أسباب متداخلة تدفع الغربيين لـ«التراخي» في الملف النووي الإيراني

الأوروبيون ملتزمون بعدم إعاقة خطة بايدن في تنفيذ الاتفاق المبرم مع طهران

اجتماع مجلس المحافظين لـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرية» في فيينا الاثنين الماضي (أ.ف.ب)
اجتماع مجلس المحافظين لـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرية» في فيينا الاثنين الماضي (أ.ف.ب)
TT

أسباب متداخلة تدفع الغربيين لـ«التراخي» في الملف النووي الإيراني

اجتماع مجلس المحافظين لـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرية» في فيينا الاثنين الماضي (أ.ف.ب)
اجتماع مجلس المحافظين لـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرية» في فيينا الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

لا أحد يتوقع حصول «اختراق» بمناسبة اجتماع مجلس محافظي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» الذي انطلق الاثنين في فيينا بشأن الملف النووي الإيراني، لا، بل إن سقف التوقعات «منخفض للغاية» وفق تقدير مصادر دبلوماسية أوروبية في باريس.

وتتجه الأنظار مجددا نحو واشنطن التي سكبت الماء البارد على همة الراغبين بموقف «قوي» من إيران رغبة منها في إنجاح وتنفيذ اتفاقها الأخير مع طهران الخاص بالإفراج عن خمسة من رهائنها مقابل تمكين طهران من استعادة ستة مليارات دولار من أموالها المجمدة لدى كوريا الجنوبية.

وتلفت هذه المصادر الانتباه إلى عدة عناصر تدل مجتمعة على «الليونة» المستجدة التي تتعامل بها الولايات المتحدة مع ملف بالغ التعقيد. وجاءت التصريحات التي أدلى بها مدير عام الوكالة الدولية رافاييل غروسي الاثنين بمثابة «مضبطة اتهام» ليس لإيران وحدها وهو أمر «طبيعي وتقليدي» بل وخصوصا للغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة.

وتلاحظ المصادر المشار إليها أنها «المرة الأولى» التي ينتقد فيها المسؤول الدولي الغربيين علنا وبكلام مباشر. وكانت بذلك تشير إلى قوله إن «هناك نوعا من الاستخفاف بما يحدث (بشأن برنامج طهران النووي)، وهذا الأمر يقلقني لأن المشكلات لا تزال قائمة اليوم كما كانت بالأمس».

والعنصر الثاني يتناول مباشرة واشنطن التي يتهمها غروسي بالتفاوض من «وراء ظهر» الوكالة حيث إن الأخيرة «تعلم بوجود نوع من العملية الثنائية» بخصوص ما تتفاوض عليه طهران وواشنطن. غير أن غروسي يضيف: «لكن فيما يتصل بالجانب النووي، لا نعلم بالضبط ماهية ما يحصل».

والعنصر الثالث يتمثل في امتناع الغربيين عن تقديم مشروع قرار بشأن انعدام التعاون من جانب إيران وتلكؤها عن العمل بما تم الاتفاق عليه في زيارته الأخيرة إلى طهران من نشر كاميرات مراقبة جديدة والحصول على معلومات وافية بشأن موقعين (هما «ورامين» بمدينة آبادة و«تورقوزآباد» بجنوب طهران) تم العثور فيهما على جزيئيات نووية مخصبة صناعيا.

 وأفادت وكالة «إيسنا» الحكومية بأن طهران مستعدة للسماح لمفتشي الوكالة بالوصول إلى الموقعين المذكورين لكن بشرط أن تلتزم الوكالة بإغلاق ملفهما. وعكس كلام غروسي «خيبته» من تراجع الدعم الدولي لمهمته وبالتالي عجزه عن التأكيد بشكل قاطع على أن برنامج طهران سلمي الطابع.  

تقول المصادر التي تحدثت إليها «الشرق الأوسط» أمس إن الدول الأوروبية الثلاث «تعي» حرص الرئيس الأميركي جو بايدن على تنفيذ الاتفاق المبرم مؤخرا مع طهران قبل عام من الانتخابات الرئاسية لحاجته الماسة لتحقيق «نجاح ما» في الملف النووي الإيراني الذي سعى لإغلاقه منذ أن وصل إلى البيت الأبيض. لكن تبين له ولفريقه أنه لن ينجز قبل فترة بعيدة.

لكن هذه الدول وعلى رأسها فرنسا لا تتردد في التعبير عن «غيظها من الأحادية الأميركية» إذ إن لها 4 رهائن ما زالوا محتجزين في إيران وهم النقابيان سيسيل كوهلر ورفيق دربها جاك باريس ولويس أرنو الذي يعمل في المجال الاستشاري فيما تتكتم باريس على اسم الرابع مع نفيها انتماءه للمخابرات الخارجية الفرنسية.

وأكد مسعود ستايشي، المتحدث باسم السلطة القضائية، أول من أمس اعتقال كوهلر وباريس بتهمة التجسس وإحالتهما على المحاكم المختصة «التابعة للحرس الثوري» معتبرا أن ملفهما «مهم للغاية». وقد اعتقل الشخصان في شهر مايو (أيار) من العام الماضي. ولم يتردد الرئيس إيمانويل ماكرون عن انتقاد «النهج الإيراني» في دول الإقليم بمناسبة الخطاب الذي ألقاه أمام سفراء بلاده عبر العالم نهاية أغسطس (آب) الماضي. كذلك فعلت وزيرة الخارجية كاترين كولونا التي دأبت على اعتبار أن الفرنسيين المعتقلين لدى إيران هم في الواقع «رهائن دولة».

  ولأن «مفتاح» الحل لعقدة الملف النووي موجود في واشنطن التي أطاحت باتفاق صيف العام 2015 عندما قررت إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب الخروج منه، فإن الجانب الأوروبي لا يجد مفرا من مراعاة المواقف والمصالح الأميركية التي تريد اليوم «تهدئة» الوضع مع إيران وتمرير المرحلة الانتخابية.

لا تحصر المصادر الدبلوماسية الأوروبية «التراخي» الغربي بموقف واشنطن وحده إذ إنها تعتبر أن طهران «سهلت» هذا التراخي عن طريق لعبها على حبل التخصيب. فقد أفاد تقريران للوكالة الدولية بأن تنامي تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 60 في المائة، وهي الأعلى التي تعترف بها قد «تباطأ» عما كان عليه سابقا. وهذا يعني عمليا أن إيران تواصل التخصيب بالنسبة العالية لكنها توفر لنفسها حجة تمنع الوكالة التابعة للأمم المتحدة والأطراف الفاعلة فيها من توجيه اللوم إليها من خلال بادرة محدودة البعد.

المدير العام لـ«الوكالة الدولية للطاقة الذرية» رافاييل غروسي في فيينا الاثنين (أ.ف.ب)

يضاف إلى ما سبق أن الغربيين ما زالوا حريصين على تجنب دفع إيران لمزيد من الانخراط إلى جانب روسيا في حربها على أوكرانيا بمعنى مقايضة الليونة في الملف النووي مقابل التزام إيران بالامتناع عن الذهاب أبعد مما فعلته حتى اليوم لجهة دعم المجهود الحربي الروسي.

