الأتراك يترقبون حكومة إردوغان الجديدة

تركيا غير مستعجلة للقاء رئيسها بنظيره السوري

إردوغان وبجانبه زوجته أمينة يخطب بأنصاره في باحة القصر الرئاسي بأنقرة الاثنين (رويترز)
إردوغان وبجانبه زوجته أمينة يخطب بأنصاره في باحة القصر الرئاسي بأنقرة الاثنين (رويترز)
TT

الأتراك يترقبون حكومة إردوغان الجديدة

إردوغان وبجانبه زوجته أمينة يخطب بأنصاره في باحة القصر الرئاسي بأنقرة الاثنين (رويترز)
إردوغان وبجانبه زوجته أمينة يخطب بأنصاره في باحة القصر الرئاسي بأنقرة الاثنين (رويترز)

يعكف الرئيس رجب طيب إردوغان على تشكيل حكومته الجديدة وسط ترقب للأسماء التي ستشملها.

وينتظر إردوغان انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد في دورته الـ28، حيث سيؤدي 16 وزيراً من حكومته الحالية اليمين نواباً، ومن ثم يعلن تشكيلة حكومته الجديدة التي قد تشمل بعض هؤلاء الوزراء المستمرين في عملهم حالياً. ومن المقرر أن يحسم المجلس الأعلى للانتخابات، اليوم (الثلاثاء)، الطعون في الانتخابات البرلمانية. وسادت توقعات بأن يعلن إردوغان تشكيل الحكومة الجديدة الجمعة.

ويعد أعقد ملف يواجه إردوغان هو حسم الاسم الذي يتولى حقيبة الاقتصاد، إذ يشكل الوضع الاقتصادي المتدهور أكبر تحد يثقل كاهله في ولايته الجديدة، بعد إخفاقات في السنوات الخمس الأخيرة قادت إلى تآكل قيمة الليرة التركية وجموح التضخم والأسعار وتراجع الاستثمار الأجنبي.

وبعد إسدال الستار على أصعب انتخابات شهدتها تركيا في تاريخها الحديث، فاز فيها إردوغان بولاية ثالثة مدتها 5 سنوات، بات يواجه تحديات داخلية وخارجية مع معارضة نجحت، رغم عدم قدرتها على التغلب عليه، في صنع طريق جديدة.

ولا يعد الاقتصاد هو المؤرق الوحيد لإردوغان، فهناك العديد من الملفات المتعلقة بالسياسة الخارجية تحوي نقاطاً خلافية معقدة، لا سيما مع الاتحاد الأوروبي، أكبر شريك تجاري لتركيا، الذي قد يزداد موقفه تصلباً في مواجهة إردوغان.

وعلى صعيد تطبيع العلاقات مع سوريا، أظهرت تركيا عدم استعجال، كما كان قبل الانتخابات، لوتيرة التقدم في هذا المسار.

وفي أول تصريح عقب إعلان فوز إردوغان في الانتخابات، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، إنه «لا خطط للقاء بين إردوغان ونظيره السوري بشار الأسد على المدى القريب، وإن مثل هذا اللقاء يعتمد على الخطوات التي ستتخذها سوريا مستقبلاً». وعقب اجتماع وزراء خارجية تركيا وروسيا وسوريا وإيران في موسكو في 10 مايو (أيار) الحالي، لفت وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى أنه سيتم العمل سريعاً على خريطة طريق لتطبيع العلاقات، وأن «المرحلة التالية هي لقاء للرئيسين خلال العام الحالي».


مقالات ذات صلة

«حزب إردوغان» يستعيد قاعدته مستفيداً من أخطاء «الشعب الجمهوري»

شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ملوحاً لأعضاء حزب «العدالة والتنمية» خلال مؤتمره السبت (الرئاسة التركية)

«حزب إردوغان» يستعيد قاعدته مستفيداً من أخطاء «الشعب الجمهوري»

كشفت استطلاعات رأي حديثة في تركيا عن استعادة حزب العدالة والتنمية الحاكم برئاسة رجب طيب إردوغان جانبا من مؤيديه الذين فقدهم في الانتخابات المحلية الأخيرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
شؤون إقليمية بهشلي يهدي إردوغان نسخة من كتاب أصدره حديثاً خلال زيارته له في منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان وبهشلي ناقشا الدستور الجديد لتركيا وأوزال يصر على الانتخابات المبكرة

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع رئيس حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، في الاستعدادات الجارية لطرح مشروع الدستور الجديد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً أمام البرلمان الثلاثاء (الرئاسة التركية)

إردوغان يغلق الباب أمام الانتخابات المبكرة ويتمسك بالدستور الجديد

يسيطر النقاش حول الانتخابات المبكرة والدستور الجديد على الأجندة السياسية لتركيا وسط جدل متصاعد بين الحكومة والمعارضة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية داود أوغلو خلال استقباله باباجان بمقر حزب «المستقبل» في أنقرة قبل أيام (وسائل إعلام تركية)

تركيا: تعثر جديد لمفاوضات الاندماج بين حزبي باباجان وداود أوغلو

فشلت مفاوضات الاندماج بين حزبي «الديمقراطية والتقدم» برئاسة علي باباجان و«المستقبل» برئاسة أحمد داود أوغلو في التوصل إلى اتفاق على اندماج الحزبين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو (موقع حزب الشعب الجمهوري)

المعارضة التركية لاستحضار انتخابات مبكرة حال حظر إمام أوغلو سياسياً

لوّح حزب «الشعب الجمهوري» بالضغط للتوجه إلى انتخابات مبكرة في تركيا حال تأييد حكم حبس رئيس بلدية إسطنبول، المنتمي إليه، أكرم إمام أوغلو، وحظره سياسياً

