إطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ على تل أبيب والمناطق المحيطة بها

عناصر من الجيش الإسرائيلي (إ.ب.أ)
عناصر من الجيش الإسرائيلي (إ.ب.أ)
TT

إطلاق دفعة كبيرة من الصواريخ على تل أبيب والمناطق المحيطة بها

عناصر من الجيش الإسرائيلي (إ.ب.أ)
عناصر من الجيش الإسرائيلي (إ.ب.أ)

نقلت «وكالة أنباء العالم العربي» عن صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم (الجمعة)، أن دفعة كبيرة من الصواريخ أُطلقت على مدينة تل أبيب والمناطق المحيطة بها في وسط إسرائيل، وذلك للمرة الأولى منذ يوم الثلاثاء الماضي.

وقالت: إن منظومة «القبة الحديدية» الدفاعية اعترضت عدداً من الصواريخ في سماء المدينة.

وأعلنت «حماس» مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ.

وقالت «كتائب القسام» الجناح العسكري للحركة، إنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية رداً على «المجازر» بحق المدنيين.

وكان المكتب الإعلام الحكومي في غزة قد قال اليوم: إن إسرائيل قصفت القطاع بنحو 32 ألف طن من المتفجرات وأكثر من 13 ألف قنبلة، بمتوسط 87 طناً من المتفجرات لكل كيلومتر مربع.

وواصل الفلسطينيون الفرار من شمال قطاع غزة المدمر إلى الجنوب مع خروج عشرات الآلاف أمس (الخميس) سيراً على الأقدام؛ هرباً من القصف والمعارك العنيفة بين الجيش الإسرائيلي وحركة «حماس»، في حين تجري محادثات أميركية - إسرائيلية - قطرية في الدوحة بشأن هدنة إنسانية.

وبعد أكثر من شهر من القصف الإسرائيلي العنيف والمتواصل رداً على هجوم «حماس» غير المسبوق في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، ما زال مئات آلاف المدنيين عالقين في وضع إنساني كارثي في شمال القطاع، بحسب الأمم المتحدة.


مقالات ذات صلة

الخليج السعودية عدّت ممارسات إسرائيل في «الأقصى» تعدياً صارخاً (د.ب.أ)

السعودية تدين استمرار انتهاكات إسرائيل في فلسطين وسوريا

دانت السعودية اقتحام وزير الأمن القومي لباحة المسجد الأقصى، وتوغل قوات الاحتلال في الجنوب السوري.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية كشافة يستقبلون الكاردينال بيير باتيستا بيتسابَلّا بلافتات تقول إحداها: «نريد الحياة لا الموت» في بيت لحم الثلاثاء (رويترز)

توتر في العلاقات بين إسرائيل والفاتيكان بسبب قتل الأطفال في القطاع

تطرّق رجال الدين في معظم الكنائس المسيحية في العالم، خلال كرازة عيد الميلاد المجيد، للأوضاع في غزة، متعاطفين مع الضحايا الفلسطينيين.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي تسبب القصف الإسرائيلي على غزة في استشهاد أكثر من 45 ألف فلسطيني أكثر من نصفهم نساء وأطفال (رويترز)

تجمدوا حتى الموت... البرد يودي بحياة 3 أطفال في غزة

توفي 3 أطفال فلسطينيين في الساعات الـ48 الماضية بسبب البرد الشديد، حيث قال الأطباء إنهم تجمدوا حتى الموت أثناء وجودهم في مخيمات غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يتفقدون خيما قصفتها القوات الإسرائيلية في وقت سابق لدى مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة (أ.ف.ب)

عشرات القتلى والجرحى جراء قصف إسرائيلي في غزة

قال مسعفون في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس إن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب العشرات جراء قصف إسرائيلي لمنزل بحي الزيتون بمدينة غزة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

توتر في العلاقات بين إسرائيل والفاتيكان بسبب قتل الأطفال في القطاع

كشافة يستقبلون الكاردينال بيير باتيستا بيتسابَلّا بلافتات تقول إحداها: «نريد الحياة لا الموت» في بيت لحم الثلاثاء (رويترز)
كشافة يستقبلون الكاردينال بيير باتيستا بيتسابَلّا بلافتات تقول إحداها: «نريد الحياة لا الموت» في بيت لحم الثلاثاء (رويترز)
TT