استعادت الكلمة التي ألقيت أول من أمس خلال اجتماعات مجلس المحافظين باسم الاتحاد الأوروبي وبدعم من عدة دول أوروبية لا تنتمي إلى الاتحاد التماهي التام بين انتقادات المدير العام ومآخذ الأوروبيين. وفي أكثر من موضع، عبر هؤلاء عن «القلق العميق» إزاء ما تقوم به طهران نوويا وابتعادها من جهة عن لائحة الضمانات المرتبطة باتفاقية عدم انتشار السلاح النووي وعن التزاماتها المنصوص عليها في اتفاقية العام 2015.

بيد أن هذه الكلمة، رغم أهميتها، لن يكون لها صدى على غرار ما كان يصدر عن الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاقية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) والولايات المتحدة التي لم تبد حماسة لتكرار تجارب سابقة بمناسبة اجتماعات مجلس المحافظين.

وتشدد المصادر الدبلوماسية المذكورة على أن مجلس المحافظين «لو كان جادا في اتباع سياسة حازمة إزاء إيران، لكان لوح بنقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي رغم ما يحيط بخطوة كهذه من مخاطر تصعيدية دبلوماسيا وميدانيا». والحال أن امتناعه «شجع طهران على اتباع سياسة التحدي وفرض الأمر الواقع».

كافة هذه المواضيع لا بد أنها سوف تطرح خلال الزيارة القادمة لغروسي إلى طهران. فقد نقلت وسائل إعلام إيرانية عن محمد إسلامي، رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية، تأكيده أن رافاييل غروسي سيزور طهران عقب انتهاء اجتماعات محافظي الوكالة أي مع انتهاء الشهر الحالي. لكن زيارة إضافية للمسؤول الدولي لا تعني بالضرورة أن إيران سوف تلتزم بما رفضت الالتزام به سابقا وبعد زيارات متكررة للمدير العام. 


مقالات ذات صلة

عبداللهيان: لم يتم أي اتفاق حول فلسطين دون استشارة إيران

شؤون إقليمية عبداللهيان يتحدث أمام مجموعة من طلاب جامعة طهران أمس (الخارجية الإيرانية)

عبداللهيان: لم يتم أي اتفاق حول فلسطين دون استشارة إيران

قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إنه لم يجر التوصل لأي اتفاق حول فلسطين، من دون استشارة إيران، وحذر من وقوع «انفجار لا يمكن السيطرة عليه».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني خلال مؤتمر صحافي الیوم (جماران)

طهران تلوح بالرد على أعمال ضد قواتها في المنطقة

لوحت الخارجية الإيرانية برد على أي أعمال تطول مصالحها أو «القوات الاستشارية»، وذلك بعد يومين من تأكيد «الحرس الثوري» الإيراني مقتل اثنين من ضباطه في سوريا.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية عبداللهيان يستقبل نظيره العماني بدر البوسعيدي في مقر الخارجية الإيرانية وسط طهران اليوم (أرنا)

وزير خارجية إيران: المنطقة ستدخل مرحلة جديدة عبر «قوى المقاومة»

یناقش وزير الخارجية الإيراني ونظيره العماني تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وسط تكهنات بشأن احتمال إحياء الوساطة العمانية في الملف النووي الإيراني.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومحافظ البنك المركزي محمد رضا فرزين خلال اجتماع اقتصادي للحكومة في مايو الماضي (الرئاسة الإيرانية)

إيران تنفي تجميد أموالها في قطر

نفى البنك المركزي الإيراني وجود أي قيود على 6 مليارات من الأموال الإيرانية التي نُقلت إلى البنوك القطرية، بموجب صفقة تبادل للسجناء بين إيران وأميركا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية المدير العام للوكالة رافائيل غروسي متحدثاً في فيينا الأربعاء (أرشيفية: «رويترز»)

غروسي: لا تتجاهلوا طموحات إيران النووية

حث رئيس «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» رافائيل غروسي القوى العالمية على استئناف المحادثات مع إيران.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الجيش الإسرائيلي يُنزل جوّاً معدات لقواته في غزة للمرة الأولى منذ 2006

الدخان يتصاعد اليوم أثناء القصف الإسرائيلي على شمال غزة وسط معارك مستمرة بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد اليوم أثناء القصف الإسرائيلي على شمال غزة وسط معارك مستمرة بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يُنزل جوّاً معدات لقواته في غزة للمرة الأولى منذ 2006

الدخان يتصاعد اليوم أثناء القصف الإسرائيلي على شمال غزة وسط معارك مستمرة بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد اليوم أثناء القصف الإسرائيلي على شمال غزة وسط معارك مستمرة بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)

ذكرت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، اليوم الاثنين، أن الجيش الإسرائيلي أعلن قيامه بإنزال جوي لنحو سبعة أطنان من المُعدات لمئات من جنود لواء تابع للفرقة 98 التي تنتشر في خان يونس جنوب غزة.

ونقلت الصحيفة عن الجيش قوله إن تلك المرة الأولى منذ حرب لبنان في عام 2006 التي يجري فيها إسقاط المُعدات جوّاً، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

وأظهر مقطع فيديو نشره الجيش الإسرائيلي طائرة نقل من طراز «سي-130 جيه»، تابعة للسرب 103 في سلاح الجو الإسرائيلي وهي تقوم بإسقاط المُعدات.


مقتل أكثر من 100 جندي إسرائيلي منذ بداية الحرب في غزة 

قوات إسرائيلية عند السياج الحدودي قبل دخولها قطاع غزة (ا.ف.ب)
قوات إسرائيلية عند السياج الحدودي قبل دخولها قطاع غزة (ا.ف.ب)
TT

مقتل أكثر من 100 جندي إسرائيلي منذ بداية الحرب في غزة 

قوات إسرائيلية عند السياج الحدودي قبل دخولها قطاع غزة (ا.ف.ب)
قوات إسرائيلية عند السياج الحدودي قبل دخولها قطاع غزة (ا.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الاثنين)، أنّ أكثر من 100 من جنوده قُتِلوا منذ بدء الهجوم البرّي المستمرّ في قطاع غزة.

وأوضح الجيش الإسرائيلي أنّ حصيلة الجنود القتلى ارتفعت الى 101 جنديّ، بعد مقتل ثلاثة جنود كشف عن هويتهم اليوم.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم، إن الجيش الإسرائيلي أعلن مقتل ثلاثة من عناصره في معارك غزة أمس الأحد.

وأضافت أن الثلاثة ضباط احتياط ولقي اثنان منهما حتفهما جنوب غزة، بينما قتل ضابط احتياط رابع في حادث سيارة بجنوب إسرائيل.


