منظمات حقوقية تطالب بالتحقيق في وفاة موقوف بسبب الاحتجاجات في إيران

جواد روحي (إيلنا)
جواد روحي (إيلنا)
TT

منظمات حقوقية تطالب بالتحقيق في وفاة موقوف بسبب الاحتجاجات في إيران

جواد روحي (إيلنا)
جواد روحي (إيلنا)

دعت منظمات حقوقية، الجمعة، إلى التحقيق في أسباب وفاة سجين بإيران كان القضاء قد حكم عليه بدايةً بالإعدام في قضية مرتبطة بالاحتجاجات التي اندلعت، العام الماضي، على خلفية وفاة مهسا أميني، متهمةً السلطات بتعذيبه.

وأعلنت السلطة القضائية في إيران، الخميس، وفاة جواد روحي، وهو في مطلع الثلاثينات، في مستشفى بمدينة نوشهر في محافظة مازندران (شمال)، بعد معاناته «نوبة صرع»، في وقت مبكر من اليوم نفسه، وفق ما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكان القضاء قد حكم بالإعدام على روحي، في يناير (كانون الثاني)؛ لاتهامه بـ«الإفساد في الأرض»، و«الإساءة للقرآن الكريم»، و«تدمير وإحراق الممتلكات العامة». لكن في مايو (أيار)، ألغت المحكمة العليا الحكم، وأمرت بإعادة محاكمته.

وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، في بيان، إن روحي «تُوفي في ظروف مُريبة... ما يثير مخاوف جدية بشأن معاملته»> وأشارت إلى أنه «تعرَّض... لتعذيب مُروِّع، عقب اعتقاله خلال الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت في إيران، في سبتمبر (أيلول) 2022»، وأن إدانته جَرَت في ختام «محاكمة غير عادلة».

ونقل البيان عن تارا سبهري فر، وهي باحثة أولى متخصصة بإيران في «هيومن رايتس»، قولها إن «السجل الفظيع لسلطات السجون الإيرانية في التعذيب وسوء المعاملة يجعل وفاة جواد روحي في الحجز مُريبة». وأضافت: «ينبغي إجراء تحقيق دولي؛ لعدم وجود سبب لاعتقاد أن السلطات الإيرانية ستُجري تحقيقاً شفافاً».

ونقلت المنظمة، ومقرُّها نيويورك، عن مصدر لم تُسمِّه قوله إن روحي تعرَّض للتعذيب أثناء احتجازه، بما يشمل تعريضه «لدرجات حرارة شديدة البرودة، ووضع مكعبات الثلج على خصيتيه، وأجزاء أخرى من جسده لفترات وصلت إلى 48 ساعة»، إضافة الى الضرب والجَلْد.

وأشارت إلى أنه «تعرَّض لارتجاج في المخ في الحجز نتيجة التعذيب، ونُقل إلى المستشفى لمدة 24 ساعة».

وأتت وفاة روحي مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لوفاة أميني، في 16 سبتمبر 2022، بعد أيام من توقيفها من قِبل شرطة الأخلاق في طهران بدعوى «سوء الحجاب».

واندلعت، منذ ذلك الحين، احتجاجات واسعة في مناطق مختلفة، تراجعت حِدتها بشكل شبه كامل، قبل أواخر العام.

وقُتل المئات من المحتجّين خلال حملة إخماد الاحتجاجات، وسقط عشرات من عناصر الباسيج وقوات الشرطة، خلال الاحتجاجات التي تخلَّلها رفع شعارات مناهضة للسلطات، كما جرى توقيف الآلاف، على هامش التحركات التي يعتبر مسؤولون إيرانيون جزءاً كبيراً منها «أعمال شغب» يقف خلفها «أعداء» المؤسسة الحاكمة.

ونفّذت السلطات حكم الإعدام بحقّ 7 مُدانين في قضايا على صلة بالاحتجاجات.

واعتبرت سبهري فر أنه «على بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق، التحقيق في جميع حالات التعذيب والوفيات أثناء الاحتجاز المرتبطة بالاحتجاجات في إيران. من المؤسف أن حالة جواد روحي ليست سوى الأحدث من بينها».

كذلك دعت منظمة «حقوق الإنسان في إيران»، ومقرُّها أوسلو، إلى التحقيق في وفاة روحي أثناء توقيفه.

