يشهد خط تل أبيب - الرباط زيارات عديدة لمسؤولين إسرائيليين في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين. وبعد أيام من زيارة وزيرة المواصلات الإسرائيلية، ميري ريغف، وصل إلى العاصمة المغربية (الأربعاء)، رئيس الكنيست (البرلمان) أمير أوحانا، في زيارة رسمية وصفها بأنها تاريخية.
وستكون هذه أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس للبرلمان الإسرائيلي بدعوة من نظيره المغربي رشيد طالبي علمي، الذي سيلتقيه صباح الخميس. وحرص الطرفان على التأكيد بأن أوحانا هو من عائلة ذات أصول مغربية، حيث إن والدته من بلدة وزان ووالده من مراكش، وبعد زواجهما انتقلا للعيش في الرباط، قبل أن يهاجرا إلى إسرائيل في الخمسينات.
حضر أوحانا في وقت يتواجد فيه فريق عسكري إسرائيلي يضم 12 جندياً وضابطاً من كتيبة غولاني الاستطلاعية، جاءوا للمشاركة في مناورات «الأسد الأفريقي 2023» في المغرب.
وأكد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي على أن «هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها الجيش الإسرائيلي بصورة فعالة في هذه المناورات الدولية على التراب المغربي». ولفت إلى أنه «في الأسبوعين المقبلين، سيركز جنودنا على تدريبات في مواقف قتالية مختلفة تجمع بين حرب العصابات في المدن والحرب تحت الأرض، وستختتم بتدريب مشترك لجميع الجيوش المشاركة».
وتشمل المشاركة، تدريبات تكتيكية برية وبحرية وجوية ومشتركة، ليلاً ونهاراً، وتمريناً مشتركاً للقوات الخاصة، وعمليات محمولة جواً، ومستشفى عسكرياً ميدانياً يقدم خدمات جراحية - طبية لفائدة السكان، وتمارين مكافحة أسلحة الدمار الشامل».
يذكر أن مناورات «الأسد الأفريقي» التي ينظمها المغرب سوية مع الجيش الأمريكي، بدأت بنسختها الـ19، الثلاثاء، وتستمر لمدة 10 أيام، حتى 16 يونيو (حزيران) الحالي، ويشارك فيها نحو ثمانية آلاف عسكري من 18 دولة. وقد شاركت فيها إسرائيل في العام الماضي، لكن على مستوى مراقبين عسكريين دوليين فقط، لكنه يشارك هذه السنة بشكل فاعل.
المعروف أن العلاقات بين إسرائيل والمغرب لم تكتمل بعد إلى علاقات دبلوماسية كاملة. ويوجد في البلدين مكتبان تمثيليان، لكن الحكومتين حرصتا على وضع دبلوماسيَين رفيعَين في رئاستيهما.
الممثل المغربي في تل أبيب، هو السفير عبد الرحيم بيوضة، الذي صرّح بأن العلاقات التي تقيمها بلاده مع إسرائيل تتقدم بخطوات كبيرة وعميقة، في كل المجالات، السياسية والأمنية والاقتصادية والسياحية والتكنولوجية والاجتماعية والأكاديمية؛ وذلك بفضل توجيهات الملك محمد السادس، ومن خلال مساهمة كبرى للمغاربة الإسرائيليين.
واعتبر إحدى مهماته الأساسية في تل أبيب «تعميق المعرفة الإسرائيلية بالثقافة المغربية، ثقافة التسامح والسلام والصبر والحلم والانفتاح على كل ما هو خير». وتطرق إلى عملية السلام المشلولة، وقال إن المغرب يترأس لجنة القدس في منظمة الدول الإسلامية والعربية، هذا يحمّل بلاده مسؤولية أساسية تجاه عملية السلام، «الذي يجب أن يكون مبنياً على أساس حل الدولتين».
ورئيس المكتب الإسرائيلي في الرباط هو السفير دافيد غوفرين، الذي أعفي من منصبه في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي على خلفية اتهامات له بـ«استغلال نساء والتحرش جنسياً وارتكاب جرائم ضد الحشمة»، ولكن بعد التحقيق معه تم شطب جميع هذه الاتهامات وتقرر إعادته إلى منصبه في المغرب، الشهر المقبل. وقال السفير الذي خلفه مؤقتاً على رأس المكتب، شائي كوهين، إن العلاقات تشهد تطوراً عميقاً على مختلف المستويات الاقتصادية والسياحية والعسكرية، وسيتم تتويجها قريباً باتفاق للتبادل التجاري الحرّ».