دول عدة تبدأ إجلاء رعاياها من إسرائيل

مواطنون ينتظرون موعد رحلاتهم في مطار بن غوريون (أ.ف.ب)
مواطنون ينتظرون موعد رحلاتهم في مطار بن غوريون (أ.ف.ب)
TT

دول عدة تبدأ إجلاء رعاياها من إسرائيل

مواطنون ينتظرون موعد رحلاتهم في مطار بن غوريون (أ.ف.ب)
مواطنون ينتظرون موعد رحلاتهم في مطار بن غوريون (أ.ف.ب)

بدأت عدة دول إجلاء رعاياها من إسرائيل عقب الهجوم المباغت وغير المسبوق الذي شنته حركة «حماس» ضد إسرائيل، السبت الماضي، وإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو «حالة الحرب». وألغت شركات الطيران العالمية عشرات الرحلات من وإلى إسرائيل، في حين أعلنت دول كثيرة عن إجلاء رعاياها العالقين في البلاد.

بولندا

وأصبحت بولندا، أول من أمس، أول دولة تعلن عزمها على إرسال طائرات عسكرية لإجلاء رعاياها العالقين في إسرائيل. وهبطت 3 طائرات عسكرية تقل بولنديين تم إجلاؤهم من إسرائيل في وارسو صباح أمس، كما أعلنت السلطات البولندية.

جانب من عملية إجلاء الرعايا البولنديين من تل أبيب أمس (وزارة الدفاع البولندية)

وقال وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشتشاك عبر منصة «إكس»: «الأشخاص الأوائل الذين أُجلوا من إسرائيل أصبحوا في بولندا. ونقلت الطائرة الأولى 120 شخصاً كانوا عالقين في مطار تل أبيب، وتلتها طائرتان أخريان تقلان 120 شخصاً آخرين».

سويسرا

وقالت وزارة الخارجية السويسرية، أمس، إنها ستجلي رعاياها من إسرائيل في رحلة تسيرها شركة الطيران السويسرية. وأظهر موقع إلكتروني حكومي أن الرحلة من تل أبيب إلى زيوريخ من المقرر أن تتم اليوم. وأوضح أن نحو 28 ألفاً من المواطنين السويسريين وعائلاتهم مسجلون في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

رومانيا

وأعلنت وزارة الخارجية الرومانية، أمس، إجلاء 245 من مواطنيها من إسرائيل. وتوجهت 4 طائرات إلى إسرائيل، اثنتان تابعتان لشركة «تاروم» الحكومية، واثنتان تابعتان لشركة خاصة. ومن بين من تم إجلاؤهم مجموعتان من زوار الأماكن المقدسة.

المجر

كما قامت المجر بإجلاء 215 مواطناً من تل أبيب على متن طائرتين عسكريتين. وقال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو عبر «فيسبوك»، إن الطائرتين التابعتين للقوات الجوية المجرية هبطتا في مطار بودابست صباح أمس. وتعمل الطائرتان اللتان تم استخدامهما، وهما من طراز «إيرباص أيه 319»، طائرات احتياطية للحكومة المجرية.

البرازيل

وأرسلت الحكومة البرازيلية 6 طائرات على الأقل لإعادة مواطنيها الراغبين في مغادرة إسرائيل، على ما أعلنت القوات الجوية البرازيلية أول من أمس. وقال قائد القوات الجوية مارسيلو داماسينو للصحافيين، بعد اجتماع مسؤولي وزارتي الخارجية والدفاع في مقر الرئاسة في برازيليا: «لدينا 6 طائرات جاهزة» بسعة تصل إلى 230 راكباً. وأضاف أن الهدف إجلاء «جميع البرازيليين الموجودين في المنطقة والراغبين» في المغادرة، وانطلقت أولى الرحلات الجوية أمس. وقال داماسينو إن عدداً من المواطنين سبق لهم أن غادروا المنطقة على متن رحلات جوية تجارية. وتقدّر الحكومة أن ثمة 14 ألف برازيلي يقيمون في إسرائيل و6 آلاف بالأراضي الفلسطينية.

إسبانيا

وقال وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس، اليوم، إن مدريد تجهز طائرة عسكرية للتوجه إلى إسرائيل لإجلاء الإسبان الراغبين في المغادرة.

إيطاليا

وأعلنت وزارة الخارجية الإيطالية، اليوم، عن عودة نحو 200 من مواطنيها من إسرائيل في طائرتين عسكريتين.

وذكرت الوزارة عبر حسابها على منصة «إكس»، أن الرعايا الإيطاليين سيصلون إلى قاعدة براتيكا دي ماري العسكرية جنوب العاصمة روما.

