«سيرة الفيض العبثية»... الرواية بوصفها تأريخاً اجتماعياً

سردية منطقة صحراوية منذ نهايات القرن الـ19 حتى ستينات القرن الـ20

«سيرة الفيض العبثية»... الرواية بوصفها تأريخاً اجتماعياً
TT
20

«سيرة الفيض العبثية»... الرواية بوصفها تأريخاً اجتماعياً

«سيرة الفيض العبثية»... الرواية بوصفها تأريخاً اجتماعياً

في روايته الأحدث «سيرة الفيض العبثية»، الصادرة عن دار «الفرجاني» في القاهرة، يسعى الروائي الليبي صالح السنوسي لتأريخ مرحلة تاريخية ممتدة في سيرة منطقة «الفيض»، التي تقع بالقرب من مدينة بنغازي الليبية، متتبعاً سيرة هذه المنطقة الصحراوية وأهلها من «الفيضيين» الذين كانوا يعيشون على الرعي، في مجتمع فطري مترابط، له قوانينه الصارمة، بمعزل تماماً عن فكرة الدولة. كان الفيض بالنسبة لهم هو العالم بأسره، لا يرنون إلى مكان خارجه، بل إن مدينة بنغازي، أقرب المدن الليبية الكبيرة إليهم، كانت بالنسبة للكثيرين منهم عالماً مجهولاً، وكانوا يسمونها «البلاد»، ولم يسبق للكثيرين منهم زيارتها، خاصة من النساء اللائي كن يعشن ويمتن داخل حدود الفيض.

زمنياً، تتبع الرواية سيرة تلك المنطقة منذ نهايات القرن التاسع عشر، وحتى نهاية ستينات القرن العشرين، راصدة ما دار طوال هذه العقود من أحداث داخل حدود الفيض، الذي كان يتكون من أربعة نجوع. وفي الوقت ذاته، يشتبك تاريخ هذه المنطقة المعزولة عن العالم، بما يدور حولها من صراعات سياسية دولية ومحلية، وحروب عالمية طاحنة، حيث تلقي هذه الحوادث والكوارث السياسية الكبرى بظلالها القاتمة على حياة «الفيضيين»، الذين يبدون مسلوبي الإرادة تجاه التحولات السياسية الدولية، ولا يد لهم فيها، فنشوب الحروب وانتهاؤها ليس بيدهم، لكنهم يتحولون إلى وقود هذه المعارك. وعندما تهدأ نيران الحروب والصراعات السياسية، سرعان ما يعانون من آثار غضب الطبيعة وتقلباتها العنيفة، التي تصيب حياتهم في مقتل، بين أوبئة تنتشر بينهم، أو عواصف عاتية تسمم عليهم حياتهم وتقتل أغنامهم وتقتلع خيامهم البسيطة، أو مجاعات قاتلة تحصد منهم الكثيرين.

ثمة راوٍ عليم يمسك بزمام السرد من بدايته إلى نهايته، ويبدأ الحكاية من نهايتها، بعد أن تحول الفيض إلى مكان مقفر خال من الحياة، وبعد أن تشتت أهله، ومات منهم من مات، معلناً منذ المقطع الأول أن هذه الحيوات قد انقضت تماماً، ثم يبدأ في استعادتها عبر الاسترجاع، منذ بداية هذا الجيل الأخير الذي عاصر النهايات، وما مر بهم على مدار أكثر من نصف قرن، بادئاً بالتعريف بالفيض، وسبب تسمية هذه الأرض بهذا الاسم، حين كانت المياه تفيض إلى سهولها من الوديان المحيطة، وعارضاً للروايات المختلفة لنشأة الفيض وبداية الحياة فيه، وأول من بدأ تعمير هذه البقعة بالاستقرار فيها.

