المعارضة التركية تتبادل الاتهامات حول أسباب فشلها الانتخابي

رفعت شعار «لا تحالفات» في الانتخابات المحلية المقبلة

أكشنار خلال زيارتها لأحد مصانع الملابس خلال فترة الانتخابات في مايو الماضي (تويتر)
أكشنار خلال زيارتها لأحد مصانع الملابس خلال فترة الانتخابات في مايو الماضي (تويتر)
TT

المعارضة التركية تتبادل الاتهامات حول أسباب فشلها الانتخابي

أكشنار خلال زيارتها لأحد مصانع الملابس خلال فترة الانتخابات في مايو الماضي (تويتر)
أكشنار خلال زيارتها لأحد مصانع الملابس خلال فترة الانتخابات في مايو الماضي (تويتر)

وسط تبادل للاتهامات حول أسباب الإخفاق في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي شهدتها تركيا في مايو (أيار) الماضي، كشفت أحزاب المعارضة عن استبعاد فكرة خوض الانتخابات المحلية المقررة في نهاية مارس (آذار) المقبل من خلال التحالفات.

وعادت رئيسة حزب «الجيد» ميرال أكشنار إلى الهجوم مجددا على رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، الذي رشحه تحالف «الأمة» المعارض منافسا للرئيس رجب طيب إردوغان، واتهمته دون تسميته، بالإصرار على المقعد دون النظر إلى مصلحة الشعب التركي.

هجوم على كليتشدار أوغلو

وقالت أكشنار، خلال تجمع لحزبها ضم رؤساء فروع الحزب ومئات من أعضائه في جميع الولايات التركية في مدينة أفيون كاراحصار، جنوبي البلاد، ليل السبت - الأحد: «لقد كنا نريد أن نخلص شعبنا من النظام الرئاسي الفردي ونرسي نظاما برلمانيا يعزز الديمقراطية... تعاملنا مع أولئك الذين قالوا أنا أولا.. نفسي أولا، لقد تنازلنا عن مصالحنا الشخصية من أجل مستقبل أمتنا، وتعاملنا مع أولئك الذين لا يفكرون إلا في مقاعدهم (في إشارة إلى كليتشدار أوغلو)، ولم ننجح... للأسف لم نتمكن من منع الهزيمة في انتخابات 2023».

واعتذرت أكشنار للشعب التركي، قائلة إنها لم تتمكن من فرض ترشيح رئيسي بلديتي إسطنبول وأنقرة أكرم إمام أوغلو ومنصور ياواش كمرشح للرئاسة، «مع أن جميع استطلاعات الرأي كانت تشير إلى إمكانية فوز أي منهما بالرئاسة بسهولة... لم أستطع منع أولئك الذين اعترضوا طريقهما، أعتذر للأمة التركية».

وكانت أكشنار أحدثت أزمة قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مايو الماضي بانسحابها مما كان يعرف بـ«طاولة الستة» لأحزاب المعارضة التي شكلت «تحالف الأمة»، وضمت إلى جانب حزبها وحزب الشعب الجمهوري، أحزاب الديمقراطية والتقدم، والسعادة، والمستقبل والديمقراطي، بسبب ما قيل إنه كان اعتراضها على ترشيح كليتشدار أوغلو للرئاسة. ثم عادت إلى الطاولة بعد 3 أيام، بشرط ترشيح إمام أوغلو وياواش كنائبين للرئيس، إلى جانب رؤساء الأحزاب الخمسة الآخرين، ليكون هناك 7 مرشحين كنواب للرئيس.

انتقادات لأكشنار

وعقب الانتخابات، عبّرت أكشنار عن ندمها الشديد لقبول انتقال 15 نائبا من حزب الشعب الجمهوري إلى حزبها عام 2018 ليتمكن من خوض الانتخابات البرلمانية. واعتُبر ذلك هجوما مبطّنا منها ضد كليتشدار أوغلو، الذي قدم المساعدة لحزبها وأنقذه من الاستبعاد من الانتخابات.

في المقابل، قال نائب رئيس حزب الجيد السابق، أيتون تشيراس، الذي استقال من الحزب قبل الانتخابات الأخيرة، إنه لولا الأزمة التي افتعلتها أكشنار ومغادرتها طاولة الستة، لكان كليتشدار أوغلو فاز بالرئاسة بسهولة، لكنها اختارت أن تدخل التاريخ بطريقة سلبية.

واعتبر تشيراس، في مقابلة تليفزيونية عشية المؤتمر الحزبي لأكشنار، أن تحميل كليتشدار أوغلو المسؤولية الكاملة عن خسارة المعارضة للانتخابات هو ظلم له وللتاريخ.