واعتبر مدير المنظمة محمود أميري مقدم أنه يجب التحقيق في الوفاة «باعتبارها قتلاً في السجن خارج إطار القضاء» من قِبل بعثة تقصي الحقائق التي أنشأها «مجلس حقوق الإنسان»، التابع لـ«الأمم المتحدة»؛ للتحقيق في تعامل السلطات الإيرانية مع الاحتجاجات.


مقالات ذات صلة

لاريجاني: رسالة خامنئي إلى الأسد وبري ستغيّر المعادلة

شؤون إقليمية رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري وعلي لاريجاني كبير مستشاري المرشد الإيراني في بيروت (أ.ب)

لاريجاني: رسالة خامنئي إلى الأسد وبري ستغيّر المعادلة

توقع مسؤول إيراني بارز تغيّر المعادلة في الشرق الأوسط بعد رسالة المرشد علي خامنئي الأخيرة إلى لبنان وسوريا.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

إيران ستستخدم أجهزة طرد مركزي متقدمة رداً على قرار «الطاقة الذرية» ضدها

قالت إيران إنها ستتخذ إجراءات عدة من بينها استخدام أجهزة طرد مركزي متقدمة، رداً على القرار الذي اتخذته «الوكالة الدولية للطاقة» الذرية مساء الخميس ضدها.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية منشأة بوشهر النووية الإيرانية (أ.ف.ب)

مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يصدر قراراً ضد إيران

اعتمد مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية مساء الخميس قراراً ينتقد رسمياً إيران بسبب عدم تعاونها بما يكفي فيما يتعلق ببرنامجها النووي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شؤون إقليمية صورة وزعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمديرها العام رافائيل غروسي في مستهل اجتماعها الربع السنوي في فيينا play-circle 01:24

دول غربية تدعو إيران إلى تدمير اليورانيوم عالي التخصيب «فوراً»

دعت دول غربية إيران إلى «تدمير اليورانيوم 60 % فوراً»، فيما رجحت تقارير أن يصوت مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على قرار ضد إيران غداً الجمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية مسيرات انتحارية من طراز «شاهد 136» خلال العرض العسكري السنوي للجيش الإيراني بطهران (تسنيم)

تقرير: إيران تخفي برامج الصواريخ والمسيرات تحت ستار أنشطة تجارية

قالت شبكة «فوكس نيوز» الأميركية إن إيران لجأت إلى قطاعها التجاري لإخفاء تطويرها للصواريخ الباليستية، في خطوة للالتفاف على العقوبات الدولية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

إسرائيل ليست عضواً في «الجنائية الدولية»... كيف تلاحق المحكمة نتنياهو وغالانت؟

بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)
بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)
TT

إسرائيل ليست عضواً في «الجنائية الدولية»... كيف تلاحق المحكمة نتنياهو وغالانت؟

بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)
بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت (أ.ب)

تقدم أوامر الاعتقال التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية هذا الأسبوع بحق زعماء إسرائيل و«حماس»، بسبب الجرائم التي تتهمهم بارتكابها في غزة، رؤى مهمة حول مدى اختصاص المحكمة وحدود سلطتها.

وقدم تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» ما يجب أن نعرفه عن النطاق القانوني للمحكمة، حيث تسعى إلى اعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت؛ ورئيس الجناح العسكري لـ«حماس» محمد الضيف، الذي قد يكون ما زال على قيد الحياة.

لماذا تدعي المحكمة الاختصاص في هذه القضية؟

لقد انضمت أكثر من 120 دولة إلى معاهدة دولية، وهي نظام روما الأساسي، وهي أعضاء في المحكمة. تأسست المحكمة، التي يقع مقرها في لاهاي في هولندا، منذ أكثر من عقدين من الزمان لمقاضاة الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة الجماعية وجريمة العدوان.

واتهمت المحكمة نتنياهو وغالانت باستخدام التجويع كسلاح حرب، من بين تهم أخرى، في الصراع مع «حماس» في غزة.

واتهمت المحكمة محمد الضيف، أحد المخططين الرئيسيين لهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل، بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك القتل والتعذيب والعنف الجنسي واحتجاز الرهائن.

لا تعترف الدول القوية، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة والصين، بسلطة المحكمة. ولم تصادق على نظام روما الأساسي، ولا تحترم المذكرات الدولية الصادرة عن المحكمة ولن تسلم مواطنيها للمحاكمة.

لا إسرائيل ولا فلسطين عضوان في المحكمة. ولكن في حين لا تعترف العديد من الدول بدولة فلسطين، فقد فعلت المحكمة ذلك منذ عام 2015، عندما وقع قادة السلطة الفلسطينية، التي تسيطر على جزء كبير من الضفة الغربية.