رغم أن الرواية تُعنى - بالأساس - بالتأريخ لهذه الجماعة البشرية، مآثر أفرادها، وأفراحهم وأتراحهم، زيجاتهم وعلاقاتهم الاجتماعية، تنافسهم وصراعهم، فنونهم وأساطيرهم، فإنها في الوقت ذاته لا تغفل التأريخ لتحولات النظام العالمي على مدار أكثر من ستين عاماً، وما عانته ليبيا من آثار الاحتلال الإيطالي، وكذا آثار الحرب العالمية الثانية، وانتهاء عصر الإمبراطورية البريطانية، وتشكل عالم ما بعد الحرب العالمية بقيادة القوتين العظمَيين: الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأميركية.

وتؤرخ الرواية كذلك لما شهدته دول الجوار من أحداث سياسية وعسكرية، مثل العدوان الثلاثي على مصر، والثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، فضلاً عن هزيمة السابع والستين، وانعكاس كل هذه التحولات والأحداث العالمية الكبرى على راعٍ بسيط يخرج بقطيع ماشيته باحثاً عن الكلأ في الوديان، أو على حياة امرأة عجوز مثل «سليمة الحضرية» التي فقدت شقيقيها في الحرب ضد الاستعمار الإيطالي، أو حياة «إمبارك الغجمة» الذي جنده الإيطاليون عنوة، ثم تحول إلى صفوف الإنجليز والحلفاء ليخوض معهم حربهم ضد دول المحور. وبعد انتهاء الحرب، ونجاته منها، عمل مع شركة بترول أميركية في التنقيب عن البترول في صحراء ليبيا، ليلقى حتفه في ميتة عبثية تحت أحد الحفارات في حادث في أثناء التنقيب.

لم تكن ميتة «إمبارك» وحده العبثية، بل سيرة الفيض كلها عبر هذه العقود، وهو ما بدا واضحاً منذ عنوان الرواية. ويتعمق هذا المعنى بعبثية سيرة الفيض وأهله مع توالي الأحداث، فهذه البقعة كانت بمثابة جنة لأهلها، يعيشون فيها على خيرات الطبيعة، خالقين عالماً يخصهم وحدهم، لهم أشعارهم وشعراؤهم، تاريخهم ومؤرخوهم، فنهم وغناؤهم وعازفوهم، ومصادر غذائهم، ونظامهم الاقتصادي البسيط القائم على المقايضة، وتراتبهم الطبقي والاجتماعي، وعائلاتهم وأنسابهم الاجتماعية، وقوانينهم وأعرافهم. كل هذا ينتهي إلى الزوال، فمع تدهور الحياة في الفيض، وجدب الحياة وقلة الأمطار، بدأت «سنوات النزوح الكبير»، وبحث الجميع عن أماكن أخرى للانتقال إليها ليتمكن من مواصلة الحياة، ومات الجميع غرباء في عزب الصفيح، وفي أكواخ على أطراف المدن المحيطة، وخاصة مدينة بنغازي، واستحال الفيض إلى أطلال خربة، وتحول «الفيضيون» إلى غرباء مشردين في الأحياء الفقيرة للمدن القريبة، وذابوا فيها، حتى انتهت الأجيال القديمة، وحلت محلها أجيال أحدث، تنتمي لهذه المدن، ولا تعرف شيئاً يذكر عن «الفيض» الذي كان، ولا عما كان فيه من حياة.

تبدو منطقة الفيض نموذجاً لعالم كامل تغرب شمسه، ونظام حياة تراجع لصالح أنظمة حياتية واقتصادية واجتماعية أزاحته إلى المجهول، فبدا كأن لم يكن، وكأنه لا أحد مر من هنا، لذا يبدو الراوي العليم - وربما من خلفه المؤلف نفسه، المولود في منطقة الفيض في عام 1949 - مسكوناً بفكرة استعادة المكان روائياً، واستعادة شخوصه، وتوثيق تلك الحياة التي كانت، جاعلاً من شخوص تلك البقعة المكانية، على بساطتهم الظاهرية، أبطالاً روائيين، مؤرخاً لهم ولحيواتهم، بما فيها من خرافات ومعتقدات وأهازيج وأمثال وحتى عديد. جعل كل ذلك الملمح الأنثروبولوجي واضح الحضور في المتن الروائي، فالرواية هنا ليست محض حكاية تُروى عن قوم كانوا يعيشون في منطقة ما من العالم، ودهستهم عجلة الحداثة، لكنها أقرب إلى التوثيق الأنثروبولوجي والتأريخ الاجتماعي لتلك الحياة الغابرة، التي كانت مفعمة بالحيوية.

