الجولة الثانية من انتخابات تركيا: ضحايا الزلزال يدعمون إردوغان

صور للرئيس التركي رجب طيب إردوغان في إسطنبول (رويترز)
صور للرئيس التركي رجب طيب إردوغان في إسطنبول (رويترز)
TT

الجولة الثانية من انتخابات تركيا: ضحايا الزلزال يدعمون إردوغان

صور للرئيس التركي رجب طيب إردوغان في إسطنبول (رويترز)
صور للرئيس التركي رجب طيب إردوغان في إسطنبول (رويترز)

يعطي ملصق للرئيس التركي رجب طيب إردوغان عُلّق على أطلال أنطاكية أحمد غوليديز أوغلو شعوراً بالأمل قبل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الأحد، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

في المحافظات الجنوبية لتركيا التي دمرها زلزال 6 فبراير (شباط) موديا بحياة ما لا يقل عن 50 ألف شخص، فضّل ملايين الناخبين المراهنة على الرجل الذي يتولى السلطة منذ 20 عاما، والذي لم يتمكّن من الفوز في الجولة الأولى من الانتخابات التي نظمت في 14 مايو (أيار).

وقال أحمد غوليديز أوغلو من أمام قطعة أرض خلاء، حيث كان هناك مبنى من ستة طوابق، إن منافس إردوغان كمال كليتشدار أوغلو «لا ينفحك بالأمل». وأضاف «في المقابل، لديك تحالف يفي بوعوده»، مشيرا إلى حزب إردوغان المحافظ «حزب العدالة والتنمية» المتحالف مع العديد من الأحزاب اليمينية.

وحقيقة أن رئيس الدولة تمكّن من الاحتفاظ بالدعم في المناطق المنكوبة، رغم تأخر الإغاثة وانهيار عشرات الآلاف من المباني على سكانها، ساهمت في الأداء السيّئ لكليتشدار أوغلو في الجولة الأولى التي حصل فيها على 44.9 في المائة من الأصوات مقابل 49.5 في المائة لإردوغان.

وبخلاف الجولة الأولى، أصبح إردوغان الآن المرشح الأقوى للجولة الثانية.

وأجبر الغضب الذي عُبِّر عنه بعد الزلزال رئيس البلاد على الاعتذار علنا، في موقف غير مسبوق. لكن بالنسبة إلى بيرك إيسن، أستاذ العلوم السياسية في جامعة «سابانجي» في إسطنبول، فإن ذلك «ليس مستغرباً جداً».

وأوضح أن معظم المحافظات المتضررة من الزلزال تصوّت تقليديا لصالح الرئيس، مقدّرا أن سكانها قبلوا بتبرير إردوغان بأن الخسائر الهائلة نتجت عن كارثة طبيعية حتمية، من دون التطرق إلى إهمال الدولة بشأن عدم احترام معايير البناء.

بالإضافة إلى ذلك، فإن «المعارضة لم تقم بحملة مكثفة في المنطقة ولم تتمكّن من تقديم رسالة بديلة مقنعة».

«نحن قلقون»

في مواجهة احتمال الهزيمة، غيّر كليتشدار أوغلو (74 عاما)، مواقفه. متخليا عن وعوده بمعالجة الانقسامات الاجتماعية، واتّخذ لهجة شديدة وتعهد بطرد ملايين اللاجئين السوريين «بمجرد الفوز».

وتتردد أصداء هذه الرسالة في المدن الواقعة على الحدود مع سوريا مثل أنطاكية القديمة.

وكان كليتشدار أوغلو نشر ملصقات هناك تقول إن «السوريين سيغادرون». وقال خلال زيارة لأنطاكية الثلاثاء: «لن نحوّل تركيا إلى مستودع للمهاجرين».

وأعجب هذا الخطاب محمد أيناتجي (20 عاما) الذي قال: «قبل الزلزال، إذا كنت تبحث عن شقة، فإنك كنت دائما تصادف الكثير من السوريين».

بدوره، قال أتيلا سيلتيك الذي لم يغادر مدينته المهجورة أيضا: «بالطبع عليهم المغادرة»، مضيفا «قريبا سيطالبون بأرضنا. نحن قلقون».

«دفننا أحياء»

أعطت محافظة هاتاي التي تعتبر بعض مناطقها ليبرالية جدا، كليتشدار أوغلو تقدما طفيفا على إردوغان في الجولة الأولى.

وسيعتمد نجاح محتمل لمرشح المعارضة جزئيا على عدد الناجين المستعدين للقيام برحلة طويلة جديدة إلى المنطقة المنكوبة للإدلاء بأصواتهم للجولة الثانية الأحد.

ولم يغيّر حوالي 1.7 مليون من النازحين عنوان تسجيلهم بحلول الموعد النهائي في 2 أبريل (نيسان) ما يعني أنهم يجب أن يعودوا للتصويت.

بالنسبة إلى سيما سيجيك الذي ما زال غضبه من إردوغان قويا كما كان عندما كان آلاف الأشخاص يموتون ببطء تحت الأنقاض دون مساعدة، من الضروري أن يعودوا.

وقال هذا الرجل البالغ 65 عاما: «تعالوا سيرا على القدمين إذا لزم الأمر لكن لا تتخلوا عن أرضكم»، قائلا إن إردوغان «دفننا أحياء».

وانتشر بعض هذا الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ألقي باللوم على سكان المناطق المتضررة من الزلزال بدعم إردوغان.

وقالت خديجة ابنة أحمد غوليديز أوغلو: «لقد تأثرنا كثيرا بذلك».

«معادٍ لتركيا»

أقنع إردوغان الناخبين في المناطق المتضررة بالتصويت له من خلال وعدهم بمنازل جديدة مطلع العام المقبل، «ربما بعد ذلك بقليل» لسكان أنطاكية.

وحاول كليتشدار أوغلو أن يقوم بالأمر نفسه الثلاثاء قائلا: «لا ينبغي لأحد أن يشكك في» قدرته على إعادة بناء المنطقة.

من جهته، دحض هاكان ترياكي، المسؤول الإقليمي لحزب كليتشدار أوغلو «حزب الشعب الجمهوري»، الاتهامات بأن المعارضة لم تكن موجودة بشكل كافٍ في المنطقة قبل الجولة الأولى.

وقال إن حملة أكبر كان يمكن أن تعطي انطباعا بأن المعارضة تحاول استغلال حزن الناس.

لكن ذلك لم يكن كافيا لتغيير رأي عمر أديب أسلانتاس، وهو مؤيد سابق لليسار الذي قال إن «اليسار التركي لم يعد كما كان. لقد أصبح معاديا لتركيا».


مقالات ذات صلة

مع اقتراب الانتخابات المحلية… المعارضة تحذر من «سوريا صغيرة» في تركيا  

شؤون إقليمية لاجئون سوريون في أورفة بتركيا (أ.ف.ب)

مع اقتراب الانتخابات المحلية… المعارضة تحذر من «سوريا صغيرة» في تركيا  

قفز ملف اللاجئين السوريين إلى الواجهة مجددا في تركيا مع إطلاق الأحزاب السياسية استعداداتها مبكرا للانتخابات المحلية المقررة في 31 مارس (آذار) 2024.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ القاضية الأميركية تانيا شوتكان التي تشرف على قضية لترمب (أ.ف.ب)

اعتقال امرأة من تكساس لتهديدها القاضية المشرفة على قضية ترمب

اعتُقلت امرأة من تكساس أمس الأربعاء، بزعم توجيه تهديدات بالقتل مشحونة بالعنصرية ضد قاضية فيدرالية من ذوي البشرة السوداء ستشرف على محاكمة الرئيس الأميركي السابق.

