مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر يوافق على إدخال الوقود إلى غزة

رغم معارضة وزيرين وامتناع ثالث عن التصويت

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلتقي برؤساء مجالس خط المواجهة الشمالية في مركز مراقبة ريغبا بمجلس ماته آشر الإقليمي (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلتقي برؤساء مجالس خط المواجهة الشمالية في مركز مراقبة ريغبا بمجلس ماته آشر الإقليمي (د.ب.أ)
TT

مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر يوافق على إدخال الوقود إلى غزة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلتقي برؤساء مجالس خط المواجهة الشمالية في مركز مراقبة ريغبا بمجلس ماته آشر الإقليمي (د.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلتقي برؤساء مجالس خط المواجهة الشمالية في مركز مراقبة ريغبا بمجلس ماته آشر الإقليمي (د.ب.أ)

قالت هيئة البث الإسرائيلية اليوم (الأحد)، إن مجلس الوزراء الأمني المصغر وافق على إدخال شحنات من الوقود إلى قطاع غزة.

وأوضحت الهيئة أن المجلس اتخذ قراره بالموافقة، رغم معارضة وزيرين للخطوة وامتناع ثالث عن التصويت.

وقالت إن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش عارضا السماح بدخول الوقود إلى القطاع، وفقاً لما ذكرته وكالة أنباء العالم العربي.

وكان نتنياهو قد قال في وقت سابق، إنه استجاب لطلب أميركي بالسماح بإدخال شاحنات وقود إلى غزة، وعرض الطلب على حكومته المصغرة للتصويت.

ونقلت الهيئة عن مصادر مطلعة في وقت سابق قول نتنياهو للوزراء الذين عارضوا القرار: «لو لم توافق إسرائيل على هذا القرار، لكانت قد فقدت جزءاً كبيراً من الشرعية الدولية لمواصلة العملية في غزة، بل وكان سيشتبه بها بارتكاب جرائم حرب».

وكان مصدر أمني مصري رفيع قد ذكر يوم الجمعة، أن الموافقة على إدخال الوقود إلى غزة جاءت بناء على «اتصالات مكثفة بين الأجهزة الأمنية في مصر وإسرائيل والولايات المتحدة».

وجاء ذلك مع ازدياد الضغوط الدولية على إسرائيل لتغيير موقفها والسماح بدخول كميات من الوقود إلى القطاع الذي تحاصره وتمنع عنه المواد الأساسية والوقود منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.


مقالات ذات صلة

سموتريتش يدعو النائب العام الإسرائيلي لمنع الإضراب العام غداً

شؤون إقليمية وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (رويترز)

سموتريتش يدعو النائب العام الإسرائيلي لمنع الإضراب العام غداً

طلب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش من النائب العام تقديم طلب عاجل للمحاكم لمنع الإضراب المقرر غداً الاثنين، الذي يهدف إلى الضغط على حكومة نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ البيت الأبيض (أرشيفية - رويترز)

الديمقراطيون في أميركا يحثّون على التوصل لهدنة في غزة

جدّد عدد من المشرّعين من الحزب الديمقراطي بالولايات المتحدة، الأحد، دعواتهم لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» بعد مقتل 6 رهائن في نفق بقطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي أحد أفراد قوات الأمن الإسرائيلية يحاول إخراج مشارك في مظاهرة خارج مكتب رئيس الوزراء في القدس طالبت بالعودة الفورية للرهائن في غزة (رويترز)

هل تغيرت تعليمات احتجاز الأسرى الإسرائيليين في غزة؟

سلّطت الاتهامات المتبادلة بين إسرائيل و«حماس» حول التسبب في قتل المختطفين الإسرائيليين الستة الضوء على ظروف احتجازهم وطبيعة التعليمات المعطاة للمكلفين بحراستهم.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شمال افريقيا فلسطينيون يتفقدون منازلهم شرق دير البلح وسط قطاع غزة بحثاً عن أشياء يمكن انتشالها من بين الأنقاض (أ.ف.ب)

«مقتل رهائن» و«ضغوط الداخل» الإسرائيلي... هل يعجّلان «هدنة غزة»؟

فجَّر إعلان إسرائيل العثور على جثث رهائن بقطاع غزة موجة احتجاجات واسعة؛ رفضاً لسياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية جانب من جنازة ألموغ ساروسي في مدينة رعنانا الإسرائيلية اليوم (أ.ف.ب)

