القبض على عشرات من عناصر «داعش» في حملات أمنية بتركيا

بعد أسبوع من إعلان الرئيس التركي مقتل القرشي زعيم التنظيم

صورة موزعة من الداخلية التركية لعملية مداهمة على أحد أوكار «داعش»
صورة موزعة من الداخلية التركية لعملية مداهمة على أحد أوكار «داعش»
TT

القبض على عشرات من عناصر «داعش» في حملات أمنية بتركيا

صورة موزعة من الداخلية التركية لعملية مداهمة على أحد أوكار «داعش»
صورة موزعة من الداخلية التركية لعملية مداهمة على أحد أوكار «داعش»

ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية القبض على عشرات من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي في عمليات متزامنة في 23 ولاية مركزها مدينة ديار بكر في جنوب شرقي البلاد.

وقالت مصادر أمنية، الجمعة، إن مديرية الأمن في ديار بكر أطلقت بالتعاون مع جهاز المخابرات عملية لكشف أنشطة تنظيم «داعش» الإرهابي، أسفرت عن إصدار مكتب المدعي العام للولاية مذكرة توقيف بحق 92 مشتبهاً به في 23 ولاية في أنحاء البلاد.

وأضافت المصادر أن قوات مكافحة الإرهاب ألقت القبض على 74 مشتبهاً به، وتواصل جهودها للقبض على بقية المطلوبين.

في الوقت ذاته، أفادت النيابة العامة في العاصمة أنقرة، في بيان، بأنها أوقفت العشرات من عناصر «داعش»، بعد القبض عليهم في مداهمات على عدد من العناوين في أحياء مختلفة، تم خلالها ضبط أسلحة وذخيرة ومبالغ بالليرة التركية والدولار الأميركي.

كما أعلنت قيادة قوات الدرك في ولاية كيرشهير، وسط البلاد، القبض على 3 مشتبهين في عملية ضد تنظيم «داعش»»، وقررت محكمة مناوبة حبسهم على ذمة التحقيق.

وتواصل أجهزة الأمن التركية حملاتها المكثفة على خلايا تنظيم «داعش» الإرهابي، وألقت قوات مكافحة الإرهاب القبض على عشرات من عناصر التنظيم ممن انخرطوا في أنشطته أو في عمليات تمويله.

كانت قوات مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن إسطنبول، الأحد الماضي، ألقت القبض على 14 شخصاً في عملية استهدفت تنظيم «داعش»» الإرهابي، جرى خلالها القيام بمداهمات متزامنة في 12 عنواناً. كما قررت النيابة العامة توقيف 8 أشخاص من أصل 11 يشتبه بقيامهم بتحويل أموال مرات عدة بشكل غير قانوني إلى عناصر من «داعش» جمدت أصولهم بسبب الانتماء إلى التنظيم. ووجّهت النيابة إلى الموقوفين تهمتي «انتهاك قانون منع تمويل الإرهاب»، و«الانتماء إلى تنظيم إرهابي مسلح».

كانت قوات مكافحة الإرهاب التركية قد أوقفت، الخميس، 9 أجانب لارتباطهم بتنظيم «داعش» الإرهابي، وذلك من بين 11 إرهابياً صدر بحقهم أمر اعتقال من مكتب المدعي العام في العاصمة أنقرة.

ونفذت قوات مكافحة الإرهاب في أنقرة، الثلاثاء الماضي، عملية موسعة شملت 13 ولاية أخرى جرى خلالها القبض على 39 مشتبهاً به، في إطار تحقيقات يجريها مكتب المدعي العام في أنقرة في الهيكل الاقتصادي والمالي لتنظيم «داعش» الإرهابي.

وتجري السلطات التركية تحقيقات ضد من ثبت ارتباطهم بالبنية الاقتصادية والمالية لتنظيم «داعش» من قبل هيئة التحقيق في الجرائم المالية، ووفق تقارير التحليل الصادرة عن الهيئة لحركات الحسابات المصرفية، تبين استخدام حسابات من جانب المشتبه بهم في تمويل الأنشطة التنظيمية لـ«داعش»، ولمساعدة أسر عناصر التنظيم.