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب (أ.ف.ب)

الادعاء بقضية ترمب يطلب بدء المحاكمة عشية اختيار الجمهوريين مرشحهم

طلبت المدعية العامة في قضية محاولة دونالد ترمب التلاعب بنتائج الانتخابات الرئاسية في ولاية جورجيا، تحديد الرابع من مارس موعداً لبدء محاكمته.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو يخطب في الحشود بإزمير في 30 أبريل الماضي (رويترز)

إسطنبول تشعل جدلاً داخل أكبر أحزاب المعارضة التركية

أشعلت بلدية إسطنبول جدلاً جديداً داخل حزب «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، بينما لا يزال التوتر مستمراً بين رئيس بلديتها وزعيم الحزب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا مجموعة من السوريين المرحلين ينتظرون عند معبر باب السلامة الحدودي (تويتر)

ازدياد ترحيل اللاجئين السوريين من تركيا

ازدادت عمليات ترحيل السوريين من تركيا، وبدا أن سلطات أنقرة باتت تتشدد بشأن شروط الإقامة، والمخالفات التي يرتكبها بعض السوريين، وتقوم بترحيل المخالفين على الفور.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

بن غفير يطلب السماح بصلاة اليهود في «الأقصى» على مدار الساعة

يهود أرثوذكس يمارسون طقوس صلاة بمناسبة عيد العرش خارج باب الأسباط للمسجد الأقصى (إ.ب.أ)
يهود أرثوذكس يمارسون طقوس صلاة بمناسبة عيد العرش خارج باب الأسباط للمسجد الأقصى (إ.ب.أ)
TT

بن غفير يطلب السماح بصلاة اليهود في «الأقصى» على مدار الساعة

يهود أرثوذكس يمارسون طقوس صلاة بمناسبة عيد العرش خارج باب الأسباط للمسجد الأقصى (إ.ب.أ)
يهود أرثوذكس يمارسون طقوس صلاة بمناسبة عيد العرش خارج باب الأسباط للمسجد الأقصى (إ.ب.أ)

طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بإجراء تغييرات جوهرية في نظام العمل في حرم المسجد الأقصى، و«إتاحة المجال للمصلين اليهود على مدار الساعة؛ بلا قيود أو تقاسم زمني مع المصلين المسلمين».

وقد طرح هذا المطلب خلال «جلسة مصالحة»، دعاه إليها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بهدف منعه من القيام بخطوة مغامرة تسقط حكومته.

وقال مصدر مقرب من بن غفير، إن نتنياهو أوضح له أنه يرى فيه مركباً أساسياً في الائتلاف الحكومي، ونفى أمامه ما نشر من أنباء عن نيته التخلص من الشراكة معه وأن يستبدل به حزب «المعسكر الرسمي» بقيادة بيني غانتس.

نتنياهو وبن غفير... علاقة مودة ومشاغبة (أ.ف.ب)

وأكدت مصادر في حزب «الليكود» الأمر نفسه، وقال وزير الثقافة، ميكي زوهر: «إن بن غفير ذو نهج صعب، ولكنه يعرف بالتالي بأن تفكيك الحكومة، اليوم، سيقود فقط إلى انتخابات جديدة، والتي -كما تشير كل الاستطلاعات- ستضع حداً لحكم اليمين لسنوات مقبلة. ولهذا، على الجميع الالتزام بالإبقاء على حكومة نتنياهو بكل قوة ومنع تفككها».

وكان بن غفير قد استُبعد من الجلسة الأخيرة التي دعا إليها نتنياهو المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في الحكومة (الكابينت)، والتي جرى البحث خلالها في الأخطار الحربية. والتفسير لاستبعاده كان «أن المواضيع المركزية للمداولات لم تتطرق إلى مواضيع في مجال مهمات الوزير». إلا أن بن غفير صرح بأن استبعاده تم لكي يتجنبوا البحث في طلبه تشديد القبضة على الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

لافتة تدين وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير خلال مظاهرة ضد خطة الإصلاح القضائي للحكومة بالقرب من تل أبيب 30 سبتمبر (أ.ف.ب)

وبعث برسالة إلى نواب الائتلاف يخبرهم فيها بأنه مصمم على المضي قدماً في الطريق إلى الجبل (الأقصى). وأكد أنه ينوي بإصرار إعادة إسرائيل إلى زمن الاغتيالات (بحق قادة فلسطينيين)، ومنع دخول عمال من غزة، وفرض الأطواق على البلدات المشاغبة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية).

ثم هدد الوزير المتطرف بأنه وخمسة نواب آخرين من حزبه سيصوتون في «الكنيست» (البرلمان) بشكل حر، ولن يدعموا قرارات الائتلاف كما في السابق. وعندما سئل إن لم يكن هذا التصرف سيضعف الحكومة ويسقطها، فأجاب: «نحن من جهتنا لا نريد إسقاط الحكومة. ولكن إذا سقطت لأسباب آيديولوجية تتعلق بمستقبل أرض إسرائيل ومكانة اليهود وحقوقهم فيها، فلتسقط».

دبلوماسية نتنياهو

وقد خشي نتنياهو من أن يكون بن غفير جاداً في هذا التهديد. وقبل أن يخرج إلى عطلة عيد العرش، دعاه إلى فندق في بلدة قيسارية (قرب بيت نتنياهو)، وأمضى معه 3 ساعات، شوهدا خلالها وهما يضحكان ويقهقهان؛ بل إن بن غفير أحضر نجله معه إلى اللقاء.

وتبين أن بن غفير استغل رغبة نتنياهو في المصالحة فرفع سقف مطالبه: إلغاء القيود التي تفرض على المصلين اليهود في جبل الهيكل (المسجد الأقصى) والسماح لهم بالصلاة كما يحبون، بما في ذلك الانبطاح على الأرض، والسجود. وتغيير نظام المواعيد الحالي الذي يدخل فيه المستوطنون اليهود، وبموجبه لديهم ساعة في الصباح وأخرى بعد الظهر، وطالب بفتح الأقصى أمامهم طيلة ساعات اليوم.

وقد حاول نتنياهو إقناعه بأن هذه الاقتراحات بمجرد طرحها سوف تشعل المناطق الفلسطينية والمجتمع الدولي، وتفرض عزلة على إسرائيل، إلا أن بن غفير طلب طرحها للمداولات في «الكابينت» حتى يؤخذ قرار بالأكثرية.

بيني غانتس عند الجدار الغربي في القدس يوليو الماضي للصلاة من أجل الوحدة في أعقاب الانقسام السياسي (أ.ف.ب)

خطط منافسي نتنياهو

وفي الوقت الذي انشغل فيه نتنياهو بالحفاظ على ائتلافه الحاكم، خوفاً من التورط في انتخابات، راح منافساه: بيني غانتس، رئيس حزب «المعسكر الرسمي»، ويائير لبيد، رئيس حزب «يوجد مستقبل»، يستعدان للانتخابات القادمة.