 إسرائيل تدرس الإفراج عن أموال السلطة الفلسطينية المحتجزة لديها

اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل (أرشيفية - حساب رئيس الوزراء الإسرائيلي على «إكس»)
اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل (أرشيفية - حساب رئيس الوزراء الإسرائيلي على «إكس»)
TT

 إسرائيل تدرس الإفراج عن أموال السلطة الفلسطينية المحتجزة لديها

اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل (أرشيفية - حساب رئيس الوزراء الإسرائيلي على «إكس»)
اجتماع الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل (أرشيفية - حساب رئيس الوزراء الإسرائيلي على «إكس»)

قالت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم (الأحد)، إن الحكومة الأمنية المصغرة تدرس إمكانية الإفراج عن أموال المقاصة المحتجزة لديها وتحويلها للسلطة الفلسطينية.

وأضافت أنها تبحث أيضاً إعادة السماح لعمال من الضفة العربية بالعمل في إسرائيل وفق شروط أمنية جديدة.

وتجبي إسرائيل الأموال عبر المعابر الحدودية نيابة عن السلطة الفلسطينية.

وقالت الهيئة إن الحكومة المصغرة تدرس نظاما أمنياً يوفر وسائل متطورة لمراقبة العمال وهو أسلوب لم يستخدم من قبل، دون الإفصاح عن تفاصيله.

وأوضحت أن الأجهزة الأمنية تقترح السماح فقط للرجال المتزوجين الذين تزيد أعمارهم على 35 عاماً بالدخول للعمل في إسرائيل.

وحذرت الأجهزة الأمنية الحكومة الإسرائيلية من أنه إذا لم يتم السماح للعمال بالدخول فإن ذلك سيفتح جبهة في الضفة الغربية.

وقالت هيئة البث إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يؤيد موقف المؤسسة الأمنية، لكن من المتوقع أن تظهر اعتراضات كثيرة داخل الحكومة من وزراء بينهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير


نتنياهو يدعو مقاتلي «حماس» إلى الاستسلام

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
TT

نتنياهو يدعو مقاتلي «حماس» إلى الاستسلام

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مقاتلي حركة «حماس»، إلى إلقاء السلاح. وفي رسالة عبر الفيديو نُشِرَت مساء اليوم (الأحد)، قال إن «عشرات من إرهابيي حماس سلموا أنفسهم لقواتنا في الأيام الأخيرة»، غير أنه صرح في الوقت نفسه بأن الحرب ستستمر «لكن هذه هي بداية نهاية (حماس)».

وأضاف نتنياهو: «ولإرهابيي حماس أقول: انتهى الأمر. لا تموتوا من أجل (قائد حركة حماس في قطاع غزة) يحيى السنوار. سلموا أنفسكم الآن».

كان الجيش الإسرائيلي نشر في الأيام الأخيرة مقاطع فيديو من شمال قطاع غزة يظهر فيها رجال فلسطينيون مقبوض عليهم وقد تم تجريدهم من ملابسهم سوى السراويل الداخلية، وقال الجيش إن هؤلاء رجال محسوبون على «حماس» وسلموا أنفسهم للجنود الإسرائيليين، غير أنه تعذر التحقق من هويات هؤلاء الرجال من جهة مستقلة وعدد حالات الاستسلام المزعومة.

من جانبها، كتبت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية استناداً إلى ممثلين لأجهزة أمنية لم تفصح عنهم أن نسبة من ينتمون إلى «حماس» أو لهم علاقة بها تتراوح بين 10 و15 في المائة من بين مئات الفلسطينيين الذين تم إلقاء القبض عليهم حتى الآن، ونقلت الصحيفة عن هذه المصادر القول إنه لا يمكن الحديث في الوقت الحالي عن عملية استسلام جماعي.

إلى ذلك، قالت مؤسستان فلسطينيتان، اليوم، إن إسرائيل اعتقلت منذ الاجتياح البري لقطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 142 من النساء والفتيات. وذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونادي الأسير، في بيان مشترك، أن من بين المعتقلات «طفلات رضيعات، ونساء مسنات». وأضافت المؤسستان أنه «وفقاً للمعطيات المتوفرة، فإن الأسيرات محتجزات في عدة سجون، منها (الدامون) و(هشارون)».

ولم يصدر تعقيب من الجهات الإسرائيلية المعنية على اعتقالات النساء من غزة. وقالت المؤسستان في البيان المشترك: «إدارة سجون الاحتلال أعلنت في نهاية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) عن وجود 260 معتقلاً/معتقلة من غزة صنفتهم مقاتلين غير شرعيين». وأشار البيان إلى تصريحات لوزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير حول المعتقلين الفلسطينيين، خصوصاً من قطاع غزة. وجاء في البيان أن بن غفير «تقدم بطلب إلى مسؤولة إدارة السجون يتضمن نقل معتقلين من غزة إلى قسم الزنازين (ركفيت) المقام تحت سجن (نيتسان الرملة)، الذي يعد من أسوأ السجون وأقدمها».


برلمان إيران يمرّر قانوناً للتعاون مع روسيا بشأن «أمن المعلومات»

برلمان إيران يمرّر قانوناً للتعاون مع روسيا بشأن «أمن المعلومات»
برلمان إيران يمرّر قانوناً للتعاون مع روسيا بشأن «أمن المعلومات»
TT

برلمان إيران يمرّر قانوناً للتعاون مع روسيا بشأن «أمن المعلومات»

برلمان إيران يمرّر قانوناً للتعاون مع روسيا بشأن «أمن المعلومات»
برلمان إيران يمرّر قانوناً للتعاون مع روسيا بشأن «أمن المعلومات»

وافق البرلمان الإيراني، الأحد، على الخطوط العريضة لمسوَّدة مشروع قانون بشأن اتفاقية للتعاون في مجال «أمن المعلومات» بين إيران وروسيا، دون الإعلان عن تفاصيل.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن نواب البرلمان ناقشوا تقريراً للجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية، بشأن اتفاقية التعاون حول «أمن المعلومات» بين إيران وروسيا. وأشارت إلى انتقادات من نواب البرلمان.

وأوضحت وكالة «أرنا» الرسمية أن مسوَّدة مشروع القانون تشمل مقدمة و9 فقرات وملحقاً. وقال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، أبو الفضل عمويي، إن «القانون يتضمن تعاون الجمهورية الإسلامية في إيران وروسيا حول سبل مواجهة التهديدات السيبرانية».

بدوره، انتقد النائب حسين علي حاجي دليغاني قائلاً إن «البلدين يمكنهما أن يقدّما معلومات لبلد ثالث». وقال: «الدوافع الإرهابية التي تواجه روسيا وإيران مختلفة، ولم يحدد هذا القانون طبيعة التعاون». وأضاف: «بالأحرى هذه الأجزاء غامضة، ولم تذكر ما الذي يجب فعله إذا كان تبادل المعلومات يتعارض مع قوانيننا».

