تتأهب إسرائيل لمزيد من الإضرابات والاحتجاجات، الثلاثاء، في أعقاب اعتماد البرلمان بنداً رئيسياً في مشروع الإصلاح القضائي المثير للانقسام، بينما قُدمت طعون إلى المحكمة العليا ضد القانون.
وأدى إصرار حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتشددة على البند الرئيسي الذي أقره «الكنيست» الاثنين، إلى تحديات قانونية ومواجهات في الشوارع.
ويهدف بند «حجة المعقولية» إلى الحد من صلاحيات المحكمة العليا لإلغاء قرارات حكومية. قبل ذلك كانت المحكمة العليا تمارس رقابة قضائية على عمل الأذرع المختلفة للسلطة التنفيذية، المتمثلة بالحكومة ووزاراتها والهيئات الرسمية التابعة لها.
وتتواصل الاحتجاجات المدنية المستمرة منذ شهور بإضراب الأطباء، الثلاثاء.
وأعلن تسيون هاغاي، رئيس نقابة الأطباء الإسرائيلية، في بيان، أن الأطباء سيضربون الثلاثاء. وقال إن «اليد الممدودة للحوار تُركت معلقة في الهواء؛ حيث جرت احتفالات النصر التي ترمز قبل كل شيء إلى حرب خاسرة فقط».
تأتي هذه الخطوة في أعقاب تهديد اتحاد النقابات العمالية «الهستدروت» بتكرار الإضراب العام الذي بدأ في مارس (آذار).
وقدمت نقابة المحامين الإسرائيلية من بين مجموعات نقابية أخرى التماسات إلى المحكمة العليا بهدف إلغاء التشريع.
في هذه الأثناء، طلَت كبريات الصحف العبرية صفحتها الأولى باللون الأسود، الثلاثاء، تعبيراً عن رفضها للتشريع الذي أيده 64 نائباً من أصل 120.
وعلى الصفحة الثانية تحت عنوان «يوم أسود للديمقراطية الإسرائيلية» نشرت الصحف إعلانات لمعارضين للإصلاحات القضائية.
وظل المتظاهرون في الشوارع حتى وقت متأخر من الليل بعد التصويت، وقال الطالب جوش حكيم لوكالة «الصحافة الفرنسية»: «أنا حزين حقاً... لما يحدث لهذا البلد».
وأضاف خلال وجوده في تجمع بالقرب من «الكنيست» في القدس الغربية: «ترون ما يحدث في الشوارع. الجميع غاضبون جداً».
وأوقف نحو 58 شخصاً في القدس وتل أبيب، العاصمة التجارية لإسرائيل التي أصبحت نقطة محورية لإحدى أكبر حركات الاحتجاج في البلاد على الإطلاق.
وقال ناطق باسم الشرطة إن 12 شرطياً أصيبوا بإصابات لم يحدد طبيعتها بسبب المحتجين.
وقالت الشرطة إنها أوقفت شخصاً حاول إيذاء متظاهرين. وقال منظمو الاحتجاج إنه صدم بسيارة أشخاصاً كانوا يغلقون طريقاً سريعة.
واستخدمت الشرطة خراطيم المياه لتفريق متظاهرين أغلقوا طريقاً رئيسية في تل أبيب.
«دمية»
فشل نتنياهو في استرضاء المعارضين في وقت متأخر، الاثنين، بكلمة متلفزة تعهد فيها بإجراء محادثات خلال العطلة البرلمانية المقبلة. وظهرت عليه علامات التعب وهو يجلس في «الكنيست» بين وزيري الدفاع والعدل، بعد يوم واحد من خضوعه لجراحة لتثبيت منظم لضربات القلب.
دافع نتنياهو عن التصويت على أنه «خطوة ديمقراطية ضرورية»، على الرغم من القلق الدولي والاحتجاجات الشعبية.
وقال: «أقررنا تعديل بند المعقولية حتى تتمكن الحكومة المنتخبة من تنفيذ سياسة تتماشى مع قرار غالبية مواطني البلاد».
ودفعت الانقسامات العميقة داخل ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف والاحتجاج الجماهيري رئيس الوزراء إلى وقف العملية التشريعية مؤقتاً في مارس. لكن في غضون أسابيع كان السياسيون يلوم بعضهم بعضاً على انهيار المفاوضات.
وانتقد زعيم المعارضة يائير لبيد نتنياهو بقوله: «لا يوجد رئيس وزراء في إسرائيل. أصبح نتنياهو دمية في يد المتطرفين».
وفي واشنطن، أكد البيت الأبيض، الاثنين، أن «من المؤسف أن التصويت جرى بأغلبية جد ضئيلة».