وفق هذا التوجه الأنثروبولوجي الذي يهيمن على السرد، نتعرف على ثقافة سكان الفيض، التي اندثرت بنزوحهم وتشتتهم، ويعرف القارئ تاريخهم، كما يعرف ثقافتهم. مثلاً، رغم أمّيتهم، كان «تاريخ الفيضيين مليئاً بأسماء الشعراء الفحول في مختلف عصورهم، فهم يقتاتون على الشعر أكثر مما يقتاتون على الطعام»، ورغم ما يشاع عن انغلاق المجتمعات القبلية البدوية، كانت النساء في الفيض يتجولن بكامل الحرية، على عكس نساء المدن «المحبوسات في الحيشان ولا يخرجن منها»، كما كان للنساء في هذا المجتمع ما يشبه الحصانة الخاصة، فقد كان بيت «سليمة الحضرية» بمثابة الحرم الذي يأمن كل من يدخله، كما كان شعر الغزل مباحاً داخل الفيض.

وتُبرز الرواية تجليات الثقافة الشفاهية في هذا المجتمع القبلي، التي كانت جلية حتى في التقويم؛ إذ كانوا يؤرخون لحياتهم بكبار الحوادث التي عايشوها، مثل «عام الكرنتينا» أو «عام الطاعون»، وهي سمة شفاهية بامتياز. كما توثق الرواية بعض العادات الاجتماعية لتلك الجماعة البشرية، مثل «فك القيد» للأطفال، أو «التحجير» التي كانت سلطة مطلقة لابن العم، حين ترفض ابنة عمه الزواج منه، فيحكم عليها بالتحجير؛ أي يكون محظوراً عليها الزواج من أي شخص آخر إلا بإذن منه، فهو لا يتزوجها عنوة، ولكنه أيضاً يمنعها من الزواج من آخر، وهو حق مطلق له، لا ينازعه فيه أحد، حتى والد الفتاة.

«سيرة الفيض العبثية»، رواية مشغولة بحكي سيرة المكان، وسيرة شخوصه، مستفيدة من تقنية الحكاية الشعبية، لكنها أيضاً، في الوقت نفسه، مهمومة بالتوثيق والتأريخ الاجتماعي لهذه الجماعة البشرية، ومخزنها الثقافي والأنثروبولوجي.


مقالات ذات صلة

رواية عن الزنازين السورية

ثقافة وفنون رواية عن الزنازين السورية

رواية عن الزنازين السورية

في عمله الروائي الجديد «جدران تنزف ضوءاً»، ينقل الكاتب السوري الكردي ماهر حسن القارئ إلى قلب الزنازين السورية، حيث يتحول المكان الضيق إلى عالم متكامل

«الشرق الأوسط» (برلين)
الولايات المتحدة​ غلاف كتاب «كيرلس بيبول» Careless People (أناس مهمِلون) لسارة وين وليامز (أ.ب)

كتاب مثير للجدل لموظفة سابقة في «ميتا» يتصدر المبيعات في أميركا

تصدّر كتاب لموظفة سابقة في شركة «ميتا» يتناول بطريقة سلبية عدداً كبيراً من المسؤولين في المجموعة الأميركية بينهم مارك زوكربيرغ ، المبيعات في الولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
كتب  راي كيرزويل

آلاتٌ ذكية قد تنقذنا من غبائنا البشري

يبدو الذكاء الاصطناعي لمعظمنا لعبة فاوستية معاصرة مؤذِنة بانتهاء عصر الإنسان العاقل.