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)

بقانون يلغي حصانات الأمم المتحدة... مجلس الأمن يحذر إسرائيل من كبح عمل «الأونروا»

لافتة متضررة جراء القصف الإسرائيلي في مقر «الأونروا» في مدينة غزة (رويترز)
لافتة متضررة جراء القصف الإسرائيلي في مقر «الأونروا» في مدينة غزة (رويترز)
TT

بقانون يلغي حصانات الأمم المتحدة... مجلس الأمن يحذر إسرائيل من كبح عمل «الأونروا»

لافتة متضررة جراء القصف الإسرائيلي في مقر «الأونروا» في مدينة غزة (رويترز)
لافتة متضررة جراء القصف الإسرائيلي في مقر «الأونروا» في مدينة غزة (رويترز)

حذّر أعضاء مجلس الأمن الدولي، (الأربعاء) إسرائيل من المضي قدماً في إقرار تشريعات تكبح نشاط وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وإسرائيل على خلاف مع «الأونروا»؛ إذ تتّهم الدولة العبرية بعضاً من موظفي الوكالة الأممية بالمشارَكة في الهجوم غير المسبوق الذي شنّته «حماس» على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وأشعل الحرب في غزة.

ووافقت لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، الأحد، على مشروعَي قانونَين يهدفان إلى «إنهاء نشاطات وكالة (الأونروا) ومزاياها في إسرائيل»، في خطوة سارَع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى التنديد بها.

وقالت مندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، (الأربعاء)، إن الولايات المتحدة «تتابع بقلق عميق المقترح التشريعي الإسرائيلي الذي قد يغيّر الوضع القانوني للأونروا».

وأضافت أنّ من شأن هذين التشريعين، إذا ما أُقرّا، أن «يعرقلا القدرة على التواصل مع المسؤولين الإسرائيليين، ويلغيا الامتيازات والحصانات الممنوحة لمنظمات الأمم المتحدة وموظفيها في كل أنحاء العالم».

وقالت الجزائر، التي دعت مع سلوفينيا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن الأزمة في قطاع غزة، إنّ «السلطات الإسرائيلية أعربت منذ سنوات عن رغبتها واستعدادها لتفكيك (الأونروا)».

وقال سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، الذي تشغل بلاده حالياً مقعداً غير دائم في مجلس الأمن إنّ «هذا القرار يرمز إلى اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم التي لا يمكن المساس بها. نؤكّد أنّ حقوق اللاجئين الفلسطينيين لا تخضع للتقادم».

أكبر قصة نجاح

وأجمع أعضاء مجلس الأمن، الذين تحدثوا كلهم، على دعوة إسرائيل إلى احترام عمل (الأونروا)، وحماية موظفي هذه الوكالة.

وحذّر السفير الفرنسي، نيكولا دو ريفيير، من أنه في قطاع غزة «لا يمكن تصوّر عمليات توصيل المساعدات دون (الأونروا)»، داعياً إسرائيل إلى «التخلي عن خططها الرامية إلى تجريم نشاطات الوكالة، وإغلاق مكاتبها في القدس الشرقية».

وحذّر رئيس «الأونروا»، فيليب لازاريني، مجلس الأمن الدولي من أنّ «كبار المسؤولين الإسرائيليين وصفوا تدمير (الأونروا) بأنه (هدف حرب)»، مشيراً إلى أنّ 226 من موظفي الأونروا قُتلوا خلال 12 شهراً.

وقال إنّ «التشريع الخاص بإنهاء عملياتنا أصبح جاهزاً للمصادقة النهائية من قبل الكنيست الإسرائيلي».

وأضاف أنّ إسرائيل «تسعى إلى حظر وجود (الأونروا) وعملياتها في الأراضي الإسرائيلية، وإلغاء امتيازاتها وحصاناتها، في انتهاك للقانون الدولي».

وأكد أنّه «إذا تم إقرار مشروعَي القانونَين، فإن العواقب ستكون وخيمة. من الناحية العملية، قد تتفكّك الاستجابة الإنسانية بأكملها (...) التي تعتمد على البنية التحتية للأونروا في غزة».

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، (الثلاثاء)، إلى أنه بعث برسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحذّر فيها من أنّ هذا التشريع «قد يمنع (الأونروا) من مواصلة عملها الأساسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة».

وقال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، لمجلس الأمن: «نحن ندعم (الأونروا) وما قاله لازاريني بشكل كامل، ونأخذه على محمل الجد، ونكرّم منظمةً لا غنى عنها، ومن الواجب حمايتها بالوسائل كلها».

وأضاف منصور أن «الأونروا أعظم قصة نجاح في تاريخ الأمم المتحدة».

وتأسّست «الأونروا» عام 1949 لدعم اللاجئين الفلسطينيين في كثير من البلدان.

وخلص تحقيق داخلي نُشر في أغسطس (آب) إلى أن 9 موظفين «ربما شاركوا في الهجمات المسلحة التي وقعت في 7 أكتوبر» على إسرائيل.

وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، لمجلس الأمن: «نعم، نحن نعمل مع وكالات الأمم المتحدة»، مضيفاً: «نحن قادرون وعلى استعداد للعمل على الأرض».

وتابع: «قارنوا جهودنا بإخفاقاتها، لقد سمحت (الأونروا) في غزة لـ(حماس) بالتسلل إلى صفوفها».

وعدّ دانون أن «المنظمة لا يمكن إصلاحها».