وحصل اتفاق التعاون الأمني بين إيران وروسيا على تأييد 180 نائباً، وعارَضَه 27 نائباً، وامتنع من التصويت 10 من النواب، في جلسة حضرها 229، من أصل 290 نائباً في البرلمان الإيراني.

والخميس الماضي، زار الرئيس إبراهيم رئيسي، موسكو بدعوة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين. والثلاثاء الماضي، وقّع وزيرا خارجية إيران وروسيا مذكرة للتعاون ضد العقوبات الغربية على البلدين.

وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، على هامش لقائه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، إن البرلمان الإيراني وافق على الاتفاقية الثقافية بين إيران وروسيا.

يأتي الكشف عن اتفاقية التعاون الإيرانية الروسية في مجال أمن المعلومات بعد أيام من اتهام الحكومة البريطانية أجهزة الأمن الروسية بشن حملة سيبرانية مستدامة ضد كبار المسؤولين السياسيين.

وبعد استدعائه السفير الروسي لدى لندن، الخميس الماضي، قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، في بيان، إن «محاولات روسيا التدخل في سياسات المملكة المتحدة غير مقبولة على الإطلاق، وتسعى لتهديد مساراتنا الديمقراطية».

وفي يناير (كانون الثاني)، حذّر مسؤولو الأمن السيبراني في المملكة المتحدة من أن روسيا وإيران تستهدفان بشكل متزايد مسؤولين حكوميين وصحافيين ومنظمات غير حكومية بهجمات تصيّد بهدف «الإضرار بأنظمة حساسة».

وحثّ «المركز الوطني للأمن الإلكتروني»، التابع لمكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية، وهي وكالة استخبارات، على توخّي مزيد من اليقظة بشأن التقنيات والتكتيكات المستخدَمة، بالإضافة إلى نصائح لتخفيف تأثيرها. وقال إن مجموعتيْ سيبورغيوم، ومقرُّها روسيا، و«تي إيه 453» ومقرُّها إيران، استهدفتا عدداً من المنظمات والأفراد في المملكة المتحدة وخارجها طيلة عام 2022.


نتنياهو ينجح في شق عائلات أسرى «حماس» لإضعاف ضغوطهم عليه

لقاء نتنياهو بعائلات الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس» أكتوبر الماضي (د.ب.أ)
لقاء نتنياهو بعائلات الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس» أكتوبر الماضي (د.ب.أ)
TT

نتنياهو ينجح في شق عائلات أسرى «حماس» لإضعاف ضغوطهم عليه

لقاء نتنياهو بعائلات الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس» أكتوبر الماضي (د.ب.أ)
لقاء نتنياهو بعائلات الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس» أكتوبر الماضي (د.ب.أ)

تمكّن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من شق الحركة الاحتجاجية التي يقيمها أرباب عائلات الأسرى الإسرائيليين لدى «حماس»، وبواسطة عدد من مساعديه ومؤيديه ومموِّلين لحملاته الانتخابية، إذ أقام حركة جديدة تعمل تحت اسم «تكفا (أمل)»، تدعو الحكومة إلى الاستمرار في العمليات الحربية بقطاع غزة «حتى تحرير المخطوفين الإسرائيليين، والامتناع عن المفاوضات مع حماس».

وكشف النقاب، الأحد، أن هذه الحركة أُنشئت لتخفيف الضغوط التي يمارسها منتدى عائلات المخطوفين بمظاهراتهم الضخمة ومطلبهم الحازم «بوقف الحرب والتفاوض على صفقة تبادل مع حماس، فوراً»، وتهديداتهم بإعلان الإضراب عن الطعام، والتوجه إلى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ليتبنى قضيتهم ويمثلهم في المفاوضات.

وقد باتت هذه المظاهرات تُزعج نتنياهو وتُظهره أمام الرأي العام المحلي والأجنبي، قائداً غير مُبالٍ بحياة المواطنين والجنود الأسرى. ويزعج نتنياهو أن منتدى العائلات يقيم اعتصاماً أمام مقر إدارة الحرب ومظاهرات أسبوعية، مساء كل يوم سبت، يشارك فيها عشرات الألوف.

ومع أن نتنياهو لا يهاجمهم، لكنه يتفوّه في المجتمعات المغلقة ضدَّهم بشكل حادّ، وعندما التقاهم، بعد مماطلة شديدة، قال لهم: «أنا احترمتكم أكثر من اللازم».

وتمكَّن نتنياهو من دق أسافين بين هذه العائلات، منذ بداية الحرب، لكن أنصاره بينهم بقوا أقلية ضئيلة بلا تأثير. واليوم يتضح أن جهاتٍ مهنية، تعمل بتمويل ضخم، تمكنت من تشكيل حركة ذات وزن وحضور، تبادر إلى لقاءات وحملات في إسرائيل والخارج، لمواجهة الحملة التي يقيمها منتدى عائلات الأسرى، ويُروّجون لفكرة أن تحرير الأسرى يجري فقط بالضغط العسكري على «حماس»، ويزعمون أن الحرب التي يخوضها الجيش يجب أن تتواصل دون ضغوط، ويتهمون من يمارس هذه الضغوط بأنه يقدم خدمة مجانية للعدو.

وكما جاء في وثيقتهم التأسيسية، فإنهم يعتبرون الصفقات الجزئية مع حماس تخلق وضعاً يتم فيه التمييز بين الأسرى والجنود الذين يُقتلون في الحرب، وهذا ليس خطأ فاحشاً وحسب، بل إنه ظلم للمقاتلين.

يقول تسفيكا مور، والد أحد الأسرى ومحسوب على حزب «الليكود»، إن منتدى عائلات الأسرى يبثّ روحاً انهزامية بين الشعب وفي صفوف الجنود، وهذا لا يجوز. وأضاف، في مقابلة إذاعية بثّتها الهيئة الرسمية «كان»، الأحد، أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون الجيش في خطته لتحرير الأسرى بالقوة، ولا يؤمنون بالمفاوضات مع «حماس».

ويقول رئيس المجلس البلدي في مستوطنة كريات أربع، القائمة على أراضي الخليل في الضفة الغربية، إلياهو ليبمان، الذي يقبع ابنه أليكيم في أَسْر «حماس»، إن «المطلوب الآن أن نؤكد لحركة حماس أننا شعب قوي وموحَّد لا يضعف أمام الإرهاب، وهذا يكون فقط بشطب فكرة المفاوضات مع حماس».

في المقابل، ردّ منتدى العائلات بالقول إن «هذه الحركة تمثل أقلية ضئيلة من المنتفعين سياسياً في أحزاب متطرفة، وعدد أفراد الأسرى فيها شحيح لا يتعدى أصابع اليد الواحدة»، مضيفين أن هؤلاء «مستعدّون للتضحية حتى بأبنائهم في خدمة رئيس الوزراء، الذي يفشل في حل هذه المعضلة وينتقل من إخفاق إلى آخر، فلم يكتف بأن سياسة حكومته تسببت في خطف أولادنا، لأنها فشلت في حمايتهم، بل يواصل الإخفاق بعدم لاكتراث بهم وهم في الأَسر».

