ذكرت لجنة معنية بمتابعة أوضاع المعتقلين في الاحتجاجات الإيرانية، أن 600 امرأة على الأقل أُوقفن في طهران ومدن أخرى، خلال الذكرى الأولى لوفاة مهسا أميني الأسبوع الماضي.
وذكرت اللجنة أن السلطات أطلقت سراح غالبية المعتقلات بكفالات مالية، مشيرة في الوقت نفسه إلى إحالة العشرات إلى الادعاء العام الإيراني.
وأفادت وسائل إعلام فارسية، في خارج إيران، بأن السلطات نقلت 130 من المعتقلات إلى زنازين مؤقتة بسجن قرتشك، بانتظار اكتمال مسار التحقيق، وتقرير مصيرهن.
وأشارت اللجنة إلى تحديد هويات 118 معتقلة خلال الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها الأجهزة الأمنية في المدن الإيرانية لمنع نزول المحتجين إلى الشارع.
وكانت الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني توفيت عن 22 عاماً في 16 سبتمبر (أيلول) 2022، بعد 3 أيام من دخولها في غيبوبة أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق بدعوى سوء الحجاب.
وسرعان ما أفضى الغضب على وفاتها إلى احتجاجات غاضبة، قادتها خصوصاً النساء، واستمرت لأسابيع تم خلالها كسر محرمات مثل قيام نساء بخلع حجابهن في تحدٍ صريح للمؤسسة الحاكمة. لكن بعد أشهر عدة تلاشى زخم هذه الاحتجاجات مع حملة القمع التي أسفرت عن مقتل 551 محتجاً، بينهم 68 طفلاً و49 امرأة، على يد القوى الأمنية، بحسب «منظمة حقوق الإنسان الإيرانية» ومقرها في النرويج، وتوقيف أكثر من 22 ألفاً، بحسب «منظمة العفو الدولية».
ونسب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الاحتجاجات إلى الدول الغربية.
ولم يصدر تعليق من الحكومة أو القضاء الإيراني إزاء التقرير الذي يشير إلى اعتقال مئات النساء.
في الأثناء، نقلت قناة «بي بي سي» الفارسية عن مصادر مطلعة أن الشرطة الأمنية أوقفت المهندسة زينب كاظمي، التي أدانتها محكمة إيرانية في وقت سابق من هذا الشهر بـ74 جلدة على أثر خلع الحجاب، خلال مؤتمر لـ«رابطة المهندسين الإيرانيين»، لانتخاب الجمعية العامة.
وانتشر فيديو العام الماضي، خلال احتجاجات مهسا أميني على نطاق واسع، يظهر المهندسة وهي ترمي بغطاء الرأس على الأرض، أمام مسؤولين إيرانيين؛ احتجاجاً على قمع الحركة الاحتجاجية. وقالت المصادر إن كاظمي نُقلت إلى سجن قرتشك.
وظهرت كاظمي في فيديو جديد، بمناسبة ذكرى مهسا أميني، وقالت إنها «لم تندم أبداً على رفع طلب العدالة ضد الظلم، ولن تصمت».
واتخذت قوات الشرطة والأجهزة الأمنية إجراءات مشددة لمنع أهالي الضحايا الذين سقطوا في الاحتجاجات من إحياء ذكراهم الأولى.
وفي مدينة قزوين، غرب طهران، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق أشخاص حاولوا إحياء الذكرى الأولى لأحد القتلى. وقالت فاطمة حيدري، شقيقة جواد حيدري الذي قُتل برصاص قوات الأمن العام الماضي، إن قوات الأمن فرضت طوقاً أمنياً على منزلهم، واستخدمت الغاز المسيل للدموع؛ لمنع إقامة المراسم.
وكان البرلمان الإيراني قد صوّت (الثلاثاء) بالموافقة على تبني قانون لفترة تجريبية مدتها 3 سنوات، ويفرض عقوبات قاسية على النساء المطالبات بحرية الحجاب واللباس في إيران.