توتر في العلاقات بين إسرائيل والفاتيكان بسبب قتل الأطفال في القطاع

كشافة يستقبلون الكاردينال بيير باتيستا بيتسابَلّا بلافتات تقول إحداها: «نريد الحياة لا الموت» في بيت لحم الثلاثاء (رويترز)
كشافة يستقبلون الكاردينال بيير باتيستا بيتسابَلّا بلافتات تقول إحداها: «نريد الحياة لا الموت» في بيت لحم الثلاثاء (رويترز)

أكدّت مصادر سياسية في تل أبيب أن توتراً شديداً ينتاب العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والفاتيكان، بسبب التصريحات التي أدلى بها البابا فرنسيس تضامناً مع أهل غزة، واستخدام كلمة «وحشية» لوصف الغارات على النازحين الفلسطينيين وقتل الأطفال، ما جعل الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هيرتسوغ يسعى لزيارة روما، في محاولة لتهدئة الوضع، لكن اليمين المتطرف الحاكم يُحاول ثنيه عن هذه الزيارة، «التي لا يوجد لها تفسير سوى أنها خُنوع أمام مَن ينتقدوننا».

وقال أحد الوزراء الإسرائيليين إن زيارة هيرتسوغ غير مفهومة. ووفق صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أضاف الوزير -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن «البابا لا يوفر مناسبة لتلطيخ سمعة إسرائيل. يهاجمها باستمرار ويتحيّز للفلسطينيين. فقط في الشهر الماضي أدّى صلاة في كنيسة، وقد وضع أمامه تمثالاً للمسيح وهو ملفع بالكوفية، وذلك في رمزية واضحة ترسخ الادعاء بأن المسيح كان فلسطينياً. فلماذا ينبغي لرئيسنا أن يركع أمام هذا البابا؟».

علما الفاتيكان وإسرائيل خلال إقامة البابا فرنسيس صلاة الملائكة في ساحة الفاتيكان الخميس (رويترز)

وكان رجال الدين المسيحيون في معظم الكنائس المسيحية في العالم قد تطرقوا خلال كرازة عيد الميلاد المجيد، للأوضاع في غزة، متعاطفين مع الضحايا الفلسطينيين. ودان البابا فرنسيس بنفسه ما سمّاه «قسوة الغارات على قطاع غزة، وإطلاق الرصاص على الأطفال هناك». وعدّها وحشية.

وقال الحبر الأعظم، الذي ينضوي تحت قيادته الروحية 1.2 مليار مسيحي في العالم، بعد صلاة التبشير الأحد الماضي: «بألم أفكر في غزة، في كل هذه القسوة، في الأطفال الذين يتعرّضون لزخات إطلاق النار، في قصف المدارس والمستشفيات. يا لها من قسوة».

وكشف النقاب، الخميس، أن هيرتسوغ كان قد اتصل بالبابا فرنسيس، هاتفياً، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، واحتجّ على تصريحاته ضد إسرائيل. وقال له إن «الجيش الإسرائيلي ملتزم بالقوانين الدولية، ولا يطلق الرصاص على المدنيين، بل (حماس) الإرهابية هي التي يندس قادتها بين المدنيين، فتضطره إلى تصويب ناره عليهم». وردّ البابا: «الرد على الإرهاب لا يكون بالإرهاب». وفي اليوم التالي لهذه المكالمة عاد البابا واستخدم كلمة إرهاب في وصف العمليات الحربية الإسرائيلية، وقال: «أيضاً في الحرب توجد قوانين. قتل الأطفال بهذه الوحشية ليس حرباً، بل إرهاب».

الزوجان المسيحيان طوني وأمل وهما من النازحين خارج خيمتهما في منطقة المواصي بخان يونس الأربعاء (إ.ب.أ)