إسرائيل: الرهائن قتلوا من مسافة قريبة جداً بين الخميس وصباح الجمعة

أفادت وزارة الصحة الإسرائيلية بأن التشريح الذي أجري صباح اليوم (الأحد) لجثث الرهائن الـ6 أظهر أنهم قتلوا «من مسافة قريبة جداً بين الخميس وصباح الجمعة».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

جثث المختطفين الستة تؤجج الغضب ضد نتنياهو

متظاهر في تل أبيب مساء السبت يرتدى قناعاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتنديد بسياسته في ملف المحتجزين لدى «حماس» (د.ب.أ)
متظاهر في تل أبيب مساء السبت يرتدى قناعاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتنديد بسياسته في ملف المحتجزين لدى «حماس» (د.ب.أ)
TT

جثث المختطفين الستة تؤجج الغضب ضد نتنياهو

متظاهر في تل أبيب مساء السبت يرتدى قناعاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتنديد بسياسته في ملف المحتجزين لدى «حماس» (د.ب.أ)
متظاهر في تل أبيب مساء السبت يرتدى قناعاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتنديد بسياسته في ملف المحتجزين لدى «حماس» (د.ب.أ)

في أعقاب تباهي الجيش الإسرائيلي والحكومة باسترداد «ستة جثامين» لمحتجزين لدى «حماس»، خرجت عائلات في موجة مظاهرات شوّشت الحياة الاقتصادية في شتى أنحاء البلاد، داعية النقابات والبلديات إلى إضراب عام، (الاثنين)؛ بهدف شل الحياة التجارية تماماً للضغط على رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو؛ ليتوقف عن وضع العراقيل أمام صفقة تبادل أسرى.

وأكد قادة المتظاهرين أن العثور على الجثامين «لا ينبغي أن يكون مصدر تفاخر، بل هو شهادة عار على إسرائيل». وعبّروا عن اعتقادهم بأنه «كان واضحاً للحكومة وللجيش أن (حماس) أمرت عناصرها المسؤولين عن حراسة المختطفين الإسرائيليين لديها، بقتلهم في حال اقتراب قوات الجيش الإسرائيلي، ونشوء خطر تحريرهم بالقوة».

امرأة تمشي يوم الأحد بجوار ملصق لرهائن إسرائيليين لدى «حماس» تم العثور على جثث بعضهم (رويترز)

وواصلت عائلات الأسرى، عبر منتداها، كيل الاتهامات لحكومة نتنياهو بالقول إن «الحكومة تعرف أن قسماً كبيراً جداً من الأسرى قُتل، إما نتيجة العمليات الإسرائيلية أو نتيجة لعمليات (حماس)، أو نتيجة لظروف أسرهم تحت الأرض. وتعرف أيضاً (أي الحكومة) أنه وعلى الرغم من الحرب المستمرة منذ 11 شهراً؛ فإن إسرائيل لم تتمكّن من تحرير سوى 8 أسرى أحياء بالقوة، بينما حرّرت 110 أسرى خلال صفقة تبادل، ولذلك فإن الصفقة هي الحل، وعرقلتها جريمة قتل».

دعوة للإضراب

وتوجّه منتدى عائلات المختطفين إلى قادة النقابات العامة، والسلطات المحلية والبلدية بشكل عام؛ للقيام بواجب الحد الأدنى من التضامن مع عائلات المختطفين، وإنقاذ أبنائهم وبناتهم، وذلك بإعلان إضراب عام «حتى تفهم الحكومة أن الشعب مع المختطفين وليس مع هدر أرواحهم».

وكانت المظاهرات بدأت مساء السبت، بمشاركة عشرات ألوف المواطنين، ما جعل مسؤولاً في قيادة منتدى العائلات يقول إن «حملة الاحتجاج بدأت تسترد أنفاسها، بعد أسابيع عدة من تراجع المشاركة الجماهيرية».

وعاد إلى الشوارع نحو 170 ألف متظاهر، غالبيتهم في مظاهرات تل أبيب، والبقية في 80 مظاهرة في جميع أنحاء البلاد، ومن أهم الدلائل على نجاحها في استقطاب الجمهور، قيام مجموعات من اليمين المتطرف بمظاهرة مضادة في تل أبيب شتموا فيها المتظاهرين المتضامنين مع عائلات الأسرى، وفي مرحلة معينة حاولوا الاعتداء عليهم جسدياً، ورش الغاز المسيل للدموع على بعض منهم.