وكشفت مصادر مقربة من غانتس أنه التقى في الأسبوعين الأخيرين مع مجموعة كبيرة من رجال الدين اليهود، لحثهم على التحالف معه في حال فوزه بالأكثرية وتكليفه بتشكيل حكومة. وقال لهم: «إنه ليس معادياً للدين؛ بل يفتش عن طرق تجعل للمتدينين مكانة محترمة في حكومة وحدة وطنية، أو ذات أكثرية ليبرالية».

زعيم المعارضة يائير لبيد في جلسة بـ«الكنيست» يونيو الماضي (إ.ب.أ)

من جهة ثانية، أعلن لبيد عن سلسلة تغييرات داخل حزبه، في مقدمتها وضع نظام عمل ديمقراطي، وفتح باب المنافسة على رئاسة الحزب معه. وقد أعلن النائب رام بن براك، النائب الأسبق لجهاز «الموساد» (المخابرات الخارجية)، عن ترشيح نفسه لمنافسة لبيد. وقال: «أبلغت لبيد بنيتي هذه. نحن نقيم علاقات جيدة؛ لكن الحزب تحت قيادته غير ديمقراطي. والاستطلاعات تشير إلى أننا سنهبط من 24 إلى 16 أو 17 مقعداً. وهذا فشل»، لافتاً إلى «سأدُبّ الحيوية الشبابية في صفوف الحزب، وبقيادتي سنسترجع ما خسرناه من المصوتين».


إردوغان: التهديدات الإرهابية تتلقى دعماً خارجياً

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (إ.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (إ.ب.أ)
TT

إردوغان: التهديدات الإرهابية تتلقى دعماً خارجياً

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (إ.ب.أ)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (إ.ب.أ)

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم (الثلاثاء)، إن التهديدات الإرهابية تتلقى دعماً خارجياً، وإنه إذا طلبت بلاده من دول أخرى تسليمها عناصر ارتكبت أعمالاً إرهابية فستمتنع عن ذلك.

وحسب «وكالة أنباء العالم العربي»، أضاف الرئيس التركي: «إذا طلبنا بعض الإرهابيين، ممّن قاموا بأعمال إرهابية في بلادنا، من دول أخرى تحتجزهم فلن يسلمونا إياهم».

وتابع قائلاً، خلال افتتاح مركز تدريب تابع لمجلس الدولة في أنقرة، «مكافحة الإرهاب ليست سهلة، لكن الأصعب هي مكافحة الإرهابيين المتخفين بالملابس الرسمية».

واستطرد: «التنظيمات الإرهابية في شمال سوريا والدعم الذي تتلقاه، أوضح مثال على أن التهديدات الإرهابية تتلقى دعماً خارجياً».

وشدد على أن سلطات تركيا مستمرة في مكافحة التنظيمات المسلحة، مضيفاً: «كفاحنا مستمر ضد التنظيمات الإرهابية والعصابات ممّن يرون أنفسهم فوق القانون».


تركيا: القبض على 90 مشتبهاً بحملة ضد «الكردستاني»

صحافي يحاول التقاط صورة لعناصر من الشرطة أمام مركز لحزب الشعوب الديمقراطية المعارض المؤيد للأكراد في إسطنبول الأحد الماضي (أ.ف.ب)
صحافي يحاول التقاط صورة لعناصر من الشرطة أمام مركز لحزب الشعوب الديمقراطية المعارض المؤيد للأكراد في إسطنبول الأحد الماضي (أ.ف.ب)
TT

تركيا: القبض على 90 مشتبهاً بحملة ضد «الكردستاني»

صحافي يحاول التقاط صورة لعناصر من الشرطة أمام مركز لحزب الشعوب الديمقراطية المعارض المؤيد للأكراد في إسطنبول الأحد الماضي (أ.ف.ب)
صحافي يحاول التقاط صورة لعناصر من الشرطة أمام مركز لحزب الشعوب الديمقراطية المعارض المؤيد للأكراد في إسطنبول الأحد الماضي (أ.ف.ب)

ألقت قوات الأمن التركية القبض على 90 مشتبهاً بالانتماء إلى «حزب العمال الكردستاني» الذي أعلن مسؤوليته عن هجوم إرهابي، استهدف وزارة الداخلية التركية في العاصمة أنقرة الأحد الماضي.

 

وأطلقت وزارة الداخلية، الثلاثاء، حملة أمنية موسعة بمشاركة 13 ألفاً و440 شرطياً، شملت مداهمات متزامنة في 18 ولاية في أنحاء البلاد ضد خلايا وعناصر حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون تنظيماً إرهابياً.

إردوغان تعهد أمام البرلمان التركي الأحد بأن الإرهابيين لن يحققوا أهدافهم (الرئاسة التركية)

وقال وزير الداخلية على يرلي كايا، عبر حسابه الرسمي في «إكس»، إن العملية تمت بالتنسيق بين جهاز المخابرات والمديرية العامة للأمن والنيابة العامة في ولاية شانلي أورفا، جنوب شرقي البلاد، التي تعد مركز العملية.

 

وأوضح كايا أن العملية انطلقت، بشكل متزامن، في كل من ولايات شانلي أورفا، وإسطنبول، وكوجا إيلي، ودنيزلي، وبورصة، وباليكسير، وأماسيا (غرب وشمال غرب)، وأنطاليا، وأضنة، ومرسين، وإسبرطة (جنوب)، وديار بكر، وغازي عنتاب، وماردين، ويطمان شرناق (جنوب شرق) وكونيا، وقيصري (وسط).

وزير الدفاع التركي يشار غولر وقادة القوات المسلحة عقدوا مع وزير الداخلية علي يرلي كايا بمقر الوزارة جرى خلاله بحث التنسيق في العمليات ضد «العمال الكردستاني» (حساب يرلي كايا على «إكس»)

وأشار إلى أن العملية جاءت بعد متابعة وتحريات استمرت 10 أشهر، قامت خلالها المخابرات التركية برصد المشتبه في قيامهم بأنشطة لصالح التنظيم الإرهابي (العمال الكردستاني) في كل من شمالي العراق وسوريا، إلى جانب الداخل التركي.

 

وكشف وزير الداخلية التركي عن تنفيذ 466 عملية أمنية متواصلة ضد جميع التنظيمات الإرهابية، منها 8 عمليات متوسطة الحجم و458 عملية صغيرة الحجم.

 

ولفت إلى أن 13 ألفاً و440 عنصر أمن يشاركون في العمليات المستمرة بأنحاء تركيا.

 

وتابع يرلي كايا أن من بين المعتقلين في العمليات الأمنية الموسعة 12 عضواً من التنظيمات الإرهابية في مرسين ووان وشانلي أورفا وماردين وأيدين.

صورة موزعة من المخابرات التركية للقيادي القتيل من «العمال الكردستاني» مزدلف تاشكين

وذكر أنه تم اعتقال 55 شخصاً، على الأقل، في مناطق مختلفة يشتبه في ارتباطهم بتنظيمات ومشاركتهم بأعمال إرهابية.

