إسرائيل تتنكر لخطة سموتريتش مستوطنة جديدة أو مضاعفة المستوطنين

رسالة طمأنة لواشنطن في الضفة الغربية

نتنياهو يحيي وزير المالية سموتريتش قبل التصويت على الميزانية الثلاثاء في الكنيست (إ.ف.ب)
نتنياهو يحيي وزير المالية سموتريتش قبل التصويت على الميزانية الثلاثاء في الكنيست (إ.ف.ب)
TT

إسرائيل تتنكر لخطة سموتريتش مستوطنة جديدة أو مضاعفة المستوطنين

نتنياهو يحيي وزير المالية سموتريتش قبل التصويت على الميزانية الثلاثاء في الكنيست (إ.ف.ب)
نتنياهو يحيي وزير المالية سموتريتش قبل التصويت على الميزانية الثلاثاء في الكنيست (إ.ف.ب)

في رسالة طمأنة لواشنطن، أفادت مصادر سياسية في تل أبيب، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تنكر لتصريحات وزير المالية في حكومته، الذي يشغل منصب وزير ثانٍ في وزارة الدفاع، بتسلئيل سموتريتش، وقال فيها، إنه أعطى تعليمات للوزارات أن تستعد لتنفيذ مخططه لمضاعفة عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، وأن حكومته أطلقت مشروعها لإعادة فتح وبناء مستوطنة حومش.

وقالت هذه المصادر لموقع «واللا» الإخباري العبري، إن مسؤولين إسرائيليين من طرف نتنياهو، التقوا السفير الأمريكي، توماس نايدز، وأكدوا له أن الحكومة لا تخطط لإنشاء مستوطنة في بؤرة «حومش»، ولم تتخذ قراراً بمضاعفة عدد المستوطنين في الضفة الغربية. كما أكدوا له، أن تصريحات سموتريتش هي على مسؤوليته الفردية، ومن دون تنسيق مع رئيس الحكومة «الذي يعتبر صاحب القرار الأول والمسؤولية الحقيقية في هذه المواضيع».

وكانت الإدارة الأمريكية قد وجهت انتقادات لتصريحات سموتريتش المذكورة في بيانين متتاليين، وقالت إنها تعارض إعادة بناء «حومش»، وهي واحدة من أربع مستوطنات كانت إسرائيل قد أخلتها في عام 2005، ضمن خطة الانفصال عن قطاع غزة وشمالي الضفة الغربية. كما قالت إنها ترفض مضاعفة عدد المستوطنين، وترى في المستوطنات عقبة كؤود أمام جهود السلام في الشرق الأوسط، تنسف «حل الدولتين» الذي تتمسك به الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

وقال مسؤول إسرائيلي للموقع، إن «هذا التنكر من طرف نتنياهو لم يقنع إدارة الرئيس جو بايدن بالكامل، الذي أشار إلى أن البؤرة الاستيطانية تقع على أراضٍ فلسطينية خاصة».

وقد رد مساعدو نتنياهو، بأن قرار الحكومة، هو نقل البؤرة الاستيطانية من الأراضي الفلسطينية الخاصة إلى أراضي دولة في مكان آخر قريب، «ولا يتحدث عن إعادة بناء المستوطنة». وأوضحوا أن الأمر العسكري الذي صدر بهذا الشأن كان ضرورياً، بسبب الضغط السياسي، الذي يواجهه رئيس الوزراء من شركائه اليمينيين في التحالف، ولكنه لا يتعدى ذلك.

سموتريتش من جهته، رفض التعليق على هذا النبأ، لكن رفاقه في «حزب الصهيونية الدينية»، دأبوا على دفع مجلس المستوطنات إلى إعداد مشاريع استيطانية عدة، تصب في مشروع سموتريتش، من بينها تنفيذ قرار الحكومة الرسمي الذي صودق عليه في الكنيست بقانون جديد، يلغي القانون الذي تم بموجبه إخلاء المستوطنات الأربع.

وباشر هؤلاء ممارسة الضغوط على الجيش، كي يتيح لهم إعادة بناء المستوطنات. وأصدر المجلس بياناً (الأربعاء) يهاجم قيادة الجيش «التي تمنع تطبيق هذا القانون»، جاء فيه، أن القانون يقضي بأن يوقع قائد لواء المركز في الجيش الإسرائيلي على أمر بتنفيذ القانون، وأن «الجيش يمتنع عن ذلك لأسباب سياسية». وأكدوا أن الموازنة العامة للدولة التي أقرت، الأربعاء، تتيح إعادة بناء هذه المستوطنات وغيرها.

يذكر أن الناطق بلسان وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، قال إن قرار إعادة الاستيطان في حومش يتناقض مع تعهدات رئيس الوزراء نتنياهو للإدارة الأمريكية. ودعا إسرائيل مراراً إلى الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات تزيد من التوتر مع الفلسطينيين، مثل إضفاء الطابع الرسمي على المواقع الاستيطانية، وعلى وجه الخصوص موقع حومش، أو محاولة بناء وحدات استيطانية إضافية. كما أدانت فرنسا قرار السلطات الإسرائيلية السماح باستيطان مستوطنين إسرائيليين في بؤرة حومش، شمالي الضفة الغربية.


