«الحرس الثوري» يزيح الستار عن صاروخ «فرط صوتي»

الرئيس الإيراني: قدرات الردع نقطة أمن وسلام دائم للمنطقة

رئيسي يلقي كلمة خلال مراسم الكشف عن صاروخ فرط صوتي بطهران (تسنيم)
رئيسي يلقي كلمة خلال مراسم الكشف عن صاروخ فرط صوتي بطهران (تسنيم)
TT

«الحرس الثوري» يزيح الستار عن صاروخ «فرط صوتي»

رئيسي يلقي كلمة خلال مراسم الكشف عن صاروخ فرط صوتي بطهران (تسنيم)
رئيسي يلقي كلمة خلال مراسم الكشف عن صاروخ فرط صوتي بطهران (تسنيم)

أزاح «الحرس الثوري» الستار عن نموذج وصفته إيران بأنه أول صاروخ باليستي «فرط صوتي» يعمل بالوقود الصلب، وتصل سرعته إلى ضعف سرعة الصوت، في خطوة من المرجح أن تفاقم مخاوف الغرب إزاء قدرات طهران الصاروخية، في وقت أكدت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية زيادة مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبتي 20 و60 في المائة إلى الربع خلال 3 أشهر.

وحضر الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، وكبار قادة «الحرس الثوري» مراسم رسمية، عرضت فيها نسخة من الصاروخ، الذي أعلنت «الوحدة الصاروخية» في «الحرس» إنتاجه، و أطلق عليه المرشد الإيراني علي خامنئي اسم «فتاح»، وفق ما نقل الإعلام الرسمي الإيراني.

ونشرت وسائل إعلام رسمية ووكالتا «تسنيم» و«فارس» التابعتان لـ«الحرس الثوري» مجموعة صور من نموذج الصاروخ، إلى جانبه أجزاء منفصلة من الرأس الحربي والمحرك، خلال عرضه في المراسم الرسمية.

وذكرت وسائل إعلام «الحرس الثوري» أن الصاروخ الذي يعمل بالوقود الصلب، تتراوح سرعته بين 13 و15 ماخ، أو ما يصل إلى 1400 كيلومتر. وقالت طهران إن هذا الصاروخ يمكنه اختراق أنظمة الدفاع الجوي لأي دولة في المنطقة.

نموذج من الرأس الحربي لصاروخ «فتاح» الإيراني (إرنا)

ويمكن للصواريخ فرط الصوتية، القادرة على حمل رؤوس نووية، أن تحلق على ارتفاع أقل من الصواريخ الباليستية في الغلاف الجوي، وتصل إلى الأهداف بسرعات تصل إلى 25 ضعف سرعة الصوت، في مسارات معقدة؛ مما يجعل من الصعب اعتراضها.

ونقلت وكالة «إرنا» الرسمية عن الرئيس الإيراني قوله إن «قدرة الردع الإيرانية نقطة أمن وسلام دائم لدول المنطقة»، مضيفاً أن الصناعات الدفاعية والصاروخية في إيران «أصبحت محلية وليست مستوردة لكي تتمكن من دفع التهديدات إلى الهامش»، متحدثاً عن «ضرورة التحرك نحو الاستقلال في الصناعات الدفاعية والعسكرية»، مضيفاً: «اليوم نشأت هذه القوة الرادعة في إيران التي توفر الاستقرار والأمن والسلام لدول المنطقة».

بدوره، قال قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، أمير علي حاجي زاده، إن الصاروخ «قادر على اجتياز جميع أنظمة الدفاع الصاروخي، ولا أعتقد أنه سيتم العثور على تكنولوجيا بمقدورها مواجهته لسنوات»، دون أن يعرض «الحرس الثوري» دليلاً على اختبار الصاروخ.

لكن حاجي زاده قال للصحافيين إنه «تم إجراء اختبار أرضي لمحرك الصاروخ»، وأضاف: «صناعة الصاروخ بالمدى الحالي لا تعني أننا لن يكون لدينا صاروخ بهذه المواصفات ويصل مداه إلى ألفى كيلومتر». وأضاف: «في الوقت الحالي هذا مداه، وفي المستقبل، سيضاف إلى مداه».

ونقلت وكالة «إيسنا» الحكومية قوله إن «الصاروخ يتكون من جزأين: الجزء الأول من 3 أمتار و60 سنتيمتراً، وهو صاروخ كامل بحد ذاته، أي لديه محرك، وجهاز تحكم ورأس حربي»، مضيفاً أن الجزء الثاني «قادر على المناورة في منطقة العدو باتجاهات مختلفة، وعلى بعد مئات الكيلومترات من الهدف، ولا يمكن تتبع مسار حركته».

قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري» أمير علي حاجي زاده (إرنا)

وقبل ساعات من المراسم الرسمية، أطلقت وسائل إعلام تابعة لـ«الحرس الثوري» حملة دعائية للصاروخ الجديد، وبدأت الحملة التي اجتاحت شبكات التواصل الاجتماعي، بتغريدة من حاجي زاده كتب فيها أن «طلوع الثلاثاء؛ طلوع الشمس لن يكون في يوم عادي، الشمس تشرق اليوم بـ(فتاح)».

وقالت «رويترز» إن «محللين عسكريين غربيين يقولون إن إيران تبالغ أحياناً في قدرات صواريخها».

حقائق

البرنامج الصاروخي الإيراني:

  • يدعو القرار «2231» إيران إلى تجنب أي نشاط يتعلق بتصميم صواريخ باليستية قادرة على حمل سلاح نووي.
  • تسري القيود الأممية حتى 8 سنوات من يوم اعتماد «خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)» في 18 أكتوبر (تشرين الأول) 2015.
  • يعتمد البرنامج الصاروخي الإيراني بدرجة كبيرة على تصميمات من كوريا الشمالية وروسيا ومساعدات صينية.
  • أسهمت الأنشطة «الباليستية» في انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب من الاتفاق النووي في 2018.
  • تتهم القوى الغربية إيران بالسعي لتطوير صواريخ عابرة للقارات تحت غطاء أنشطة الأقمار الاصطناعية.

وكانت تصريحات حاجي زاده اليوم تكراراً حرفياً لما قاله في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما أعلن تصنيع صاروخ «فرط صوتي» للمرة الأولى. وقال حينها: «هذا الصاروخ ذو سرعة عالية ويمكنه المناورة داخل وخارج الغلاف الجوي. سيستهدف منظومات العدو المتطورة المضادة للصواريخ، وهو قفزة كبيرة في مجال الصواريخ». وأضاف: «هذا الصاروخ الجديد بإمكانه اختراق جميع منظومات الدفاع الصاروخي، وأعتقد أنه لن يتم العثور على التكنولوجيا القادرة على مواجهته لعقود مقبلة»، مضيفاً: «هذا الصاروخ يستهدف منظومات العدو المضادة للصواريخ، ويعدّ قفزة كبيرة في الأجيال بمجال الصواريخ».

