كأرض إسرائيلية، في قرارات رحب بها اليمين الإسرائيلي بحرارة. كما رفضها الفلسطينيون وبقية المجتمع الدولي بشكل قاطع. وقال للإذاعة الإسرائيلية: «لم يفعل أحد أكثر من ذلك. نتوقع أنا والرئيس ترمب أن يستمر ذلك».
ودعم هاكابي «اتفاقات الإبراهيمية»، التي توجت جهود ترمب لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.
أما الآن، فلا يزال النهج الذي سيتبعه ترمب في التعامل مع الحرب في غزة غير واضح. ولكن الجناح اليميني في السياسة الإسرائيلية رحب بتعيين هاكابي، معتبراً ذلك «نبوءة» بفترة أخرى من السياسة الأميركية المؤيدة بشدة لأهدافهم القديمة المتمثلة في الاحتفاظ بالأراضي المحتلة في الضفة الغربية وتوسيع المستوطنات.
وقال سموتريتش إن عام 2025 سيكون «عام السيادة» الإسرائيلية على «يهودا والسامرة»، مضيفاً أنه أصدر تعليماته للسلطات الإسرائيلية بالبدء في العمل التحضيري لضم الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وهذه «المحبة» الإسرائيلية لهاكابي لم تأت من عدم؛ فالرجل قس معمداني لديه خبرة قليلة في سياسات الشرق الأوسط، ولكنه قام بعشرات الرحلات إلى إسرائيل، بما في ذلك استضافة جولات إلى الأماكن المقدسة في البلاد، بل من سلسلة مواقف أخذت تتضح أكثر فأكثر بعد وقت قصير من مشاركته في حفل وضع حجر الأساس لإحدى كبرى المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية عام 2017 حين قال إنه «لا يوجد شيء اسمه مستوطنة. إنها مجتمعات، إنها أحياء، إنها مدن». كما أنه «لا يوجد شيء اسمه احتلال».
«سند ملكية إلهي»
وقال هاكابي في العام التالي إن إسرائيل لديها «سند ملكية أعطاه الله لإبراهيم وورثته» على «يهودا والسامرة»، أي الضفة الغربية المحتلة عندما احتلتها إسرائيل في حرب الشرق الأوسط عام 1967.
وكانت إدارة ترمب الأولى أعلنت عام 2019 أنها لا تعد المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية بموجب القانون الدولي، وهو ما يتناقض مع عقود من السياسة الأميركية. وعُدّت قرارات أخرى، بما في ذلك خطة السلام لعام 2020 التي أعطت الضوء الأخضر لضم المستوطنات الإسرائيلية، أكثر ملاءمة للمستوطنين من أي إدارة سابقة.
إن حجة هاكابي لصالح ما يسمى «حل الدولة الواحدة» تتناقض مع الدعم الرسمي الأميركي الطويل الأمد لإنشاء دولة فلسطينية على أساس «حل الدولتين». وهو لم يدعم قط «حل الدولتين» حتى عندما أيد نتنياهو الفكرة عام 2009.
ولم يكن هاكابي وحيداً في تعيينات ترمب المؤيدة لإسرائيلي. سيشغل ويتكوف، وهو أيضاً صديق قديم لترمب في لعبة الغولف، وكان معه خلال محاولة الاغتيال الثانية في سبتمبر (أيلول) الماضي، منصب المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط. وليس لويتكوف خبرة واضحة في السياسة الخارجية، لكنه أشاد دائماً بتعاملات ترمب مع إسرائيل.
وقال خلال الصيف الماضي إن «قيادة ترامب كانت جيدة لإسرائيل والمنطقة بأكملها»، مضيفاً أنه «مع الرئيس ترمب، شهد الشرق الأوسط مستويات تاريخية من السلام والاستقرار. القوة تمنع الحروب. تم قطع أموال إيران مما منع تمويلها للإرهاب العالمي».
«الأقسى» مع إيران
عندما يتعلق الأمر بإيران، فإن ولاية ترمب الأولى في منصبه كانت محددة بحملة «الضغط الأقصى»، إذ انسحب عام 2018 من الاتفاق النووي الذي أنجزه الرئيس السابق باراك أوباما عام 2015، وسعى إلى إضعاف النظام الإيراني من خلال تكثيف العقوبات واغتيال قائد «فيلق القدس» لدى «الحرس الثوري» الإيراني الفريق قاسم سليماني.
وهذه المرة، يبدو ترمب أكثر استعداداً للضغط على إيران بشكل أقسى، حيث يضم حكومته صقوراً من ذوي التفكير المماثل مثل روبيو، بالإضافة إلى مرشحه لمنصب مستشار الأمن القومي مايكل والتز.
وكان هاكابي قد شَبَّه في عام 2015 الاتفاق النووي الإيراني باقتياد الإسرائيليين إلى «باب المحرقة» النازية أثناء الهولوكوست.
وقال خلال مناسبة مع الزمالة الدولية للمسيحيين واليهود إنه «رغم فظاعة النازيين، فإنهم لم ينشروا فظائعهم على وسائل التواصل الاجتماعي، ويحاولوا الترويج لما كانوا يفعلونه للعالم». وأضاف: «هذا ما يجعل هذا الشيء المروع الذي فعلته (حماس) عام 2023 أسوأ بكثير، بالنسبة لي، لأنهم يريدون من الجميع أن يرى ما فعلوه».
كما اختار ترمب بطلة أخرى لإسرائيل، وهي النائبة الجمهورية عن نيويورك أليز ستيفانيك، لتكون المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة.
وبعد هجوم «حماس» ضد المستوطنات والكيبوتزات الإسرائيلية المحيطة بغزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ظلّت ستيفانيك منتقدة صريحة لتعامل الأمم المتحدة مع الحرب. كما تصدرت عناوين الأخبار لمواجهتها رؤساء الجامعات الأميركية خلال تحقيقات الكونغرس حول معاداة السامية في الأحرام الجامعية عام 2023.