 

والاثنين، أوقفت قوات الأمن التركية 20 شخصاً يشتبه في تقديمهم الدعم لكوادر حزب العمال الكردستاني، بمداهمات متزامنة في 11 منطقة بولايتي إسطنبول وكيركلار إيلي، شمال غربي البلاد.

 

ومن بين المحتجزين مسؤولون في حزب الشعوب الديمقراطية المعارض، المؤيد للأكراد.

 

جاء ذلك غداة عملية جوية نفذها الجيش التركي، في رد فوري على هجوم أنقرة الذي وقع صباح الأحد، عند مدخل مبنى المديرية العامة للأمن الملحق بوزارة الداخلية في شارع «أتاتورك بوليفاري» بمنطقة كيزلاي بالقرب من مبنى البرلمان، قصف خلالها 20 موقعاً لـ«العمال الكردستاني» بشمال العراق، بعد ساعات من وقوع الهجوم.

 

وبالتزامن، أعلنت المخابرات التركية أن وحدات تابعة لها قتلت القيادي في «العمال الكردستاني»، مزدلف تاشكين، المعروف بالاسم الحركي «أصلان صامورا»، في عملية نفذتها في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.


الاستخبارات الإيرانية: اعتقال خلية تابعة لـ«داعش» في كرمان جنوب البلاد

حراس أمن إيرانيون في طهران (رويترز)
حراس أمن إيرانيون في طهران (رويترز)
TT

الاستخبارات الإيرانية: اعتقال خلية تابعة لـ«داعش» في كرمان جنوب البلاد

حراس أمن إيرانيون في طهران (رويترز)
حراس أمن إيرانيون في طهران (رويترز)

ذكرت وكالة «تسنيم»، التابعة لـ«الحرس الثوري» أن الأجهزة الأمنية الإيرانية اعتقلت 7 أشخاص من «شبكة تابعة لـ(داعش) قبل تنفيذ عمليات في محافظة كرمان» جنوب البلاد.

ونقلت الوكالة عن المدعي العام في محافظة كرمان، مهدي بخشي، قوله إن عملية مشتركة لوزارة الاستخبارات وجهاز استخبارات «الحرس الثوري» قامت بـ«تحييد» شبكة تابعة لـ«داعش»، «كانت مستعدة للقيام بعمليات، وإثارة الفوضى» في البلاد.

وأضاف: «كان هؤلاء الإرهابيون يبحثون عن مهام وعمليات إرهابية في عمق البلاد». وأضاف: «أُلقي القبض عليهم واعتُقلوا بعدما وقعوا في فخ الأجهزة الأمنية في المحافظة»، معلناً إحالة هؤلاء إلى القضاء في أسرع وقت ممكن.

ولم تذكر الوكالة عدد المعتقلين أو توقيت العملية. تفرض السلطات إجراءات أمنية مشددة على محافظة بلوشستان، الجارة الجنوبية لمحافظة كرمان، في الذكرى الأولى لـ«الجمعة الدامية».

يأتي الإعلان غداة بيان مماثل، ذكر أن الأجهزة الأمنية اعتقلت 5 أشخاص في محافظة بلوشستان بتهمة حيازة معدات شبكة «ستارلينك» للإنترنت.

واتهمت وزارة الاستخبارات مستشار الزعيم الإصلاحي ميرحسين موسوي، بالتعاون مع منظمة «مجاهدي خلق» المعارضة، في دعم الشبكة المزعومة.

واتخذت السلطات الإيرانية منذ بداية الشهر الماضي، إجراءات أمنية مشددة مع حلول الذكرى الأولى للاحتجاجات الشعبية التي أشعلت فتيلها وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، في سبتمبر (أيلول) العام الماضي. وتحدث المسؤولون الإيرانيون عن عمليات أمنية عدة لإحباط أو تحييد «إرهابيين».

وكان وزير الاستخبارات الإيراني إسماعيل خطيب قد أعلن الأسبوع الماضي، «إحباط 30 محاولة لتفجيرات في العاصمة طهران»، معلناً «اعتقال 28 شخصاً من شبكة تابعة لتنظيم (داعش)».

واتهم الوزير الإيراني إسرائيل ضمناً بدعم تلك الشبكة. وتناقلت المواقع الإيرانية مقاطع فيديو من العملية المزعومة، لكنها لم تكشف عن هوية المعتقلين أو البلد الذي ينتمون إليه.

وجاء ذلك بعد أيام من إعلان خطيب العثور علی 400 قنبلة وإبطال مفعولها. وقال إن «40 منها كان في أيام عاشوراء»، حسبما أوردت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري».

وقال خطيب إن «50 جهازاً استخباراتياً تعمل ضد إيران»، مضيفاً أن «ميزانياتها تفوق ميزانية إيران». وأضاف: «أكثر من 50 جهازاً استخباراتياً أقامت جلسات متعددة، لتدريب 200 وسيلة إعلام، واستخدمت الإنترنت لإثارة الفتنة والفوضى العام الماضي في البلاد».

وادعى خطيب أن بلاده «تواجه حرباً هجينة، إلى جانب حرب ناعمة وصلبة وشبه صلبة». ويستخدم المسؤولون الإيرانيون عادة «نظرية المؤامرة» لاتهام خصومهم بالوقوف وراء الاحتجاجات والاضطرابات التي شهدتها البلاد خلال السنوات الأخيرة.

ويصر المسؤولون الإيرانيون على اتهام القوى الغربية بالوقوف وراء الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة الشابة مهسا أميني.


حملات اعتقال في تركيا غداة هجوم أنقرة

تعزيزات أمنية حول وزارة الداخلية في أنقرة الأحد (أ.ف.ب)
تعزيزات أمنية حول وزارة الداخلية في أنقرة الأحد (أ.ف.ب)
TT

حملات اعتقال في تركيا غداة هجوم أنقرة

تعزيزات أمنية حول وزارة الداخلية في أنقرة الأحد (أ.ف.ب)
تعزيزات أمنية حول وزارة الداخلية في أنقرة الأحد (أ.ف.ب)

لم يتأخر طويلاً ردُّ تركيا على الهجوم الإرهابي الذي استهدف وزارة الداخلية في قلب العاصمة أنقرة، الأحد، الذي أعلن «حزب العمال الكردستاني» مسؤوليته عنه.

وأطلقت السلطات التركية، أمس (الاثنين)، حملة اعتقالات في شمال غربي البلاد شملت مداهمات متزامنة في 11 منقطة بولايتي إسطنبول وكركلار إيلي تم خلالها القبض على 20 شخصاً يشتبه بتقديمهم الدعم لكوادر الحزب الذي تصنفه تركيا وحلفاؤها الغربيون «تنظيماً إرهابياً».

ومن بين المحتجزين مسؤولون في «حزب الشعوب الديمقراطية» المعارض المؤيد للأكراد.

جاء ذلك غداة عملية جوية نفذها الجيش التركي، في رد فوري على هجوم أنقرة الذي وقع عند مدخل مبنى المديرية العامة للأمن الملحق بوزارة الداخلية في شارع «أتاتورك بوليفاري» بمنطقة كيزلاي بالقرب من مبنى البرلمان، قصف خلالها 20 موقعاً لـ«العمال الكردستاني» في شمال العراق، بعد ساعات من وقوع الهجوم.