والأسبوع الماضي أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن المخابرات التركية نفذت عملية في جنديرس التابعة لمدينة عفرين، في شمال سوريا، قتلت خلالها زعيم تنظيم «داعش» أبو الحسين الحسيني القرشي، لكن أميركا قالت إنه لا أدلة على ما أعلنته تركيا.


مقالات ذات صلة

بين أنقرة ودمشق… مساع أردنية لإعادة بناء قدرات «سوريا الجديدة»

المشرق العربي قائد الجيش الأردني اللواء يوسف الحنيطي مستقبلاً وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة (التلفزيون الأردني)

بين أنقرة ودمشق… مساع أردنية لإعادة بناء قدرات «سوريا الجديدة»

هناك رأي داخل مركز القرار الأردني ينادي بدور عربي وإقليمي لتخفيف العقوبات على الشعب السوري و«دعم وإسناد المرحلة الجديدة والانتقالية».

محمد خير الرواشدة (عمّان)
المشرق العربي فيدان والصفدي خلال المؤتمر الصحافي في أنقرة (الخارجية التركية)

تنسيق تركي - أردني حول دعم المرحلة الانتقالية في سوريا... وعودة اللاجئين

أبدت تركيا توافقاً مع الأردن على العمل لضمان وحدة وسيادة سوريا ودعم إدارتها الجديدة في استعادة الاستقرار وبناء مستقبل يشارك فيه جميع السوريين من دون تفرقة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عبد القادر مؤمن

كيف أصبح ممول صومالي غامض الرجل الأقوى في تنظيم «داعش»؟

يرجّح بأن الزعيم الصومالي لتنظيم «داعش» عبد القادر مؤمن صاحب اللحية برتقالية اللون المصبوغة بالحناء بات الرجل الأقوى في التنظيم

«الشرق الأوسط» (باريس)
آسيا سائقو الشاحنات يتجمعون بجوار شاحنات إمدادات المساعدات المتوقفة على جانب الطريق في هانجو يوم 4 يناير 2025 بعد أن نصب مسلحون كميناً لقافلة مساعدات باكستانية (أ.ف.ب)

مقتل 6 أشخاص جرَّاء هجوم انتحاري جنوب غربي باكستان

لقي 6 أشخاص مصرعهم، وأصيب أكثر من أربعين بجروح، جراء هجوم انتحاري استهدف موكباً لقوات الأمن في منطقة تُربت، بإقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان.

الولايات المتحدة​ حاكم ولاية لويزيانا جيف لاندري (الثاني من اليمين) يتفقد شارع بوربون في الحي الفرنسي بنيو أورليانز بعد هجوم إرهابي في 1 يناير (أ.ف.ب)

منفذ هجوم الدهس في نيو أورليانز امتلك مواد تستخدم لصنع قنابل

أفاد مسؤولون في أجهزة الأمن بأن الرجل الذي صدم حشدا من المحتفلين برأس السنة في نيو أورليانز كان يمتلك في منزله مواد يشتبه في استخدامها لصنع قنابل.

«الشرق الأوسط» (نيو أورليانز)

قلق أميركي من سعي إيران لإعادة حضورها العسكري في سوريا

عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
TT

قلق أميركي من سعي إيران لإعادة حضورها العسكري في سوريا

عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

تخشى الولايات المتحدة من محاولات إيران لاستعادة حضورها العسكري في سوريا، بما في ذلك خط إمداد «حزب الله»، رغم سحبها الكبير لقواتها من الأراضي السورية بعد انهيار نظام الأسد، الشهر الماضي، في ضربة لاستراتيجيتها الإقليمية، وفقاً لمسؤولين غربيين وإقليميين.

وقال مسؤول أميركي رفيع لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن الانسحاب الإيراني من سوريا يمثل نهاية لجهود طهران الإقليمية لنشر النفوذ وشن حروب بالوكالة ضد أميركا وإسرائيل، حيث فر أعضاء في «فيلق القدس»، وتم تفكيك الميليشيات.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب، وأرسلت قوات من «الحرس الثوري» إلى سوريا؛ لمساعدة حليفها على البقاء في السلطة.

