إردوغان يدشّن ولايته الثالثة برؤية «قرن تركيا»

وزير الخارجية السعودي نقل تهنئة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد للرئيس التركي

إردوغان لدى إلقائه كلمة في حفل تنصيبه بالقصر الرئاسي في أنقرة أمس (أ.ف.ب)
إردوغان لدى إلقائه كلمة في حفل تنصيبه بالقصر الرئاسي في أنقرة أمس (أ.ف.ب)
TT

إردوغان يدشّن ولايته الثالثة برؤية «قرن تركيا»

إردوغان لدى إلقائه كلمة في حفل تنصيبه بالقصر الرئاسي في أنقرة أمس (أ.ف.ب)
إردوغان لدى إلقائه كلمة في حفل تنصيبه بالقصر الرئاسي في أنقرة أمس (أ.ف.ب)

حدّد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ملامحَ ولايته الرئاسية الثالثة، بتأكيد التزامه تنفيذَ رؤية «قرن تركيا». ودشّن إردوغان ولايته بأداء اليمين الدستورية، في مراسم شهدت حضوراً دولياً وامتزج فيها الطابع الحداثي مع ملامح العهد العثماني، التي بدت في موكب الخيول وفرقة «المهتار» والحرس داخل القصر الرئاسي.

وأقام إردوغان، في القصر الرئاسي في بيشتبه بأنقرة، حفل استقبال للضيوف المشاركين من أنحاء العالم، حضره 78 من القادة والوزراء والمسؤولين الدوليين، بينهم 21 رئيس دولة، و13 رئيس وزراء، إلى جانب وزراء ورؤساء منظمات دولية. ونيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، شارك وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله في حفل تنصيب الرئيس التركي. ونقل وزير الخارجية السعودي تهنئة وتحيات خادم الحرمين الشريفين والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، للرئيس التركي، وتمنياتهما لحكومة تركيا وشعبها بالمزيد من التقدم والازدهار.

وفي خطاب تنصيبه، تعهَّد إردوغان بتنفيذ رؤية «قرن تركيا»، مع وضع دستور مدني ديمقراطي يخلصها ممَّا وصفه بـ«عهد الوصاية والانقلابات والقومية الإلزامية». وسبق أن أعلن إردوغان في أوائل عام 2022 عن البدء في العمل على مشروع دستور مدني يحل محل دستور عام 1982 المعمول به، الذي وُضع في أعقاب انقلاب عسكري شهدته البلاد.

وبعد أدائه اليمين الدستورية في البرلمان وزيارته ضريح مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، ظهر إردوغان في حفل بقصر بيشتبه الرئاسي في العاصمة أمام نحو 4 آلاف من الحضور. وأكَّد، في حفل تنصيبه، العمل على تحقيق نهضة تنقل تركيا لمصاف القوى العالمية. وهاجم المعارضة، داعياً إياها إلى الاستفادة من «أخطائها المتكررة»، والابتعاد عن «الحسابات الصغيرة» التي كرّست ضعفها، كما قال.

وقال إردوغان إنَّه «بانتهاء الانتخابات، بدأ قرن تركيا، وفُتحت أبواب نهوض بلادنا». وأضاف: «سنحتضن 85 مليون مواطن في ولاياتنا الـ81 من دون تمييز بسبب آرائهم السياسية أو عرقياتهم أو طوائفهم، وبلا انتقام أو تصفية حسابات».

ولمَّح الرئيس التركي إلى استمرار برنامجه الاقتصادي غير التقليدي الذي تسبب في مشكلات اقتصادية وأزمات على مدى 5 سنوات، قائلاً: «سنواصل تنمية البلاد عبر الاستثمار والتوظيف والإنتاج»، وقال إنَّ حكومته الجديدة ستعقد أول اجتماع لها الثلاثاء.


مقالات ذات صلة

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس «جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي» (الشاباك) رونين بار (وسائل إعلام إسرائيلية)

رئيس الشاباك زار تركيا للدفع بمفاوضات الأسرى مع «حماس»

كُشف النقاب عن زيارة سرية قام بها رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، إلى أنقرة، السبت الماضي، التقى خلالها مع رئيس جهاز المخابرات التركي، إبراهيم قالن.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال مشاركته بقمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 19 نوفمبر 2024 (رويترز)

إردوغان: تركيا مستعدة إذا قررت الولايات المتحدة الانسحاب من شمال سوريا

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم الأربعاء، إن تركيا مستعدة إذا قررت الولايات المتحدة الانسحاب من شمال سوريا.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يتحدث في مناقشة قمة خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) في ليما ببيرو 15 نوفمبر 2024 (رويترز)