الأسرى الإسرائيليون في غزة محور محادثات من أجل تأمين الإفراج عنهم في إطار صفقة مع حركة «حماس» (رويترز)

ووفق بيان صادر عن المنتدى، فإن «الغالبية العظمى من العائلات، ومعها غالبية الشعب في إسرائيل، تريد من الحكومة أن تضع قضية الأسرى على رأس سُلّم الاهتمام وتوقف إطلاق النار لحين تحرر آخِر الأسرى».

وكشفت صحيفة «كلكليست» الاقتصادية، الأحد، أن الحركة الجديدة تأسست بمبادرة رجل أعمال يموِّل الحملات الانتخابية لنتنياهو، لكنه يفعل ذلك في السر ويرسل الأموال عبر وزير التراث، عميحاي ألياهو، عن طريق جمعية يقودها شقيقه، وأن الشخص الذي يقود المبادرة ويجمع لها الأموال هو بريلا كرومبي، المعروف بأنه أحد أبرز جامعي الأموال لحملات نتنياهو الانتخابية، يساعده فيها رئيس جمعية «حنانو» اليمينية، شموئيل ميداد، الذي اشتهر قبل شهر عندما شارك في لقاء نتنياهو مع عائلات الأسرى، وقد راح يهاجم المتكلمين في اللقاء، وقال لنتنياهو: «سيدي رئيس الوزراء. امض في مهمتك لتحرير الرهائن بالحرب، أنا أب لابنة تخدم في الجيش وأقول لك إن مهمتك مقدسة، وأنا مستعدّ للتضحية بابنتي في سبيل أن تنتصر إسرائيل على حركة حماس النازية». وتبيّن لاحقاً أنه لا توجد ابنة مخطوفة لميداد هذا.


الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بالإفراج عن دبلوماسي سويدي

الدبلوماسي السويدي يوهان فلوديروس يتحدث إلى محاميه ويظهر أيضاً مسؤول قضائي خلال جلسة محاكمة في طهران الأحد (إ.ب.أ)
الدبلوماسي السويدي يوهان فلوديروس يتحدث إلى محاميه ويظهر أيضاً مسؤول قضائي خلال جلسة محاكمة في طهران الأحد (إ.ب.أ)
TT

الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بالإفراج عن دبلوماسي سويدي

الدبلوماسي السويدي يوهان فلوديروس يتحدث إلى محاميه ويظهر أيضاً مسؤول قضائي خلال جلسة محاكمة في طهران الأحد (إ.ب.أ)
الدبلوماسي السويدي يوهان فلوديروس يتحدث إلى محاميه ويظهر أيضاً مسؤول قضائي خلال جلسة محاكمة في طهران الأحد (إ.ب.أ)

طالب مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل السلطات الإيرانية بإطلاق سراح دبلوماسي سويدي في التكتل وتجري محاكمته حاليا في إيران بتهمة التجسس لإسرائيل، بعد احتجازه لأكثر من 600 يوم.

أوقف يوهان فلوديروس (33 عاما) في 17 أبريل (نيسان) 2022 في مطار طهران أثناء عودته من عطلة مع أصدقاء. والسويدي الذي يعمل في السلك الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي محتجز في سجن إوين السيئ الصيت في طهران.

وأكد بوريل في بيان أن «الاتحاد الأوروبي يواصل المطالبة بالإفراج الفوري عن يوهان فلوديروس»، مؤكدا أيضا أنه «بريء» وأنه «لا يوجد أي سبب على الإطلاق لإبقائه رهن الاحتجاز» في السجن.

وأضاف «لقد تطرقت إلى قضيته في كل مناسبة وتواصلت مع السلطات الإيرانية منذ اعتقاله، وطالبت بإطلاق سراحه... نطلب منهم التوضيح والمزيد من المعلومات، بالتنسيق الوثيق مع السلطات السويدية المنوطة بالمسؤولية القنصلية».

وأكد وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم أن إيران بدأت محاكمة فلوديروس، معتبراً أن احتجازه في سجن إوين في طهران «تعسفي» وأن محاكمته «لا أساس لها».

وفي سبتمبر (أيلول)، أكدت السلطات القضائية الإيرانية احتجاز الدبلوماسي السويدي، واتهمته بـ«ارتكاب جرائم» دون تقديم التفاصيل.

وأفادت وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية الإيرانية الأحد بأن فلوديروس متّهم بالقيام بتدابير واسعة النطاق ضد أمن البلاد والتعاون الاستخباراتي الواسع مع إسرائيل.

ولطالما استخدمت إيران الرعايا الأجانب المحتجزين ورقة مساومة لتأمين إطلاق سراح مواطنيها أو استرداد أموال مجمدة في الخارج.


تسليح وحدات الدفاع الجوي الإيراني بمسيرات مزودة بصواريخ

قائد الجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي وقائد الدفاع الجوي علي رضا صباحي فرد خلال تدشين مسيرات قتالية في طهران اليوم (تسنيم)
قائد الجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي وقائد الدفاع الجوي علي رضا صباحي فرد خلال تدشين مسيرات قتالية في طهران اليوم (تسنيم)
TT

تسليح وحدات الدفاع الجوي الإيراني بمسيرات مزودة بصواريخ

قائد الجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي وقائد الدفاع الجوي علي رضا صباحي فرد خلال تدشين مسيرات قتالية في طهران اليوم (تسنيم)
قائد الجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي وقائد الدفاع الجوي علي رضا صباحي فرد خلال تدشين مسيرات قتالية في طهران اليوم (تسنيم)

أعلنت وسائل إعلام رسمية إيرانية الأحد أنّ الجيش الإيراني أقدم على تسليح وحدات الدفاع الجوي في أنحاء البلاد بمسيرات قتالية بعيدة المدى، مزوَّدة بصواريخ جو - جو، في محاولة لتعزيز قدراتها في مجال الدفاع الجوي.

وأوردت وكالة أنباء «إرنا» الإيرانية «انضمام مجموعة من مسيَّرات (كرار) المسلحة بصواريخ (مجيد) جو - جو البالغ مداه 8 كيلومترات، إلى وحدات قوة الدفاع الجوي للجيش». وعُرضت هذه المسيرات صباح الأحد خلال حفل متلفز نُظّم في إحدى الجامعات العسكرية بطهران خلال مراسم حضرها قادة الجيش والدفاع الجوي.

