عائلات الأسرى تطالب نتنياهو بالعمل على إطلاق سراحهم فوراً

اعتصام أمام وزارة الدفاع وقلق من «التصرفات المشبوهة للحكومة»

متظاهرون في تل أبيب يحملون صور الأسرى الإسرائيليين (طاقم قيادة عائلات الأسرى)
متظاهرون في تل أبيب يحملون صور الأسرى الإسرائيليين (طاقم قيادة عائلات الأسرى)
TT
20

عائلات الأسرى تطالب نتنياهو بالعمل على إطلاق سراحهم فوراً

متظاهرون في تل أبيب يحملون صور الأسرى الإسرائيليين (طاقم قيادة عائلات الأسرى)
متظاهرون في تل أبيب يحملون صور الأسرى الإسرائيليين (طاقم قيادة عائلات الأسرى)

من خلال الاعتصام أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، لليوم الخامس عشر على التوالي، ومظاهرة أسبوعية (السبت)، وتضامن شعبي واسع، ناشدت عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى حركة «حماس» في قطاع غزة، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو العمل على إطلاق سراح أبنائهم وبناتهم فوراً، وعدم الإقدام على إجراءات تضعهم في خطر الموت.

وقالت شيرا الباغ، التي وقعت ابنتها ليري في الأسر، وهي جندية في نقطة مراقبة على غزة في إحدى الثكنات العسكرية في الجنوب، إن النشاطات التي يقومون بها «صرخة ألم كي يسمعها نتنياهو وأولئك الجالسون معه في مجلس إدارة الحرب وجميع أعضاء الكنيست (البرلمان)». وأضافت من موقعها في خيمة الاعتصام، أن «هؤلاء القادة لا يكترثون لآلامنا. لم يجد أي منهم وقتاً لزيارتنا وإخبارنا بما يحدث، وإن كان يحدث شيء فعلاً لإطلاق سراح أولادنا، أو على الأقل لمواساتنا في همومنا، أو تهدئتنا في ثورة أعصابنا».

ومثل الباغ، يشكو جميع الموجودين في خيمة الاعتصام، من غياب الاكتراث لهم، ويقولون إن هذا التصرف من الحكومة «ينذر بالسوء»، ويخيفهم من احتمال أن تكون قد وضعتهم في قاع سلم الأولويات. ومع ذلك فإنهم يأملون أن يتمكن الرئيس الأميركي، جو بايدن، من التوصل إلى اتفاقات تضمن صفقة تبادل أو أي شيء آخر يؤدي إلى تحرير الأسرى.

إسرائيلية تبحث عن معلومات حول مفقودين عبر ملصقات على جدار في تل أبيب (أ.ف.ب)
إسرائيلية تبحث عن معلومات حول مفقودين عبر ملصقات على جدار في تل أبيب (أ.ف.ب)

يُذْكر أن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أعلن عن ارتفاع عدد الأسرى إلى 212 أسيراً، بعد معلومات جديدة، لكن الحكومة الإسرائيلية تصر على أنها لا تجري أي مفاوضات لإطلاق سراحهم.

ومن يقوم بهذه المهمة هي حكومة قطر بالتنسيق مع الإدارة الأميركية. وتتصرف حكومة نتنياهو على هذا النحو؛ لأنها كانت قد كبّلت أيديها بسن قانون يمنع إبرام صفقات تبادل تفضي إلى إطلاق سراح أسري فلسطينيين من سجونها. وقد تسابق المسؤولون الإسرائيليون حول من يتشدد أكثر في هذا الموضوع.

اعتصام أهالي الأسرى الفلسطينيين أمام «الصليب الأحمر» برام الله مطالبين بالإفراج عن أبنائهم في 17 أكتوبر (أ.ف.ب)
اعتصام أهالي الأسرى الفلسطينيين أمام «الصليب الأحمر» برام الله مطالبين بالإفراج عن أبنائهم في 17 أكتوبر (أ.ف.ب)

وشددت هذه الحكومة الإجراءات القمعية على الأسرى الفلسطينيين، وسلمت أمرهم للوزير اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، الذي تباهى بقوانين التنكيل بهم. واليوم يتعرض هو والحكومة إلى نقد شديد في الشارع وفي الإعلام، فالحكومة بقيادة نتنياهو وبن غفير انشغلت في كميات الشامبو المسموح بها للسجناء الفلسطينيين، وتركت أمن المواطنين، وأخلت الدولة أمام هجوم (حماس)». والمعروف أن أحد أهم أهداف هجوم «حماس» الأخير، كان أخذ أسرى إسرائيليين لإجبار حكومة تل أبيب على صفقة تبادل أسرى.

وللأسبوع الثاني على التوالي، خرجت هذه العائلات إلى مظاهرة مساء السبت، في قلب تل أبيب، وحصدت تضامناً واسعاً في المجتمع الإسرائيلي. وخلال المظاهرة جرت إضاءة شرفات البيوت في مئات البلدات الإسرائيلية، وإضاءة برج مطار بن غوريون وبرج شركة الكهرباء وعشرات البنايات، وراح الإسرائيليون ينشدون النشيد الوطني «هتكفا» في الشوارع وفي المطار وفي الطائرات التجارية. واشترك معهم قادة الاحتجاجات التي سبقت الحرب ضد خطة الحكومة للانقلاب على منظومة الحكم، وإضعاف القضاء، وأقاموا خيمة اعتصام أمام مقر وزارة الدفاع، يظهر فيها ممثلو العائلات ومتضامنون معهم ليل نهار.