صورة للصاروخ «فتاح» أول صاروخ فرط صوتي إيراني (إرنا)

حينذاك، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، إن تصنيع صاروخ إيراني باليستي فرط صوتي، يفاقم «المخاوف» الدولية ويزيد الانتباه إلى الملف النووي الإيراني. لكنه أشار أيضاً إلى أن هذا الإعلان «يجب ألا يؤثر» على المفاوضات بين القوى الكبرى وإيران حول برنامجها النووي. والمفاوضات في طريق مسدودة منذ صيف 2022.

ويعدّ هذا الصاروخ الثاني الذي تزيح إيران الستار عنه في وقت يثير فيه تقدمها في تخصيب اليورانيوم مخاوف الدول الغربية. وقال غروسي أمس إن التعاون من إيران «بطيء جداً»، داعياً طهران إلى تسريع وتيرة إعادة كاميرات المراقبة في المواقع النووية. وأكد أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ارتفع بأكثر من الربع في 3 أشهر.

في واشنطن، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس، إن إيران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي، وإن واشنطن لن تسمح لها بذلك.

قبل نحو أسبوعين، عرضت إيران خلال مراسم رسمية، صاروخاً باليستياً يصل مداه إلى ألفى كليومتر، باسم «خيبر»، وهو نسخة مطورة من الصاروخ الباليستي «خرمشهر 4»، ويمكنه حمل رأس حربي وزنه 1500 كليومتر ويعمل بالوقود السائل وتصل سرعته إلى 16 ماخ (16 ضعف سرعة الصوت) خارج الغلاف الجوي، و8 ماخ داخل الغلاف الجوي. وقال وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني: «رسالتنا لأصدقائنا هي أننا نريد المساعدة في الاستقرار الإقليمي».

وأدانت الولايات المتحدة وفرنسا التجربة الصاروخية الإيرانية، وقالتا إنها انتهاك جديد للقرار الأممي «2231»، الذي تبنى الاتفاق النووي في يوليو (تموز) 2015، وتجمدت بموجبه قرارات أممية ضد إيران.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، تعليقاً على صاروخ «خيبر» إن «تطوير إيران ونشرها الصواريخ الباليستية يشكل تهديداً خطراً للأمن الإقليمي والدولي، وما زال يمثل تحدياً كبيراً لـ(عدم الانتشار)»، مضيفاً أن إيران تواصل السعي للحصول على تكنولوجيا الصواريخ من موردين أجانب وتجري تجارب في تحدٍ لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وأعلنت كل من روسيا وكوريا الشمالية والولايات المتحدة في 2021 أنها أجرت اختبارات لصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، مما أثار المخاوف من سباق تسلح جديد.
لكن روسيا تبدو متقدّمة في هذا المجال، وأعلنت في مارس (آذار) 2022، أنها استخدمت صواريخ «كينجال» فرط الصوتية في الأسابيع الأولى من غزو أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير (شباط) 2022.


مقالات ذات صلة

اعتقال أكثر من 600 امرأة إيرانية خلال إحياء ذكرى مهسا أميني

شؤون إقليمية إيرانية تمر من مدخل القسم الخاص بالنساء بسجن قرتشك في طهران (ميزان)

اعتقال أكثر من 600 امرأة إيرانية خلال إحياء ذكرى مهسا أميني

ذكرت لجنة معنية بمتابعة أوضاع المعتقلين في الاحتجاجات الإيرانية، أن 600 امرأة على الأقل أُوقفن في طهران ومدن أخرى خلال الذكرى الأولى لمهسا أميني الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شمال افريقيا لقاء شكري وعبداللهيان بحث العلاقات بين البلدين (الخارجية المصرية)

هل تدفع «محادثات نيويورك» مسار التقارب المصري - الإيراني؟

دفعت مباحثات «مصرية - إيرانية» جرت بين سامح شكري وزير الخارجية المصري، ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في نيويورك إلى تساؤلات عن مسار تقارب القاهرة وطهران.

وليد عبد الرحمن (القاهرة )
شؤون إقليمية رئيسي خلال مؤتمره الصحافي على هامش أعمال الجمعية العامة قبل مغادرته نيويورك مساء الأربعاء (الرئاسة الإيرانية)

الرئيس الإيراني يدافع عن سحب ترخيص مفتشين نوويين

دافع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، عن سحب ترخيص مفتشين دوليين، ونفى الوقت نفسه تقييد مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تفتيش المواقع الإيرانية.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن)
شؤون إقليمية صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للقضاء الإيراني من محاكمة 3 متهمين بهجوم شيراز اليوم

القضاء الإيراني يحكم على طاجيكستاني بالإعدام بسبب هجوم شيراز

أصدرت محكمة إيرانية حكماً بإعدام رجل طاجيكستاني دِين بتنفيذ هجوم مسلح على موقع ديني في أغسطس (آب) أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، حسبما أعلن القضاء، الخميس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (أ.ب)

رئيسي «لا يرى أي عائق» لاستعادة العلاقات مع مصر

أعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن اللقاء الذي جمع بين وزيري خارجية إيران ومصر في نيويورك قد يمهد الطريق لاستعادة العلاقات، بحسب «رويترز»

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

اعتقال أكثر من 600 امرأة إيرانية خلال إحياء ذكرى مهسا أميني

إيرانية تمر من مدخل القسم الخاص بالنساء بسجن قرتشك في طهران (ميزان)
إيرانية تمر من مدخل القسم الخاص بالنساء بسجن قرتشك في طهران (ميزان)
TT

اعتقال أكثر من 600 امرأة إيرانية خلال إحياء ذكرى مهسا أميني

إيرانية تمر من مدخل القسم الخاص بالنساء بسجن قرتشك في طهران (ميزان)
إيرانية تمر من مدخل القسم الخاص بالنساء بسجن قرتشك في طهران (ميزان)

ذكرت لجنة معنية بمتابعة أوضاع المعتقلين في الاحتجاجات الإيرانية، أن 600 امرأة على الأقل أُوقفن في طهران ومدن أخرى، خلال الذكرى الأولى لوفاة مهسا أميني الأسبوع الماضي.

وذكرت اللجنة أن السلطات أطلقت سراح غالبية المعتقلات بكفالات مالية، مشيرة في الوقت نفسه إلى إحالة العشرات إلى الادعاء العام الإيراني.

وأفادت وسائل إعلام فارسية، في خارج إيران، بأن السلطات نقلت 130 من المعتقلات إلى زنازين مؤقتة بسجن قرتشك، بانتظار اكتمال مسار التحقيق، وتقرير مصيرهن.

وأشارت اللجنة إلى تحديد هويات 118 معتقلة خلال الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها الأجهزة الأمنية في المدن الإيرانية لمنع نزول المحتجين إلى الشارع.

وكانت الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني توفيت عن 22 عاماً في 16 سبتمبر (أيلول) 2022، بعد 3 أيام من دخولها في غيبوبة أثناء احتجازها لدى شرطة الأخلاق بدعوى سوء الحجاب.