وقال القائد العام الجيش النظامي، اللواء عبد الرحيم موسوي، إنه «على الأعداء مراجعة استراتيجياتهم في القتال الجوي، خصوصاً في مجال الطائرات المسيّرة، وستكون لقوة الدفاع الجوي اليوم اليد العليا في المعارك الجوية في هذا المجال»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

نماذج من مسيرات «كرار» مزودة بصاروخ جو - جو وتبدو لافتة كُتب عليها «الموت لأميركا» في كلية عسكرية تابعة للجيش الإيراني (تسنيم)

ويتقاسم الجيش النظامي والجهاز الموازي له، «الحرس الثوري»، الدفاع عن الحدود الرسمية براً وبحراً وجواً. وكان يعاني الجيش من تقادم أسلحته ومعداته حتى وقت قريب، مع تركيز السلطات على توسيع أنشطة «الحرس» وتعزيزه عسكرياً، لكن خلال العامين الأخيرين، أعلنت قوات الجيش مرات عديدة عن حصولها على طائرات مسيرة وصواريخ باليستية و«كروز».

وأفادت وكالة «إرنا» بأن مسيّرة «كرار» الدفاعية التي تم الكشف عن نسختها الأولى عام 2010 مزوَّدة بصاروخ «مجيد» الحراري الذي يصل مداه إلى 8 كيلومترات، وهو «مصنوع بالكامل في إيران».

وقال اللواء موسوي: «شعرنا منذ فترة طويلة بالحاجة إلى امتلاك جسم طائر على يد علماء محليين، وبسعر رخيص للغاية، يمكنه القيام بمهام لا نستطيع القيام بها أو نضطر إلى القيام بهذه المهام بتكاليف باهظة. وتم الانتهاء من هذا العمل واجتاز الاختبار التشغيلي الناجح لأول مرة في المناورات منذ وقت ليس ببعيد».

وتابع: «منذ نحو شهر، انضمَّت بعض هذه الطائرات المسيَّرة المسلحة إلى قوات الدفاع الجوي في الجيش، وتمَّت اليوم المرحلة الثانية من انضمام طائرات (كرار) المسيرة المسلحة بصاروخ (مجيد) جو - جو إلى مناطق الدفاع الجوي، وستضيف قدرات كبيرة لقوات الدفاع الجوي».

مسيرة «بيتش كرافت إم كيو إم 107 - استريكر» الأميركية التي حصل عليها الجيش الإيراني قبل الثورة (متحف القوات الجوية الأميركية)

وتُعدّ مسيرة «كرار» نسخة محلية من مسيرة «بيتش كرافت إم كيو إم 107 - استريكر» الأميركية المنتَجة في 1974 التي حصلت عليها إيران قبل ثورة 1979، وتعمل النسخة الأميركية بـ«محرك نفاث عنفي». وتستخدمها إيران لحمل صواريخ «كروز»، وقنابل، وكذلك بوصفها مسيَّرة انتحارية بالغة الدقة.

ويثير تطوير الترسانة العسكرية الإيرانية قلق بلدان عديدة من إرسالها إلى مناطق النزاع. وتعرضت إيران لانتقادات وعقوبات غربية بعد استخدام روسيا مسيرات انتحارية وهجومية إيرانية الصنع في الحرب مع أوكرانيا.

وتتهم كل من الولايات المتحدة وإسرائيل طهران بتوفير مسيّرات لجماعات مسلحة موالية لإيران في الشرق الأوسط، لا سيما «حزب الله» اللبناني والميليشات العراقية المسلحة وجماعة الحوثي الموالية لإيران في اليمن.

وكان الجيش الإيراني قد أعلن في أبريل (نيسان) عن حصوله على 200 طائرة مسيرة هجومية مزودة بأنظمة صواريخ وحرب إلكترونية. وجرى تصنيع تلك المسيرات في مصانع وزارة الدفاع و«الحرس الثوري».


جائزة نوبل للسلام... الناشطة نرجس محمدي: الشعب الإيراني يكافح من أجل البقاء

علي وكيانا رحماني خلال تسلُم جائزة نوبل للسلام نيابة عن أمهما الناشطة نرجس محمدي في أوسلو الأحد (أ.ف.ب)
علي وكيانا رحماني خلال تسلُم جائزة نوبل للسلام نيابة عن أمهما الناشطة نرجس محمدي في أوسلو الأحد (أ.ف.ب)
TT

جائزة نوبل للسلام... الناشطة نرجس محمدي: الشعب الإيراني يكافح من أجل البقاء

علي وكيانا رحماني خلال تسلُم جائزة نوبل للسلام نيابة عن أمهما الناشطة نرجس محمدي في أوسلو الأحد (أ.ف.ب)
علي وكيانا رحماني خلال تسلُم جائزة نوبل للسلام نيابة عن أمهما الناشطة نرجس محمدي في أوسلو الأحد (أ.ف.ب)

حذرت الناشطة الإيرانية نرجس محمدي، المسجونة في طهران، من عواقب انتهاكات حقوق الإنسان في بلادها والمشكلات الاقتصادية التي تواجه مواطنيها، مؤكدة أن الشعب الإيراني «يكافح منذ سنوات من أجل البقاء».

جاء ذلك في رسالة إلى حفل غابت عنه لتسليمها جائزة نوبل للسلام التي نالتها في أكتوبر (تشرين الأول) تكريماً لـ«معركتها ضد قمع النساء في إيران، وكفاحها من أجل تشجيع حقوق الإنسان والحرية للجميع». ونددت محمدي في كلمة ألقاها بالنيابة عنها ابنها علي وابنتها كيانا، بنظام بلادها «الاستبدادي والديني المناهض للمرأة»، وقالت إن «الشعب الإيراني عمل بجد لتحقيق الحرية والديمقراطية»، وتابعت: «العالم يشهد كيف يتصدى الحكام لمطالب الشعب بالقمع والإعدام والقتل والسجن»، وقالت إن «نظام الجمهورية الإسلامية في أدنى مستوى من المشروعية الشعبية».

وفي رسالتها المكتوبة «خلف جدران السجن العالية والباردة»، قالت محمدي «أنا امرأة من الشرق الأوسط، من منطقة رغم أنّها وريثة حضارة غنية، إلا أنّها واقعة حالياً في فخ الحرب وفريسة لهيب الإرهاب والتطرف».وأضافت «أنا إيرانية فخورة ويشرّفني أن أساهم في هذه الحضارة التي هي اليوم ضحية لقمع نظام ديني مستبدّ ومناهض للمرأة»، وحثّت المجتمع الدولي على بذل المزيد من أجل حقوق الإنسان.وفي غيابها، تُرك كرسيها شاغراً في بادرة رمزية، ووضعت صورتها أعلاه.

وطالبت محمدي المنظمات الدولية بدعم المجتمع المدني في إيران، مؤكدة أن «حلول الدول الغربية لم تكن كافية»، وحذرت من تبعات وعواقب انتهاكات حقوق الإنسان تتخطى الحدود الإيرانية، بما في ذلك ظاهرة الهجرة وفقاً لمقتطفات نشرتها قناة «بي بي سي الفارسية».