أميركا تحذر تركيا من استضافة قيادات «حماس»

حذرت الولايات المتحدة اليوم الاثنين تركيا من استضافة قيادات حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تركيا تحذر من «تغيير ديموغرافي» في كركوك

موظف عراقي يتصفح جهازاً لوحياً لإجراء التعداد السكاني (أ.ف.ب)
موظف عراقي يتصفح جهازاً لوحياً لإجراء التعداد السكاني (أ.ف.ب)
TT

تركيا تحذر من «تغيير ديموغرافي» في كركوك

موظف عراقي يتصفح جهازاً لوحياً لإجراء التعداد السكاني (أ.ف.ب)
موظف عراقي يتصفح جهازاً لوحياً لإجراء التعداد السكاني (أ.ف.ب)

حذرت تركيا من عمليات «تخل بالتركيبة الديموغرافية» لمحافظة كركوك العراقية، داعية بغداد إلى حماية حقوق المواطنين التركمان بسبب «تطورات مقلقة» في نطاق التعداد السكاني.

وقال المتحدث باسم الخارجية التركية، أونجو كيتشالي، إن أنقرة تتابع من كثب أنباء عن عمليات نقل جماعي للكرد من إقليم كردستان شمال العراق إلى كركوك قبيل إجراء التعداد السكاني، وتحذر من العبث بالتركيبة الديموغرافية في المحافظة.

وتابع كيتشالي أنه «رغم البيانات المتعلقة بالانتماء العرقي لم يتم جمعها في التعداد السكاني، فإن التنقل السكاني المكثف قد تسبب بحق في إثارة قلق التركمان والعرب».

وعد ما جرى يمثل «مخالفة ستؤدي إلى فرض أمر واقع يتمثل في ضم جماعات ليست من كركوك إلى سكان المحافظة، وسيؤثر ذلك على الانتخابات المزمع إجراؤها في المستقبل».

المتحدث باسم الخارجية التركية أونجو كيتشالي (الخارجية التركية)

وشهد العراق تعداداً سكانياً، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، لأول مرة منذ 37 عاماً، وشمل جميع محافظات البلاد، بطريقة إلكترونية، وبمشاركة 120 ألف موظف، وسط فرض حظر للتجوال ودون تضمين أسئلة تتعلق بالانتماء العرقي والطائفي، لتجنب حدوث أي انقسام داخل المجتمع المكوّن من مكونات مختلفة، وفقاً للحكومة العراقية.

وشدد كيتشالي على أن تركيا بجميع مؤسساتها تقف إلى جانب التركمان العراقيين، وتحمي حقوقهم ومصالحهم، مضيفاً أنه «في هذا السياق، فإن سلام وأمن مواطني التركمان، الذين يشكلون جسر الصداقة بين العراق وتركيا ولديهم كثافة سكانية كبيرة في العراق، يشكلان أولوية بالنسبة لتركيا، كما أن كركوك تعد من بين الأولويات الرئيسية في العلاقات مع هذا البلد».

وقال: «نتوقع من السلطات العراقية ألا تسمح للمواطنين التركمان، الذين تعرضوا لمذابح واضطهاد لا حصر لها في القرن الماضي، بأن يقعوا ضحايا مرة أخرى بسبب هذه التطورات الأخيرة في نطاق التعداد السكاني».

وأضاف: «حساسيتنا الأساسية هي أنه لا يجوز العبث بالتركيبة الديموغرافية التي تشكلت في كركوك عبر التاريخ، وأن يستمر الشعب في العيش كما اتفقت عليه مكونات المحافظة».

السلطات العراقية قالت إن التعداد السكاني يهدف إلى أغراض اقتصادية (إ.ب.أ)

كان رئيس الجبهة التركمانية العراقية، حسن توران، قد صرح الأربعاء الماضي، بأن 260 ألف شخص وفدوا من خارج كركوك وتم إدراجهم في سجلات المحافظة، بهدف تغيير التركيبة السكانية قبيل إجراء التعداد السكاني العام.

ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن توران أنهم رصدوا استقدام أعداد كبيرة من العائلات الكردية من محافظتي أربيل والسليمانية إلى مدينة كركوك قبيل إجراء التعداد السكاني، وطالب بتأجيل إعلان نتائج تعداد كركوك لحين فحص سجلات تعداد 1957 الخاص بمدينة كركوك.

بدوره، أكد محافظ كركوك، ريبوار طه، أن «مخاوف أشخاص وجهات (لم يسمها) حول التعداد لا مبرر لها»، وقال في مؤتمر صحافي، إن التعداد يهدف «لأغراض اقتصادية وسيحدد السكان الحقيقيين، مما يساهم في تحسين الموازنة»، على حد قوله.