وعلى الرغم من سيطرة «حماس» على غزة منذ عام 2007 ولا تعترف الجماعة المسلحة بخضوعها لدولة فلسطينية، فقد قضت المحكمة بأن لها ولاية قضائية على الأراضي الفلسطينية في غزة والضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.

وقال ديفيد شيفر، السفير الأميركي السابق والمفاوض الرئيسي في النظام الأساسي الذي أنشأ المحكمة: «أود أن أزعم أن هذا يجعل تصرفات (حماس) أكثر عرضة للمحكمة الجنائية الدولية. إن السلطة القضائية للمحكمة الجنائية الدولية لا تقتصر على (حماس) فقط، بل إن (حماس) أثبتت دورها كسلطة حاكمة لذلك الجزء من دولة فلسطين، وبالتالي فإن هذه السلطة تحمل المسؤولية، بما في ذلك ارتكاب جرائم فظيعة».

ومن الأهمية بمكان بالنسبة لسلطة المحكمة أن اختصاصها يمكن أن يمتد إلى ما هو أبعد من الدول الأعضاء. ويمنح نظام روما الأساسي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، سلطة إحالة جرائم الفظائع المرتكبة في أي دولة -عضو في المحكمة الدولية أم لا- إلى الهيئة القانونية للتحقيق.

وقد أحال مجلس الأمن السودان إلى المحكمة في عام 2005 بشأن الوضع الإنساني في دارفور، وأحال ليبيا في عام 2011 رغم أن كلتا الدولتين ليست عضواً في المحكمة.

وقال الخبراء إنه نظراً للتوترات الحالية بين الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس (بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة)، فمن غير المرجح أن يحيل المجلس بالإجماع فرداً إلى المحكمة للمحاكمة في أي وقت قريب.

وأشار شفير إلى أنه «نظراً للطبيعة غير الوظيفية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في السنوات الأخيرة، فمن غير المرجح أن تنجو أي إحالة مقترحة لأي حالة معينة في العالم من الفيتو».

هل سعت المحكمة إلى محاكمة زعماء من دول غير أعضاء؟

بالفعل، سعت المحكمة إلى محاكمة زعماء من دول غير أعضاء، فروسيا ليست عضواً في المحكمة، ولكن في عام 2023 أصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بشأن غزو موسكو الكامل لأوكرانيا، التي لم تصبح عضواً بعد ولكنها منحت المحكمة الاختصاص ودعتها للتحقيق.

كما أصدرت المحكمة مذكرات اعتقال بحق عمر حسن البشير، الرئيس السابق للسودان، والعقيد معمر القذافي، الزعيم السابق لليبيا. ولا تتمتع أي من الدولتين بعضوية المحكمة.

في عام 2017، بدأ المدعي العام للمحكمة التحقيق في مزاعم جرائم الحرب في أفغانستان، بما في ذلك أي جرائم ربما ارتكبها الأميركيون. ورداً على ذلك، فرضت واشنطن عقوبات على فاتو بنسودا، المدعية العامة للمحكمة في ذلك الوقت، وألغت تأشيرة دخولها. وأسقطت المحكمة تحقيقاتها في وقت لاحق.

هل يمكن للمحكمة إنفاذ أوامر الاعتقال؟

في حين أن نطاق المحكمة قد يكون عالمياً تقريباً من الناحية النظرية، فإن قوتها في نهاية المطاف في أيدي أعضائها.

لا يمكن للمحكمة محاكمة المتهمين بارتكاب جرائم غيابياً وليس لديها آلية لمحاكمة المتهمين. إنها تعتمد على الدول الأعضاء للعمل كجهات منفذة واحتجاز المشتبه بهم قبل أن يتمكنوا من المثول للمحاكمة في لاهاي. ومع ذلك، لا تلتزم جميع الدول الأعضاء بالاتفاق.

قال رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الجمعة، إنه دعا نتنياهو لزيارة بلاده، وهي عضو في المحكمة، وأنه سيتجاهل التزامه الرسمي بالتصرف بناءً على مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة.

في سبتمبر (أيلول)، زار بوتين منغوليا، وهي عضو آخر، من دون أن يتم القبض عليه.

وزار البشير جنوب أفريقيا، وهي أيضاً عضو، لحضور قمة الاتحاد الأفريقي لعام 2015.