ولدا الناشطة نرجس محمدي خلال قراءة خطابها إلى حفل جائزة نوبل للسلام في أوسلو الأحد (رويترز)

وتطرقت محمدي إلى الصعوبات المعيشية التي يعاني منها الإيرانيون، وقالت إن «الحكومة الإيرانية في المجال الاقتصادي قدمت امتيازات كبيرة للمقربين منها، ما دفع المجتمع إلى الفقر»، وأضافت: «عواقب ذلك تسببت في مشكلات لحياة الناس».

وشددت على أنه «منذ سنوات وقضيتنا هي البقاء والعيش. نحن نكافح من أجل البقاء»، وقالت: «لم تترك الحكومة أي مجال خارج نطاقها». وفي ختام قراءة البيان، ردد ابنا محمدي، علي وكيانا شعار «المرأة، الحرية، الحرية»، شعار الاحتجاجات الأخيرة في إيران.

ومحمدي ناشطة عُرفت بنضالها لتحسين أوضاع حقوق الإنسان بما في ذلك حقوق السجناء، وعقوبة الإعدام، وحقوق المرأة، وهي تقبع منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 في السجن في طهران، ما حال دون تسلمها الجائزة المرموقة شخصياً.

جانب من حفل تسليم جائزة نوبل للسلام للناشطة نرجس محمدي المسجونة في بلادها الأحد (أ.ف.ب)

وكانت عائلتها قد أعلنت، السبت، أن محمدي تعتزم بدء إضراب جديد عن الطعام. وقال شقيقها الأصغر حميد رضا محمدي في تصريح مقتضب: «إنها ليست معنا اليوم، إنها في السجن وستُضرب عن الطعام تضامناً مع أقلية دينية»، في إشارة إلى البهائيين الذين يشكون من تعرضهم للتمييز والاضطهاد في إيران.

وأوضح زوجها تقي رحماني أنّ الخطوة تهدف إلى التضامن مع الأقلية البهائية التي بدأ اثنان من شخصياتها البارزة أيضاً إضراباً عن الطعام.

ونُقل عن نرجس محمدي قولها: «سأبدأ إضرابي عن الطعام في يوم تسليمي الجائزة، وربما يسمع العالم مزيداً عنها».

وكانت محمدي قد وضعت في العاشر من نوفمبر، حدّاً لإضراب عن الطعام بدأته في السادس منه، هدف إلى السماح لها بالانتقال إلى المستشفى لتلقي رعاية طبية من دون وضع الحجاب.

بعدما أوقفت للمرة الأولى قبل 22 عاماً، أمضت محمدي القسم الأكبر من العقدين الماضيين بين السجن وخارجه بسبب نشاطها من أجل حقوق الإنسان. وهي كانت من أبرز الوجوه المساندة للاحتجاجات التي شهدتها إيران بداية من سبتمبر (أيلول) 2022 بعد وفاة مهسا أميني إثر توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران بدعوى سوء الحجاب.

وقادت هذه التحركات الاحتجاجية بعض النساء، ورفعن شعار «المرأة، الحياة، الحرية»، وقمن خلالها بخلع الحجاب وحرقه.

حريات «لا تقدّر بثمن»

ويعيش ولدا نرجس محمدي في فرنسا منذ عام 2015، ولم يريا والدتهما منذ زهاء 9 أعوام. وفي حين يعتقد علي أنه سيتمكن من رؤيتها مجدداً، تشكك كيانا بإمكانية حدوث ذلك.

وقالت كيانا خلال مؤتمر صحافي للعائلة، السبت، «قضية (المرأة، الحياة، الحرية) والحرية بشكل عام، والديمقراطية تستحق التضحية وبذل الحياة من أجلها؛ لأن هذه الأمور الثلاثة في النهاية لا تقدَّر بثمن». وأضافت: «فيما يتعلق برؤيتها على قيد الحياة مرة أخرى يومًا ما، أنا شخصياً متشائمة جداً (...) ربما أراها مجدداً بعد 30 أو 40 عاماً، وقد لا أراها لكن هذا لا يهم؛ لأن والدتي ستبقى دائماً في قلبي ومع عائلتي».

أما علي، فأكد أنه «متفائل جداً»، وإن كان لا يرجح حدوث ذلك «قبل عامين أو 5 أو 10 أعوام». وأضاف: «أؤمن بأننا سننتصر»، قبل أن يردد مقولة والدته: «النصر ليس سهلاً، ولكنه مؤكد».

وفي تاريخ جائزة نوبل الممتدّ لأكثر من قرن، محمدي هي خامس فائز يحصل على جائزة السلام أثناء احتجازه بعد الألماني كارل فون أوسيتسكي، والبورمية أونغ سان سو تشي، والصيني ليو شياوبو، والبيلاروسي أليس بيلياتسكي.وقالت رئيسة لجنة جائزة نوبل بيريت ريس أندرسن «يمكن مقارنة نضال نرجس محمدي (...) بنضال ألبرت لوتولي، وديزموند توتو، ونيلسون مانديلا (الذين حصلوا جميعا على جائزة نوبل)، وقد استمر نضالهم أكثر من 30 عاما قبل نهاية نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا».وأضافت أنّ "النساء في إيران يناضلن ضدّ التمييز منذ أكثر من 30 عاما. ويحلمهن بمستقبل أكثر إشراقاً سيتحقق في نهاية المطاف".

«منع إيصال الصوت»

وأتى مؤتمر عائلة محمدي في يوم منع السلطات الإيرانية أفراد عائلة أميني من مغادرة البلاد لتسلّم جائزة ساخاروف التي منحها البرلمان الأوروبي للشابة، وفق ما أفادت به محاميتهم في فرنسا.

وقالت شيرين أردكاني لوكالة الصحافة الفرنسية إن والدي أميني وشقيقها «مُنعوا من الصعود على متن الطائرة التي كانت من المقرر أن تنقلهم إلى فرنسا لتسلّم جائزة ساخاروف... منتصف ليل السبت رغم حيازتهم تأشيرة دخول».

وأضافت أردكاني: «صُودرت جوازات سفرهم». ورأت أن السلطات الإيرانية تسعى جاهدة في هذه الفترة «للحيلولة دون إيصال عائلات الضحايا صوتها إلى المجتمع الدولي»، خصوصاً أن تسليم جائزة ساخاروف، الثلاثاء، يأتي بعد يومين من تسليم جائزة نوبل للسلام.

ودعت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا التي تسلّم هذه الجائزة «النظام الإيراني إلى العودة عن قراره الذي يمنع والدة مهسا أميني ووالدها وشقيقها من السفر». وأضافت عبر منصة «إكس» أن «مكانهم الثلاثاء المقبل هو في ستراسبورغ لتلقي جائزة ساخاروف، مع نساء إيران الشجاعات».

وكانت ميتسولا قد رأت لدى الإعلان عن الفائزة بجائزة ساخاروف، أنّ «قتل... أميني الوحشي شكَّل منعطفاً»، وأطلق «حركة قادتها نساء دخلن التاريخ، وبات شعار (المرأة، الحياة، الحرية) شعاراً يجمع خلفه كل الذين يدافعون عن المساواة والكرامة والحرية في إيران».