وسرعان ما أفضى الغضب على وفاتها إلى احتجاجات غاضبة، قادتها خصوصاً النساء، واستمرت لأسابيع تم خلالها كسر محرمات مثل قيام نساء بخلع حجابهن في تحدٍ صريح للمؤسسة الحاكمة. لكن بعد أشهر عدة تلاشى زخم هذه الاحتجاجات مع حملة القمع التي أسفرت عن مقتل 551 محتجاً، بينهم 68 طفلاً و49 امرأة، على يد القوى الأمنية، بحسب «منظمة حقوق الإنسان الإيرانية» ومقرها في النرويج، وتوقيف أكثر من 22 ألفاً، بحسب «منظمة العفو الدولية».

ونسب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الاحتجاجات إلى الدول الغربية.

ولم يصدر تعليق من الحكومة أو القضاء الإيراني إزاء التقرير الذي يشير إلى اعتقال مئات النساء.

في الأثناء، نقلت قناة «بي بي سي» الفارسية عن مصادر مطلعة أن الشرطة الأمنية أوقفت المهندسة زينب كاظمي، التي أدانتها محكمة إيرانية في وقت سابق من هذا الشهر بـ74 جلدة على أثر خلع الحجاب، خلال مؤتمر لـ«رابطة المهندسين الإيرانيين»، لانتخاب الجمعية العامة.

وانتشر فيديو العام الماضي، خلال احتجاجات مهسا أميني على نطاق واسع، يظهر المهندسة وهي ترمي بغطاء الرأس على الأرض، أمام مسؤولين إيرانيين؛ احتجاجاً على قمع الحركة الاحتجاجية. وقالت المصادر إن كاظمي نُقلت إلى سجن قرتشك.

وظهرت كاظمي في فيديو جديد، بمناسبة ذكرى مهسا أميني، وقالت إنها «لم تندم أبداً على رفع طلب العدالة ضد الظلم، ولن تصمت».

واتخذت قوات الشرطة والأجهزة الأمنية إجراءات مشددة لمنع أهالي الضحايا الذين سقطوا في الاحتجاجات من إحياء ذكراهم الأولى.

وفي مدينة قزوين، غرب طهران، أطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق أشخاص حاولوا إحياء الذكرى الأولى لأحد القتلى. وقالت فاطمة حيدري، شقيقة جواد حيدري الذي قُتل برصاص قوات الأمن العام الماضي، إن قوات الأمن فرضت طوقاً أمنياً على منزلهم، واستخدمت الغاز المسيل للدموع؛ لمنع إقامة المراسم.

وكان البرلمان الإيراني قد صوّت (الثلاثاء) بالموافقة على تبني قانون لفترة تجريبية مدتها 3 سنوات، ويفرض عقوبات قاسية على النساء المطالبات بحرية الحجاب واللباس في إيران.


الرئيس الإيراني يدافع عن سحب ترخيص مفتشين نوويين

رئيسي خلال مؤتمره الصحافي على هامش أعمال الجمعية العامة قبل مغادرته نيويورك مساء الأربعاء (الرئاسة الإيرانية)
رئيسي خلال مؤتمره الصحافي على هامش أعمال الجمعية العامة قبل مغادرته نيويورك مساء الأربعاء (الرئاسة الإيرانية)
TT

الرئيس الإيراني يدافع عن سحب ترخيص مفتشين نوويين

رئيسي خلال مؤتمره الصحافي على هامش أعمال الجمعية العامة قبل مغادرته نيويورك مساء الأربعاء (الرئاسة الإيرانية)
رئيسي خلال مؤتمره الصحافي على هامش أعمال الجمعية العامة قبل مغادرته نيويورك مساء الأربعاء (الرئاسة الإيرانية)

دافع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، عن سحب ترخيص مفتشين دوليين، ونفى الوقت نفسه تقييد مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تفتيش المواقع الإيرانية، بعد أيام من قرار طهران إلغاء ترخيص من مفتشي الوكالة التابعة للأمم المتحدة.

وقبل مغادرة نيويورك، إلى طهران، أجاب رئيسي عن أسئلة الصحافيين في مؤتمر عقدته البعثة الإيرانية، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتطرق رئيسي بشكل أساسي إلى الملف النووي، خصوصاً المحادثات المتعثرة مع الولايات المتحدة بهدف إحياء اتفاق عام 2015 والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفقاً لمقاطع فيديو بثّتها وكالة «إرنا» الرسمية على شبكات التواصل الاجتماعي.

ورهن التوصل إلى «اتفاق جيد» بـ«تنفيذ التزامات الأطراف الأوروبية والأميركية». وقال: «إذا أبدى الأميركيون استعداداً للعمل بالتزاماتهم، يمكن أن يمهد ذلك للتقدم بالعمل». وأضاف: «أبلغنا أصدقاءنا القطريين، وأنا أعلنت في الجمعية العامة أن الشرط هو عودة الأميركيين لالتزاماتهم».

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن رئيسي قوله إن على الولايات المتحدة تخفيف العقوبات، وهي الخطوة الأولى لإثبات رغبة إدارة جو بايدن في العودة إلى الاتفاق النووي. وأضاف: «يقولون إنهم يرغبون في إجراء حوار، لكننا نعتقد أنه يجب أن يكون مصحوباً بعمل»، لافتاً إلى أن العمل بشأن العقوبات يمكن أن يكون «أساساً قوياً لمواصلة المناقشات» وتابع: «لم نغادر طاولة المفاوضات».

والاثنين، قال مدير وكالة الطاقة الذرية رافائيل غروسي، إنه طلب لقاء الرئيس الإيراني على هامش أعمال الجمعية العامة.

رئيسي خلال مؤتمره الصحافي على هامش أعمال الجمعية العامة قبل مغادرته نيويورك مساء الأربعاء (الرئاسة الإيرانية)

وعندما سُئل هل التقى غروسي، أجاب رئيسي بأنه تحدث معه في طهران أوائل مارس (آذار)، وليس هذا الأسبوع.

وكان غروسي قد استنكر خطوة إيران إلغاء ترخيص المفتشين الدوليين الأكثر خبرة بالأنشطة الإيرانية، ووصفها بأنها «غير متناسبة وغير مسبوقة»، مؤكداً أن الإجراء يؤثر على التخطيط وأنشطة التفتيش التي تُجريها الوكالة في إيران بشكل معتاد ويتعارض بشكل علني مع التعاون الذي ينبغي أن يكون قائماً بين الوكالة وإيران».

وقال: «ليست لدينا مشكلة مع عمليات التفتيش لكنّ المشكلة هي مع بعض المفتشين... وبالنسبة إلى المفتشين الذين هم أهل للثقة تمكنهم مواصلة عملهم في إيران».