بدأت إيران بسحب قواتها بعد انهيار الجيش السوري في أواخر العام الماضي، في ظل ضربات إسرائيلية متواصلة، وكانت غاضبة من الأسد الذي ظل غائباً خلال صراعها مع إسرائيل.

وامتدت شبكة إيران في سوريا من الشرق لنقل الأسلحة والمقاتلين إلى حدود لبنان لتسليح «حزب الله».

وقال مسؤولون غربيون وعرب إن معظم المقاتلين المدعومين من إيران في شرق سوريا، بينهم ضباط من «الحرس الثوري»، فروا إلى القائم بالعراق، بينما هرب بعض الإيرانيين المقيمين في دمشق إلى طهران، ومقاتلو «حزب الله» عبروا إلى لبنان.

وقالت باربرا ليف، المسؤولة عن شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية، عن مغادرة القوات الإيرانية من سوريا: «إلى حد كبير، نعم... إنه أمر استثنائي».

الرئيس السوري بشار الأسد في لقاء مع وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته لسوريا في 2 ديسمبر 2024 (د.ب.أ)

وقالت ليف إن سوريا أصبحت الآن أرضاً معادية لإيران، وأضافت: «هذا لا يعني أنهم لن يحاولوا العودة، لكن الأوضاع هناك معادية للغاية».

وهاجم المرشد الإيراني، علي خامنئي، الأسبوع الماضي، الانتقادات لحضور إيران الإقليمي، قائلاً: «بعض الأشخاص بسبب افتقارهم للفهم وقلة الوعي والتحليل الصحيح للقضايا يقولون إن الدماء التي أريقت في سبيل الدفاع عن الأضرحة قد ذهبت هدراً». وأضاف: «هذا التصور خطأ كبير؛ لأنه لولا قتال الجنرال سليماني ومدافعي الأضرحة لما بقي أثر من المراقد المقدسة، سواء السيدة زينب أو حتى كربلاء والنجف».

وقال دبلوماسيون غربيون إن العسكريين الإيرانيين وحلفاءهم أُجبروا على ترك كمية كبيرة من المعدات والذخائر العسكرية في أثناء هروبهم، وجرى تدميرها لاحقاً بواسطة إسرائيل، أو تم الاستيلاء عليها من قبل «هيئة تحرير الشام» وجماعات أخرى.

وقال مسؤول سابق في «البنتاغون» إن انهيار نظام الأسد قلل من تأثير إيران في المنطقة، وقدرتها على دعم الجماعات المسلحة لتحقيق أهدافها الإقليمية.

في الأيام الأخيرة، أفادت تقارير بأن إيران حاولت زيادة شحنات النقود إلى «حزب الله» في لبنان، وتم تأخير وتفتيش رحلة دبلوماسية إيرانية لدى وصولها إلى بيروت.

صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني من سلامي خلال جلسة مغلقة حول سوريا ديسمبر الماضي

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن إيران ستسعى لإعادة الجسر البري، ولكن من غير المحتمل أن تسمح الحكومة السورية الجديدة لـ«الحرس الثوري» الإيراني بتجديد وجوده العسكري بسبب دعمه للأسد.

وفي نهاية ديسمبر (كانون الأول)، توقع خامنئي ظهور «قوة شريفة في سوريا»، قائلاً إن «الشباب الشجعان والغيارى في سوريا سيقومون بطرد إسرائيل».

ویخشی المسؤولون الأمیركيون من أن إيران قد تحاول إعادة نفوذها في سوريا على المدى الطويل، عبر تفعيل الشبكات القديمة، واستغلال عدم الاستقرار في البلد.

قال أندرو تابيلر، المدير السابق لسوريا في مجلس الأمن القومي: «هذا فشل كارثي لإيران. حجم الكارثة سيعتمد على ما إذا كانت سوريا ستظل موحدة»، وأضاف: «قد تجد إيران طريقاٌ للعودة بفضل الانقسامات الطائفية التي لا تزال غير محلولة في ظل النظام الجديد».