وفي رد على هجوم أكشنار غير المباشر على كليتشدار أوغلو، قال النائب السابق من حزب الشعب الجمهوري عن مدينة إسطنبول، جورسال تكين، إن نظام توزيع الوزارات الذي كان يقضي بأن كل حزب منتخب بإرادة الشعب يستحق وزارة، كان اقتراحا من حزب «الجيد»، ولم يستجب لذلك قادة طاولة الستة، بما في ذلك رئيس حزب الشعب الجمهوري، وإن وضع الحزب وكليتشدار أوغلو من جانب أكشنار على قائمة الأهداف الآن هو من قبيل «عدم الإنصاف».

في السياق ذاته، قال رئيس حزب السعادة، تمل كارمولا أوغلو، إن المعارضة كان لها أخطاء في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، لافتا إلى أنها كانت قادرة على الفوز بالانتخابات بنسبة 56 في المائة، لولا الإصرار على الدفع برئيسي بلديتي إسطنبول وأنقرة كمرشحين لمنصب نائب الرئيس، رغم انعدام خبرتيهما السياسية.

وعدّ كارامولا أوغلو أن هذا كان خطأ وأعطى صورة سلبية للشعب عن المعارضة، فقد كنا نذهب إلى المؤتمرات، وبدلا من أن يتحدث اثنان أو 3 من القادة، يتحدث 7 مرشحين فضلا عن مرشح الرئاسة.

الانتخابات المحلية

وبشأن الانتخابات المحلية المقبلة، عبرت أكشنار عن رفضها فكرة الدخول في تحالفات انتخابية. ووجهت دعوة إلى الرئيس رجب طيب إردوغان وحليفه رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي، وقادة باقي الأحزاب، إلى التخلي عن فكرة التحالفات، قائلة: «دعونا نخوض الانتخابات في جو تنافسي يعكس إرادة الشعب، ولنجعل البرامج السياسية هي التي تظهر. من المؤكد أنه سيكون هناك تعاون في بعض المناطق، لكن اتركوا كل حزب يخوض الانتخابات وحده».

وجاء ذلك بمثابة رد غير مباشر من أكشنار على دعوة أطلقها بهشلي، منذ أسابيع، طالبها فيها بـ«العودة إلى البيت»، حيث كانت قد انشقّت عن حزب الحركة القومية، التي كانت نائبة لرئيسه قبل أن تؤسس حزب «الجيد» عام 2017 بعد خلافات حادة مع بهشلي.

وقالت أكشنار إن حزبها تلقّى الرسالة من الشعب، وسيعمل بشكل جيد، مضيفة: «سنعمل على إنشاء طريقنا بشكل حر وبشعور وطني، وفي هذا الإطار سيخوض الحزب الانتخابات المحلية المقبلة باسمه وكوادره أمام الشعب».

وشدّدت على أن حزبها لن يتعاون مع من لديه «أجندة سرية» أو مع أطراف أخرى انفصالية، قائلة: «باب الحزب مفتوح للجميع، لا نقول لكل من يأتي نعم، لكن نقول لا لمن يكن العداوة لمؤسس الجمهورية التركية (مصطفى كمال أتاتورك) وقيمها».

بدوره، أكّد رئيس حزب السعادة، تمل كارامولا أوغلو، أن حزبه سيطرح مرشحين في الانتخابات المحلية في جميع المناطق، لكنه أشار إلى إمكانية «إجراء اتصالات مباشرة» مع أحزاب المعارضة الأخرى في بعض المناطق.

وتسعى المعارضة إلى تعويض خسائرها في الانتخابات البرلمانية والرئاسية من خلال الانتخابات المحلية التي ستجرى في 31 مارس 2024، فيما بدأ الرئيس رجب طيب إردوغان الحشد مبكرا بهدف استعادة البلديات الكبرى التي خسرها حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات المحلية عام 2019، وفي مقدمتها إسطنبول وأنقرة، إلى جانب أضنة ومرسين وأنطاليا، التي فاز بها حزب الشعب الجمهوري، ومنافسة الحزب في معقله الرئيسي في إزمير.