آلاف المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب مساء السبت يحتجون ضد سياسة نتنياهو وحكومته في ملف الأسرى (د.ب.أ)

وفي بداية المظاهرة في تل أبيب عقد «منتدى العائلات» مؤتمراً صحافياً أعلن فيه أعضاؤه أنهم «سيزلزلون» إسرائيل ابتداءً من الأحد، من دون أن يخبروا عن النشاطات التي ينوون القيام بها. بيد أن خطابهم تجاه الحكومة ورئيسها كان حاداً بشكل خاص، ويبدو أن هذا الأمر كان سبباً لهجوم الشرطة عليهم، عند «أول مخالفة»، فما أن نزلوا إلى شارع بيغن ليغلقوه، حتى هاجمتهم فرقة خيالة بشراسة، وأصابت 6 متظاهرين بجراح، بينهم الشابة نتالي تسنغاركر، شقيقة الجندي متان، الأسير لدى «حماس»، التي نُقلت إلى العلاج في المستشفى، والبروفسور فلاديمير تانك، رئيس قسم زرع الأعضاء في «مستشفى بلينسون»، الذي تم اعتقاله أيضاً لأنه احتج على هذا القمع.

وفرّقت قوات أخرى من الشرطة مظاهرتين أمام بيتَي وزير التعليم يوآف كيش، في بلدة كفار سابا، ووزيرة المواصلات ميري ريجف، في تل أبيب، واعتقلت 4 منهم.

اتهام نتنياهو

وحرص منظمو المظاهرات على إبراز عدد من المختطفات اللواتي تم إطلاقهن من الأسر خلال الصفقة التي أُبرمت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي من أسر «حماس»، اللواتي حاول نتنياهو استخدامهن في دعايته، وفي محاولاته دق الأسافين.

وقالت نوعاما ساهر كلدرون، إنها توجه كلماتها مباشرة إلى نتنياهو: «في كل مرة أراك تُفشل الصفقة، أشعر بطعنة في الظهر توجهها لي ولكل واحد من المختطفين. أنت تخون المختطفين وتخون الدولة التي اختارتك رئيساً لحكومتها... الدولة تحت قيادتك تخون أبناءها وبناتها. والآن أتوجه للدولة بنداء استغاثة: لا تخوني أبناءك مرة أخرى».

وقالت عيناف، والدة الجندي الأسير، متان تسنغاركر، ووالدة الجريحة نتالي، إن ابنها «وقع في الأسر وهو حي، لكن نتنياهو ووزراءه الأعضاء في الكابينت حكموا عليه بالإعدام. باستثناء وزير الدفاع (يوآف) غالانت، قرر الوزراء السير وراء نتنياهو وإجهاض صفقة التبادل، بذريعة أو خدعة محور فيلادلفيا. هكذا يكونون قد قرروا بوعي كامل إصدار حكم الإعدام».

سيدة تحمل لافتة يوم الأحد في تل أبيب للمحتجزة الإسرائيلية كارمال غات التي تم العثور على جثتها (رويترز)

وتابعت: «يحلو لنتنياهو أن ينادوه بـ(سيد الأمن)، لكنه في الحقيقة (سيد الموت). فنهجه سيقود إلى مقتل مَن تبقّى حياً من المختطفين، وهناك طريقة واحدة لإيقافه، هي في عزله عن الحكم، هذا رجل خطير على إسرائيل، ولا بد من تغييره».

فيلادلفيا

ومن بعد خطابها، نُشر النبأ عن عثور قوات الجيش الإسرائيلي على عدد من جثامين الأسرى الإسرائيليين في غزة، فتحوّلت الخطابات إلى غضب شديد، وردد جميع الخطباء هذه الجملة: «نتنياهو وأقزامه في الكابينت قرروا نسف الصفقة بسبب محور (فيلادلفيا)، وبالتالي الحكم عليهم بالموت».

وقال المنتدى في بيان له: «نتنياهو تخلى عن المختطفين، وهذا دليل على ذلك. الدولة ستهتز بدءاً من (الأحد)». ودعا جمهور المواطنين إلى «الاستعداد لحالة شلل تام في الدولة».

وجاء في بيان عنهم: «نتنياهو وأعضاء الكابينت السياسي والأمني حوّلوا محور (فيلادلفيا) إلى قبر للمختطفين، وقرار البقاء في (فيلادلفيا) لا يوجد فيه أي اعتبار موضوعي، إنما اعتبارات مجرمين من أجل البقاء سياسياً».

وقال رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، «أبناؤنا وبناتنا جرى التخلي عنهم وهم يموتون في الأسر ونتنياهو منشغل بالتلفيقات. ما يهمه ليس محور (فيلادلفيا) ولقاحات شلل الأطفال إنما الائتلاف والإبقاء على سموتريتش وبن غفير، وهو في طريقه لسحق عائلات المختطفين وشعب إسرائيل».