وقُتل المئات خلال الاحتجاجات التي أعقبت وفاة أميني، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، بينما أوقفت السلطات آلاف الأشخاص. وتراجعت الاحتجاجات بشكل شبه كامل في إيران بداية من أواخر عام 2022.


إيران تتهم دبلوماسياً أوروبياً بالتعاون مع إسرائيل

صور وزعتها وكالة «ميزان» التابعة للقضاء الإيراني من محاكمة الدبلوماسي السويدي يوهان فلوديروس الأحد
صور وزعتها وكالة «ميزان» التابعة للقضاء الإيراني من محاكمة الدبلوماسي السويدي يوهان فلوديروس الأحد
TT

إيران تتهم دبلوماسياً أوروبياً بالتعاون مع إسرائيل

صور وزعتها وكالة «ميزان» التابعة للقضاء الإيراني من محاكمة الدبلوماسي السويدي يوهان فلوديروس الأحد
صور وزعتها وكالة «ميزان» التابعة للقضاء الإيراني من محاكمة الدبلوماسي السويدي يوهان فلوديروس الأحد

بعد 600 يوم على احتجازه، بدأت إيران محاكمة دبلوماسي سويدي يعمل لدى الاتحاد الأوروبي، ووجهت إليه تهمة «التآمر مع إسرائيل للإضرار بالجمهورية الإسلامية»، وفق ما أعلن القضاء في طهران، الأحد.

وأفادت وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية الإيرانية بأن «يوهان فلوديروس متّهم بالقيام بتدابير واسعة النطاق ضد أمن البلاد والتعاون الاستخباراتي الواسع مع النظام الصهيوني والإفساد في الأرض»، وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية.

ويعدّ "الإفساد في الأرض" من الجرائم الأكثر خطورة في إيران والتي تصل عقوبتها القصوى إلى الإعدام.

وقال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم في بيان: «لقد أبلغت أن محاكمة يوهان فلوديروس بدأت، السبت، في طهران».

الدبلوماسي السويدي يوهان فلوديروس يتحدث إلى محاميه ويظهر أيضاً مسؤول قضائي خلال جلسة محاكمة في طهران الأحد (ميزان)

والسويدي يوهان فلوديروس (33 عاماً) الذي يعمل في السلك الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي، محتجز في سجن إيفين السيئ الصيت في طهران، بعدما أوقف في 17 أبريل (نيسان) 2022 في مطار طهران أثناء عودته من عطلة مع أصدقاء.

وقال بيلستروم إن فلوديروس «محتجز تعسفياً»، مضيفاً: «لا يوجد أي أساس على الإطلاق لإبقاء يوهان فلوديروس رهن الاحتجاز، ناهيك عن تقديمه للمحاكمة». وتابع: «لقد أوضحت السويد والاتحاد الأوروبي هذا الأمر بشكل جلي لممثلي إيران».

وردّ مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الأحد بالقول إنّ فلوديروس «بريء» و«لا يوجد أيّ سبب على الإطلاق لإبقائه رهن الاحتجاز»، داعياً من جديد إلى «الإفراج عنه».

و الدبلوماسي متّهم بأنّه «كان نشطاً ضدّ الجمهورية الإسلامية في مجال جمع المعلومات الاستخبارية لصالح النظام الصهيوني، في هيئة مشاريع (تهدف إلى) الإطاحة بالجمهورية الإسلامية (بقيادة) المؤسسات الأميركية والإسرائيلية والأوروبية المعروفة بنشاطها ضد إيران»، بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ممثل النائب العام.وأضاف أنّ «من بين أنشطته الأخرى القيام برحلات إلى فلسطين المحتلة والتواصل مع العملاء» في إسرائيل و«جمع معلومات استخباراتية عن برامج الجمهورية الإسلامية، والتي لاتمت بصلة إلى المجال المهني للمتهم».

وبقي احتجاز فلوديروس طي الكتمان منذ اعتقاله حتى سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما كسرت عائلته الصمت، وطالبت الحكومة السويدية والاتحاد الأوروبي بالتحرك لإطلاق سراحه. وسعى الاتحاد الأوروبي إلى إطلاق سراحه بهدوء.

وفي سبتمبر، أعلن القضاء الإيراني أن فلوديروس «ارتكب جرائم» في البلاد، ويجري الانتهاء من التحقيق في قضيته. وصرّح مسؤول في الاتحاد الأوروبي حينها لوكالة الصحافة الفرنسية أنهم لم يتلقوا «إجابة واضحة» عن سبب اعتقال فلوديروس.

وذكرت عائلة فلوديروس أن ظروف احتجازه «غير مقبولة»؛ إذ تبقى زنزانته مضاءة طوال الوقت، ولا يحصل على غذاء مناسب، ولا يجري فحوصاً طبية ولا تمرينات رياضية في الخارج.

صور وزعتها وكالة «ميزان» التابعة للقضاء الإيراني من محاكمة الدبلوماسي السويدي يوهان فلوديروس الأحد

وبعد مضي 600 يوم على احتجازه، طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» بالإفراج الفوري وغير المشروط عن فلوديروس وجميع المحتجزين الأجانب بشكل تعسفي.

وقالت في بيان: «يجب على السويد أن تضغط على الاتحاد الأوروبي للتعاون مع حلفائه، وممارسة مزيد من الضغوط من أجل إطلاق سراحهم، واحترام حقوق الإنسان في إيران. وأضاف: «ينبغي للمجتمع الدولي أن يطلب من إيران إنهاء الاعتقالات التعسفية والعمل بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان».

وكثيراً ما استخدمت إيران الرعايا الأجانب المحتجزين ورقة مساومة لتأمين إطلاق سراح مواطنيها، أو استرداد أموال مجمدة في الخارج.

جاء اعتقال فلوديروس بعد الحكم على مواطن إيراني بالسجن مدى الحياة في السويد لدوره في عمليات الإعدام الجماعية التي نفذها النظام الإيراني عام 1988 بحق آلاف المعارضين.

وتضررت علاقات الاتحاد الأوروبي مع إيران بسبب مدها روسيا بالأسلحة وقمع الاحتجاجات على وفاة الشابة مهسا أميني. وفرض الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة حزمات متتالية من العقوبات على إيران بسبب إمدادات الأسلحة، وقمع المتظاهرين.

وتزامن بدء محاكمة فلوديروس مع تسليم جائزة نوبل للسلام للناشطة الإيرانية نرجس محمدي المسجونة في بلادها والتي تسلّم الجائزة نيابة عنها ولداها في أوسلو الأحد.ومن المقرر أن تُسلم الثلاثاء في ستراسبورغ جائزة ساخاروف التي منحها البرلمان الأوروبي إلى مهسا أميني بعد وفاتها التي أثارت في سبتمبر(أيلول) 2022 موجة احتجاجات واسعة في البلاد.