لطفية الدليمي
كتب قراءة جديدة في الثورة الجزائرية

قراءة جديدة في الثورة الجزائرية

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب «دراسات في ثورة التحرير الجزائرية» (1954 - 1962).

«الشرق الأوسط» (بيروت)
كتب «أرسطو في ثوبه العربي»... تجليات فلسفية في عصر العباسيين

«أرسطو في ثوبه العربي»... تجليات فلسفية في عصر العباسيين

يتناول كتاب «أرسطو في ثوبه العربي» الصادر عن دار «أقلام عربية» بالقاهرة للباحث د. عمار العساف تأثر الثقافة العربية في عصر العباسيين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

كونان أوبراين يتسلم «جائزة مارك توين للفكاهة»

TT
20

كونان أوبراين يتسلم «جائزة مارك توين للفكاهة»

في ليلةٍ سخر فيها أشخاص عدة من كون هذه آخر جائزة لمارك توين على الإطلاق، حرص الفائز كونان أوبراين على أن يُختتم الحفل في مركز «جون إف كيندي للفنون الأدائية» بنهايةٍ رائعة.

وقد تسلم أوبراين الجائزة عن مجمل أعماله الكوميدية ليلة الأحد، ولم يفته أن يتحدث عن الاضطرابات التي تُخيم على مستقبل المركز الثقافي في واشنطن.

وذكرت وكالة «أسوشييتد برس» أنه تم اختيار أوبراين، البالغ من العمر 61 عاماً، ليكون الفائز السادس والعشرين بـ«جائزة مارك توين» في منتصف يناير (كانون الثاني)، أي قبل نحو ثلاثة أسابيع من الانقلاب الذي أحدثه الرئيس دونالد ترمب على «مركز كيندي» بإقالة الرئيسة ديبورا روتر، التي شغلت المنصب لفترة طويلة، ورئيس مجلس الإدارة ديفيد روبنشتاين. أقال ترمب مجلس الأمناء واستبدل بهم موالين له انتخبوه رئيساً.

ونقلت الوكالة مقتطفات من كلمة الفائز أوبراين شكر فيها رئيس مجلس الإدارة المُقال روبنشتاين والرئيسة السابقة للمركز وروتر بشكل خاص؛ ما أثار تصفيقاً حاراً، وكذلك أشاد بموظفي «مركز كيندي» الذين، كما قال، كانوا «قلقين بشأن ما قد يحمله المستقبل». وأضاف أن مثال حياة مارك توين ومسيرته المهنية كان لهما صدى خاص في هذه اللحظة من التاريخ الأميركي. وقال أوبراين: «كان توين يكره المتنمرين... وكان يتعاطف بشدة مع الضعفاء. أحب توين أميركا، لكنه كان يعلم أنها تعاني عيوباً عميقة». ثم خرج شخص مقلداً لمارك توين من بين الجمهور. وبعد نقاش حاد مع أوبراين، انضم إليه على المسرح ورقص الاثنان ببطء لبعض الوقت. ثم انضم إليهما اثنا عشر مُقلداً آخرون لتوين، بالإضافة إلى آدم ساندلر، الحائز سابقاً «جائزة توين»، لتقديم أداء صاخب لأغنية نيل يونغ «روكين إن ذا فري وورلد» (ترجح في العالم الحر). اختتمت تلك النهاية الموسيقية ليلةً خيّم فيها غموض مصير «مركز كيندي» نفسه.