وجاءت الخطوة الإيرانية بعد تحرك قادته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت سابق من هذا الشهر لدعوة طهران إلى التعاون بصورة فورية مع الوكالة بشأن قضايا من بينها تفسير وجود آثار لليورانيوم عُثر عليها في مواقع غير معلنة.

ورداً على القرار الإيراني، قالت الدول الأربع في بيان: «يجب على إيران أن تتراجع فوراً عن إلغاء تعيين المفتشين وأن تتعاون بشكل كامل مع الوكالة (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) لتمكينها من تقديم ضمانات بأن برنامج إيران النووي سلميّ تماماً». وأضافت أن «إيران تواصل توسيع أنشطتها النووية. وهي الآن تعرقل بشكل متعمد التخطيط والتنفيذ الطبيعي لأنشطة الوكالة في التحقق والمراقبة».

وتابع رئيسي أن «قرار طهران جاء رداً على بعض التصريحات غير المنصفة من الأعضاء الغربيين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

وحسب «رويترز» فإن الخطوة التي اتخذتها طهران، والمعروفة باسم «إلغاء تعيين» المفتشين، مسموح بها ويمكن للدول الأعضاء بشكل عام الاعتراض على زيارة مفتشين بعينهم لمنشآتها النووية بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية واتفاقية الضمانات الخاصة بكل دولة مع الوكالة والتي تنظم عمليات التفتيش.

ولطالما هددت طهران بسحب ترخيصات المفتشين المختصين بمراقبة أنشطة إيران النووية، كخطوة تتضمن تهديدات بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار إذا ما قرر مجلس محافظي الوكالة الدولية إعادة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن.

وتتعامل «الوكالة الدولية» مع قضايا خطيرة قائمة منذ أمد طويل ولم يتم حلها، تتعلق بالمواد والأنشطة النووية غير المعلنة في إيران التي لم تتمكن إيران من معالجتها على مدى أكثر من أربعة أعوام.

«بند الغروب»

كما انتقد رئيسي إعلان بريطانيا وفرنسا وألمانيا الأسبوع الماضي أنها ستُبقي القيود الصارمة على إيران التي كان من المقرر أن تنتهي في أكتوبر (تشرين الأول) بموجب «بند الغروب» في الاتفاق النووي لعام 2015 رداً على تقاعس طهران عن الامتثال لالتزاماتها النووية. ووصف القرار الأوروبي بأنه «قمعي وظالم وغير عادل».

وتحظر الإجراءات على إيران تطوير صواريخ باليستيّة قادرة على إيصال أسلحة نووية، وتمنع أي شخص من شراء أو بيع أو نقل طائرات مسيّرة وصواريخ من إيران وإليها. كما تشمل تجميد أصول الكثير من الأفراد والكيانات الإيرانية المشاركة في برنامج الصواريخ النووية والباليستيّة.

واتهمت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى إيران بتزويد روسيا بطائرات عسكرية مسيّرة تستخدمها موسكو في حربها ضد أوكرانيا. ورغم الأدلة، تصرّ طهران على نفي إرسال طائرات مسيّرة إلى روسيا.

مطالب دولية

وخلال وجوده في نيويورك، واجه رئيسي دعوات دولية وإقليمية مزدادة للتعاون مع الوكالة الدولية، في مؤشر على الإجماع الدولي لكبح جماح أنشطة طهران ومنعها من تطوير أسلحة نووية.

وحضّ رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، الرئيس الإيراني، على بذل جهود بناءة من أجل التوصل إلى اتفاق يحدّ من التطوير النووي الإيراني.

ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (إن إتش كيه)، الخميس، عن كيشيدا قوله لرئيسي في نيويورك، يوم الأربعاء (بالتوقيت المحلي)، إن اليابان تدعم إحياء الاتفاق النووي. وحثّه على القيام بدور بنّاء في إعادة صياغة الاتفاق، والتعاون في التحقيق الذي تقوم به الوكالة الدولية.

وقبل ذلك، قالت دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة في بيان مشترك على هامش أعمال الجمعية العامة، إنها تجدد دعواتها إيران للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى إيران، أبرام بالي، في منشور على منصة «إكس»، إنه التقى غروسي، مضيفاً أنه كرر دعم واشنطن الكامل جهود الوكالة الدولية. وأضاف: «يجب أن تتعاون إيران تعاوناً كاملاً مع الوكالة الدولية... أن تتراجع عن قرارها إلغاء تعيين المفتشين».

«محادثات من أجل المحادثات»

وصل رئيسي إلى نيويورك حيث جرت صفقة تبادل لخمسة من السجناء الأميركيين من أصل إيراني واجهوا تهماً بالتجسس في طهران، مقابل خمسة إيرانيين أُدينوا بتهم تتعلق بانتهاك العقوبات على إيران بما في ذلك تصدير معدات عسكرية ونووية.

وسمحت الولايات المتحدة بالإفراج عمّا يقرب من 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية للاستخدام الإنساني. ووصل الأميركيون الخمسة المفرج عنهم إلى الولايات المتحدة، فجر الثلاثاء.

وقال الرئيس الإيراني إن الإفراج عن الأصول المجمَّدة «كان ينبغي أن يتم في وقت أقرب بكثير مما حدث». وقال إن بلاده أطلقت سراح الأميركيين لدوافع إنسانية.

وفي وقت سابق، أفادت وكالة «رويترز» عن مصدرين مطلعين، بأن قطر عقدت اجتماعات ثنائية منفصلة مع الولايات المتحدة وإيران هذا الأسبوع تطرقت إلى البرنامج النووي الإيراني والمخاوف الأميركية من نقل مسيّرات إيرانية إلى روسيا.

وتابع المصدران أن الاجتماعات لم تتضمن نوعاً من الدبلوماسية المكوكية التي سبق أن أجرتها قطر في الدوحة هذا العام وشهدت تنقل دبلوماسيين قطريين ذهاباً وإياباً بين الجانبين، مما أفضى في النهاية إلى تبادل السجناء بين الولايات المتحدة وإيران يوم الاثنين.

وقال أحد المصدرين، طالباً عدم الكشف عن هويته تماماً كما طلب الآخرون بسبب حساسية الأمر، إن الاجتماعات عُقدت يومَي الاثنين والثلاثاء في نيويورك على هامش الأعمال السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال المصدر الثاني، وهو دبلوماسي مطّلع من الشرق الأوسط، إن محادثات ثنائية إضافية ستُجرى هذا الأسبوع دون أن يخوض في تفاصيل. ووصف الاجتماعات التي عُقدت في نيويورك بأنها «محادثات من أجل المحادثات»، موضحاً أن الفكرة تهدف إلى تمهيد الطريق لمناقشات غير مباشرة في المستقبل لتحقيق «تفاهم» بشأن القضية النووية.

وأبدى مسؤولون أميركيون حذراً عندما سُئلوا هل ستكون هناك محادثات غير مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران هذا الأسبوع، دون أن ينفوا صراحةً هذا الاحتمال رغم إشارتهم إلى أن واشنطن غير منخرطة حالياً في مثل هذه الدبلوماسية.