مقالات ذات صلة

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

شؤون إقليمية إردوغان خلال استقباله الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته بالقصر الرئاسي في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع روته القضايا الأمنية والإقليمية المهمة لـ«الناتو»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته عدداً من الملفات الأمنية والقضايا التي تهم الحلف.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية أحد مخيمات اللاجئين السوريين في تركيا (إعلام تركي)

تراجع أعداد اللاجئين السوريين في تركيا لأقل من 3 ملايين

تراجعت أعداد اللاجئين السوريين الخاضعين لنظام الحماية المؤقتة في تركيا إلى أقل من 3 ملايين لاجئ.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية محتجون أشعلوا النار في الشوارع المحيطة ببلدية تونجلي في شرق تركيا بعد عزل رئيسه وتعيين وصي عليها (إعلام تركي)

تركيا: صدامات بين الشرطة ومحتجين بعد عزل رئيسي بلديتين معارضين

وقعت أعمال عنف ومصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسَي بلدية منتخبَين من صفوف المعارضة في شرق تركيا، بعد إدانتهما بـ«الإرهاب»، وتعيين وصيين بدلاً منهما.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية كليتشدار أوغلو أثناء مرافعته أمام المحكمة في أنقرة الجمعة (حزب الشعب الجمهوري)

كليتشدار أوغلو يهاجم إردوغان بشدة في أولى جلسات محاكمته بتهمة إهانته

قدم رئيس «الشعب الجمهوري» المرشح السابق لرئاسة تركيا كمال كليتشدار أوغلو دفاعه في قضية «إهانة رئيس الجمهورية» المرفوعة من الرئيس رجب طيب إردوغان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية ترمب مستمعاً إلى مرشحه لوزارة الخارجية السيناتور ماركو روبيرو خلال حملته لانتخابات الرئاسة الأميركية (رويترز)

إردوغان «قلق» من تعيينات إدارة ترمب الجديدة

لم يُخفِ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قلق حكومته بشأن بعض الأسماء التي أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ضمها إلى إدارته.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«وقف النار» في لبنان ينتظر موافقة «الكابينت»... وحلفاء نتنياهو

هوكستين في زيارته الأخيرة لبيروت (رويترز)
هوكستين في زيارته الأخيرة لبيروت (رويترز)
TT

«وقف النار» في لبنان ينتظر موافقة «الكابينت»... وحلفاء نتنياهو

هوكستين في زيارته الأخيرة لبيروت (رويترز)
هوكستين في زيارته الأخيرة لبيروت (رويترز)

صادق مسؤول إسرائيلي، الاثنين، على الأنباء التي نشرت في واشنطن، ونقلت عن مسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قوله إن واشنطن تعتقد أنها حققت اختراقًا في المفاوضات بين إسرائيل ولبنان ونجحت في التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله». وقال المسؤول الإسرائيلي لموقع «واللا» في تل أبيب، إنه تم التوصل إلى اتفاق على تفاصيل الصفقة ومكونات الاتفاق.

ولكن، لكي يصبح الاتفاق نافذاً، حسب القانون الإسرائيلي يجب إقراره في المجلس الوزاري المصغر في الحكومة الإسرائيلية للشؤون السياسية والأمنية (الكابنيت). وبحسب موقع «واللا»، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر دعوة «الكابنيت» للانعقاد الثلاثاء، للمصادقة النهائية على الاتفاق.

ومن المتوقع أن يتم إقراره بأغلبية ساحقة، إذ أن الوحيد الذي ينوي التصويت ضد الاتفاق هو فقط إيتمار بن غفير. وسيكون بذلك وحيداً بين 12 وزيراً. ولكن، قبل انعقاد «الكابنيت»، ينوي نتنياهو التقاء رؤساء الأحزاب في الائتلاف ليقنعهم بدفع الاتفاق الى الأمام.

أنباء متفائلة

وقبل الإعلان الأميركي، ظهرت في تل أبيب أنباء متفائلة تفيد بأن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط آموس هوكستين توصل فعلاً إلى صيغة اتفاق لوقف النار بين إسرائيل ولبنان، وكذلك انطلقت في تل أبيب حملة محمومة لثني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن المضي قدماً لتوقيعه.

وأكدت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية «كان - ريشت بيت»، الاثنين، أن الضوء الأخضر أُعطي للمضي قدماً نحو إمكانية التوصل إلى اتفاق تسوية مع لبنان. ونقلت عن مصادر إسرائيلية قولها: «نأمل الإعلان عنه في غضون يومين»، مؤكدة أن «الاتفاق مع لبنان جاهز، والآن يدرس رئيس الحكومة نتنياهو كيفية شرحه وترويجه للجمهور الإسرائيلي ولرفاقه في اليمين».

موافقة الكبار

وأشارت إلى أنه تم إعطاء هوكستين الضوء الأخضر للمضي قدماً نحو الاتفاق، وأن نتنياهو حظي بموافقة عدد من كبار الوزراء ورؤساء المخابرات الذين شاركوا في اجتماع مساء الأحد. وبقي أن يمرر الاتفاق في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والخارجية في الحكومة (الكابينت)، الذي أعلن أنه دعي للاجتماع الثلاثاء، وهو الجسم المخول بإقرار اتفاقيات بهذا المستوى. وبناء على ذلك اتخاذ القرار بالتحرك نحو الاتفاق، وأن الإعلان قد يأتي هذا الأسبوع.