وأعلنت المخابرات التركية أن وحدات تابعة لها قتلت القيادي في «العمال الكردستاني» مزدلف تاشكين، المعرف بالاسم الحركي «أصلان صامورا»، في عملية نفذتها في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.


إسرائيل تلقي القبض على الدبلوماسي المكسيكي السابق رومر

الدبلوماسي المكسيكي أندريس رومر في مقر اليونسكو الرئيسي بباريس في 8 سبتمبر 2017 (أ.ب)
الدبلوماسي المكسيكي أندريس رومر في مقر اليونسكو الرئيسي بباريس في 8 سبتمبر 2017 (أ.ب)
TT

إسرائيل تلقي القبض على الدبلوماسي المكسيكي السابق رومر

الدبلوماسي المكسيكي أندريس رومر في مقر اليونسكو الرئيسي بباريس في 8 سبتمبر 2017 (أ.ب)
الدبلوماسي المكسيكي أندريس رومر في مقر اليونسكو الرئيسي بباريس في 8 سبتمبر 2017 (أ.ب)

قالت السلطات الإسرائيلية، اليوم (الاثنين)، إنها ألقت القبض على الدبلوماسي المكسيكي السابق أندريس رومر المتهم بالاعتداء الجنسي والاغتصاب، وقد يتم ترحيله، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

وصار رومر، القنصل العام السابق في سان فرانسيسكو، متورطاً في واحدة من أبرز قضايا حركة «#مي تو» في المكسيك بعد أن اتهمته امرأة بالاعتداء الجنسي عليها مما دفع أخريات إلى إعلان مزاعم مماثلة.

وقالت إرنستينا جودوي المدعية العامة لمكسيكو سيتي، في وقت سابق، إن رومر يواجه اتهامات الاعتداء الجنسي والاغتصاب، علماً أنه ينفيها كلها.

وكان الدبلوماسي المكسيكي يمثل بلاده أيضاً في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) في ظل الإدارة المكسيكية السابقة. وقال في بيان عام 2021: «لم أغتصب أو أعتد أو أهدد أو أستخدم قط أي نوع من أنواع العنف ضد أي امرأة».

وقال مكتب المدعي العام الإسرائيلي إن الشرطة ألقت القبض على رومر بعد طلب تسليمه. وأضاف في بيان أنه طلب من محكمة القدس الجزئية إعلان أن رومر «يمكن تسليمه» إلى المكسيك، كما تقدم «بطلب احتجازه حتى صدور قرار نهائي بشأن طلب التسليم».

يأتي القبض على رومر بعد خلاف بين البلدين بشأن تسليمه. وقالت السلطات المكسيكية إنها قدمت عدداً من طلبات التسليم إلى إسرائيل منذ عام 2021 دون جدوى.

وقالت السفارة الإسرائيلية في المكسيك في بيان، اليوم الاثنين، إنها تلقت طلب المكسيك لتسليمه في عام 2022.

وأضافت السفارة: «رغم عدم وجود اتفاق لتسليم المجرمين بين إسرائيل والمكسيك، وبالنظر إلى أن إسرائيل دولة تحترم سيادة القانون وليست ملاذاً للمجرمين، تعاملت إسرائيل مع الطلب بجدية تامة».

وقال الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور في مؤتمر صحافي إن وزارة الخارجية المكسيكية ستقدم مزيداً من التفاصيل حول هذه القضية في وقت لاحق اليوم.


تركيا تشن حملات على «العمال الكردستاني» وداعميه غداة «هجوم أنقرة»

تعزيزات أمنية حول وزارة الداخلية في أنقرة الأحد (أ.ف.ب)
تعزيزات أمنية حول وزارة الداخلية في أنقرة الأحد (أ.ف.ب)
TT

تركيا تشن حملات على «العمال الكردستاني» وداعميه غداة «هجوم أنقرة»

تعزيزات أمنية حول وزارة الداخلية في أنقرة الأحد (أ.ف.ب)
تعزيزات أمنية حول وزارة الداخلية في أنقرة الأحد (أ.ف.ب)

كشفت السلطات التركية عن هوية أحد منفذي الهجوم الذي استهدف، الأحد، المديرية العامة للأمن ووزارة الداخلية بأنقرة، مؤكدة انتسابه إلى «حزب العمال الكردستاني» الذي أعلن مسؤوليته عن الاعتداء الذي وقع في شارع «أتاتورك بوليفاري» بمنطقة كيزلاي وسط العاصمة.

وقالت وزارة الداخلية التركية، في بيان، الاثنين، إن الإرهابي حسن أوغوز وشهرته «كنيفار أردال» العضو في حزب العمال الكردستاني، هو من نفّذ الهجوم بقنبلة على مقر المديرية العامة للأمن، مضيفة أن التحقيقات مستمرة للكشف عن هوية الإرهابي الثاني.

وهاجم إرهابيان كانا يستقلان سيارة تجارية صغيرة، تبين أنها مسروقة من ولاية قيصري في وسط البلاد، المديرية العامة للأمن التابعة لوزارة الداخلية بالعاصمة أنقرة، صباح الأحد، حيث قُتل أحدهما على الفور بسبب انفجار القنبلة، بينما تمكنت عناصر الشرطة من القضاء على الثاني، وأصيب شرطيان بجروح طفيفة.

تبني الهجوم

أعلن حزب العمال الكردستاني، الذي تصنّفه تركيا وحلفاؤها الغربيون منظمة إرهابية، مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي. ووصف «العمال الكردستاني» الهجوم بأنه «عمل فدائي نُفّذ ضد وزارة الداخلية التركية من جانب فريق تابع للواء الخالدين».

وهذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها اسم «لواء الخالدين» في عملية يتبناها «العمال الكردستاني» في تركيا. وجاء هجوم الأحد بعد أكثر من 7 سنوات من هجوم وقع في موقف لحافلات النقل العام بجوار ميدان كيزلاي، خلف 37 قتيلاً و125 مصاباً.

كما يُعدّ الأول بعد نحو عام من مقتل 6 أتراك وإصابة 81 آخرين في التفجير الذي وقع بشارع الاستقلال بمنطقة تقسيم في وسط إسطنبول في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، والذي تم التخطيط له من جانب قيادات في «وحدات حماية الشعب الكردية»، أكبر مكونات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ونفذه أحد عناصرها بعد تسلله من شمال سوريا.

وتعد أنقرة «الوحدات الكردية» امتداداً لحزب العمال الكردستاني في شمال سوريا، وتخوض حرباً ضدها لإبعادها عن حدودها الجنوبية.

سيارة محملة بالأسلحة

أعلنت الوزارة أن السيارة المستخدمة في الهجوم أمام بوابة مدخل المديرية العامة للأمن في أنقرة تمت سرقتها من قرية «ديفيلي» في قيصري، بعدما قُتل صاحبها، وهو طبيب بيطري في منطقة تشاتالولوك التابعة للولاية الواقعة في وسط تركيا على بُعد نحو 500 كيلومتر من أنقرة، عشية الهجوم.

وحضر يرلي كايا، الاثنين، تشييع جنازة الطبيب في مسقط رأسه، وقدم التعازي لأسرته، كما سبق وزار الشرطيين المصابين، عليم رئيس ديميريل وأركان كاراطاش.