وقالت الخارجية الإيرانية (الخميس)، في بيان، إن الوزير حسين أمير عبداللهيان، أجرى مشاورات مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مقدماً الشكر لدولة قطر على «دورها البناء» في صفقة تبادل السجناء.

وقال دبلوماسي أوروبي إنه لا يعرف ما إذا كانت قطر قد طرحت القضايا النووية وقضايا الطائرات المسيّرة في الاجتماعات الثنائية، لكنه شكك في قيامها بذلك في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. وتابع الدبلوماسي: «لا يوجد شيء مستحيل، لكنني متشكك، خصوصاً فيما يتعلق بالقضية النووية، حيث تتولى عُمان الوساطة بشكل أكبر».

في غضون ذلك، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، الأربعاء، عن مسؤولين أميركيين القول إن الولايات المتحدة تراجعت عن إجراءات تهدف إلى وقف شحنات النفط الإيرانية في أثناء إجراء المفاوضات التي تمخضت عن صفقة تبادل السجناء.

وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة وإيران توصّلتا إلى تفاهم بخصوص تجنب الإجراءات التي قد تزيد حدة التوتر خلال مفاوضات صفقة تبادل السجناء، حسبما أوردت «وكالة أنباء العالم العربي».

وأوضح المسؤولون المطلعون على المحادثات، الذين لم تسمِّهم الصحيفة، أن التفاهم بين واشنطن وطهران شمل «منع إيران جيشها من مضايقة الناقلات الأجنبية واحتجازها في الخليج وتوقف الولايات المتحدة عن مصادرة شحنات النفط الإيرانية».


القضاء الإيراني يحكم على طاجيكستاني بالإعدام بسبب هجوم شيراز

صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للقضاء الإيراني من محاكمة 3 متهمين بهجوم شيراز اليوم
صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للقضاء الإيراني من محاكمة 3 متهمين بهجوم شيراز اليوم
TT

القضاء الإيراني يحكم على طاجيكستاني بالإعدام بسبب هجوم شيراز

صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للقضاء الإيراني من محاكمة 3 متهمين بهجوم شيراز اليوم
صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للقضاء الإيراني من محاكمة 3 متهمين بهجوم شيراز اليوم

أصدرت محكمة إيرانية حكماً بإعدام رجل طاجيكستاني دِين بتنفيذ هجوم مسلح على موقع ديني في أغسطس (آب) أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، حسبما أعلن القضاء الخميس.

جاء الهجوم على مرقد «شاه جراغ» الذي يُنسب إلى أحمد بن موسى الكاظم المعروف، ويعد من المواقع السياحية في مدينة شيراز، مركز محافظة فارس جنوبَ البلاد، بعد أقل من عام على هجوم استهدف الموقع نفسه، وأعلنت السلطات الإيرانية وقوف تنظيم «داعش» وراء الهجوم.

وبعد الهجوم الأخير الذي وقع في 13 أغسطس(آب)، وأدى إلى مقتل شخصين وجرح 7 آخرين، قالت السلطات إنها أوقفت 9 مشتبهين، وجميعهم أجانب، عقب الهجوم.

وأصدرت محكمة «الثورة» الإيرانية المعنية بالقضايا الأمنية، حكمين بالإعدام بحق المشتبه به الرئيسي رحمة الله نوروزف من طاجيكستان، واتهمته السلطات الإيرانية بالانتماء لتنظيم «داعش»، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن وكالة «ميزان» الواجهة الإعلامية للقضاء الإيراني.

وذكرت الوكالة التابعة للقضاء إنه دين بتهم «الحرابة» و«التحريض والتآمر على أمن البلاد». وحُكم على رجلين آخرين بالسجن 5 أعوام والترحيل من البلاد بتهمة «المشاركة في تجمعات والتواطؤ بنية المساس بأمن الدولة».

وأظهرت تسجيلات وصور وزعتها السلطات عقب الهجوم نوافذ اخترقها الرصاص وبقع الدم على الأرض.

في 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2022 قُتل 13 شخصاً، وأصيب 30 آخرون بجروح في هجوم مسلح استهدف المرقد. ويومها، قالت السلطات الإيرانية إن تنظيم «داعش» أعلن مسؤوليته عن الهجوم، لكنّ ناشطين ومنظمات تراقب حالة حقوق الإنسان في إيران أثارت تساؤلات حول توقيت ودوافع الهجوم الذي تزامن مع إطلاق حملة لإخماد احتجاجات مهسا أميني.

وأعدمت إيران شنقاً في ساحة عامة في 8 يوليو (تموز) رجلين على خلفية الهجوم بعد إدانتهما بتهم «الإفساد في الأرض، والتمرد المسلح، والعمل ضد الأمن القومي»، بالإضافة إلى «التآمر على أمن البلاد»، حسبما ذكر «ميزان».

وتقول «منظمة العفو الدولية»، ومقرها لندن، إن إيران تحتل المركز الثاني عالمياً بعد الصين لجهة أحكام الإعدام المنفَّذة. وأعدمت شنقاً 582 شخصاً على الأقل العام الماضي، في أعلى رقم منذ 2015.


فرصة تاريخية أخرى أمام نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع حكومي (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع حكومي (أ.ف.ب)
TT

فرصة تاريخية أخرى أمام نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع حكومي (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في اجتماع حكومي (أ.ف.ب)

معظم القادة الإسرائيليين كانوا نائمين، عندما بثت قناة «فوكس نيوز» اللقاء مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في الواحدة بعد منتصف الليل (بالتوقيت المحلي). وعندما أفاقوا، كان بينهم من أفاق على فجر جديد مشرق، وكان بينهم من تمنى لو طالت نومته. فالحديث العلني الأول عن التطبيع مع إسرائيل، في هذه الحقبة من الزمن، تضمن شرطاً للدفع بالقضية الفلسطينية إلى اتجاه جديد ينهي الصراع ويحقق السلام... وجاء ليحدث زلزالاً سياسياً في تل أبيب، لن يكون هناك مفر من التعاطي معه بطريقة جديدة، هي النقيض التام لسياسة اليمين المتطرف الحاكم.

نتنياهو في نيويورك الأربعاء (رويترز)

في ظروف طبيعية، وبوجود مسؤولين يتمتعون بروحية القيادة الشجاعة، لكان رئيس الوزراء الإسرائيلي يتلقف هذه المبادرة كأنها كنز يقدمه أفضل هدية لشعبه، لمناسبة الاحتفال بمرور 75 سنة على قيام إسرائيل، لأنها ترمي إلى وضع حد للصراع الدامي، وفتح آفاق للأجيال القادمة. فقد أضاع قادة إسرائيل السابقون، وبينهم نتنياهو، الفرصة التاريخية التي وفرتها المبادرة السعودية للسلام سنة 2002، التي أصبحت مبادرة لجميع الدول العربية، ثم حظيت بتأييد الدول الإسلامية... منذ ذلك الحين قتل حوالي 700 إسرائيلي وحوالي 2700 فلسطيني... وإضاعة الفرصة مرة أخرى، ستعني التفريط في أرواح عدد أكبر من البشر، فضلاً عن آلاف الجرحى والمعوقين والخسائر المادية وتبعاتها المدمرة.