مسألة أيام

من جهته، قال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ إن إسرائيل على بُعد أيام من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع «حزب الله». وأضاف هرتسوغ، في تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي، الاثنين: «نحن قريبون من الاتفاق. يمكن أن يحدث ذلك في غضون أيام». وأكد هذه الأنباء المتفائلة مسؤولون أميركيون أيضاً.

إنجاز نتنياهو

وكذلك باشر مقربون من نتنياهو الترويج لحسنات الاتفاق وإظهاره إنجازاً حققه نتنياهو بإصراره على المصالح الإسرائيلية، رغم معارضة الجيش لذلك.

رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

وقال يعقوب بردوغو، أبرز المذيعين في القناة 14 اليمينية إن نتنياهو قاتل كالأسد عدة جبهات في الداخل والخارج، في آن واحد، وأصر على الاستمرار في القتال حتى تقدم الجيش إلى الليطاني ودمر البنية التحتية لـ«حزب الله» في الجنوب وفي الضاحية وفي البقاع. وضمن حق العودة للقتال في حال خرق «حزب الله» أو أي تنظيم صغير تابع له الاتفاق، بضمانات أميركية. ودعا إلى قبول الاتفاق ومساندة نتنياهو في جهوده الأخيرة لجعله وفقاً للمطالب الإسرائيلية. وذكر أن الاتفاق سيخضع للتجربة 60 يوماً فإذا لم ينجح، سيسقط. وتعود إسرائيل للقتال.

«حلف مستهجن»

في المقابل، تحرك المعارضون للاتفاق في إسرائيل لمقاومته، أو تحسينه. وتأسس في تل أبيب حلف مستهجن ضده، ضم كلاً من قادة اليمين المتطرف في الائتلاف الحكومي ورؤساء ثلاثة من أحزاب المعارضة وكذلك مجموعة من رؤساء البلديات في مدن وقرى الشمال.

واعتبر هؤلاء الاتفاق الناجز ضعيفاً ولا يحقق ردعاً لـ«حزب الله»، بل يجعله يخرج من الحرب بقوة صالحة للنمو والتطور، كما حصل في اتفاق الهدنة في سنة 2006.

ففي اليمين المتطرف يعتبرون الاتفاق خنوعاً لضغوط إدارة جو بايدن، ويطالبون بصده والانتظار حتى قدوم إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

مسودة هوكستين

وحتى موقع «ميدا» المعدود على نتنياهو، خرج بمقال افتتاحي يرفض فيه الاتفاق وضع له العنوان التالي: «ممنوع قبول مسودة هوكستين». وجاء فيه: «صيغة هوكستين، تتضمن كل الأخطاء المحتملة في صياغة مثل هذا الاتفاق، والتي كانت قد فشلت في الماضي ومن المتوقع أن تفشل هذه المرة أيضاً - لصالح (حزب الله): إشراف دولي، قيود على حرية العمل، التفاوض مع (دولة لبنان) على تعديل الحدود البرية، الاعتماد على الجيش اللبناني الذي سيحمينا من (حزب الله) واستمرار التعامل مع دولة لبنان وكأنها طفل معنف يطالب بإنقاذه من عائلته العنيفة».

رؤساء البلديات

وأما رؤساء البلديات فيطالبون بأن يتضمن الاتفاق حزاماً أمنياً على طول الحدود، بعرض 3 – 4 كيلومترات من الأرض اللبنانية، تبقى جرداء، بعدما أقدمت قوات الجيش الإسرائيلي على تدمير نحو 40 قرية فيها ومسح عشرات ألوف البيوت عن وجه البسيطة. وزرع هذه الأرض بالألغام، حتى لا يجرؤ «حزب الله» على إرسال مقاتليه للهجوم على البلدات الإسرائيلية.

وبحسب رئيس بلدية كريات شمونة، فإنه «يجب أن تبقى أرضهم قاحلة، تقام فيها منطقة يمنع دخولها بقوة النيران. يعلم (حزب الله) أن مصدر قوته في الساحة اللبنانية يكمن في قدرته على إعادة تأهيل الطائفة الشيعية – يجب عدم السماح له بذلك. صورته أنه (المدافع عن لبنان) والمدافع عن الطائفة الشيعية يجب أن تلقى تذكيراً يومياً لسنوات مقبلة بأنه ارتكب خطأ فادحاً عندما دخل الحرب».