وفي محاولة استفزازية للرد على هذه التصريحات، حاول الجيش الإسرائيلي منع الكاردينال بيير باتيستا بيتسابَلّا، بطريرك القدس للاتين، من دخول غزة في مطلع الأسبوع؛ حيث أراد أن يترأس قداس تباشير بالميلاد، فأثار قراره موجة احتجاج غاضبة في العالم فتراجع. ودخل الكردينال مدينة غزة في زيارة وصفها أهل غزة بأنها «تاريخية وإنسانية». ولم تقتصر الزيارة على الكنيسة الكاثوليكية، بل راح يتجوّل في الشوارع والأحياء التي دمّرتها العمليات الحربية الإسرائيلية، والتقى أفراداً من العائلات المتبقية من المسيحيين، الذين فقدوا نحو 20 مواطناً قتلوا بالغارات، والتقى عائلات من المسلمين الذين يعيشون وسط ظروف إنسانية قاسية، نتيجة الحصار والدمار والقتل المستمر. وعلى مدى 4 أيام، حرص الكاردينال على زيارة البيوت المتضررة، مستمعاً إلى معاناة سكان القطاع، ومعبراً عن تضامنه العميق معهم. فيما حملت زيارته رسالة رجاء وسلام؛ حيث قدّم كلمات تعزية ودعم للأسر التي فقدت منازلها وأحباءها.

وأكد أهمية الصمود والإيمان وسط هذه المحنة العصيبة، مشدداً على أن وجودهم هو شهادة حية للإيمان والثبات، ليؤكد أهمية الوحدة الإنسانية والتكاتف بين مختلف الأديان في مواجهة الأزمات.

وخلال القداس، قال الكاردينال إن معاناة أهل غزة ليست منسية، وأن الكنيسة ستظل حاضرة لدعمهم ومساندتهم، كما دعا إلى التحرك العاجل لإنهاء الحصار المفروض على القطاع، وإحلال السلام والعدالة في المنطقة.

وعاد الكردينال باتيستا، وهو إيطالي الجنسية، لتكرار رسائله في قداس ليلة الميلاد في كنيسة المهد في بيت لحم، الذي تم بثه عبر التلفزيون الفلسطيني الرسمي إلى كل أرجاء العالم. وأشار إلى أن رسالته للمؤمنين ألا يخافوا.

وقال: «ليست لديّ مشكلة هذه السنة في الاعتراف بصعوبة الإعلان عن فرح ميلاد المسيح لكم، أنتم الحاضرون هنا، ولكل مَن ينظر إلى بيت لحم من جميع أنحاء العالم. نشيد الملائكة، الذين ينشدون المجد والفرح والسلام، يبدو لي نشازاً بعد عام مليء بالمشقة، والدموع والدماء والمعاناة، بسبب آمال خابت وخطط للسَّلام والعدل تحطَّمَت. يبدو أَن النواح يتغلَّب على النشيد، والغضب يشلُّ كل طريق للرجاء».

الكاردينال بيير باتيستا بيتسابَلّا بطريرك القدس للاتين يحيي فلسطينية في بيت لحم الثلاثاء (أ.ف.ب)

وأجرى مقارنة بين درب الآلام التي خاضها مريم ويوسف، «بينما يبدو أنّهما يُطيعان صاغرين قوة أكبر منهما، إلا أنهما كانا في الواقع ينظران إلى التاريخ بعيون الله، ويريان فيه مشروعاً إلهياً، فيه يدخلان المجد والسلام. ونحن أيضاً يمكننا ويجب علينا أن نبقى في أرضنا، وأن نعيش واقعنا، غير مُجبرين أو مستسلمين، ولا حتى مستعدّين للهرب في أوَّل فرصة. نحن مدعوُّون من قِبل الملائكة كي نعيش هذه الليلة بإيمان ورجاء. نحن أيضاً، على غرار يوسف ومريم، والرعاة، يجب أن نختار وأن نُقرّر: هل نقبل بإِيمان بشارة الملاك، أم نمضي في طريقنا؟ طفل بيت لحم يأخذ بيدنا في هذه الليلة، ويرافقنا في معارج التاريخ، ويساعدنا كي نقبله حتى النهاية، فنسير فيه بثقة ورجاء. ولم يخش الموت. ويطلب منَّا ألّا نخاف من قوى هذا العالم، بل أن نثابر في طريقِ العدل والسلام».

وكان المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، عيدان بار طال، قد استدعى سفير الفاتيكان في تل أبيب، المطران أدولفو طيطو يلينا، الثلاثاء، لجلسة احتجاج، عبّر فيها عن الشعور بالمرارة من تصريحات البابا فرنسيس، وعدّها «ازدواجاً بالمعايير». وقال بار طال إن هذه التصريحات مخيبة للآمال بشكل خاص؛ لأنها منفصلة عن السياق الحقيقي والواقعي لحرب إسرائيل ضد الإرهاب الجهادي، وهي حرب متعددة الجبهات، فُرضت عليها منذ 7 أكتوبر 2023.