وأفادت وزارة الداخلية بأنه تم العثور داخل السيارة التي استخدمها منفذا هجوم أنقرة على كمية من مادة «سي 4» شديدة الانفجار، و9700 غرام من مادة «آر دي إكس» المتفجرة، و3 قنابل يدوية، وقاذفة صواريخ، ومدفع طويل الماسورة ماركة «إم – 4» وبندقية كلاشينكوف من طراز «إيه كي – 47»، ومسدس هوائي ماركة «بلو»، ومسدس «غلوك» مزود بكاتم صوت.

حملات أمنية

أطلقت السلطات التركية حملة أمنية تستهدف عناصر حزب العمال الكردستاني وداعميه على أثر هجوم أنقرة. وألقت قوات مكافحة الإرهاب، الاثنين، القبض على 20 شخصاً للاشتباه في انتمائهم إلى «العمال الكردستاني» وتنظيم «مؤتمر الشعب الكردستاني» في ولايتي إسطنبول وكيركلاريلي، من بين 26 مشتبهاً أصدر مكتب المدعي العام في أنقرة مذكرة توقيف بحقهم، لـ«تورطهم في إيواء أعضاء المنظمة الإرهابية (العمال الكردستاني) ومساعدة آخرين في الخروج من البلاد».

وذكر وزير الداخلية، علي يرلي كايا، أن المتحدث الإقليمي لحزب الشعوب الديمقراطية (حزب معارض مؤيد للأكراد يواجه قضية لحله) ورؤساء المناطق كانوا من بين المعتقلين.

وقالت «الداخلية التركية» إن شعبة مكافحة الإرهاب في مديرية أمن إسطنبول، حدّدت أشخاصاً عقدوا العزم على جمع المساعدات لأعضاء المنظمة الإرهابية (العمال الكردستاني) المحتجزين أو المدانين، والذين أنشأوا منازل آمنة لإيواء المشتبه بهم الذين يطلق عليهم «الكوادر».

جاء ذلك بعد سلسلة غارات جوية شنّتها تركيا، ليل الأحد إلى الاثنين، على 20 هدفاً لـ«العمال الكردستاني» في متينا وهاكورك وجبل قنديل وكارا في شمال العراق. وقالت الوزارة، في بيان: «تم ضربهم (عناصر العمال الكردستاني) ذات ليلة على حين غرة... النضال سيستمر حتى تحييد آخر إرهابي».

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد تعهد، في كلمة خلال افتتاح السنة التشريعية الجديدة للبرلمان التركي، الأحد، بالقضاء على «الأشرار» الذين يستهدفون تركيا وشعبها، مؤكداً أن الإرهابيين لن يحققوا أهدافهم. وقال: «يجب أن يتذكر الإرهابيون ما نقوله دائماً بأننا سنأتيهم ذات ليلة على حين غرة».

انتقادات لأجهزة الأمن

في الوقت ذاته، وجّهت صحف ووسائل إعلام تركية مستقلة ومعارضة للحكومة انتقادات لأجهزة الأمن لإخفاقها في منع هجوم أنقرة، وعدم قدرتها على التحرك مبكراً، فضلاً عن توقيت الاعتداء الذي سبق انعقاد جلسة افتتاح البرلمان بساعات قليلة، ووقوعه في هذه المنطقة التي كان من المفترض أنها تشهد إجراءات أمنية مشددة استعداداً لهذا الحدث الذي يشارك فيه رئيس الجمهورية والوزراء وكبار المسؤولين ونواب البرلمان، فضلاً عن شخصيات أجنبية. وتساءلت: «كيف تمكّن الإرهابيون من التحرك بسيارة مسروقة بعد قتل صاحبها والسير بها مسافة 500 كيلومتر من قيصري وهي محملة بالأسلحة والمتفجرات والوصول بها إلى وسط العاصمة أنقرة دون أن يتم ضبطها؟».


طهران تستبعد التفاوض المباشر مع واشنطن وسط أنباء عن محادثات في اليابان

وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان على هامش أعمال الجمعية العامة في نيويورك الشهر الماضي (الخارجية الإيرانية)
وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان على هامش أعمال الجمعية العامة في نيويورك الشهر الماضي (الخارجية الإيرانية)
TT

طهران تستبعد التفاوض المباشر مع واشنطن وسط أنباء عن محادثات في اليابان

وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان على هامش أعمال الجمعية العامة في نيويورك الشهر الماضي (الخارجية الإيرانية)
وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان على هامش أعمال الجمعية العامة في نيويورك الشهر الماضي (الخارجية الإيرانية)

استبعدت إيران التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، لكنها كررت ارتياحها للمبادرة العمانية، لكسر جمود المسار الدبلوماسي الهادف لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، في وقت كشف برلماني إيراني عن احتمال العودة إلى طاولة المفاوضات في اليابان.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في مؤتمره الأسبوعي، إن خطة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان لإحياء الاتفاق النووي، «مبادرة عملية» لتقريب وجهات النظر بين واشنطن وطهران، وقال إن «هذه المبادرة ليست اتفاقاً جديداً ولا مشروعاً جديداً». وأضاف: «مثلما أعلنا مراراً وتكراراً نحن نرحب بجهود ومبادرات الدول الصديقة بما في ذلك عمان لعودة جميع الأطراف إلى الاتفاق النووي».

وتابع كنعاني أن «المسار الدبلوماسي وتبادل الرسائل كلاهما مفتوح، وهذا المسار مستمر». لكنه عاد وقال: «لن تكون لدينا مفاوضات مباشرة مع أميركا، ولا توجد أي خطة للتفاوض المباشر».

وامتنع المتحدث عن الخوض في قضية «مبادرة خبراء إيران» التي كشف عنها تحقيق استقصائي لموقع «سيمافور» الأميركي، وقناة «إيران إنترناشيونال»، الناطقة بالفارسية التي تتخذ من لندن مقراً لها. ويسلط التحقيق الضوء على تبادل رسائل بين خبراء أميركيين من أصل إيراني، ومسؤول قسم الأبحاث في وزارة الخارجية الإيرانية، وهو على ارتباط وثيق بـ«الحرس الثوري».

وأثار مضمون الرسائل غضباً في الأوساط الأميركية خصوصاً بين أعضاء الكونغرس، حيث وجه 31 عضواً في مجلس الشيوخ رسالة إلى وزارة الدفاع البنتاغون.

وتستفسر الرسالة عن كيفية منح باحثة أميركية - إيرانية تصريحاً أمنياً لتولي منصب رفيع في الوزارة، بعدما استبعدت من فريق المفاوض النووي.

وقال كنعاني في هذا الصدد: «لا نرغب في الدخول إلى بعض القضايا في إطار القضايا الداخلية الأميركية، والتنافس بين الأحزاب، خصوصاً أن البعض يحاول اللعب بورقة إيران والقضايا المتعلقة بها».

وفي وقت لاحق، ألقت وكالة «نور نيوز»، الناطقة باسم «المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني»، باللوم على من سمتهم «المطالبين بشن الحرب على إيران» في «تسخين» قضية «نفوذ إيران في أميركا»، وقالت في منشور عبر منصة «إكس» إن هؤلاء «يعتقدون أنه بعد التوصل لاتفاق تبادل السجناء، زادت احتمالات التوصل لاتفاق في مفاوضات رفع العقوبات(إحياء الاتفاق النووي)، لهذا يريدون افتعال الأجواء لمنع الديمقراطيين من توظيفها في الانتخابات (الرئاسية) المقبلة وعرقلة الانفراجة المحتملة في رفع العقوبات».