مقالات ذات صلة

رواج مشروب غازي فلسطيني مع مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل

المشرق العربي صناديق مشروب «شات كولا» المحلي الفلسطيني (أ.ف.ب)

رواج مشروب غازي فلسطيني مع مقاطعة الشركات الداعمة لإسرائيل

بين أشجار الزيتون على تلة في بلدة سلفيت شمال الضفة الغربية، يعمل مصنع «شات كولا» على تلبية الطلب المتزايد عليه، مع تحول الفلسطينيين لشراء منتجاتهم المحلية.

«الشرق الأوسط» (سلفيت)
شؤون إقليمية متطوع أجنبي يساعد المزارعين الفلسطينيين الشهر الماضي في قطف الزيتون بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

أجانب ساعدوا فلسطينيين في «قطف الزيتون»... فاتهمتهم إسرائيل بـ«الإرهاب»

كشفت مصادر في الشرطة الإسرائيلية عن استدعاء أكثر من 30 ناشطاً أجنبياً، يتضامنون مع الشعب الفلسطيني ويساعدونه على مواجهة كثير من التحديات، مثل حصاد الزيتون.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية مركبات للشرطة الإسرائيلية تعمل أثناء مداهمة في الضفة الغربية، 9 نوفمبر 2024 (رويترز)

جريحان بعملية دهس في منطقة دير قديس غرب رام الله

أفاد الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب، اليوم (الأربعاء)، بأنه تلقى تقريرا بوقوع حادث دهس في منطقة دير قديس غرب رام الله بالضفة الغربية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي صورة مركبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

ترمب يراهن على اتخاذ نتنياهو « قرارات جريئة» تنهي الحرب

تؤكد أوساط سياسية في تل أبيب أن الرسالة الأساسية التي ستسمعها إسرائيل من إدارة ترمب المقبلة تحمل مطلباً جازماً بإنهاء الحرب.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي مستوطنون إسرائيليون في مستوطنة إيفياتار بالضفة الغربية (أ.ب)

هل يحقق ترمب حلم الضم الإسرائيلي؟

انضم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى وزرائه المنادين بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية العام المقبل بعد تولي دونالد ترمب منصبه.

كفاح زبون (رام الله)

«نيويورك تايمز»: ماسك وسفير إيران لدى الأمم المتحدة بحثا خفض التوتر بين طهران وواشنطن

صورة مركبة تجمع إيلون ماسك والسفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيراواني (ا.ف.ب)
صورة مركبة تجمع إيلون ماسك والسفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيراواني (ا.ف.ب)
TT

«نيويورك تايمز»: ماسك وسفير إيران لدى الأمم المتحدة بحثا خفض التوتر بين طهران وواشنطن

صورة مركبة تجمع إيلون ماسك والسفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيراواني (ا.ف.ب)
صورة مركبة تجمع إيلون ماسك والسفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيراواني (ا.ف.ب)

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، اليوم، أن إيلون ماسك، أحد أقرب مستشاري الرئيس المنتخب دونالد ترمب، التقي بالسفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيراواني، لبحث كيفية نزع فتيل التوتر بين طهران وواشنطن.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إيرانيين، رفضا الكشف عن هويتهما لأنهما غير مصرح لهما بالحديث في هذا الشأن لوسائل الإعلام، القول إن «الاجتماع الذي كان سرياً استمر ساعة كاملة وكان إيجابياً وأسفر عن أنباء طيبة».

كما حض السفير الإيراني ماسك في اجتماعهما على السعي للحصول على إعفاءات من العقوبات الأميركية، والقيام بأعمال تجارية في طهران، حسبما نقلت الصحيفة عن مسؤول بوزارة الخارجية الإيرانية.

ولم يؤكد فريق ترمب أو بعثة إيران لدى الأمم المتحدة اللقاء على الفور.

وفي حال تأكيده، فإنه يبعث إشارة مبكرة إلى أن ترمب جاد بشأن إجراء حوار مع إيران وعدم الركون إلى النهج الأكثر تشدداً الذي يفضله العديد من المحافظين في حزبه الجمهوري وكذلك إسرائيل.

ويظهر هذا مجدداً النفوذ الاستثنائي لمالك شركة تيسلا ومنصة إكس، بحضوره الدائم إلى جانب ترمب ومشاركته بالمكالمات الهاتفية للرئيس المنتخب مع زعماء العالم.

وفي ولايته الأخيرة، انسحب ترمب من الاتفاق النووي مع إيران الذي أبرم خلال عهد سلفه باراك أوباما، وسعى بدلاً من ذلك إلى اتباع سياسة «الضغوط القصوى» على طهران التي شملت إجبار الدول على عدم شراء النفط الإيراني.

لكن ترمب يقدم نفسه باعتباره رجل الصفقات، وخلال حملته الأخيرة أعرب عن انفتاحه على الدبلوماسية رغم دعمه المعلن لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي أمر بشن ضربات عسكرية على إيران تزامناً مع حرب إسرائيل على غزة.

وأعربت إيران، الخميس، عن رغبتها في إزالة «الغموض والشكوك» بشأن برنامجها النووي، مع تأكيدها أنها لن تفاوض تحت «الضغط والترهيب»، وذلك خلال استضافتها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، الذي رأى أن «العمل المشترك» مع طهران «يبعدنا عن الحرب».