ولي العهد تكلم عن عصر جديد، وبلغة العصر الجديد، الذي رفع فيه راية الانفراج. وبدا أن حديثه عن التطبيع مع إسرائيل يندرج في إطار هذا الانفراج، الذي يشمل إيران وسوريا واليمن ويفتح الباب لرفع مستوى العلاقات مع الصين وروسيا، والحفاظ على العلاقات التاريخية مع الولايات المتحدة وبقية دول الغرب.

رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن وقائد أركان الجيش الإسرائيلي رفائيل إيتان في يونيو 198 (غيتي)

ورغم تحذيرات واعتراضات اليسار الأميركي والإسرائيلي، اختار ولي العهد رمي الكرة في الملعب الإسرائيلي، في عهد غلاة اليمين المتشدد. وقال، إنه لا يهمه من يدير الحكم في إسرائيل فهذا شأن داخلي لها. ولكن محاولة طرح مبادرة سلام على حكومة اليمين بالذات، هي ضربة معلم. فالتاريخ الإسرائيلي دلّ على أن اليمين كان أقدر من اليسار والليبراليين على اتخاذ قرار يتجاوب مع مبادرات السلام. ففي حين رفضت قيادة حزب العمل برئاسة غولدا مائير مبادرة السلام التي طرحها الرئيس المصري (الراحل) أنور السادات، وافق مناحم بيغن، أول رئيس حكومة يميني، على مبادرة السادات الثانية، وانسحب من الأراضي المصرية المحتلة حتى آخر شبر. ووافقت حكومته، لأول مرة في تاريخ إسرائيل، على حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.

غولدا مائير (من أرشيف الدولة العبرية)

ومع أن الاتفاق في حينه تحدث عن حكم ذاتي يفاوض الفلسطينيون على حدوده مع إسرائيل، إلا أنه احتوى على إمكانية أن يكون بداية مهمة في ذلك الوقت. وإسحق رابين، الذي يعتبر على يمين حزب العمل، أبرم اتفاقيات أوسلو مع الفلسطينيين. وأرئيل شارون، مؤسس تحالف أحزاب اليمين في حزب واحد هو «ليكود»، انسحب من قطاع غزة وشمالي الضفة الغربية بشكل أحادي الجانب، وأخلي 8 آلاف مستوطن، وأزال 21 مستوطنة. وإيهود أولمرت، الذي نما وترعرع في «ليكود»، عرض خارطة لحل الدولتين تعتبر أقرب خطة لمطالب الفلسطينيين.

المصافحة التاريخية برعاية الرئيس بيل كلينتون بين ياسر عرفات وإسحاق رابين بعد اتفاق أوسلو بواشنطن يوم 13 سبتمبر 1993 (غيتي)

وعندما يوافق اليمين على أي مبادرة سلام، سيحظى بتأييد نحو 100 من مجموع 120 عضواً في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، بينما الوسط الليبرالي واليسار سيجندان نصف عدد النواب على الأكثر، في مقابل النصف الثاني... ومن اغتالوا رابين، وأرسلوا أولمرت إلى السجن، يمكن أن يغتالوا ويسجنوا آخرين.

نتنياهو بدأ طريقه السياسي على نمط هؤلاء نسبياً. فمع أنه عارض «أوسلو»، وقاد حملة مرعبة ضده وضد رابين، انتهت بالاغتيال، لكنه، عندما خاض المعركة الانتخابية سنة 1996، أعلن أنه لن يلغي الاتفاق. وعندما فاز بالحكم، نفذ انسحاباً من 85 في المائة من مدينة الخليل، و13 في المائة من الضفة الغربية.

اليوم يبدو مختلفاً، حيث أنه بات أسيراً بيد حلفائه المتطرفين، وأمامه قضية محرقة، هي الخلاص من محاكمة الفساد. وحلفاؤه لا يرحمونه، ويحاولون فرض عقيدتهم المتطرفة عليه. ولكنه أيضاً، ما زال نتنياهو، صاحب أكبر تجربة في قيادة الحكم في إسرائيل، وجمهوره واسع، والكثيرون منهم مستعدون للموت في سبيله. فلو قرر الآن التجاوب مع مبادرة تطبيع مع السعودية في مقابل انعطافة في القضية الفلسطينية، لحقق أكبر المكاسب على الصعيد الشخصي والحزبي. وقد يتحول، من رئيس حكومة يواجه أضخم حملة احتجاج، ويدير حكماً في ظل تدهور أمني وانفلات فوضوي، والدولة تدير ضده محاكمة بتهم الفساد، ويواجه إدارة أميركية تمتنع عن دعوته للقاء رئيسها طيلة تسعة أشهر... سيتحول إلى رئيس حكومة مختلف. ربما يستعيد قسماً كبيراً من شعبيته. ويعزز مكانته الدولية والإقليمية. وربما يساعده هذا أكثر، على التخلص من المحاكمة. ويوقف الاحتجاجات. وينخرط في الانفراج الإقليمي ويجدد آمال السلام.

مظاهرة مناهضة لخطة نتنياهو في تل أبيب (رويترز)

كل ما يحتاجه، هو أن يتمتع بجرأة القائد السياسي الشعبي، وينسجم مع رياح التغيير، التي تهب من الصحراء العربية العصرية، ويضع يده بيد من يخطط لمشاريع تطوير نهضة عملاقة مثل 2030 و2050، وعقلية نيوم، ويتحرر من عقلية الاحتلال والتمسك بعقلية «إدارة الصراع» القديمة المهترئة والفاشلة.

قد يكون الأمر صعباً والطريق شائكاً، ولا توجد في الدنيا نجاحات في طريق مفروش بالورود. فنتنياهو يواجه معارضة كبيرة وشديدة وصلبة جداً؛ في المتراس المضاد له، تقف الدولة العميقة، التي تخشى على منظومة الحكم، وخرجت إلى الشوارع لتحطيم خطته، وربما حكومته برمتها، وفيها، الجيش وجهاز القضاء والأكاديمية، ومعاهد البحوث والمؤسسة الاقتصادية. لكن هؤلاء يحاربونه لأنه اختار خطة الانقلاب. ومن يقرأ بعمق الخريطة السياسية في إسرائيل، يدرك أن هذه الخطة أصلاً لن تستمر، بسبب هذه المعارضة. فإذا تراجع عنها يسترد تأييد قسم كبير من المعارضين. وسيستعيد حلفاء سابقين، ويضيف حلفاء جدداً. وسيحدث تغييراً في المعادلة السياسية بالكامل. وسيجد إلى جانبه الإدارة الأميركية ودول الغرب. وسيعيد الحرارة إلى «اتفاقيات إبراهيم» ويوسعها أكثر.