صورة من فيديو بثته الخارجية الإيرانية من المؤتمر الصحافي الأسبوعي للمتحدث باسمها ناصر كنعاني اليوم

أسلحة الدمار الشامل

من جانب آخر، رفض كنعاني تحذير وثيقة استراتيجية أميركية لمواجهة أسلحة الدمار الشامل، بشأن ما تشكله إيران من تهديد دائم في هذا المجال. وقال: «هذه المزاعم لا أساس لها. إيران عضوة في معاهدة حظر الانتشار النووي، وموقعة على اتفاق شامل للضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

وأضاف: «أعلنت إيران مراراً أن السلاح النووي ليس له موقع في عقيدتها العسكرية والدفاعية». وأضاف: «إيران ترفض الاستخدام والتهديد باستخدام هذا النوع من أسلحة الدمار الشامل». كما احتج كنعاني على التقرير السنوي للخارجية الأميركية بشأن عدم امتثال إيران لمعاهدة حظر الأسلحة الكيمياوية. وقال: «ننفي بشدة». وأضاف: «اتهامات باطلة ولا أساس لها».

وتعثرت المفاوضات النووية العام الماضي في الأمتار الأخيرة بعدما تمسكت طهران بشروطها، بما في ذلك إغلاق تحقيق دولي بشأن أنشطة نووية في موقعين سريين عثرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على آثار يورانيوم فيهما من صنع بشري. ويقول الدبلوماسيون الغربيون إن طهران رفضت مسودتين على الأقل لإنجاز الاتفاق خلال العام الماضي.

وتقدر الوكالة الدولية أن إيران لديها ما يكفي لتطوير ثلاث قنابل من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة. ولديها مقادير أكبر من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة. وباشرت طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة بموازاة انطلاق محادثات إحياء الاتفاق النووي في أبريل (نيسان) 2021.

وساطة طوكيو

وكشف النائب شهريار حيدري، أمس الأحد، في تصريح لموقع «ديده بان إيران» عن احتمال استئناف المفاوضات النووية في اليابان.

وقال حيدري، وهو عضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، إنه من المقرر عقد اجتماع بين أطراف الاتفاق النووي، في بلد ثالث. وأضاف: «مؤخراً أعلن عن رسائل غربية وأميركية. أعتقد أن آلية عقد اجتماع للاتفاق النووي، تتهيأ إلى حد ما، نظراً لإعلان اليابان استعدادها، قد تقام في بلد ثالث».

وأوضح النائب: «سواء توصل الاتفاق النووي إلى نتيجة أم لم يتوصل، يجب أن يتم ذلك في إطار الحوار والاجتماع». وتابع: «الاتفاق النووي الآن على جدول الأعمال في كل من أوروبا وأميركا، لكن سياسة ونهج أميركا مختلفان في هذا الصدد».

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، قد تحدث الأسبوع الماضي عن مبادرة مطروحة من سلطان عمان للعودة إلى طاولة المفاوضات النووية، قبل أن يكشف عن وجود وساطة يابانية.

وقال عبداللهيان في تصريح نشرته وكالة «كيودو» اليابانية، الأربعاء الماضي، إن مقترح طوكيو «يرضي مصالح إيران وهو يستحق الاهتمام ويمكن النظر إليه بشكل إيجابي». معرباً عن دعم بلاده لأي دور «بناء» تلعبه اليابان في إحياء الاتفاق النووي، رغم أنه اتهم الأطراف الغربية بتقديم مطالب «مبالغ فيها».

والثلاثاء، قال عبداللهيان للإعلام الرسمي الإيراني إن السلطان هيثم بن طارق يحاول إعادة إحياء الاتفاق النووي، لكنه شدد على أن المبادرة العمانية المطروحة «طريقة لتسريع وإعادة جميع الأطراف إلى التزاماتها، لكن هذا لا يعني أن سلطان عمان يحمل خطة أو نصاً جديداً».

وتعول حكومة إبراهيم رئيسي على الوساطات لكسر عزلتها الإقليمية والدولية. وكانت الوساطات هي كلمة السر في انطلاق المفاوضات النووية بين إيران والقوى الكبرى في صيغتها الجديدة عام 2013، قبل أن تنتهي بالاتفاق النووي في صيف 2015.

في أبريل الماضي، قال وزير الخارجية الإيراني بعد مكالمة هاتفية مع نظيره الياباني هاياشي يوشيماسا، إن الأخير عرض على طهران مساعدة لإنجاز المحادثات النووية المتعثرة.

في الأسبوع الأول من أغسطس (آب) الماضي، زار عبداللهيان طوكيو، حيث أبلغ المسؤولين اليابانيين استعداد طهران لعودة جميع الأطراف إلى التزاماتها بموجب الاتفاق النووي.

وحاولت اليابان التوسط بين الولايات المتحدة وإيران لخفض التوترات بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، من الاتفاق النووي في 2018، لكن محاولة رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي باءت بالفشل في 2019، وكانت أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء ياباني لإيران منذ ثورة 1979، التي أسقطت نظام الشاه.

واحتجزت القوات البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» حينذاك، ناقلة نفط يابانية في خليج عمان بينما كان آبي ينقل رسالة من ترمب إلى المرشد الإيراني علي خامنئي.

 


تركيا تحتجز 20 شخصاً تشتبه بأنهم على صلة بتفجير أنقرة

TT

تركيا تحتجز 20 شخصاً تشتبه بأنهم على صلة بتفجير أنقرة

أفراد من القوات الخاصة للشرطة التركية في المنطقة القريبة من وزارة الداخلية بعد هجوم أنقرة في 1 أكتوبر (أ.ف.ب)
أفراد من القوات الخاصة للشرطة التركية في المنطقة القريبة من وزارة الداخلية بعد هجوم أنقرة في 1 أكتوبر (أ.ف.ب)

احتجزت قوات الأمن التركية 20 شخصاً يشتبه بأن لهم صلة بـ«حزب العمال الكردستاني»، الذي أعلن مسؤوليته عن التفجير الانتحاري الذي وقع (الأحد) في العاصمة أنقرة.

ووفق وكالة الأنباء الألمانية، قالت وزارة الداخلية إن المشتبه بهم احتُجزوا في إسطنبول ومحافظة كيركالي شرق أنقرة.

وأعلن «حزب العمال الكردستاني» أنه يقف وراء الهجوم الذي وقع الأحد، وفجر خلاله أحد المعتدين نفسه أمام مدخل وزارة الداخلية، وتوفي آخر برصاص الشرطة.

وأصيب شرطيان بجروح طفيفة في تبادل لإطلاق النار بعد الانفجار.

وأعلنت وزارة الداخلية مصادرة أسلحة وذخيرة خلال عمليات تفتيش أمنية (الاثنين).

ونفذت الطائرات الحربية التركية غارات ضد ما يُزعم أنها مواقع للمسلحين الأكراد في شمال العراق ليل الأحد. وقالت إنها «حيدت عدداً كبيراً من الإرهابيين».