وذكرت الممثلة الكوميدية نيكي غلاسر قبل الحفل: «أعتقد أنه من الجنون عدم التطرق إلى المشكلة الجوهرية. الأمر واضحٌ الليلة. هذه الليلة تدور حول كونان، لكن يمكن أن يكون كلاهما». بمجرد بدء الاحتفالات، مازح أوبراين ستيفن كولبير قائلاً إن «مركز كيندي» قد أعلن عن عضوين جديدين في مجلس الإدارة: بشار الأسد، الرئيس السوري المخلوع، وسكيليتور، الشرير الخارق الخيالي. وأضاف جون مولاني مازحاً أن المبنى بأكمله سيُعاد تسميته قريباً بـ«جناح روي كوهن» تيمّناً بأحد مرشدي ترمب. وأطلقت سارة سيلفرمان الكثير من النكات عن ترمب، التي كانت بذيئةً جداً بحيث لا يمكن نشرها. وعند إعلان ترمب عن تغييرات «مركز كيندي»، نشر على وسائل التواصل الاجتماعي أن أولئك الذين طُردوا «لا يشاركوننا رؤيتنا لعصر ذهبي في الفنون والثقافة». يبقى أن نرى كيف ستتشكل هذه الرؤية، لكن ترمب تحدث عن رغبته في حجز المزيد من عروض برودواي هناك وطرح فكرة تكريم «مركز كيندي» للممثل سيلفستر ستالون والمغني وكاتب الأغاني بول أنكا. ودخل أوبراين، الذي لم تكن شخصيته الكوميدية سياسية بشكل خاص في هذه الدوامة.

وكان معروفاً عن أوبراين ميله إلى السخرية من نفسه، لكنه انخرط أيضاً في قضايا مجتمعية حساسة في بعض الأحيان. وقفز أوبراين إلى دائرة الضوء من الغموض شبه الكامل في عام 1993 عندما تم اختياره ليحل محل ديفيد ليترمان مقدماً لبرنامج «ليت نايت» على الرغم من عدم امتلاكه خبرة كبيرة أمام الكاميرا. وكان المحرر السابق لصحيفة «هارفارد لامبون» قد أمضى السنوات السابقة كاتباً في برنامجي «ساترداي نايت لايف» و«ذا سيمبسونز»، حيث ظهر أمام الكاميرا فقط كومبارساً خلفياً في مشاهد «ساترداي نايت لايف». واستمر في تقديم برنامج «ليت نايت» لمدة 16 عاماً، وهي مدة أطول من أي مقدم آخر. وتم اختيار أوبراين لاحقاً ليحل محل جاي لينو مقدماً لبرنامج «ذا تونايت شو»، لكن هذه التجربة انتهت بفشل علني. بعد سبعة أشهر، أعاد المسؤولون التنفيذيون في NBC تكليفه برنامجاً جديداً من شأنه أن يعيد برنامج «ذا تونايت شو». لكن أوبراين رفض قبول هذه الخطوة؛ ما أدى إلى خلاف علني انتهى بدفع ملايين الدولارات لأوبراين وموظفيه لمغادرة الشبكة في أوائل عام 2010. استمر أوبراين في تقديم برنامج حواري آخر على قناة الكابل TBS، بينما أطلق بودكاست وبرامج سفر ناجحة.

حظيت سلسلة رحلاته «كونان أوبراين يجب أن يرحل» بإشادة شعبية ونقدية، مع اقتراب موسم ثانٍ. وقد لاقى عرضه الأخير في حفل توزيع جوائز الأوسكار استحساناً كبيراً لدرجة أن المنتجين أعلنوا عن إعادته العام المقبل. عقب استيلاء ترمب على «مركز كيندي»، أعلن الكثير من الفنانين، بمن فيهم منتجو «هاميلتون» والممثلة والكاتبة إيسا راي، عن إلغاء عروضهم في المكان. واختار آخرون الأداء مع التعبير عن آرائهم المعارضة من على المسرح.

أعلن أوبراين مازحاً أن «مركز كيندي» قبل عضوين جديدين في مجلس الإدارة: بشار الأسد، الرئيس السوري المخلوع، وسكيليتور، الشرير الخارق الخيالي