باختصار، ستصبح لديه كل الأسباب للإقدام وإحداث التغيير، لكن الأهم من ذلك: رفض هذه المبادرة، سيكلفه ثمناً باهظاً على جميع الصعد والمجالات. وسيجعله قائداً عاجزاً معزولاً، لا فائدة منه ولا رجاء.


إسرائيل: عملية دهس شمالي القدس وتحييد المنفذ

جنود إسرائيليون يحاصرون سيارة مدمرة عند حاجز قلنديا بالقرب من القدس (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يحاصرون سيارة مدمرة عند حاجز قلنديا بالقرب من القدس (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل: عملية دهس شمالي القدس وتحييد المنفذ

جنود إسرائيليون يحاصرون سيارة مدمرة عند حاجز قلنديا بالقرب من القدس (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يحاصرون سيارة مدمرة عند حاجز قلنديا بالقرب من القدس (أ.ف.ب)

أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع عملية دهس، اليوم (الخميس)، عند حاجز قلنديا شمال القدس، تسببت بإصابة طفيفة لأحد الحراس في الحاجز وتم تحييد المنفذ.

وذكرت قناة «إي 24 نيوز» الإسرائيلية، اليوم، أن «منفذ هجوم الدهس مصاب ويحتفظ بوعيه»، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

وجاء في بلاغ لنجمة داود الحمراء، أنه «الساعة 12.25 ورد بلاغ حول محاولة مركبة دهس أحد المشاة بالقرب من حاجز قلنديا، وهبّ المسعفون لتقديم العلاج الطبي، ونقلوا رجلاً (32 عاماً) إلى مستشفى شعاري تسيديك وحالته بسيطة للغاية، حيث أصيب بجروح في أطرافه السفلية».

على صعيد آخر، أفادت شرطة إسرائيل باعتقال فلسطيني من سكان قطاع غزة مسلح بسكينين في محطة الحافلات المركزية في تل أبيب.

وقال بيان للشرطة الإسرائيلية: إنه خلال عملية تفتيش اعتيادية خارج المحطة، تم العثور على السكاكين في حقيبة الفلسطيني البالغ من العمر 60 عاماً، لافتاً إلى أنه تم القبض على المشتبه به واقتياده للاستجواب في مركز الشرطة المحلي.

وأشار البيان إلى أن «خلفية الحادث لا تزال قيد التحقيق، لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية ذكرت أن المشتبه به خطط لهجوم إرهابي».

ووفق القناة، «يعد هذا هو الحادث الثاني من نوعه خلال الـ24 ساعة الماضية، على الرغم من إغلاق المعبر الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة منذ يوم الجمعة بسبب اشتباكات متوترة مع الفلسطينيين الذين أشعلوا المنطقة باحتجاجات شملت إرسال بالونات متفجرة عبر الحدود وإشعال الإطارات». وحسب القناة، «كان من المقرر أن يتم فتح الحدود صباح يوم الاثنين الماضي، لكنها تظل مغلقة بسبب المخاطر الأمنية المتزايدة».


أبحرت عبر «ممر إنساني»... وصول أول سفينة محملة بالحبوب الأوكرانية لتركيا

سفينة البضائع «ريزيليانت أفريكا» المحملة بالحبوب الأوكرانية وصلت قبالة مضيق البوسفور بتركيا (رويترز)
سفينة البضائع «ريزيليانت أفريكا» المحملة بالحبوب الأوكرانية وصلت قبالة مضيق البوسفور بتركيا (رويترز)
TT

أبحرت عبر «ممر إنساني»... وصول أول سفينة محملة بالحبوب الأوكرانية لتركيا

سفينة البضائع «ريزيليانت أفريكا» المحملة بالحبوب الأوكرانية وصلت قبالة مضيق البوسفور بتركيا (رويترز)
سفينة البضائع «ريزيليانت أفريكا» المحملة بالحبوب الأوكرانية وصلت قبالة مضيق البوسفور بتركيا (رويترز)

وصلت سفينة البضائع «ريزيليانت أفريكا» قبالة مضيق البوسفور بتركيا، اليوم (الخميس)، وهي أول سفينة محملة بالحبوب من أوكرانيا تبحر في مياه البحر الأسود وخارجها من خلال ممر مؤقت.

وقالت كييف إن السفينة غادرت ميناء تشورنومورسك الأسبوع الجاري وتنقل 3 آلاف طن من الحبوب.

وأعلنت أوكرانيا الشهر الماضي فتح «ممر إنساني» يسمح بإبحار سفن متجهة إلى أسواق أفريقية وآسيوية، والتحايل على الحصار الفعلي الذي تفرضه روسيا على موانئ أوكرانية بعد انسحابها هذا الصيف من اتفاق سمح بتصدير الحبوب خلال الحرب.


رئيسي «لا يرى أي عائق» لاستعادة العلاقات مع مصر

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (أ.ب)
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (أ.ب)
TT

رئيسي «لا يرى أي عائق» لاستعادة العلاقات مع مصر

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (أ.ب)
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (أ.ب)

أعلن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن اللقاء الذي جمع بين وزيري خارجية إيران ومصر في نيويورك قد يمهد الطريق لاستعادة العلاقات، بحسب «رويترز».

ونقل موقع الرئاسة الإيرانية عن رئيسي القول، في مؤتمر صحافي في ختام زيارته لنيويورك، إن إيران «لا ترى أي عائق أمام إقامة علاقات مع مصر. وتم إبلاغ الجانب المصري بهذا الأمر أيضاً».


الرئيس الإيراني: ليست لدينا مشكلة في تفتيش وكالة «الطاقة الذرية» لمواقعنا

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (ا.ب)
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (ا.ب)
TT

الرئيس الإيراني: ليست لدينا مشكلة في تفتيش وكالة «الطاقة الذرية» لمواقعنا

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (ا.ب)
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي (ا.ب)

قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إن بلاده ليست لديها مشكلة في تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمواقعها النووية، وذلك بعد أيام من قرار طهران باستبعاد عدد من مفتشي الوكالة المعينين للعمل في البلاد.

وتابع رئيسي في مؤتمر صحافي على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة: «ليست لدينا مشكلة مع عمليات التفتيش لكن المشكلة هي مع بعض المفتشين... وبالنسبة للمفتشين الذين هم أهل للثقة يمكنهم مواصلة عملهم في إيران».

وجاءت الخطوة الإيرانية بعد تحرك قادته الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت سابق من هذا الشهر لدعوة طهران للتعاون بصورة فورية مع الوكالة بشأن قضايا من بينها تفسير وجود آثار لليورانيوم تم العثور عليها في مواقع غير معلنة.

وتابع رئيسي، أن «قرار طهران جاء رداً على بعض التصريحات غير المنصفة من قبل الأعضاء الغربيين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

واستنكر مدير وكالة الطاقة الذرية رافائيل جروسي، خطوة إيران ووصفها بأنها «غير متناسبة وغير مسبوقة».