وأكدت «وكالة أنباء الفرات» التابعة لـ«حزب العمال الكردستاني» الهجمات، وأشارت إلى أنه لا توجد معلومات مبدئية عن الإصابات.

ووفقاً للبيان ضربت الهجمات البنية التحتية المدنية.

يُشار إلى أن تركيا تشن هجمات في شمال العراق تستهدف «حزب العمال الكردستاني» في إطار عملية «مخلب القفل» التي انطلقت في أبريل (نيسان) من العام الماضي، وذلك رداً على عمليات الحزب العسكرية في الأراضي التركية.

ووفقاً لبيانات تركية، تسبب الحزب في مقتل نحو 40 ألف شخص (منهم مدنيون وعسكريون) خلال أنشطته الانفصالية المستمرة منذ ثمانينات القرن الماضي.


وكالة «الحرس الثوري»: اعتقال خلية تجسس أدخلت معدات «ستارلينك» لإثارة الفوضى

النيران تشتعل في مخفرٍ للشرطة ومحلات تجارية قرب جامع مكي خلال اضطرابات في مدينة زاهدان 30 سبتمبر 2022 (تسنيم)
النيران تشتعل في مخفرٍ للشرطة ومحلات تجارية قرب جامع مكي خلال اضطرابات في مدينة زاهدان 30 سبتمبر 2022 (تسنيم)
TT

وكالة «الحرس الثوري»: اعتقال خلية تجسس أدخلت معدات «ستارلينك» لإثارة الفوضى

النيران تشتعل في مخفرٍ للشرطة ومحلات تجارية قرب جامع مكي خلال اضطرابات في مدينة زاهدان 30 سبتمبر 2022 (تسنيم)
النيران تشتعل في مخفرٍ للشرطة ومحلات تجارية قرب جامع مكي خلال اضطرابات في مدينة زاهدان 30 سبتمبر 2022 (تسنيم)

ذكرت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني، أن الأجهزة الأمنية اعتقلت خلية «تجسس» من 5 أشخاص، وصادرت معدات لخدمة الإنترنت التي توفرها شبكة «ستارلينك» بمدينة زاهدان، مركز محافظة بلوشستان، واتهمت مستشاراً بارزاً للزعيم الإصلاحي ميرحسين موسوي ومنظمة «مجاهدي خلق» المعارضة بالوقوف وراء ذلك.

ووصفت الوكالة المعتقلين الخمسة بأنهم أعضاء «منظمة تجسس تتعاون مع منظمة مجاهدي خلق»، أبرز الفصائل الإيرانية المعارضة في الخارج. واتهمت «جهاز استخبارات» أجنبياً بالوقوف وراء ذلك.

تأتي رواية الوكالة التي تعكس مواقف «الحرس الثوري»، وسط حملة أمنية بدأت بها السلطات منذ أيام في محافظة بلوشستان، ذات الأغلبية السنية، مع حلول الذكرى الأولى لـ«الجمعة الدامية»، حيث سقط أكثر من 100 متظاهر بنيران قوات الأمن في اضطرابات شهدتها المدينة 30 سبتمبر (أيلول) العام الماضي.

وعمدت السلطات إلى قطع الإنترنت في مدينة زاهدان التي يواصل أهلها الاحتجاج كل جمعة. وقال موقع «حال وش» المحلي إن السلطات اعتقلت 216 شخصاً، بما في ذلك 32 طفلاً في مدن المحافظة، لافتاً إلى أنه تأكد من هوية 110 معتقلين.

ونقلت وكالة «تسنيم» عن «مصادر موثوقة» أن «جهاز استخبارات أجنبياً أرسل إلى بعض منتسبيه أجهزة اتصال ومعدات (ستارلينك) بهدف إعادة الفوضى في زاهدان». وأشارت الوكالة إلى «مخطط واسع لإثارة الفوضي في ذكرى اضطرابات زاهدان».

وأضافت: «بعد فشل كل الخطط وتضرر الخلايا التنظيمية، الآن يحاول ذلك الجهاز إنعاش منتسبي المشروع الفاشل».

ولم تقدم الوكالة تفاصيل أو صور المعدات التي تمت مصادرتها، ولم تذكر هوية الموقوفين، أو مكان اعتقالهم.

متظاهرون في زاهدان مطلع يناير الماضي (أ.ف.ب)

كان رئيس شركة «سبيس إكس» إيلون ماسك، قد كشف الشهر الماضي، عن تلقي رسالة تحذير إيرانية، بعدما وعد العام الماضي بإطلاق محطات استقبال أرضية لخدمة شبكة «ستارلينك» لمواجهة القيود التي تفرضها السلطات على شبكة الإنترنت.

ووجهت الوكالة أصابع الاتهام إلى أردشير أمير أرجمند، مستشار الزعيم الإصلاحي ميرحسين موسوي، الذي يقيم بباريس منذ احتجاجات «الحركة الخضراء» على الانتخابات الرئاسية في 2009.

وليست المرة الأولى التي توجه الأجهزة الإيرانية اتهامات إلى حليف ميرحسين موسوي، ففي فبراير (شباط) الماضي، نقلت وكالة «ميزان» التابعة للقضاء الإيراني عن «مسؤول أمني مطلع» أن ميرحسين موسوي «بات تحت مظلة مجاهدي خلق المعارضة».

وكان تعليق المسؤول الأمني قد صدر بعد خطاب للمرشد علي خامنئي رد فيه ضمناً على بيان أصدره ميرحسين موسوي، ودعا فيه إلى صياغة دستور جديد، لتخطي المؤسسة الحاكمة. وقال خامنئي إنهم يحاولون إثارة قضايا مثل اختلاف الأجيال في إيران، وطالب المسؤولين الإيرانيين بـ«الوحدة»، محذراً من «تصدعات» داخلية.

وقال المسؤول الأمني إن بيان موسوي «طبخة مباشرة» من «مجاهدي خلق»، متهماً، على وجه التحديد، مستشار موسوي، ومدير موقع «كلمة» الناشط السياسي الإصلاحي أردشير أمير أرجمند الذي يقيم في باريس.

صورة نشرها موقع «كلمة» لموسوي وزوجته في مارس 2019 (كلمة)

وتفرض السلطات الإيرانية منذ 13 عاماً الإقامة الجبرية على ميرحسين موسوي وزوجته زهرا رهنورد وحليفه مهدي كروبي، على خلفية دعوة أنصارهم للنزول إلى الشارع، بعد التشكيك بنتائج الانتخابات التي فاز فيها الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد بولاية ثانية.

كانت زوجة موسوي قد أصدرت بياناً قبل أيام، أعلنت فيه أن السلطات سمحت لها بالخروج لتسوق الخضار، أو زيارة الأماكن المقدسة، لكنها رفضت المقترح. وكتبت في البيان: «إن حریتي مرهونه بحرية إيران».

وجرى تداول مقطع على نطاق واسع لرفع لافتة تحمل صورة ميرحسين موسوي في إحدى الطرق السريعة بالعاصمة طهران، وكتب على اللافتة عبارات مؤيدة للزعيم الإصلاحي.

وأصدر 570 ناشطاً سياسياً في الداخل الإيراني بياناً الأسبوع الماضي يحذرون من «الموت التدريجي» لموسوي وزوجته وكروبي مع استمرار الإقامة الجبرية.