تايلاند

وأعلن نائب وزير الشؤون الخارجية التايلاندي جاكابونغ سانغماني، اليوم، أن الحكومة تسعى لإجلاء آلاف التايلانديين. ويعمل نحو 30 ألف تايلاندي في إسرائيل معظمهم في قطاع الزراعة. وقال جاكابونغ إن نحو 3 آلاف تايلاندي قدموا طلباً للعودة إلى بلادهم.

كوريا الجنوبية

أعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، اليوم، أنه من المقرر أن تصل إلى البلاد طائرة ركاب تحمل العشرات من المدنيين قادمة من إسرائيل.


مقالات ذات صلة

حرب غزة: أكثر من 7 آلاف مجزرة إسرائيلية... و1400 عائلة مُحيت من السجلات

المشرق العربي صبي جريح يجلس في مستشفى شهداء الأقصى عقب تعرضه للإصابة في غارة جوية إسرائيلية في مخيم البريج وسط غزة (إ.ب.أ)

حرب غزة: أكثر من 7 آلاف مجزرة إسرائيلية... و1400 عائلة مُحيت من السجلات

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن «قوات الاحتلال ارتكبت 7160 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي تصاعد دخان كثيف وألسنة لهب جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى في الطيونة ببيروت الاثنين 25 نوفمبر 2024 (أ.ب)

واشنطن وباريس: محادثات وقف النار في لبنان حققت تقدماً كبيراً

قال البيت الأبيض، الاثنين، إن المناقشات التي أجرتها الحكومة الأميركية بشأن وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل إيجابية، وتمضي في الاتجاه الصحيح.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي الدخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (د.ب.أ) play-circle 01:47

موجة نزوح جديدة في غزة... وإصابة مدير مستشفى «كمال عدوان» بقصف إسرائيلي

أفادت وزارة الصحة في غزة، الأحد، بارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 44 ألفاً و211 وإصابة 104 آلاف و567 منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر صحافي في بيروت (رويترز)

بوريل: لبنان على شفير الانهيار

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، الأحد، من بيروت، بأن لبنان بات «على شفير الانهيار»، بعد شهرين من المواجهة المفتوحة بين «حزب الله» وإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أحد أفراد الدفاع المدني يسير بين أنقاض موقع دمرته غارة إسرائيلية ببيروت (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يهاجم أهدافاً في البقاع... ويطالب سكان قرى جنوبية بإخلائها

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، إن الجيش هاجم بنى عسكرية مجاورة لمعبر جوسية الحدودي شمال البقاع، التي قال إن «حزب الله» اللبناني يستخدمها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

المحكمة توافق على تأجيل شهادة نتنياهو 7 أيام

رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو (رويترز)
TT

المحكمة توافق على تأجيل شهادة نتنياهو 7 أيام

رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو (رويترز)
رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو (رويترز)

على الرغم من أنها ألمحت إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول عرقلة محاكمته بتهم الفساد وإطالة أبحاثها، وافقت المحكمة المركزية في القدس على طلبه بشكل جزئي، وقررت تأجيل بدء الاستماع لشهادته 7 أيام، من الاثنين المقبل إلى الاثنين الذي يليه.

ورفضت المحكمة ادعاءات نتنياهو بأنه يطلب التأجيل لأسباب أمنية، أو لأخرى تتعلق بانشغالاته الكثيرة في شؤون الدولة، خصوصاً صدور مذكرة اعتقال ضده وضد وزير دفاعه السابق يوآف غالانت من المحكمة الجنائية الدولية، وقالت إن المحكمة المستمرة منذ 4 سنوات، يجب أن تسرع من وتيرة انعقادها، ولا يجوز تأجيلها أكثر مما حصل حتى الآن.

وهذا يعني أن نتنياهو سيضطر إلى المثول أمام المحكمة 3 أيام في الأسبوع، كل مرة 7 ساعات. وستعقد المحكمة العليا جلسة لها خلال الأسبوع المقبل، لتقرر إن كان يستطيع في هذه الحالة أن يدير شؤون الدولة، أو تقرر عزله عن منصب رئيس الحكومة، على الأقل خلال ساعات الإدلاء بشهادته.

3 قضايا

والمعروف أن نتنياهو واجه تحقيقات في الشرطة طيلة سنتين، انتهت في سنة 2020 بتقديم لائحة اتهام ضده في 3 قضايا، هي: «قضية 1000»: الغش وخيانة الأمانة، إذ يُتهم بتلقي هدايا، خصوصاً السيجار وزجاجات الشمبانيا، من رجال أعمال ذوي نفوذ، مقابل خدمات سياسية. و«قضية 2000»: الغش وخيانة الأمانة؛ حيث يُتهم بعرض مساعدة لصحيفة «يديعوت أحرونوت» المحلية على تحسين توزيعها مقابل تغطية صحافية في صالحه. و«قضية 4000»: تلقي الرشوة والغش وخيانة الأمانة.