نتنياهو استقبل جلعاد شاليط عام 2016 في قاعدة تل نوف الجوية بجنوب إسرائيل (أ.ب)
نتنياهو استقبل جلعاد شاليط عام 2016 في قاعدة تل نوف الجوية بجنوب إسرائيل (أ.ب)

تجاهل الحكومة

تحاول الحكومة تجاهل هذه العائلات بدعوى أنها لا تريدهم أن يساعدوا حركة «حماس» على استغلال ورقة الأسرى لوقف الحرب ضد غزة وضد الضفة الغربية. وقد عبّر عدد من الوزراء والنواب في أحزاب اليمين عن رفضهم الرضوخ لحملة الاحتجاج هذه، وأطلقوا تصريحات يلمحون فيها إلى «بروتوكول هنيبعل»، الذي بموجبه يُقْتل الآسرون مع المأسورين. وهذا التوجه يفزع أهالي الأسرى، ويشعرهم بأن الحكومة تنوي هدر حياة أولادهم.

وعبّر الكاتب جدعون ليفي عن هذا الموقف في مقال لصحيفة «هآرتس»، الأحد، قائلاً إن «من يريد إطلاق سراح الـ210 مخطوفين ومن لا يريد، يجب عليه الآن النضال بكل القوة ضد الغزو البري لغزة، وفي الوقت نفسه استخدام أي ضغط ممكن على الحكومة من أجل التوصل إلى اتفاق على إطلاق سراح آلاف السجناء الفلسطينيين».

وذكر ليفي أن إسرائيل أطلقت سراح 1027 سجيناً فلسطينياً مقابل الجندي جلعاد شاليط، بوساطة مصرية في أكتوبر (تشرين الأول) 2011، وأن «إسرائيل التي تتفاخر بالحفاظ على سلامة مواطنيها من أي خطر، وتعد الدماء اليهودية مقدسة بالنسبة لها وحياة مواطنيها أثمن من أي شيء آخر، يجب عليها إثبات ذلك الآن، هذه المرة بالأفعال وليس بالأقوال».


مقالات ذات صلة

شُح السيولة النقدية يعتصر أبناء غزة

خاص طفل يأكل من صحن طعام حصل عليه من «تكيَّة خيرية» بمدينة غزة اليوم (أ.ف.ب)

شُح السيولة النقدية يعتصر أبناء غزة

يعاني قطاع غزة شُحّاً حادّاً في السيولة النقدية بعدما منعت إسرائيل دخول أي عملات جديدة إليه منذ 7 أكتوبر 2023، مما وضع أهله بين براثن تجار استغلوا الأزمة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الخليج وزير الخارجية السعودي خلال مباحثاته مع نظيره الأردني (واس)

السعودية والأردن يبحثان تحضيرات «مؤتمر حل الدولتين»

بحثت السعودية والأردن التحضيرات القائمة لمؤتمر تسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين المقرر عقده في شهر يونيو المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شؤون إقليمية أعضاء محكمة العدل الدولية والمشاركين خلال جلسات الاستماع في محكمة العدل في لاهاي 30 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

أميركا تدافع عن موقف إسرائيل بحظر عمليات مساعدات «الأونروا» في غزة

قالت الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، في جلسة استماع بمحكمة العدل الدولية في لاهاي إنه لا يمكن إجبار إسرائيل على السماح لوكالة «الأونروا» بالعمل في غزة.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
الخليج محمد الناصر يلقي بيان السعودية خلال جلسة محكمة العدل الدولية في لاهاي (واس) play-circle 00:52

السعودية تطالب بوجوب التزام إسرائيل بالقانون الدولي الإنساني

جدَّدت السعودية مطالبتها بوجوب التزام إسرائيل باعتبارها قوة محتلة بأحكام القانون الدولي الإنساني، وتوفير الاحتياجات الأساسية للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
الخليج وليد الخريجي يتحدث خلال اجتماع «بريكس» الوزاري في ريو دي جانيرو الثلاثاء (الخارجية السعودية)

السعودية تُجدِّد التزامها بالحياد تجاه التصعيد الإقليمي والدولي

جدَّدت السعودية التزامها بأن تكون شريكاً موثوقاً ومحايداً ضمن جهودها ومساعيها الرامية إلى خفض التصعيد إقليمياً ودولياً.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)

رئيس الأركان الإسرائيلي: مستعدون لتوجيه ضربة قاصمة لـ«حماس»

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير (إ.ب.أ)
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير (إ.ب.أ)
TT
20

رئيس الأركان الإسرائيلي: مستعدون لتوجيه ضربة قاصمة لـ«حماس»

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير (إ.ب.أ)
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير (إ.ب.أ)

أفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، اليوم (الخميس)، بأن رئيس أركان الجيش، إيال زامير، قال إن قواته على استعداد لتوجيه «ضربة قاصمة» لحركة «حماس».

ونقلت الصحيفة عن زامير قوله إن الجيش الإسرائيلي سيرفع وتيرة عملياته ضد «حماس... وسنفعل ذلك قريباً إذا لزم الأمر».

وأضاف رئيس الأركان الإسرائيلي أن بلاده تواجه تحدياً، وهو إعادة المحتجزين في غزة، وخلق «واقع أمني مستقر وآمن يستمر لأجيال قادمة».

وكان الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ قال، في وقت سابق اليوم، إنه ينبغي إبقاء المؤسسة العسكرية بعيدةً عن أي خلافات سياسية.