تجدر الإشارة إلى أن الخطوة التي اتخذتها طهران، والمعروفة باسم «إلغاء تعيين» المفتشين، مسموح بها ويمكن للدول الأعضاء بشكل عام الاعتراض على زيارة مفتشين بعينهم لمنشآتها النووية بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية واتفاقية الضمانات الخاصة بكل دولة مع الوكالة والتي تنظم عمليات التفتيش.


اهتمام إسرائيلي بتصريحات ولي العهد عن السلام... والمتشددون قلقون

إيتمار بن غفير يتحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال جلسة في الكنيست (إ.ب.أ)
إيتمار بن غفير يتحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال جلسة في الكنيست (إ.ب.أ)
TT

اهتمام إسرائيلي بتصريحات ولي العهد عن السلام... والمتشددون قلقون

إيتمار بن غفير يتحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال جلسة في الكنيست (إ.ب.أ)
إيتمار بن غفير يتحدث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال جلسة في الكنيست (إ.ب.أ)

في وقت اهتمت الحلبة السياسية والإعلامية في إسرائيل بتصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خصوصاً عن شروط السلام مع تل أبيب، وأبرزتها على رأس العناوين، خرج التيار المتشدد في الحكومة بتصريحات قلقة من اشتراط حل القضية الفلسطينية.

وقال كبير وزراء هذا التيار وزير المالية بتسلئيل سموترتش إنه يؤيد التطبيع مع السعودية، لكنه يرفض أن تكون هناك تنازلات إسرائيلية في الموضوع الفلسطيني. وأضاف أن ما يقبله في موضوع التطبيع هو اتخاذ خطوات ترمي إلى دفع الاقتصاد الفلسطيني نحو التقدم وبشكل خاص في مجال تطوير مناطق صناعية ومراكز تجارية. ورفض أن يربط التطبيع مع السعودية بالموضوع الفلسطيني.

شرخ في الائتلاف الحكومي

وبدأ التوجه إلى التطبيع مع السعودية وما يتطلبه من مقاربة جديدة في الموضوع الفلسطيني، بإحداث شرخ في الائتلاف الحكومي. ورأت مصادر مقربة من تكتل الصهيونية الدينية الذي يضم وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، أن الاستجابة لمطالب السعودية يمكن أن تفرط الائتلاف، خصوصاً بعد أن تحدث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بعد لقائه الرئيس جو بايدن، الأربعاء، عن سلام مع الشعب الفلسطيني.

ونقل موقع «واي نت» العبري عن مسؤول كبير أن نتنياهو اطلع سموترتش على التطورات في موضوع التطبيع، عندما كانت في بدايتها، ووعده بألا يكون هناك اتفاق أوسلو ثانٍ ولا تجميد البناء الاستيطاني ولا تسليم أراضٍ من الضفة الغربية للسلطة الفلسطينية. ولكنه أضاف أنه إذا تبين أن هناك توجهاً آخر في مفاوضات التطبيع، فإنه سيعمل بكل قوته لمنعه. وطلب من سموترتش وبن غفير عدم المسارعة بترك الحكومة، مؤكداً أنه لا يسعى لإخراجهما منها. لكنه سيفتح الباب أمام دخول حزب معتدل إليها مثل حرب بيني غانتس.

يذكر أن الاعلام الإسرائيلي نشر ملخصات كبيرة لتصريحات الأمير محمد بن سلمان أيضاً في المواضيع الأخرى، وبشكل خاص في الموضوع النووي. واعتبر موقع «واللا» هذه التصريحات «نادرة».


تحذير أميركي من خطر المسيرات الإيرانية بعد إدخال تعديلات روسية

قائد في القوات الجوية الأميركية بالشرق الأوسط الجنرال أليكسوس غرينكويتش لصحافيين في السفارة الأميركية بأبوظبي (أ.ب)
قائد في القوات الجوية الأميركية بالشرق الأوسط الجنرال أليكسوس غرينكويتش لصحافيين في السفارة الأميركية بأبوظبي (أ.ب)
TT

تحذير أميركي من خطر المسيرات الإيرانية بعد إدخال تعديلات روسية

قائد في القوات الجوية الأميركية بالشرق الأوسط الجنرال أليكسوس غرينكويتش لصحافيين في السفارة الأميركية بأبوظبي (أ.ب)
قائد في القوات الجوية الأميركية بالشرق الأوسط الجنرال أليكسوس غرينكويتش لصحافيين في السفارة الأميركية بأبوظبي (أ.ب)

حذر قائد في القوات الجوية الأميركية بالشرق الأوسط، الأربعاء، من أن التعديلات الروسية على الطائرات دون طيار الإيرانية قد تعزّز قدرات طهران العسكرية وترفع مستوى تهديداتها في منطقة الشرق الأوسط.

وتتهم واشنطن طهران بتزويد موسكو بالمسيرات التي أصبحت سلاحاً رئيسياً في الحرب على أوكرانيا، وتُستخدم بانتظام في سوريا، علماً بأن إيران تنفي إرسال المسيرات إلى روسيا.

وقال قائد القوات الجوية التاسعة وقائد التشكيل الجوي للقوات المشتركة في القيادة المركزية الأميركية، جنوب غربي آسيا، الجنرال أليكسوس غرينكويتش لصحافيين في أبوظبي إن «هناك خطراً في أن تتلقى روسيا الطائرات المسيرة من إيران، ثم تقوم بتعديلها ومشاركة بعض هذه التكنولوجيا مع إيران، ما يمنحها (إيران) قدرات إضافية»، حسبما أوردت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضاف: «أرى أن تداعيات هذه العلاقة تتجلى بعض الشيء في سوريا. مَن كان يظن أن روسيا ستحتاج إلى الذهاب إلى إيران للحصول على تلك القدرة العسكرية؟ ومع ذلك فقد حصل ذلك».

وصارت الطائرات دون طيار نقطة محورية في الاستراتيجية العسكرية لكل من روسيا وإيران، اللتين تخضعان لعقوبات غربية.

وكشفت طهران النقاب عن طائرة هجومية جديدة، الشهر الماضي، فيما قدم الرئيس فلاديمير بوتين للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون هدية، هي عبارة عن مسيرات عندما زار موسكو، الأسبوع الماضي.

وقال المسؤول العسكري الأميركي: «أشعر بالقلق حيال مستوى التعاون... بين روسيا وإيران في سوريا»، مضيفاً: «إنه أمر نراقبه عن كثب، وهذه العلاقة المزدهرة تشكل بالنسبة لي مصدر قلق من الناحية العسكرية».

تُعد طهران من أبرز داعمي دمشق. وساهمت في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها (حزب الله) اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.

وأودى النزاع في سوريا الذي بدأ قبل 12 سنة بحياة أكثر من نصف مليون شخص وخلف ملايين النازحين واللاجئين ودمر البنى التحتية للبلاد.