وبنيت هذه الاتهامات على واقع قيام نتنياهو باستغلال منصبه في رئاسة الوزراء ووزارة الاتصالات وقت حدوث المخالفات المزعومة؛ إذ يُتهم بتشجيع اتخاذ قرارات حكومية في صالح كبير حاملي أسهم شركة «بيزيك» للاتصالات، شاؤول إلوفيتش، مقابل تغطية إيجابية من موقع «واللا» الإخباري، الذي يملكه إلوفيتش. وينفي نتنياهو بشدة جميع التهم الموجهة إليه، ويصفها بحملة من خصومه السياسيين ضده، وتعهد «بتطهير سمعته».

ولكنه، من وراء الكواليس، يدير محادثات غير مباشرة مع النيابة لإنهاء المحاكمة باتفاق يقضي بإلغاء التهم القاسية والإبقاء على تهم بسيطة. وقد فشلت المحادثات حتى اليوم؛ لأن النيابة تطالب بأن يعترف بالتهم ويترك الحياة السياسية، وعندها تتنازل عن طلب الحكم عليه بالسجن، وهو يرفض الاعتراف، ويرفض اعتبار التهم «عاراً يستوجب الاستقالة»، ويصر على البقاء في الحكم حتى نهاية الدورة البرلمانية التي انتخب فيها، أي في أكتوبر (تشرين الأول) من سنة 2026.

كما يستغل ثغرة في القانون تتعلق بمنصبه، ففي إسرائيل يجبر القانون الوزير بالاستقالة من الحكومة في حال توجيه لائحة اتهام ضده، باعتبار أن من الصعب على الوزير بهذا المنصب أن يدير شؤون وزارة وهو يدير محاكمته، فضلاً عن أن سمعة الدولة تُمس إذا كان فيها وزراء متهمون. لكن القانون لا يلزم رئيس حكومة بهذا المبدأ. وحاول نتنياهو نفسه تعديل هذا القانون في سنة 2008، عندما كان زعيماً للمعارضة، وكان رئيس الوزراء يومها إيهود أولمرت. فقد وجهت اتهامات تلقي رشى لأولمرت، وخرج نتنياهو في حملة لعزله باعتبار أن «إسرائيل دولة ديمقراطية حضارية لا يجوز أن يكون فيها رئيس حكومة متهم بالفساد».

وقد رضخ أولمرت يومها واستقال من رئاسة الحكومة والحزب، وجرت انتخابات فاز فيها نتنياهو.

وينقسم المجتمع الإسرائيلي بخصوص استمرار نتنياهو في أداء مهامه رئيساً للوزراء، فمنتقدوه يقولون إن المحاكمة تجعله غير ملائم لرئاسة الوزراء، لكن مَن يدعمونه في حزبه وخارجه، يقولون إنه انتخب بشكل ديمقراطي، ويجب عدم إجباره على الاستقالة.

وحتى لو صدر حكم ضد نتنياهو فلن يجبر على الاستقالة قبل استنفاد كل فرص الاستئناف، وهو الأمر الذي قد يستغرق شهوراً أو سنوات. ومن الواضح أن نتنياهو يسعى لإطالة المحكمة لأكبر قدر ممكن. وليس هذا فحسب، بل يعمل بكل قوته لإطالة عمر حكومته، مهما بلغ الثمن. وقد كان يعرف أن الحرب هي أفضل ضمانة لاستمرار حكمه، لكن الجيش كان يرفض شنّ حرب. وفي 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما شنّت «حماس» هجومها على إسرائيل، توفرت هذه الأداة له. وهو يواصل الحرب للشهر الرابع عشر على التوالي، وقام بتوسيعها إلى لبنان، عندما قرر «حزب الله» شن حرب إسناد لغزة.

ويتهمه خصومه بالمقامرة بحياة الرهائن الإسرائيليين لدى «حماس»، والتضحية بحياة الجنود الإسرائيليين في سبيل بقائه في الحكم. وهو يرمي بذلك أن يكون في المحكمة بمكانة أقوى بصفته رئيس حكومة.

وقد توجهت جمعيات حقوقية إلى المحكمة العليا لإجباره على الاعتزال، حتى لو لم يكن هناك قانون يلزمه بذلك، باعتبار أن وجود رئيس حكومة متهم بالفساد يلحق ضرراً بسمعة إسرائيل، كما قال نتنياهو نفسه عندما طالب أولمرت بالاستقالة، وهذا فضلاً عن أنه لن يستطيع إدارة شؤون الدولة وهو يدير محاكمة طويلة ومريرة مثل هذه. وقد قررت المحكمة منح النيابة والدفاع مهلة حتى يوم الأحد المقبل لإعطاء رأيها في هذا الموضوع، حتى تبت في الالتماس المذكور.